فضل ليلة الإسراء والمعراج.. يوم عظيم أكثر من الطاعات
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
فضل ليلة الإسراء والمعراج، يبحث الكثير من الناس في هذه الأوقات حول فضل ليلة الإسراء والمعراج، ويتنمى كل فرد أن يستجيب الله لدعائه في هذه الليلة، يسعى الكل لمعرفة ما هو فضل ليلة الإسراء والمعراج، كي ينتهزوا هذا اليوم الفضيل في فعل الطاعات والدعاء إلى الله بما تطيب قلوبهم به.
فضل ليلة الإسراء والمعراج، والتي هي واحدة من أفضل الليالي للمسلمين حيث تحل فيها ذكرى هذه معجزة الإسراء والمعراج العظيمة، والتي كانت لها مكانة كبيرة في نفس النبي صلى الله عليه وسلم، ويعد فضل ليلة الإسراء والمعراج جليل لما تحتويه من مشاهد وأمور يصعب العقل البشري على استيعابها فهي أمور خارجة عن نطاق العقل البشري، ولذا لابد أن يكون المسلم إيمانه قوي وإلا فلن يدرك فضل ليلة الإسراء والمعراج.
فضل ليلة الإسراء والمعراج
فضل ليلة الإسراء والمعراج كبير لما لها من مكانة لدى النبي صلى الله عليه وسلم، بسبب أنها جاءت بعد فترة صعبة مرت عليه صلى الله عليه وسلم من إيذاء المشركين له، وإيذاء أهل الطائف له، وفاة زوجته خديجة وعمه أبو طالب، وهنا نتعرف معا على فضل ليلة الإسراء والمعراج.
-عرف النبي صلى الله عليه وسلم من خلال معجزة الإسراء والمعراج المؤمن الحق ومن هو عكس ذلك ممن إيمانهم ضعيف ومتزعزع، فهي بمثابة نقطة تحول في طريق الدعوة، أثبت من خلالها صدق نبوءة النبي.
- كرم الله عز وجل النبي بهذه المعجزة وأيده بها، فجعله يطلع على أمور غيبية لا يعلمها إلا الله، ورأى من آيات الله الكبرى، كما شاهد رسول الوحي جبريل على هيئته الحقيقية التي خلقها الله عليها، كما صعد به في السماوات العلى جبريل عليه السلام حتى وصل إلى سدة المنتهى كما ورد في صورة النجم قوله تعالى: (أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى* وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى* عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى*عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى* إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى* مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى* لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى)، كما كانت معجزة الإسراء والمعراج أيضا بمثابة دعم نفسي ومعنوي للنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة أحبابه وفراقهم والذين كانوا يصدون عنه الكثير من أذى المشركين.
-عرف أهل السماوات والأرض من خلال معجزة الإسراء والمعراج مكانة النبي صلى الله عليه وسلم عند الله وهي مكانة لم يسبق لأحد قبله أن حظي بها، وهذا يدل على رفعة النبي ومنزلته عند الله، وجاءت المعجزة أيضا تخفيفًا على النبي صلى الله عليه وسلم وجزاءً لصبره وتحمله على الإيذاء الذي كان يتعرض له أيما حل وارتحل من قبل الكفار وكارهي الدعوة الإسلامية.
-صلى النبي بالأنبياء جميعًا إمامًا بالمسجد الأقصى، وهذا يدل على عظمة هذا المسجد ومكانته عند الله، ودليل أيضا على أن النبي هو خاتم الأنبياء والمرسلين وشهيدًا على كافة البشر صلى الله عليه وسلم.
-من فضل ليلة الإسراء والمعراج أنها كانت بمثابة اختبار لصدق إيمان اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يأبه النبي نتيجة إخبار قومه بهذه المعجزة، من حيث ما إذا كان سيقابل بالصدق أو الرد، لأن ما حدث في هذه المعجزة هو بحد ذاته إعجاز يفوق تخيلات البشر وحساباتهم.
-نرى أيضا من فضائل ليلة الإسراء والمعراج، ثقة الصديق أبو بكر رضي الله عنه الكبيرة بالنبي صلى الله عليه وسلم، فعندما كذبه الكثيرون من أهل مكة وارتد مزعزعي الإيمان كان موقف أبو بكر يصدق كل قول يقوله النبي ولذلك لقب بالصديق.
-قد ثبت في معجزة الإسراء والمعراج عندما صلى النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء حدث هام، وهو أن كل الأنبياء والمرسلين يعبدون الله سبحانه وتعالى، فهم أخوة في الدين ولا فرق بين نبي وآخر فجميعهم يعبدون الله الواحد الأحد، وهذا أيضا دليل على مدى أهمية المسجد الأقصى والحفاظ عليه، والتأكيد على الهوية الإسلامية للقدس.
-من أعظم فضائل ليلة الإسراء والمعراج، هو فرض الله عز وجل للصلاة، فهي فرضت من فوق السماوات السبع، على عكس غيرها من العبادات والفروض التي فرضت عن طريق الوحي، وهذا دليل واضح على مدى أهمية الصلاة ومكانتها، ومن فضل ليلة الإسراء والمعراج أن الصلاة فرضت خمسون صلاة في اليوم ومن أجل التخفيف من قبل الله على عباده أصبحت خمس صلوات فقط.
-تهيئة النبي صلى الله عليه وسلم لما نفسيًا وجسديًا لما سيلاقه في ليلة الإسراء والمعراج من خلال شق صدره، وهو ما يتناسب مع رسالة النبي، فبعث الله جبريل عليه السلام فشق صدر النبي وغسله بماء زمزم وملأه حكمة وإيمانًا، وثبت ذلك في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل صلى الله عليه وسلم وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه، فشق عن قلبه، فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لامه، ثم أعاده في مكانه)، وهذا يدل على أن صلاح الجسد من صلاح القلب، فإذا صلح القلب صلح باقي الجسد، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب).
-كرم الله النبي صلى الله عليه وسلم بالبراق في ليلة الإسراء والمعراج، حيث جاء جبريل إلى النبي يحلمه على البراق، فأعز الله النبي وكرمه بدخول المسجد الأقصى راكبًا، ولما نزل النبي ربط البراق في الحائط آخذًا بالأسباب كي لا تفر، وهذا أمر طبيعي لا يتنافى إطلاقًا مع التوكل، والبراق دابة كسائر الدواب متوسطة الحجم بين الحمار والبغل
ليلة الإسراء والمعراج
الصلاة هي أفضل أعمال العبد في ليلة الإسراء والمعراج، فالصلاة أفضل ما يقرب العبد من ربه، حيث يتذلل العبد فيها لخالقه، ويعلن مدى ضعفه واحتياجه لله سبحانه وتعالى، ومن خلال الصلاة تتسع أما العبد الآفاق والقدرة الإلهية، ويبين الإنسان مدى فقره وضعفه وحاجته إلى الله ورحمته، وهي أعظم ما يزيل الحجب بين العبد وربه، فعندما تكون ساجدًا لا يكون بينك وبين الله حجاب، فتهل علامات الحب الإلهي على الروح وترى آثار النور الإلهي على النفس، كي يعيش الإنسان أكثر لحظات حياته من الإيمان والرضى.
ويستطيع العبد أن يعرج إلى ربه يوميًا من خلال الصلاة، حيث أن الصلاة ليًلا بمثابة إسراء، وأداء الصلاة في أماكن مختلفة بمثابة معراج، لأن التنقل بين الطاعات هو معراج يقرب العبد من ربه، حيث أن المعنى الحقيقي من المعراج هو اقتراب المخلوق من الخالق جل وعلا.
كما أن الصلاة تعيد الوعي للمسلم، ومحاولة لهجر الذنوب والمعاصي، والسعي للعودة إلى الله بنفس طاهرة وسليمة، فطرية خالية من الآثام والأسقام، كما نجد في الصلاة العزيمة للتخلي عن الذنوب والعادات السيئة، وتخليص الأنسان من قيود المادة والشهوة، والانفلات من القبح والتوجه إلى الله، فذلك يعتبر هجرة إلى الله، فعندما تعود إلى الله خمس مرات في اليوم والليلة للتخلص من ارتباطنا بالمادة، وقسوة قلوبنا، نجد أن الصلاة هي المكان الذي نطهر فيه أنفسنا ونتأمل في خيرها وصلاحها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ليلة الإسراء والمعراج معجزة الاسراء والمعراج النبی صلى الله علیه وسلم معجزة الإسراء والمعراج أن الصلاة إلى الله من خلال
إقرأ أيضاً:
أبواب العفاف كما أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الله سبحانه وتعالى أمر بعدم الخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبية إلا بطريقة آمنة، من باب العفاف، والمقصود بالخلوة هنا المكانُ الخاصُّ وليس المكان العام.
أبواب العفافوأوضح فضيلته أن معيار الخصوصية والعمومية هو وجوب الاستئذان من أجل النظر من عدمه؛ فالمكان الذي يجب علينا أن نستأذن للنظر إلى داخله، ولا يجوز أن ندخله إلا بعد الاستئذان، فهو مكانٌ خاص، والمكانُ الذي لا يحتاج إلى استئذان، كالطريق ووسائل النقل العامة والمساجد والمحلات العامة، فهو مكانٌ عام، ولا يسمَّى انفرادُ الرجل بالمرأة، أو المرأةُ بالرجل، فيه خلوةً، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول: «لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا كَانَثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ» (الترمذي في سننه).
وأضاف فضيلة الدكتور علي جمعة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بتحري العفاف في الكلام، فنَبَّه معاذًا فقال: «وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ - أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ - إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ» (الترمذي في سننه). وربنا يقول في سورة النساء: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} [النساء: 148]، ولكنه بعدها حثَّ على العفو فقال: {إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} [النساء: 149].
وأكد فضيلته أن النبي صلى الله عليه وسلم، نهى عن التسول والرشوة والسرقة، كما نهى عن السبِّ واللَّعن والفُحش والبذاءة، من باب العفاف، فقال: «مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ» (البخاري)، وقال: «لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي» (أورده أبو داود في سننه)، وقال: «إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَأَيْمُ اللَّهِ، لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا» (مسند الإمام أحمد)، وقال: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِطَعَّانٍ، وَلَا بِلَعَّانٍ، وَلَا بِالْفَاحِشِ الْبَذِيءِ» (مسند الإمام أحمد).
العفاف
وأشار فضيلته إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم علمنا أيضًا البُعد عن الشبهات؛ فعن عليِّ بنِ الحسينِ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أتته صفيةُ بنتُ حُيَيٍّ، فلمَّا رجعت انطلق معها، فمرَّ به رجلان من الأنصار، فدعاهما فقال: «إِنَّمَا هِيَ صَفِيَّةُ». قالا: سبحان الله! قال: «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنِ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ» (البخاري)، كما أنه علَّمنا وأمرنا بالبعد عن مواطن الفتن، فقال: «وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ» (البخاري).
ونبه فضيلة الدكتور علي جمعة على أن هذا كلُّه من العفاف في الظاهر والسلوك، أمَّا العفاف في الباطن والمفاهيم فله حديثٌ آخر، قد يكون أهمَّ وأعمقَ من عفاف الظاهر الذي هو في غاية الأهمية في نفسه، وأرى أن فقدَنا للعفاف الظاهر والباطن يُسَبِّب كثيرًا من اختلاف المعايير والرؤى، ويُحْدِث الفجوات، بل إنني لا أُبالغ إذا قلت إن عدم العفاف يَسُدُّ بابَ استجابة الدعاء من ناحية، ويُوقِع الضغينةَ بين الناس من ناحية أخرى، وبالجملة يُغَبِّش على القلب، الذي هو مهبطُ الرحمات الربانية، أن يرى الحقَّ حقًّا والباطلَ باطلًا.