كتبت- نور العمروسي:

استقبلت الدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة، وفد الوكالة الكورية للتعاون الدولي في مصر (كويكا) برئاسة جين يونج كيم وممثلي صندوق الأمم المتحدة للسكان بهدف تبادل الخبرات ومناقشة سبل التعاون بين الجانبين خلال الفترة القادمة كما شهد اللقاء حضور الأستاذة انجي اليماني المديرة الوطنية لبرنامج الشمول المالي بالمجلس.

ورحبت "مرسي"، بوفد الوكالة الكورية للتعاون الدولي في مصر وتحدثت عن الخدمات التي يقدمها المجلس لتمكين وحماية المرأة مثل برامج الشمول المالي والتثقيف المالي وريادة الأعمال، مشيرة إلي جهود مكتب شكاوي المرأة بالمجلس في دعم السيدات اللاتي تتعرضن للعنف بمختلف أشكاله.

كما أشارت إلى "الوحدة المجمعة لحماية المرأة من العنف" التي تتبع مجلس الوزراء، ومقرها الرئيسى في نطاق القاهرة الكبرى وتحدثت عن أهدافها وآليات عملها والجهات المشاركة بها مؤكدة سعيها لإنشاء تلك الوحدة في مزيد من محافظات الجمهورية لتخدم أكبر عدد من السيدات.

فيما أكدت جين يونج كيم حرص الحكومة الكورية أيضًا على مساندة ضحايا العنف من النساء وتوفير الخدمات اللازمة لهن واستعرضت مواصفات الوحدة المجمعة لمناهضة العنف ضد المرأة في كوريا وأهدافها وآليات تنفيذها وعبرت عن سعادتها بتبادل الخبرات بين الجانبين.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: كأس الأمم الإفريقية معرض القاهرة الدولي للكتاب أسعار الذهب الطقس مخالفات البناء سعر الدولار انقطاع الكهرباء فانتازي الحرب في السودان طوفان الأقصى سعر الفائدة رمضان 2024 مسلسلات رمضان 2024 الدكتورة مايا مرسي المجلس القومي للمرأة وفد الوكالة الكورية طوفان الأقصى المزيد

إقرأ أيضاً:

ليلى خالد... المرأة التي هزّت سماء العالم


محمد بن أنور البلوشي

 

حين يُذكر اسم ليلى خالد، لا يُذكر كاسمٍ عابرٍ في دفاتر التاريخ، بل كرمزٍ للثورة والصمود والجرأة الفائقة. هي ليست مجرد امرأة فلسطينية عادية؛ بل أيقونة نضالية قلبت مفاهيم القوة والضعف، واستطاعت في لحظة أن تجعل العالم كله يلتفت إلى قضية شعبها. ولدت ليلى خالد في مدينة حيفا عام 1944، تلك المدينة الساحلية الفلسطينية التي غادرتها مع عائلتها بعد النكبة عام 1948، حين طُرد آلاف الفلسطينيين من بيوتهم وأراضيهم ليعيشوا مرارة اللجوء والحرمان.

منذ طفولتها، حملت ليلى في قلبها فلسطين كحلم لا يفارقها، كقصة تحكيها لنفسها قبل النوم، وكشمس تشرق في كل صباح تدعوها إلى الحرية. انخرطت في العمل الوطني مبكرًا، فانضمت إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، رافعة شعار "لا بد للحق أن يعود مهما طال الزمن". كانت تؤمن أن النضال ليس حكرًا على الرجال، وأن للمرأة دورًا أساسيًا في المقاومة وصناعة التاريخ.

في عام 1969، نفذت ليلى خالد عملية اختطاف طائرة تابعة لشركة TWA" " الأمريكية، وكانت متجهة من روما إلى تل أبيب. في تلك اللحظة، أصبحت ليلى حديث الصحف والإذاعات العالمية. لم يكن الهدف من اختطاف الطائرة قتل الأبرياء، بل كان هدفًا سياسيًا بحتًا: لفت أنظار العالم إلى القضية الفلسطينية، والتأكيد على أن الفلسطينيين شعب له قضية عادلة يجب ألا تُنسى. وقفت ليلى، في تلك اللحظة، تحمل سلاحها في الطائرة، لكنها كانت تحمل في قلبها رسالة شعبها قبل أي شيء آخر.

الغريب في قصة ليلى خالد هو اختفاء الطائرات الإسرائيلية في تلك الفترة. كانت إسرائيل قد تباهت بتفوقها الجوي وبقدرتها على السيطرة على السماء، لكن فجأة، في خضم العمليات الفدائية، بدأت بعض الطائرات تختفي من الرادارات، وتتأخر في العودة إلى قواعدها. ربط بعض المحللين تلك الظاهرة بالخوف النفسي والاضطراب الأمني الذي تسببت به عمليات المقاومة، خاصة بعدما أيقن الطيارون أن السماء لم تعد حكرًا لهم، وأن هناك مقاومين يستطيعون الوصول إلى قلب المطارات وخطف الطائرات نفسها.

بعد تلك العملية، تم اعتقال ليلى في لندن، لكنها أُفرج عنها بعد فترة قصيرة في صفقة تبادل أسرى. لم تتراجع ليلى عن مواقفها، بل ازدادت إيمانًا بعدالة قضيتها. عادت لتنفذ عملية اختطاف أخرى عام 1970، هذه المرة مع رفيقها النضالي باتريك أرغويلو، على متن طائرة شركة "إل عال" الإسرائيلية. لم تنجح تلك المحاولة بالكامل، إذ تم اعتقالها مرة أخرى، لكنها أصبحت أكثر شهرة، وصارت صورة وجهها بالكوفية رمزًا عالميًا للمقاومة والثورة.

تُجسد ليلى خالد حالة فريدة من الإصرار والإيمان. لم تكن تحب فلسطين حبًا عاديًا، بل عشقًا مقدسًا تجاوز كل الحدود، جعلها تضحّي بحياتها الشخصية وحريتها من أجل وطنها. في كل مقابلة صحفية أو حديث عام، كانت تكرر: "لن أعود إلى بيتي في حيفا إلا ومعي كل اللاجئين الفلسطينيين". هذه الجملة وحدها كانت كفيلة بأن تحفر اسمها في ذاكرة كل عربي وكل إنسان حر.

عاشت ليلى حياة مليئة بالتحديات والمطاردات، لكنها لم تنكسر. بمرور السنوات، صارت رمزًا نسويًا عالميًا، وصورةً حية للمرأة التي تكتب التاريخ لا بالحبر فقط، بل بالفعل والتضحية. حتى اليوم، ترى في عينيها بريق الأمل، تسمع في كلماتها نداء العودة، وتحس في قلبها ذلك النبض الفلسطيني الأصيل الذي لا يهدأ.

قصة ليلى خالد ليست مجرد فصل في كتاب المقاومة، بل مرآة تعكس عظمة الإنسان عندما يقف في وجه الظلم، كيفما كانت إمكانياته. هي دليل حي على أن الإيمان بالقضية يمكن أن يجعل من امرأة شابة، خرجت من مخيمات الشتات، صوتًا يزلزل العواصم ويجعل الطائرات تختفي من السماء خوفًا من جرأتها.

ليلى خالد علمتنا جميعًا درسًا أبديًا: أن الوطن ليس مجرد قطعة أرض، بل هو كرامة وهوية وحلم لا ينطفئ. وعلّمتنا أن المرأة قادرة على حمل السلاح والقلم معًا، قادرة على رسم خريطة الوطن بحروفها ودمائها، وأن الحق، مهما تآمر العالم عليه، لا يموت.

بهذه القصة، تبقى ليلى خالد أيقونة الأمل، وشمسًا لا تغيب عن سماء فلسطين.

 

مقالات مشابهة

  • ليلى خالد... المرأة التي هزّت سماء العالم
  • ما حكم الصلاة للمرأة عند زيادة مدة حيضها عن عادتها الشهرية؟ دار الإفتاء تجيب
  • الأمير يناقش مع رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة جوانب دعم وتمكين المرأة في القطاع النفطي
  • يناديها سالينتي .. من هي المرأة التي تفهم ترمب أكثر من نفسه؟
  • تعزيزًا لدور المرأة في الاستحقاقات المقبلة.. مفوضية الانتخابات تبحث مع هيئة أممية سبل التعاون
  • رئيسة القومي للمرأة تبحث مع سفير دولة كندا تعزيز العلاقات الثنائية
  • محافظ البنك المركزي المصري يستقبل نظيره الصيني ويشهدان توقيع 3 مذكرات للتعاون المشترك
  • محافظ البنك المركزي يستقبل نظيره الصيني ويشهدان توقيع 3 مذكرات للتعاون المشترك
  • قوافل إتقان الصلاة لرفع الوعي الديني لدي السيدات تنهي عملها بالمنوفية
  • عروس الدلتا.. محافظ الغربية يستقبل قيادات المهرجان القومي للمسرح