اليوم العالمي للأخوة الإنسانية| أبوظبي تحتفي بأول وثيقة إنسانية في العصر الحديث.. وشيخ الأزهر: بادرة أمل للخروج من الأزمة
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
تحل في 4 من فبراير 2024، ذكرى اليوم العالمي للأخوة الإنسانية والذي اعتمدته الأمم المتحدة عام 2020، تخليدًا لذكرى وثيقة الأخوة الإنسانية، التي وُقعت عام 2019 من قِبل اثنين من أهم الرموز الدينية في العالم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، بالعاصمة الإماراتية أبوظبي.
وقد وُلِدت فكرةُ وثيقة الأُخُوَّةِ الإنسانيَّةِ، وجرى العَمَلُ عليها بإخلاصٍ وجديَّةٍ؛ لتكونَ إعلانًا مُشتَركًا عن نَوايا صالحةٍ وصادقةٍ من أجل دعوةِ كُلِّ مَن يَحمِلُونَ في قُلوبِهم إيمانًا باللهِ، وإيمانًا بالأُخُوَّةِ الإنسانيَّةِ أن يَتَوحَّدُوا، ويَعمَلُوا معًا من أجلِ أن تُصبِحَ هذه الوثيقةُ دليلًا للأجيالِ القادِمةِ، يَأخُذُهم إلى ثقافةِ الاحترامِ المُتبادَلِ، في جَوٍّ من إدراكِ النِّعمةِ الإلهيَّةِ الكُبرَى التي جَعلَتْ من الخلقِ جميعًا إخوةً.
الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أكد في كلمته السابقة إبان احتفالية اليوم العالمي للأخوة الإنسانية العام الماضي، أن ما يجتاح المجتمعات البشرية في الشرق والغرب من موجات القلق والتوتر، وصراع التعصب والكراهية، وازدراء الإنسان لأخيه الإنسان إذا ما اختلف عنه: ثقافة أو دينا أو لونا أو عنصرا، والحروب التي بدأت تدور رحاها بين شعوب ودول كبرى وصغرى، وغيرها من التحديات الإنسانية كان وراء ميلاد «وثيقة الأخوة الإنسانية».
وأشار إلى أن «وثيقة الأخوة الإنسانية» لا تزال، وستظل، تمثل بادرة أمل - للخروج من «الأزمة» الإنسانية، التي يمر بها عالمنا اليوم، وذلك لما تتضمنه من التذكير بضرورة العودة إلى رحاب الإيمان بالله، وتعاليم الأديان التي حملها الرسل والأنبياء إلى البشرية جميعا، والتي تدور على معنى التسامح والتعايش والسلام، والتأكيد على أهمية الحوار بين الأديان، وانفتاح الثقافات وتلاقحها، وذلك في سياق إنساني بحت يرسخ حق الاختلاف على مستوى الفرد في سياق مصلحة الإنسان، وحقه في العيش الكريم الآمن.
وأعرب شيخ الأزهر عن أمله أن تؤتي وثيقة الأخوة الإنسانية، ثمارها يوما بعد يوم، وأن تبلغ غايتها، وتحقق هدفها النبيل، موضحا أن السبيل لتحقيق ذلك يكون من خلال وضع تلك الوثيقة موضع البحث والتأمل والنقد، في المدارس والجامعات والمنظمات التربوية والسياسية: الإقليمية منها والدولية، وحين تقترب من دوائر اتخاذ القرار، بحسبانها أحد أدوات الدبلوماسية الحديثة، وحين يتحمل ممثلو الأديان ورموزها وعلماؤها ورجالها مسؤوليتهم الخلقية والتاريخية في تعزيز السلم والأخوة والتعايش بين الناس، مشيدا بأنموذج دولة تيمور الشرقية التي اعتمدت وثيقة الأخوة الإنسانية وثيقة وطنية، ووضعتها ضمن المناهج الدراسية في جميع مدارسها وجامعاتها.
ولفت فضيلة الإمام الأكبر إلى أنه وبالرغم من أن مسيرة الأخوة الإنسانية مليئة بالتحديات والصعاب، لكن النوايا الصالحة والعمل الجاد الذي تجسده اليوم جائزة زايد للأخوة الإنسانية يمثل بارقة أمل ومصدر تشجيع لكل محبي الخير والسلام.
وقدم الإمام الطيب، الشكر، لكل من ساهم في العمل على هذه الجائزة التي أضحت منصة عالمية لتقديم نماذج مضيئة تنضم إلى مسيرة الأخوة الإنسانية، وتدعم جهودهم للاستمرار في تخفيف معاناة الضعفاء والمظلومين والفقراء من أجل عيش أكثر سلاما وعدلا وإخاء.
كما أكد البابا فرنسيس بابا الفاتيكان إن الأخوة الإنسانية إحدى القيم الأساسية والعالمية التي ينبغي أن تستند إليها العلاقات بين الشعوب، لئلا يشعر المحرومون أو أولئك الذين يعانون بأنهم مستبعدون ومنسيون، بل أنهم محتضنون ومدعومون كجزء من الأسرة البشرية الواحدة، ويتعيّن علينا جميعًا، أن نشاطر مشاعر الأخوة المتبادلة بيننا، وأن نعمل على تعزيز ثقافة السلام، التي تشجع بدورها التنمية المستدامة والتسامح والاندماج والتفاهم المتبادل والتضامن.
وتابع البابا فرنسيس: “نعيش تحت قبة السماء الواحدة، بغض النظر عن مكان إقامتنا وطريقة عيشنا، وبمعزل عن لون البشرة والدين والطبقة الاجتماعية والجنس والعمر والظروف الصحية والاقتصادية، فجميعنا مختلفون ولكننا جميعًا متشابهون كما أثبته لنا زمن الجائحة هذ.، مصرحا “لا نجاة لمن يعمل بمفرده! لا نجاة لمن يعمل بمفرده! نعيش جميعًا تحت قبة السماء الواحدة، وينبغي علينا نحن، كمخلوقات الله وباسمه تعالى، أن نعترف بأننا أخوة وأخوات. ونحن نضطلع بدور كمؤمنين ينتمون إلى تقاليد دينية مختلفة، يتمثّل هذا الدور في مساعدة إخواننا وأخواتنا على الارتقاء بنظرهم وصلواتهم إلى الرب، فلنرفع أعيننا إلى السماء، لأن من يعبد الله بقلب صادق يرنو بالمحبة إلى قريبه أيضًا".
وأكد بابا الكنيسة الكاثوليكية أن الأخوة الإنسانية تقودنا إلى الانفتاح على الجميع وأن نتبيّن في الآخر أننا كلنا أخوة، لنتشارك الحياة ونمد يد العون لبعضنا البعض، ولنحبّ الآخرين ونتعرّف عليهم، وأنه قد حان الوقت اليوم للسير سويًا، دون الإحالة إلى الغد أو إلى مستقبل قد لا يكون، قائلا: "اليوم، حان الوقت المناسب للسير على خطى واحدة: مؤمنون وأصحاب النوايا الحسنة كافة، معًا، إنه يوم ميمون لنمسك بيد الآخر، ونحتفل بوحدتنا في التنوّع، الوحدة في التنوّع – لنقلْ للجماعات والمجتمعات التي نعيش فيها أن زمن الأخوة قد حلّ علينا، وأنه من الضروري أن نتضامن مع بعضنا البعض، وليس هناك وقت للشعور باللامبالاة، فإما نكون إخوةً أو ينهار كل ما من حولنا. وهذا ليس مجرد تعبير أدبي مأساوي بل هي الحقيقة! إما أن نكون إخوةً أو ينهار كل ما من حولنا"، مشيرا إلى أن الأخوة هي الحل للقضاء على الحروب، وتدمير الشعوب، وحرمان الأطفال من الغذاء، وتراجع مستوى التعليم، مشددا على أننا نشهد دمارا، فإما نكون إخوةً أو ينهار كل ما من حولنا، وليس الوقت مناسبًا للنسيان.
وأوضح البابا فرنسيس أن طريق الأخوة طريق طويل وصعب، لكنه قارب النجاة للإنسانية جمعاء، فنحن نواجه صفّارات الإنذار العديدة والأوقات المظلمة ومنطق الصراع براية الأخوة التي تحتضن الآخر وتحترم هويته وتحثّه على درب مشترك، لسنا سيّان بل نحن أخوة، ولكل منّا شخصيته وفرديته.
نقلة حضارية في العلاقات البشريةيقول وكيل الأزهر الدكتور عبدالرحمن الضويني: «ستظل وثيقة الأخوة الإنسانية، بما تحمله من مبادئ سامية وقيم نبيلة، خيرَ ملهم للباحثين عن السلام، في ظل عالم يعاني قسوة الحروب والصراعات؛ لتكون بمثابة نقلة حضارية في العلاقات البشرية، وركيزة للتعاون المشترك الذي لا يطغى فيه شطر على الآخر، ولا تضيع فيه قيم العدل والمساواة والحرية، وتُحفظ فيه حقوق الفقراء والمنكوبين والشعوب الأكثر احتياجًا».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وثيقة الأخوة الإنسانية شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب البابا فرنسيس وثیقة الأخوة الإنسانیة البابا فرنسیس جمیع ا
إقرأ أيضاً:
بأول أيام عيد الأضحى .. شروط الأضحية الصحيحة والعيوب التي تفسدها
يبحث المواطنون باول يوم لعيد الاضحى المبارك عن الشروط الشرعية للأضحية، حرصا على نيل الأجر والثواب، وتعزيز قيم التكافل والتراحم بين الناس، في واحدة من أعظم الشعائر الدينية التي يرتبط بها المسلمون خلال هذه الأيام المباركة.
وتعد الأضحية من أبرز الشعائر التي شرعها الإسلام في عيد الأضحى، من خلال الضحية وتوزيع جزء من لحومها على الفقراء والمحتاجين، في مشهد يعكس أسمى معاني الرحمة والتضامن الاجتماعي.
وقد أمر الإسلام بالأضحية لما لها من دور في تقوية الروابط بين أفراد المجتمع، وإدخال السرور على قلوب الفقراء في هذه الأيام المباركة.
ما هي الأضحية في الإسلام؟الأضحية هي ما يذبح من بهيمة الأنعام في أيام النحر، وهي: الإبل والبقر والغنم (الضأن والماعز)، ابتغاء وجه الله تعالى.
ويبدأ وقت الذبح الشرعي للأضحية بعد الانتهاء من أداء صلاة عيد الأضحى مباشرة، ويستمر حتى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، أي الثالث عشر من شهر ذي الحجة.
ويشترط أن تكون الأضحية خالصة لوجه الله، وأن توزع لحومها بنية القربى، على الفقراء والأقارب والجيران، تعزيزا لمعاني التكافل والمودة بين المسلمين.
الشروط الشرعية لصحة الأضحيةحددت الشريعة الإسلامية عددا من الشروط التي يجب توافرها لصحة الأضحية، من أبرزها:
أن تكون من بهيمة الأنعام، وهي الإبل أو البقر أو الغنم (الضأن والماعز).
أن تبلغ السن الشرعي المقرر شرعا: ستة أشهر على الأقل للضأن، وسنة للماعز، وسنتان للبقر، وخمس سنوات للإبل.
أن تكون خالية من العيوب الظاهرة المؤثرة على صلاحيتها.
أن يتم الذبح خلال الوقت الشرعي المحدد، من بعد صلاة العيد وحتى مغيب شمس ثالث أيام التشريق.
أن يقوم بالذبح شخص مسلم، بالغ، عاقل، ويستحضر نية القربة إلى الله أثناء الذبح.
أجمع العلماء على وجود عيوب تمنع من صحة الأضحية وتفقدها مشروعيتها، أبرزها:
العور البين: مثل فقدان البصر الكامل أو وجود ضعف شديد فيه.
المرض الظاهر: كالحمى أو أي مرض يؤثر على صحة الحيوان أو جودة لحمه.
العرج البين: وهو العرج الذي يمنع الحيوان من المشي بصورة طبيعية.
الهزال الشديد: وهو الضعف العام الذي يقلل من لحم الحيوان ويفقده القدرة على الحركة.
العيوب الجسدية: مثل قطع جزء من الأذن أو الذيل أو وجود كسور في الأطراف أو القرون.
الاضطرابات العصبية: وتشمل السلوك العدواني غير المعتاد أو فقدان الاتزان، أو أي علامات على وجود خلل عصبي.
تهدف الشريعة الإسلامية من خلال هذه الاشتراطات إلى تعظيم شعيرة الأضحية، وضمان تقديم أفضل ما يملكه المسلم من بهيمة الأنعام، بعيدا عن الغش أو التقصير.
وتعد الأضحية وسيلة لتقوية الروابط الاجتماعية من خلال توزيع لحومها على المحتاجين، وتجسيدا لقيم الرحمة والتكافل التي حث عليها الإسلام، في مشهد يعكس أجواء العيد الحقيقية.