ChatGPT يضع علامات رقمية على صور DALL-E 3 للمساعدة في مكافحة المعلومات الخاطئة
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
في العصر الذي يستخدم فيه المحتالون الذكاء الاصطناعي التوليدي للاحتيال على الأموال أو تشويه سمعة الأشخاص، تبتكر شركات التكنولوجيا طرقًا لمساعدة المستخدمين على التحقق من المحتوى - على الأقل الصور الثابتة، للبدء بها. كما تم الإعلان عنه في استراتيجية المعلومات الخاطئة لعام 2024، تقوم OpenAI الآن بتضمين بيانات تعريف المصدر في الصور التي تم إنشاؤها باستخدام ChatGPT على الويب وDALL-E 3 API، مع حصول نظيراتها المحمولة على نفس الترقية بحلول 12 فبراير.
تتبع البيانات التعريفية المعيار المفتوح C2PA (تحالف مصدر المحتوى والأصالة)، وعندما يتم تحميل إحدى هذه الصور إلى أداة التحقق من بيانات اعتماد المحتوى، ستتمكن من تتبع نسب مصدرها. على سبيل المثال، ستعرض الصورة التي تم إنشاؤها باستخدام ChatGPT بيان بيانات التعريف الأولي الذي يشير إلى أصل DALL-E 3 API الخاص بها، متبوعًا ببيان بيانات التعريف الثاني الذي يوضح ظهورها في ChatGPT.
على الرغم من تقنية التشفير الرائعة وراء معيار C2PA، فإن طريقة التحقق هذه لا تعمل إلا عندما تكون البيانات الوصفية سليمة؛ لن تكون الأداة ذات فائدة إذا قمت بتحميل صورة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي بدون بيانات وصفية - كما هو الحال مع أي لقطة شاشة أو صورة تم تحميلها على وسائل التواصل الاجتماعي. ومن غير المستغرب أن عينات الصور الحالية الموجودة على صفحة DALL-E 3 الرسمية عادت فارغة أيضًا. في صفحة الأسئلة الشائعة الخاصة بها، تعترف OpenAI بأن هذه ليست حلاً سحريًا لمعالجة حرب المعلومات الخاطئة، ولكنها تعتقد أن المفتاح هو تشجيع المستخدمين على البحث بنشاط عن مثل هذه الإشارات.
في حين أن أحدث جهود OpenAI لإحباط المحتوى المزيف تقتصر حاليًا على الصور الثابتة، فإن DeepMind من Google لديه بالفعل SynthID لوضع العلامات المائية رقميًا على كل من الصور والصوت الناتج عن الذكاء الاصطناعي. وفي الوقت نفسه، تقوم Meta باختبار العلامات المائية غير المرئية عبر مولد الصور AI الخاص بها، والذي قد يكون أقل عرضة للتلاعب.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
نماذج الذكاء الاصطناعي وإعادة صياغة الظهور الرقمي
شهد العالم الرقمي خلال العقدين الماضيين هيمنة كبيرة لمفهوم تحسين محركات البحث SEO (Search Engine Optimization) بوصفه الأداة الأساسية لرفع ترتيب المواقع الإلكترونية في نتائج البحث التقليدية، مثل: جوجل وبينغ وغيرها، حيث كان الهدف الرئيس هو الظهور في الصفحة الأولى وزيادة عدد الزيارات. غير أنّ هذا المفهوم، الذي شكّل حجر الأساس للتسويق الرقمي لسنوات طويلة، يكاد يتندثر لكي يحل محله مصطلح جديد وهو GEO (Generative Engine Optimization) فمع انتشار نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية، مثل: محركات الإجابة الذكية والمساعدات الرقمية، لم يعد المستخدم يبحث فقط عن روابط، بل أصبح ينتظر إجابة مباشرة، مختصرة، وموثوقة، ومدعومة بعدد من الروابط التي يمكنه التحقق من صحة المعلومة من خلالها. من هنا، بدأ يظهر مفهوم GEO أو تحسين الظهور في محركات الذكاء الاصطناعي التوليدية.
بحيث يرتكز SEO تقليديًا على تحسين الكلمات المفتاحية، وبناء الروابط، وتحسين سرعة الموقع وتجربة المستخدم، بهدف إرضاء خوارزميات محركات البحث. أمّا GEO فينطلق من منطق مختلف؛ إذ يسعى إلى جعل المحتوى قابلًا للفهم والاقتباس من قبل نماذج الذكاء الاصطناعي نفسها، بحيث يتم تضمينه داخل الإجابات التوليدية التي تقدمها هذه المحركات للمستخدمين وما يجب التأكيد عليه هو أن التحول من SEO إلى GEO لا يعني نهاية الأول، بل يعكس توسّعًا في فلسفة الظهور الرقمي. فالمحتوى اليوم لم يعد يُقيَّم فقط بمدى ترتيبه، بل بمدى موثوقيته، ودقته، وعمقه، وسياقه. إذ نجد أن محركات الذكاء الاصطناعي تميل إلى تفضيل المحتوى الواضح، المنظّم، المدعوم بالبيانات، والمكتوب بلغة تحليلية تساعدها على استخلاص المعرفة وإعادة إنتاجها.
في هذا السياق، أصبح على المؤسسات الإعلامية، والمواقع الإخبارية، والكتّاب، والخبراء، إعادة النظر في طريقة إنتاج المحتوى. بحيث لم يعد السؤال: كيف أظهر في نتائج البحث؟ بل أصبح: كيف أكون مصدرًا تُحيل إليه محركات الذكاء الاصطناعي عند توليد الإجابات؟
إنّ الانتقال من SEO إلى GEO يمثّل انتقالًا من منطق المنافسة على "الترتيب" إلى منطق المنافسة على "المصداقية والمعرفة". وهو تحوّل يفرض تحديات كبيرة، لكنه في الوقت نفسه يفتح آفاقًا جديدة أمام الصحافة الرقمية العربية لتثبيت حضورها كمصدر موثوق في فضاء المعلومات العالمي.