لبنان ٢٤:
2025-10-16@06:12:25 GMT

أيّ هواجس تقلق بكركي من التفاوض المشبوه؟

تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT

أيّ هواجس تقلق بكركي من التفاوض المشبوه؟


كتبت سابين عويس في" النهار": لعلها المرة الأولى التي ترفع فيها بكركي مستوى التصعيد في خطابها السياسي منذ فترة طويلة، رغم العظات الشديدة اللهجة لسيدها مع صباح كل أحد، عندما تناولت ملف الحدود البرية، موجّهة تحذيراً غير مسبوق من المفاوضات المتصلة الحدود اللبنانية مع اسرائيل طارحة الملف من زاويتين تحملان دلالات فائقة الأهمية، أسقطت في الأولى شرعية أي مفاوضات يمكن أن تقوم بها الدولة في غياب رئيس الجمهورية، وشككت في الثانية في ما وصفته بالترسيم المشبوه للحدود.


تتمسك بكركي اليوم وأكثر من أي وقت مضى في حقها في رفع الصوت عالياً والتحذير من مغبة مسار التهميش المسيحي، خصوصاً بعدما لمست في حركة الحج الدولية للموفدين الدبلوماسيين تغييباً للموقع المسيحي، حيث تقتصر الزيارات الرسمية للموفدين على رئاستي المجلس والحكومة. وقد يكون ذلك مبرراً بروتوكولياً في ظل شغور موقع الرئاسة، ولكنه غير مبرر في استبعاد بعض المواقع في القيادات المسيحية التي من شأنها أن تملأ شيئاً من الفراغ، وإن لم يكن في شكل رسمي، لكنه يتيح على الأقل للموفدين الدوليين الاستماع إلى وجهة النظر المسيحية من الملفات المطروحة، خصوصاً ملف الرئاسة الذي يعني الشارع المسيحي قبل كل شيء.

بدا واضحاً من بيان المطارنة أن الرسالة ليست إلى الداخل فقط، أي إلى الحكومة التي ستتولى بموجب الدستور إبرام أي اتفاق أو معاهدة دولية، بفعل دور رئيس الحكومة إلى جانب رئيس الجمهورية من جهة، ودور مجلس الوزراء مجتمعاً في تولي صلاحيات الرئيس في حال الشغور، أو إلى الحزب الذي يتفرد اليوم بقرار التفاوض في المقعد الخلفي للحكومة، بل تستهدف الخارج أيضاً الذي يسعى إلى إنجاز مفاوضات ليس للمسيحيين فيها أي كلمة، حتى لو كان هذا الملف في يد صاحب النفوذ والقرار، أي "حزب الله" الطرف الرئيسي في المواجهة مع إسرائيل على الحدود، وصاحب الكلمة الأخيرة في الحل هناك. ولعل المقصود اليوم وإن في شكل غير مباشر الولايات المتحدة التي أوفد رئيسها كبير مستشاريه آموس هوكشتاين لإدارة ملف تثبيت الحدود، وهو يواصل مهمته بعيداً عن الإعلام ويعد الاتفاق ليكون جاهزاً عندما يحين وقت وقف الصواريخ والجلوس على الطاولة. ولعل هذا ما يفسر لجوء بكركي إلى الكلام عن "ترسيم مشبوه"، باعتبار أن الحكومة لا تقود التفاوض، كما أنه لا كلام علنياً عن مفاوضات جارية، بل وساطة مكوكية أميركية بين بيروت وتل أبيب، محصورة بنودها وشروطها بين الاسرائيليين من جهة والحزب ومن يدور في فلكه من الحلفاء من جهة أخرى. ولا يبدو حتى الآن أن للجيش وقيادته أي دور، كما يُفترض أن تجري الأمور، من خلال اللجنة الثلاثية بالرعاية الأممية، لأن ما يحصل ليس ترسيماً بل تثبيت لحدود معتدى عليها إسرائيلياً ولكن معترف بها دولياً ومسجلة في الأمم المتحدة!

تدرك بكركي أنها ليست في الموقع الذي يتيح لها التغيير في المعادلات الجارية، باعتبار أنها مرجعية روحية للطائفة المارونية، ولكنها في ظل غياب المرجعية المارونية الأعلى المكلفة تولي هذه المسؤولية تسعى إلى ملء فراغ أفرزه تعطيل انتخاب الرئيس والتشتت بين الزعامات المسيحية. وهي بذلك، ترمي من وراء رفع الصوت إلى ممارسة أقصى درجات الضغط من أجل تقديم أولوية انتخاب الرئيس على ملف المفاوضات، على نحو يتيح إنجاز الاستحقاق، بحيث يتولى الرئيس المنتخب إدارة التفاوض والتوقيع إلى جانب رئيس حكومة غير مستقيلة، تماماً كما حصل عند توقيع اتفاقية الترسيم البحري إبان عهد الرئيس الأسبق ميشال عون.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

عاجل | فحوى الوثيقة التي وقعها الوسطاء في شرم الشيخ: ندعم جهود الرئيس ترمب لإنهاء الحرب وتحقيق سلام دائم

فحوى الوثيقة التي وقعها الوسطاء في شرم الشيخ:

ندعم جهود الرئيس ترمب لإنهاء الحرب وتحقيق سلام دائم سنعمل على تطبيق الاتفاق بما يضمن السلام والأمن والاستقرار السلام الدائم هو الذي تنعم فيه جميع الأطراف بالازدهار لا يمكن لأي مجتمع أن يزدهر عندما يصبح العنف طبيعيا

مقالات مشابهة

  • نوّه بالدور الاجتماعي والثقافي الذي يؤديه.. أمير الحدود الشمالية يطّلع على التقرير السنوي لنادي وزارة الداخلية
  • الخارجية الأمريكية تتغنى بترامب: "رئيس السلام الذي أنهى 8 حروب خلال 8 أشهر"
  • الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي..رجل الدولة الذي سبق عصره
  • الرئيس «راجولينا» يهرب من القصر.. ما الذي يجري في مدغشقر؟
  • عاجل | فحوى الوثيقة التي وقعها الوسطاء في شرم الشيخ: ندعم جهود الرئيس ترمب لإنهاء الحرب وتحقيق سلام دائم
  • ترامب: أشكر الرئيس السيسي على المقاتلات الحربية التي اصطحبتنا فور دخول الأجواء المصرية
  • ترامب: أشكر الرئيس السيسي الذي يقود دولة تمتد حضارتها 6 آلاف سنة
  • الرئيس اللبناني: لا بد من التفاوض مع اسرائيل لحلّ المشاكل العالقة بين الطرفين
  • رئيس لبنان يدعو للتفاوض مع إسرائيل لحل المشاكل وتجنب الدمار
  • الرئيس اللبناني: "لا بد من التفاوض" مع اسرائيل لحلّ المشاكل العالقة