قام الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة باللجوء لتقنيات الذكاء الاصطناعي للمرة الأولى بهدف إسقاط المسيّرات ورصد أنفاق حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ومع ذلك، فإن استخدام هذه التقنيات يثير مخاوف بشأن دور الأسلحة ذاتية التشغيل في الحروب.


استخدام الذكاء الاصطناعي لاجتياح غزة

ألمح الجيش الإسرائيلي في الشهر الماضي إلى أهداف استخدام هذه التقنيات، حيث أشار المتحدث باسم الجيش، دانيال هغاري، إلى أن القوات الإسرائيلية تعمل "بالتوازي فوق الأرض وتحتها".

أكد مسؤول عسكري أن هذه التقنيات تستخدم في المقام الأول لإسقاط المسيّرات التي تستخدمها الفصائل الفلسطينية، بالإضافة إلى رسم خرائط لشبكة الأنفاق في القطاع المحاصر.

تم تطوير هذه التقنيات الجديدة من قبل شركات إسرائيلية في قطاع التكنولوجيا، الذي يعاني من تداعيات الحرب المستمرة في غزة لعدة أشهر. يسهم هذا القطاع في الاقتصاد المحلي بنسبة 18 في المئة، ولكن بعد اندلاع الحرب في أكتوبر الماضي، استدعيت 8 في المائة من القوة العاملة في هذا القطاع للخدمة العسكرية.

يشير آفي هاسون، رئيس شركة "ستارت آب نايشن سنترال" في مجال التكنولوجيا، إلى أن الحرب في غزة، على الرغم من المخاطر التي تنطوي عليها، توفر فرصًا لاختبار التقنيات الجديدة في هذا المجال، يقول: "تم استخدام تقنيات لم يسبق استخدامها في ساحات المعركة والمستشفيات خلال هذه الحرب".

ومع ذلك، تثير هذه التقنيات قلقًا لدى المنظمات الحقوقية، خاصةً في ظل العدد الكبير من الضحايا المدنيين، الذين يشكلون الغالبية العظمى من ضحايا الحرب في القطاع الفلسطيني المحاصر.

تقول ماري ويرهام، خبيرة في قسم الأسلحة في منظمة هيومن رايتس ووتش، إننا نواجه أسوأ حالة ممكنة من حيث القتل والمعاناة، وتسهم التقنيات الجديدة جزئيًا في هذا الوضع.

في ديسمبر الماضي، أيدت أكثر من 150 دولة قرارًا للأمم المتحدة يعبّر عن "تحديات ومخاوف جدية" فيما يتعلق بالتقنيات العسكرية الجديدة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي وأنظمة الأسلحة ذاتية التشغيل.


الحرب على غزة

في السابع من أكتوبر، اندلعت حرب في غزة بعد هجوم غير مسبوق من قبل حماس على جنوب إسرائيل، وقد أسفرت هذه الحرب عن مقتل أكثر من 1160 شخصًا، معظمهم من السكان المدنيين.

تقول إسرائيل إن نحو 132 رهينة لا يزالون محتجزين في غزة، وتشير تقديرات إلى أن 29 منهم قد قتلوا. تثير تقنيات الدفاع الإسرائيلية قلقًا لدى منظمات حقوق الإنسان بسبب العدد الكبير من الضحايا المدنيين.

ردت إسرائيل على الهجوم بحملة قصف شديدة تلتها عملية برية واسعة النطاق في القطاع، مما أدى إلى مقتل نحو 27940 شخصًا، وغالبيتهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة، واستشهاد استخدام الطائرات المسيرة بشكل مكثف في الحرب، مما جعل الهجمات الجوية أسهل وأقل تكلفة.

تم عرض لقطات لهجوم غزة في السابع من أكتوبر تظهر استخدام حماس للطائرات المسيرة لإسقاط قنابل على آليات عسكرية. في المقابل، عملت إسرائيل على تطوير تقنيات لصد الطائرات المسيرة.

وتستخدم القوات الإسرائيلية لأول مرة تقنية المناظير المعززة بالذكاء الاصطناعي التي طورتها شركة "سمارت شوتر"، وهي تستخدم في الأسلحة مثل البنادق والرشاشات. تساعد هذه التقنية الجنود في التصدي للطائرات المسيرة التي تستخدمها حماس بشكل متزايد، وتجعل كل جندي قناصًا حتى لو كان ضعيف البصر.

تستخدم تقنية أخرى مسيّرات قادرة على رمي الشباك على المسيّرات الأخرى لتعطيلها، وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن الولايات المتحدة، الداعم الرئيسي لإسرائيل سياسيًا وعسكريًا في هذه الحرب، بدأت تدريب جنودها على استخدام تقنية "سمارت شوتر" لصد الطائرات المسيرة. تستخدم هذه التقنية بشكل متزايد منذ اندلاع حرب غزة من قبل فصائل مسلحة تعارض الولايات المتحدة، وتستهدف قواعد تضم جنودًا أمريكيين الاستخدام المتزايد للطائرات المسيرة في الصراعات الحديثة تحديًا كبيرًا للدول والقوات المسلحة. تتطور التقنيات المستخدمة لصد الطائرات المسيرة باستمرار، وتشمل تقنيات مثل الرادار، والمناظير المعززة بالذكاء الاصطناعي، والأنظمة المضادة للطائرات المسيرة، وتكنولوجيا التشويش الإلكتروني.

مع ذلك، فإن استخدام الطائرات المسيرة لا يقتصر على المجموعات المسلحة فقط، بل يمكن استخدامها أيضًا في أعمال التجسس والاستطلاع، والرصد البيئي، والإغاثة الطبية، والتصوير الجوي، والتسليم السريع، وغيرها من الاستخدامات السلمية. لذلك، تتحدث الدول والمنظمات الدولية عن ضرورة وضع إطار قانوني وأخلاقي للتحكم في استخدام الطائرات المسيرة، وضمان أنها تستخدم بطرق متوافقة مع القانون الدولي وحقوق الإنسان.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الفصائل الفلسطينية حركة المقاومة الإسلامية حماس الضحايا المدنيين اندلاع الحرب تقنيات الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي الجيش الإسرائيلى غزة فلسطين قطاع غزة الذکاء الاصطناعی الطائرات المسیرة للطائرات المسیرة هذه التقنیات التقنیات ا فی غزة

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يساعد في رعاية أكثر فعالية في الطوارئ

يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد فرق أقسام الطوارئ على توقع المرضى الذين سيحتاجون إلى دخول المستشفى بشكل أفضل، قبل ساعات من الموعد الحالي لوصولهم، وفقًا لدراسة في مستشفيات عدة أجراها نظام صحي في نيويورك.
من خلال إخطار الأطباء مسبقًا، قد يُحسّن هذا النهج رعاية المرضى وتجربتهم، ويُقلل من الاكتظاظ و"الإقامة" (عندما يُدخل المريض ولكنه يبقى في قسم الطوارئ لعدم توفر سرير)، ويُمكّن المستشفيات من توجيه الموارد إلى حيث تشتد الحاجة إليها.
من بين أكبر التقييمات المستقبلية للذكاء الاصطناعي في حالات الطوارئ حتى الآن، الدراسة التي نُشرت في العدد الإلكتروني الصادر في 9 يوليو من مجلة Mayo Clinic Proceedings: Digital Health.
في هذه الدراسة، تعاون الباحثون مع أكثر من 500 ممرض وممرضة في أقسام الطوارئ عبر نظام الرعاية الصحية المكون من سبعة مستشفيات. وقاموا معًا بتقييم نموذج تعلّم آلي مُدرّب على بيانات من أكثر من مليون زيارة سابقة للمرضى. على مدى شهرين، قاموا بمقارنة التوقعات، التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، مع تقييمات الفرز الخاصة بالممرضين لمعرفة ما إذا كان الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في تحديد حالات القبول المحتملة في المستشفى في وقت أقرب بعد وصول المريض.
يقول المؤلف الرئيسي للدراسة جوناثان نوفر، ممرض مسجل ونائب رئيس التمريض وخدمات الطوارئ "أصبح اكتظاظ أقسام الطوارئ أزمة وطنية، تؤثر على كل شيء بدءًا من نتائج المرضى ووصولًا إلى الأداء المالي. تستخدم قطاعات مثل شركات الطيران والفنادق الحجوزات للتنبؤ بالطلب والتخطيط. في قسم الطوارئ، لا توجد حجوزات. هل يمكنك تخيل شركات طيران وفنادق بدون حجوزات، تعتمد فقط على التوقعات والتخطيط بناءً على الاتجاهات التاريخية؟ مرحبًا بكم في عالم الرعاية الصحية".
يضيف نوفر "كان هدفنا هو معرفة ما إذا كان الذكاء الاصطناعي، جنبًا إلى جنب مع مدخلات ممرضاتنا، يمكن أن يُساعد في تسريع تخطيط القبول، وهو نوع من الحجز. لقد طورنا أداة للتنبؤ باحتياجات القبول قبل تقديم الطلب، مما يوفر رؤىً من شأنها أن تُحسّن بشكل جذري كيفية إدارة المستشفيات لتدفق المرضى، مما يؤدي إلى نتائج أفضل".
اقرأ أيضا... الذكاء الاصطناعي يكشف خطر الإصابة بالسكري قبل الأعراض
أظهرت الدراسة، التي شملت ما يقرب من 50 ألف زيارة مريض في مستشفيات ماونت سيناي الحضرية والضواحي، أن نموذج الذكاء الاصطناعي يعمل بكفاءة في بيئات المستشفيات المتنوعة هذه. ومن المثير للدهشة أن الباحثين وجدوا أن الجمع بين التنبؤات البشرية والآلية لم يعزز الدقة بشكل كبير، مما يشير إلى أن نظام الذكاء الاصطناعي وحده كان مؤشرًا قويًا.
يقول الدكتور إيال كلانج، المؤلف الرئيسي المشارك في الدراسة ورئيس قسم الذكاء الاصطناعي التوليدي "أردنا تصميم نموذج لا يقتصر على الأداء الجيد نظريًا فحسب، بل يدعم أيضًا عملية اتخاذ القرارات في الخطوط الأمامية للرعاية الصحية".
وتابع "من خلال تدريب الخوارزمية على أكثر من مليون زيارة مريض، سعينا إلى رصد أنماط ذات معنى يمكن أن تساعد في توقع حالات الدخول إلى المستشفى في وقت أبكر من الطرق التقليدية. تكمن قوة هذا النهج في قدرته على تحويل البيانات المعقدة إلى رؤى آنية وقابلة للتنفيذ للفرق السريرية، مما يتيح لها التركيز بشكل أقل على الخدمات اللوجستية وأكثر على تقديم الرعاية الشخصية والرحيمة التي لا يستطيع تقديمها إلا البشر".
ورغم أن الدراسة اقتصرت على نظام صحي واحد على مدى شهرين، يأمل الفريق أن تكون النتائج بمثابة نقطة انطلاق للاختبارات السريرية المباشرة في المستقبل. وتتضمن المرحلة التالية تطبيق نموذج الذكاء الاصطناعي في سير العمل في الوقت الفعلي وقياس النتائج، مثل تحسين تدفق المرضى، والكفاءة التشغيلية.
يقول روبي فريمان، المؤلف الرئيسي المشارك "لقد شجعتنا رؤية قدرة الذكاء الاصطناعي على الاعتماد على نفسه في وضع تنبؤات معقدة. ولكن، وعلى نفس القدر من الأهمية، تُسلط هذه الدراسة الضوء على الدور الحيوي لممرضينا، حيث شارك أكثر من 500 ممرض وممرضة بشكل مباشر، مما يُظهر كيف يمكن للخبرة البشرية والتعلم الآلي أن يعملا جنبًا إلى جنب لإعادة تصور تقديم الرعاية".
هذه الأداة لا تهدف إلى استبدال الأطباء؛ بل إلى دعمهم. من خلال التنبؤ بحالات الدخول مبكرًا، يمكن منح فرق الرعاية الوقت الذي تحتاجه للتخطيط والتنسيق، وفي نهاية المطاف تقديم رعاية أفضل. من المُلهم أن نرى الذكاء الاصطناعي يبرز ليس كفكرة مستقبلية، بل كحل عملي وواقعي يُشكله الأشخاص الذين يقدمون الرعاية يوميًا.
عنوان الورقة البحثية هو "مقارنة التعلم الآلي وتنبؤات الممرضين لحالات دخول المستشفيات في نظام رعاية طوارئ متعدد المواقع".
مصطفى أوفى (أبوظبي)

أخبار ذات صلة قطاع الذكاء الاصطناعي في أبوظبي يسجل نمواً سنوياً بنسبة 61% "أبوظبي للدفاع المدني" تعزز منظومتها بالذكاء الاصطناعي عبر شراكة استراتيجية مع مجلس "أبحاث التكنولوجيا"

مقالات مشابهة

  • يصاب بالتسمم باستشارة من «الذكاء الاصطناعي»
  • الذكاء الاصطناعي يساعد في رعاية أكثر فعالية في الطوارئ
  • أبوظبي تكتب قصة نجاح في الذكاء الاصطناعي
  • بدقة تصل إلى 90%.. أبوظبي توظّف تقنيات متقدمة لرسم خرائط مواطن الموائل البيئية
  • نائب محافظ سوهاج يُطلق مبادرة «سوهاج Ai» لتأهيل الشباب في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني
  • عبيدات يكتب ( توظيف الذكاء الاصطناعي في قطاع النقل العام )
  • أبرز اتجاهات الذكاء الاصطناعي التوليدي في 2025
  • إطلاق CharGPT5 في خطوة نحو الذكاء الاصطناعي الفائق
  • الجدل الاقتصادي في شأن الذكاء الاصطناعي (3- 5)
  • 40% من الوظائف مهددة.. تحذيرات دولية من تأثير الذكاء الاصطناعي