يسلط سياسي إصلاحي في طهران الضوء على اتجاه مثير للقلق حيث تمارس الأقلية المتشددة تأثيرًا غير متناسب على مصير الأمة الإيرانية بأكملها.
وشدد غلام رضا ظريفيان، الناشط السياسي البارز، في مقابلة  مع موقع روداد 24 على أن هذه الأقلية الاستبدادية تشكل تحديا سياسيا كبيرا من خلال الترويج لأجندات متطرفة، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تقويض رأس المال الاجتماعي للحكومة.


وأكد ظريفيان أنه بعد مرور أربعة عقود على الثورة الإسلامية عام 1979، ما زال المحافظون الإيرانيون مستمرين في تجاهل الدروس التاريخية، وهم يتشبثون بالاعتقاد بأنهم مكلفون إلهيًا بإملاء مسار مصير إيران، وتغرس هذه العقلية شعورًا بالدونية بين السكان، الأمر الذي يحول إيران من دولة دفعت الثورة الدستورية في عام 1905 إلى دولة خالية من التأثير على مستقبلها، وهو ما يرجع إلى حد كبير إلى احتكار النخبة المحافظة للسلطة.
ومع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في الأول من مارس، تسود حالة من اللامبالاة العامة بين السكان، خاصة بعد منع مئات المرشحين الموالين للنظام من الترشح دون سبب واضح. 
وفي غياب المنافسة الحقيقية، على الأقل بين ساسة النظام، يدرك الجميع أن المتشددين سيفوزون بالتصويت.
وقال ظريفيان إن المزاج العام يشبه نفس الشعور بالنقص بين الناس الذي أدى إلى سقوط النظام الملكي ووصول إيران إلى السلطة في إيران عام 1979. 
وأوضح: في ظل النظام الملكي، كان هناك مظهر مجتمع حديث في إيران، حيث تم فصل السلطات الثلاث للحكومة عن بعضها البعض، ولكن تم تجاهل تصويت الشعب في تعزيز الديناميكيات السياسية للمجتمع، في ذلك الوقت، قوضت أقلية مصالح الأمة، وفرضت قلة مختارة إرادتها على المجتمع بأكمله.
وقال ظريفيان إنه بعد مرور خمسة وأربعين عاما على الثورة، عادت الأمة الإيرانية مرة أخرى إلى نفس الوضع، مضيفا أن الفرق هو أن الطبقة الحاكمة في الجمهورية الإسلامية هذه المرة لا تدعم أيا من حقوق المجتمع.
وفي معرض حديثه عن العملية الانتخابية المعيبة، حثت شخصية إصلاحية أخرى، وهو رسول منتج نيا، الحكومة إما على ضمان إجراء انتخابات حرة ونزيهة أو إعادة تسمية إيران لتعكس حكمها الديني. 
وانتقد الفحص المتحيز للمرشحين، مؤكدا على التفاوت الصارخ بين توقعات الناس والممارسات الانتخابية القديمة للحكومة.
وقال إن الإيرانيين متقدمون على حكومتهم بكثير ويضحكون على الطريقة المتخلفة التي تجرى فيها الانتخابات، في اشارة الى الأكاذيب التي قالها المسؤولون للشعب خلال الـ 45 عاما الماضية. 
وأضاف: "لقد عاملنا الناس بطريقة أننا إذا أخبرناهم أن الوقت قد طلع، فإنهم يقتنعون بأن هذا هو الليل بالتأكيد". وقال رجل الدين إن الفحص التعسفي للمرشحين من قبل مجلس صيانة الدستور لم يترك أي أثر للديمقراطية في إيران.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: طهران إصلاحي فی إیران

إقرأ أيضاً:

ما أهمية سيطرة الجيش السوداني على منطقة العطرون الإستراتيجية بدارفور؟

الخرطوم- "ضربة قاصمة لظهر مليشيا الدعم السريع" هكذا وصف قادة ميدانيون ومحللون عسكريون تحدثوا للجزيرة نت استعادة الجيش السوداني لمنطقة العطرون الإستراتيجية بولاية شمال دارفور، صباح أمس، مؤكدين أنها تمثل نقطة تحول حاسمة في مسار الحرب التي اندلعت في 15 أبريل/نيسان 2023.

وتتحكم منطقة العطرون الواقعة بمحلية المالحة في أقصى شمال ولاية شمال دارفور بمحور صحراوي حيوي، يربط بين الولاية الشمالية وشمال دارفور، ويمتد نحو المثلث الحدودي الذي يربط السودان وليبيا وتشاد، كما يوجد بها مطار، مما يجعلها نقطة عبور رئيسية للإمدادات العسكرية.

وقال مصطفى تمبور، والي ولاية وسط دارفور، ورئيس حركة تحرير السودان للجزيرة نت إن "الانتصارات الكاسحة التي حققتها القوات المسلحة الباسلة والقوات المساندة في منطقة العطرون الإستراتيجية بشمال دارفور جعلت الطريق سالكا نحو مدينة الفاشر لفك حصارها".

وأفاد أن هذا الانتصار يمهد كثيرا لتقدم القوات نحو ولايات غرب وجنوب وشرق ووسط دارفور، لضمها قريبا لحضن الوطن، وأضاف "نبشر شعبنا الأبي بأن إنهاء التمرد بات قريبا، وكل المؤشرات تدل على ذلك".

معتصم صالح: استعادة العطرون يقطع أحد أهم خطوط إمداد المليشيا (مواقع التواصل) قطع خطوط الإمداد

قال معتصم أحمد صالح، الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة السودانية، التي شاركت باستعادة منطقة العطرون من قبضة قوات الدعم السريع، للجزيرة نت، إن "استعادة السيطرة على المنطقة من قبل القوات المسلحة السودانية والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح -المتحالفة مع الجيش- يُعد تحولا إستراتيجيا في مسار الحرب".

إعلان

وأفاد بأن فقدان الدعم السريع لمنطقة العطرون يعني حرمانها من أحد أهم خطوط الإمداد اللوجستي، مما يضعف قدرتها على المناورة والتحرك في شمال وغرب دارفور ودعم جيوبها في شمال غرب كردفان.

وأكد معتصم أن القوات المسلحة السودانية والقوة المشتركة تستطيع من خلال السيطرة على منطقة العطرون "مراقبة التحركات العسكرية للمليشيا في المنطقة، وقطع طرق إمدادها القادمة من ليبيا وتشاد، مما يُسهم في تقليص نفوذها في الإقليم".

وقال إن أهمية العطرون كمنطقة إستراتيجية تُحدد موازين القوى في دارفور، "وتُشكل نقطة تحول كبرى ضمن الخطط الرامية لفك الحصار عن الفاشر، وهزيمة قوات الدعم السريع في غرب كردفان، ودحرها في دارفور".

نور الدائم طه: الجيش السوداني والقوة المشتركة كسروا عمود الدعم اللوجستي والاستخباراتي للدعم السريع (مواقع التواصل) استعادة مباغتة

وأكد نور الدائم طه، مساعد رئيس حركة جيش تحرير السودان، التي يرأسها حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، أن السيطرة على منطقتي المالحة والعطرون تمثل "ضربة إستراتيجية قاصمة" لقوات الدعم السريع ولمن يقف خلفها إقليميا.

وقال نور الدائم الذي شاركت قواته الجيش السوداني باستعادة منطقة العطرون للجزيرة نت، إن هذه المناطق التي تم تحريرها لم تكن مجرد نقاط إمداد، "بل كانت ممرات حيوية لتهريب السلاح، والمرتزقة واستهداف السودان عبر الحدود الليبية".

واعتبر أن ما جرى هو "كسر فعلي لعمود الدعم اللوجستي والاستخباراتي الذي اعتمدت عليه المليشيا، وإغلاق لأحد أخطر المنافذ التي استُخدمت لإغراق السودان بالفوضى"، وأضاف "الرسالة واضحة، وهي أن السودان ليس ساحة مستباحة، والجيش والقوة المشتركة ماضون في حماية الدولة السودانية من الانهيار".

ورأى مراقبون أن الاستعادة المباغتة للجيش السوداني والقوة المشتركة لمنطقة العطرون الإستراتيجية تعني السيطرة بشكل كامل على مفاصل الحركة عبر الصحراء الغربية، وعلى نقطة تجمع المقاتلين القادمين من خارج السودان للقتال بجانب الدعم السريع، وهو ما يمنح القوات المسلحة والقوة المشتركة الأفضلية في الميدان.

إعلان سيطرة كاملة

تقع منطقة العطرون في قلب الصحراء بشمال دارفور، وهي أرض منخفضة يوجد بها مطار قديم يصلح لاستقبال طائرات الشحن التجارية والمسافرين. و يرى المحلل العسكري والعميد المتقاعد بالجيش السوداني إبراهيم عقيل مادبو أن هذا الموقع جعل لها بعدا إستراتيجيا، كونها تُشكل ملتقى وتقاطع طرق لـ3 دول.

وقال العميد مادبو للجزيرة نت، إن سيطرة الجيش على المالحة والعطرون تمثل انفتاحا على مناطق الصحراء الأخرى مثل بئر راهب وواحة النخيلة، وقفلا لمنطقة المثلث الحدودي، وإعلانا للسيطرة الكاملة على الصحراء والحدود مع ليبيا.

وأضاف "وبذلك يتم قطع كل طرق الإمداد على المليشيا، التي كانت تستغل عدة بوابات، وتقوم بجلب الإمداد اللوجستي والمرتزقة".

وأشار العقيد المتقاعد إلى أنه "من خلال تتبع خارطة بنك أهداف وضربات طيران الجيش، ونتائج العمليات البرية الخاصة، يتضح أن منظومة وأولوية الاستهداف كانت على موعد مع العديد من التطورات النوعية المهمة".

وتوقّع أن تدفع هذه التطورات قوات الدعم السريع لنقطة "حافة الهاوية والانهيار"، أو لتجريدها ومنعها من تحريك وسحب قواتها من كردفان لحشدها في الفاشر، وذلك عن طريق قطع خط انسحابها التدريجي غير المنظم وغير المحسوب، الذي جاء كأحد ارتدادات التحرك النشط للقوات المسلحة بمحاور كردفان والنيل الأبيض وأم درمان.

تأمين الولاية الشمالية

اعتبر قادة ميدانيون تحدثوا للجزيرة نت، أن استعادة منطقة العطرون في المثلث الحدودي شديد الأهمية بين السودان وليبيا وتشاد، تضيّق الخناق على قوات الدعم السريع وتمهد الطريق أمام تحرير كامل إقليم دارفور.

وحسب بيان للعقيد أحمد حسين، المتحدث الرسمي باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح فإن "تحرير منطقة العطرون الإستراتيجية يُعد إنجازا عظيما، تم نتيجة عملية عسكرية دقيقة ومنسقة نفذتها القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، بالتعاون مع القوات المسلحة السودانية".

إعلان

وأضاف البيان أن "تحرير منطقة العطرون كبّد العدو خسائر فادحة بالأرواح والعتاد، ويمثل خطوة حاسمة في سبيل استعادة الأمن والاستقرار في إقليم دارفور، ويعكس التزامنا الراسخ بحماية المدنيين وتأمين الأراضي السودانية".

ويرى عسكريون أن تحرير العطرون يسهم في تعزيز تأمين الولاية الشمالية من الهجوم الذي توعدت به الدعم السريع على مدينة الدبة، بعد تجميع "المرتزقة" في العطرون، لأن ظهرها سيكون مكشوفا أمام ضربات الجيش السوداني والقوة المشتركة لو غامرت بالتفكير في الهجوم على الشمالية.

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: اتبعوا جمهور الأمة والدين لا يُبنى على الأمور الغيبية
  • علي جمعة: اتبعوا جمهور الأمة.. والدين لا يُبنى على الأمور الغيبية
  • السيد الخامنئي: إيران لها سياساتها وأساليبها ولا يمكن جلبها إلى المفاوضات بالتهديد
  • بعد دعمه لترامب.. ماسك يخطط لإنفاق سياسي "أقل بكثير" في المستقبل
  • الأردن يسقط درون محملة بالمخدرات على حدود العراق
  • ما أهمية سيطرة الجيش السوداني على منطقة العطرون الإستراتيجية بدارفور؟
  • يا أخوانا الكفر والسفه الحصل أيام الثورة و أيام قحت حاجة ما بتتصور نهائي
  • سوريا بلا عقوبات.. ما فرص مناطق سيطرة الأكراد في سوريا؟
  • وقفة لنزلاء الإصلاحية المركزية في الضالع تضامناً مع فلسطين
  • سيطرة «رباعية» على دوري الكاراتيه