موقع النيلين:
2025-05-11@00:22:52 GMT

نعومتها سر قوتها

تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT


القدرة على التأثير فى الآخرين بشكل واسع، وجذبهم وإقناعهم برؤيتك أو بالأفكار التى تود أن تصدرها لهم، دون إكراه أو استخدام العنف والقوة المباشرة، وبمعنى آخر التأثير بطرق غير مباشرة، تلك هي “القوة الناعمة”.

مصطلح القوة الناعمة، صاغه جوزييف ناي، أستاذ السياسة بجامعة هارفارد الأمريكية، فى نهاية الثمانينيات من القرن الماضى، بأنه تحقيق الأهداف المنشودة عن طريق الجاذبية والإقناع بدلا من الإرغام أو الإغراء المادى، وطبعا كان تركيزه ونماذجه مسلطة على السياسة الأمريكية والتى تراجعت خلال السنوات الأخيرة بسبب سياستها الخارجية.

بنظرة عامة نجد أن جميع دول العالم تستخدم قواها الناعمة بمستويات مختلفة، وإن كانت الولايات المتحدة قد تفوقت فى هذا المجال خلال القرن الماضي.

مصر كانت رائدة فى هذا المجال منذ بدء الحضارة الإنسانية وإن كانت تعرضت كثيرا لموجات من الانطفاء، فإن تاريخها العريق كان يمكنها دوما من استعادة قوة نعومتها.

للقوة الناعمة نماذج عديدة منها ما برعت فيه مصر، وأخرى تفوقت فيه دول أخرى، وهو أمر طبيعى أن تستغل كل دولة إمكانياتها فى تحقيق قوة سحرية مؤثرة.

كانت السينما المصرية على رأس تلك القوى على مدى عقود بجانب المسرح الذى بدأ فى مصر فى القرن التاسع عشر، ظلت مصر لعشرات السنوات مصدر التنوير فى المنطقة وبفارق شاسع من خلال فنونها، وثقافتها وحضارتها، ومفكريها، وعلمائها، وفنانيها، ومعلميها، الذين كانوا سفراء لها على أعلى مستوى في جميع أنحاء العالم.

البعثات الدبلوماسية (التى ينادى البعض بتحجيمها توفيرا للنفاقات)، يمكن أن تصل إلى عقول وقلوب الشعوب من خلال تنظيم فعاليات تروج لفنونها الشعبية وتراثها حتى الأطعمة المميزة لديها، معارض للوحات، وأخرى للصور التى تسجل تفاصيلها وتاريخها العظيم، كذلك المتاحف المصغرة واللقاءات الفكرية مختلفة المحتوى.

البعثات التعليمية أو تلك التي تقتصر على سفر الطلبة لاستكمال شهاداتهم خارج بلادهم لدى دول اكتسب التعليم فيها سمعة طيبة، نجحت مصر على مدى عقود فى هذا الأمر؛ حيث كانت جامعة فؤاد الأول أو القاهرة فيما بعد، وكذلك جامعة الأزهر قبلتين للطلبة من العديد من البلدان، وإن كان الأمر لم يعد كما كان..

ونفس الشيء بالنسبة للبعثات التي كانت ترسلها مصر لدول أخرى عديدة؛ سواء فى الوطن العربي أو إفريقيا للنهوض بها سياسيا وتعليميا واجتماعيا.

كذلك الإعلام المقروء الذي كان لمصر جزء لا بأس به ومن بعده الإعلام المرئي، كما لا يجب أن ننسى الاقتصاد المحلي الذي يعد أول دعاية لأي دولة، قناة السويس التي حولت أنظار العالم إلى مصر من حفرها وحتى اليوم، كما كان القطن المصري خير سفيرًا لها والذى يحتفظ حتى اليوم بسمعته الطيبة، هناك كذلك المشاريع والمنتجات التى اعتمدت عليها العديد من الدول المجاورة لعقود أخرى.

وربما كانت المقاطعة الأخيرة منذ بداية الحرب فى غزة، رسالة لنا جميعا لنكتشف أن لدينا منتجات مصرية جيدة ومتميزة يمكن الاعتماد عليها كليا، وبمجهود منظم يمكن أن تصبح العديد من تلك المنتجات جزءًا من منظومة القوة الناعمة.

لتلك القوة أوجه أخرى عديدة، يمكننا أن نستعيد بعضًا منها وأن نسعى لغيرها، فتلك الأمور رغم نعومتها فهى سلاح فى منتهى القوة.

ماجي الحكيم – بوابة الأهرام

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

إدارة ترامب تكثف عمليات التجسس على غرينلاند

واشنطن/ 

نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، عن مصدريْن مطلعيْن، أنّ إدارة الرئيس دونالد ترامب، تُكثّف جهودها في جمع المعلومات الاستخبارية المتعلقة بجزيرة غرينلاند، مُستدرجةً جهاز التجسس الأمريكي إلى حملة ترامب للسيطرة على الجزيرة.

ووفقاً للصحيفة الأمريكية، فقد أصدر عدد من كبار المسؤولين، تحت إشراف مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، “رسالة تأكيد على جمع المعلومات” إلى رؤساء وكالات الاستخبارات الأسبوع الماضي، مشيرةً إلى أنه وُجِّهَ إليهم “معرفة المزيد عن حركة استقلال غرينلاند”، ومواقف الولايات المتحدة من استخراج الموارد في الجزيرة، المتمتعة بالحكم الذاتي، وهي جزء من مملكة الدنمارك، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وحليفٌ لعقود.

فيما قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جيمس هيويت، إنّ البيت الأبيض “لا يُعلق على المسائل الاستخبارية”، لكنه جدد تأكيده أنّ “ترامب كان واضحاً تماماً بشأن قلق الولايات المتحدة بخصوص أمن غرينلاند والقطب الشمالي”.

كذلك طلبت الرسالة السرية من الوكالات، التي تشمل أدواتها أقمار المراقبة، واعتراضات الاتصالات، والجواسيس على الأرض، “تحديد هوية الأشخاص في غرينلاند، والدنمارك” الذين يدعمون الأهداف الأمريكية في الجزيرة.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ هذا التوجيه يُعدّ إحدى الخطوات الملموسة الأولى التي اتخذتها إدارة ترامب نحو تحقيق رغبة الرئيس المُصرّح بها مراراً وتكراراً في الاستحواذ على غرينلاند.

وفي أواخر مارس الماضي، كشف ترامب في مقابلة مع شبكة ” إن بي سي نيوز” أنه لا يستبعد استخدام القوة العسكرية للاستيلاء على غرينلاند، مؤكّداً أن “لا شيء مستحيلاً” في هذا الصدد، مضيفاً أنّ الاستحواذ على الجزيرة “يمكن أن يتمّ من دون استخدام القوة العسكرية”، لكنه لم يستبعد هذا الخيار.

 

 

 

مقالات مشابهة

  • هل انتهى عصر القوة الأميركية الناعمة؟
  • ???? نانسي عجاج… فنانة “تايصة” في خدمة الإلهاء
  • فريق عمل هيئة التأمين الصحي يبدأ حملته للدعاية للمنظومة الجديدة بأسوان
  • خبير أمني: القوات المسلحة أحبطت أحد أخطر مخططات كانت تستهدف اختراق سيناء
  • السبت.. الفصل فى دعوى عدم دستورية ضريبة مبيعات المنتج الصناعى فوق 54 ألف جنيه
  • دوري النجوم.. القوة الجوية ينجو من الخسارة ونوروز يهزم النجف
  • محافظ شمال سيناء: مصر تقف دائماً بجانب الأشقاء الفلسطينيين مهما كانت الظروف والتحديات
  • كتائب القسام تعلن استهداف قوة إسرائيلية شرق رفح
  • بيونغ يانغ تستعرض قوتها من جديد.. صواريخ باليستية في ظل التقارب مع موسكو
  • إدارة ترامب تكثف عمليات التجسس على غرينلاند