إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

يرتقب أن يصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الثلاثاء على مشروع قرار جزائري يحث المجلس المؤلف من 15 عضوا على وقف إطلاق النار بقطاع غزة وسط تهديد الولايات المتحدة مجددا بعرقلته وإعلان الوسيط القطري أن محادثات الهدنة "لم تكن واعدة" في الأيام الأخيرة.

من جهته، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو السبت عزمه على تنفيذ هجوم بري في رفح حيث يتكدس 1,4 مليون فلسطيني، على الرغم من سيل من الدعوات الدولية بما فيها من الولايات المتحدة حليفة إسرائيل الأساسية، لعدم المضي قدما في عملية عسكرية في المدينة الواقعة بجنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر.

وإثر القرار الذي أصدرته محكمة العدل الدولية في نهاية كانون الثاني/يناير ودعت فيه إسرائيل إلى منع أي عمل محتمل من أعمال "الإبادة" في غزة، أطلقت الجزائر مشاورات في مجلس الأمن حول مشروع قرار جديد يدعو لإرساء هدنة في القطاع الفلسطيني.

اقرأ أيضا???? مباشر: ثاني أكبر مستشفى في غزة "خرج عن الخدمة" ونتانياهو يصر على تنفيذ هجوم بري في رفح

وطلبت الجزائر أن يصوت مجلس الأمن الثلاثاء على النص بصيغته الراهنة، فيما هددت واشنطن باستخدام حق النقض (الفيتو) كما حدث خلال عمليات تصويت سابقة في منتصف تشرين الأول/أكتوبر وأوائل كانون الأول/ديسمبر على الرغم من الضغوط المتزايدة التي يمارسها المجتمع الدولي في مواجهة الأزمة الإنسانية في غزة.

ويرفض مشروع القرار "التهجير القسري للسكان المدنيين الفلسطينيين" ويدعو إلى وضع حد لهذا "الانتهاك للقانون الدولي" وكذلك إلى إطلاق سراح كل الرهائن.

وأصدرت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد السبت بيانا نددت فيه بقرار الجزائر إحالة النص على التصويت، معتبرة أن الخطوة الجزائرية تهدد بتقويض المفاوضات الجارية بين إسرائيل وحماس بوساطة أمريكية-مصرية-قطرية لإرساء هدنة جديدة تشمل إطلاق سراح رهائن محتجزين في غزة وأسرى فلسطينيين مسجونين في إسرائيل.

وأضاف البيان الأمريكي "لهذا السبب، فإن الولايات المتحدة لا تدعم" التصويت على هذا النص.

نتانياهو يصر على شن هجوم بريفي القدس، أكد نتانياهو السبت عزمه على شن هجوم بري على رفح، قائلا "كل من يريد أن يمنعنا من تنفيذ عملية في رفح يقول لنا بالأساس اخسروا الحرب. لن أستسلم لذلك".

وفي مؤشر إلى إصراره، أكد نتانياهو أن الجيش سينفذ عمليته في رفح حتى لو تمّ التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن. وقال "حتى إذا أنجزنا ذلك، سندخل رفح".

وفي اتصال مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "موقف مصر القاطع برفض تهجير الفلسطينيين إلى مصر بأي شكل أو صورة"، حسبما أفاد المتحدث الرسمي باسمه أحمد فهمي مساء السبت.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الخميس عن مسؤولين مصريين ومحللين أمنيين، أن مصر تبني مخيما مسوّرًا في سيناء تحسبا لاستقبال لاجئين فلسطينيّين من غزة.

تعثر المفاوضات

وجرت هذا الأسبوع في القاهرة مفاوضات شارك فيها وسطاء من مصر والولايات المتحدة وقطر للتوصل إلى اتفاق هدنة وتبادل رهائن إسرائيليين وأسرى فلسطينيين.

في هذا الصدد، قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مؤتمر ميونيخ للأمن "أعتقد أنه يمكننا التوصل إلى اتفاق قريباً جداً. لكن النسق الذي ساد في الأيام القليلة الماضية لم يكن واعدا جدا حقا".

وأضاف "سنظل دائما متفائلين وسنواصل الضغط دائما".

من جهتها، هددت حماس بتعليق مشاركتها في المفاوضات إذا لم يتم تسليم المساعدات التي تشتد الحاجة إليها في شمال قطاع غزة.

وأكد رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية السبت مجددا أن حركته متمسكة بوقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.

لكن إسرائيل رفضت المطلبين مرارا، وواصل جيشها قصف القطاع الصغير فدمر أحياء بكاملها، وتسبب بنزوح 1,7 مليون من أصل 2,4 مليون نسمة، وأثار أزمة إنسانية كارثية حسب الأمم المتحدة.

قلق دولي من وضع "كارثي" 

ومنذ أسابيع، يركز الجيش الإسرائيلي عملياته في خان يونس، مسقط رأس زعيم حماس في غزة يحيى السنوار الذي تعتبره إسرائيل العقل المدبر لهجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر. ويعتبر القتال بين الجنود الإسرائيليين ومقاتلي حماس الأعنف في هذه المدينة التي تحولت ساحة خراب.

وفي مستشفى ناصر، انقطع التيار الكهربائي وتوقّفت المولدات بعد مداهمته، ما أدى إلى وفاة ستة مرضى بينهم طفل، حسب حصيلة جديدة أعلنتها وزارة الصحة التابعة لحماس السبت.

ووفقا للجيش، دخلت القوات المستشفى الخميس بناء على "معلومات استخبارية موثوقة" تفيد بأن رهائن ممن خُطفوا في 7 تشرين الأول/أكتوبر محتجزون في المنشأة الطبية وأنّ جثث بعضهم قد تكون هناك أيضا.

وأعربت منظمات دولية عن قلقها إزاء الوضع في المستشفى بينها منظمة "أطباء بلا حدود" التي وصفت الوضع بأنه "كارثي".

وليل السبت، نفذ الجيش الإسرائيلي عمليات عدة في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، بما في ذلك في مدينة الخليل وبالقرب من بيت لحم وجنين، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

"لن نموت من القنابل، بل من الجوع"

وعلى الرغم من وصول مزيد من المساعدات إلى رفح السبت، حذرت الأمم المتحدة من أن سكان القطاع معرضون لخطر المجاعة.

وفي مخيم جباليا بشمال القطاع، قال محمد نصار (50 عاما)  "لن نموت من القنابل، بل من الجوع".

في تل أبيب، تظاهر آلاف الإسرائيليين ضد حكومة نتانياهو مساء السبت وطالبوها بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق الرهائن.

وقالت الرهينة السابقة شارون ألوني-كونيو التي أطلق سراحها مع طفليها التوأمين في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي لكن زوجها لا يزال في غزة "أنا أتوسل إلى رئيس الوزراء والحكومة للدخول في مفاوضات".

بالمقابل، نظمت تظاهرات تضامنية مع الفلسطينيين في مدن عدة في الخارج، بينها روما ولندن وستوكهولم وإسطنبول.

 

فرانس24/ أ ف ب

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل ألكسي نافالني ريبورتاج إسبانيا مدريد مظاهرات فلسطين غزة وقف إطلاق النار للمزيد الحرب بين حماس وإسرائيل إسرائيل غزة فرنسا الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا الولایات المتحدة مجلس الأمن إلى اتفاق فی رفح فی غزة

إقرأ أيضاً:

إستشهاد 140 فلسطينيا في قطاع غزة .. والأممُ المتحدة تدين إطلاق النار على الباحثيت عن الطعام

القاهرة نيويورك "رويترز" "العمانية": قالت سلطات الصحة في غزة اليوم إن ما لا يقل عن 140 شخصا قتلوا في أنحاء قطاع غزة في الساعات الأربع والعشرين المنصرمة، في وقت يقول فيه فلسطينيون إن معاناتهم لم تعد حاضرة في ذاكرة العالم مع انصراف التركيز إلى الحرب الجوية بين إسرائيل وإيران.

وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن ما لا يقل عن 40 من هؤلاء الشهداء لاقوا حتفهم نتيجة إطلاق نار وغارات جوية إسرائيلية اليوم. وشملت وقائع القتل هذه أحدث موجة قتل شبه يومي للفلسطينيين الذين يسعون للحصول على المساعدة منذ ثلاثة أسابيع بعد أن رفعت إسرائيل جزئيا الحصار الشامل عن القطاع.

وقال مسعفون إن غارات جوية منفصلة على منازل في مخيم المغازي في وسط قطاع غزة وحي الزيتون في شماله أودت بحياة 21 شخصا على الأقل وسقط أيضا خمسة قتلى آخرين في قصف جوي على مخيم في خان يونس جنوب القطاع.

وأضاف المسعفون أن 14 آخرين قتلوا بنيران إسرائيلية أطلقت على حشود من النازحين ينتظرون شاحنات المساعدات التي جاءت بها الأمم المتحدة على محور صلاح الدين وسط القطاع.

وردا على طلب للتعليق حول واقعة محور صلاح الدين قال الجيش الإسرائيلي إنه على الرغم من التحذيرات المتكررة من أن المنطقة هي منطقة قتال، اقترب أفراد من القوات العاملة في النصيرات بوسط قطاع غزة بطريقة تشكل تهديدا للقوات.

وأضاف أن القوات أطلقت طلقات تحذيرية، مضيفا أنه لم يكن على علم بوقوع مصابين. وفيما يتعلق بالغارات الأخرى، قال إنه "يعمل على تفكيك قدرات حماس العسكرية... ويتخذ الإجراءات الاحترازية الممكنة لتقليل الضرر على المدنيين".

وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة الثلاثاء إن 397 فلسطينيا من بين من حاولوا الوصول للمساعدات الغذائية قتلوا وأصيب ثلاثة آلاف منذ بدء توزيع تلك المساعدات في أواخر الشهر الماضي.

وعبر البعض في قطاع غزة عن قلقهم من احتمال تجاهل أحدث تصعيد في الحرب التي بدأت في أكتوبر 2023 بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) مع تحول التركيز إلى الصراع بين إسرائيل وإيران والذي دخل يومه السادس.

وقال عادل وهو من سكان مدينة غزة "الناس بتندبح في غزة في النهار وفي الليل والانتباه والاهتمام كله انتقل على الحرب بين إيران وإسرائيل، الاهتمام بغزة كتير انحسر ها الأيام".

وأضاف لرويترز عبر تطبيق للتراسل "اللي ما بيموت من القذائف الإسرائيلية بيموت من الجوع. الناس بتخاطر بروحها مشان تجيب أكل وبرضه بيتم قتلهم ودمهم بيغطي أكياس الطحين اللي فكروا إنهم جابوها وعملوا إنجاز".

منسيون

بدأت إسرائيل في توجيه أغلب المساعدات التي تسمح بدخولها إلى منظمة جديدة مدعومة منها ومن الولايات المتحدة وهي مؤسسة غزة الإنسانية التي تدير مواقع قليلة للتوزيع يحرسها جنود إسرائيليون.

وقالت إسرائيل إنها ستواصل السماح بدخول مساعدات لقطاع غزة الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة مع ضمان عدم وصول المساعدات لأيدي حماس. وتنفي حماس الاستيلاء على أي مساعدات وقالت إن إسرائيل تستخدم الجوع سلاحا ضد شعب غزة.

ووصف فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في منشور على موقع إكس اليوم النظام الحالي لتوزيع المساعدات بأنه "مخز ووصمة عار على وعينا الجمعي".

وتقول السلطات الصحية في قطاع غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة قتلت نحو 55 ألف فلسطيني وشردت كل سكان القطاع تقريبا وتسببت في أزمة جوع طاحنة.

وتسبب ذلك في توجيه اتهامات بالإبادة الجماعية وارتكاب جرائم حرب لإسرائيل، وهو ما ترفضه وتنفيه.

ويتابع الفلسطينيون في قطاع غزة عن كثب مجريات تبادل الضربات الجوية بين إسرائيل وإيران التي تدعم حركة حماس منذ فترة طويلة.

وقال شعبان عابد (47 عاما) وهو أب لخمسة من شمال القطاع "إحنا يمكن سعيدين إنه نشوف إسرائيل وهي بتعاني من صورايخ إيران لكن في النهاية كل يوم بتستمر فيه الحرب بيكلفنا أرواح العشرات من الناس الأبرياء في غزة".

وتابع قائلا "إحنا كل إللي بنتمناه إنه يوصلوا لحل شامل ينهي الحرب في غزة كمان، لأنه احنا منسيين اليوم".

إدانة أممية

أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، القصف الإسرائيلي المتعمد للمدنيين في قطاع غزة أثناء محاولتهم الحصول على الطعام مما يسفر عن سقوط عشرات الشهداء والمصابين يوميًا مؤكدًا أن هذا الأمر "غير مقبول". ودعا الأمين العام بإجراء تحقيق فوري ومستقل في جميع التقارير الواردة عن الانتهاكات وإرساء المساءلة، مشيرًا إلى أن الاحتياجات الأساسية للفلسطينيين في غزة هائلة ولا تزال غير ملباة، مشددًا على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية فورا وعلى نطاق واسع ودون عوائق. وأكد على أن التزامات واضحة تقع على عاتق الاحتلال الإسرائيلي بموجب القانون الإنساني الدولي للموافقة على الإغاثة الإنسانية وتسهيلها لجميع المدنيين الذين يحتاجون إليها، مطالبًا بضرورة السماح للأمم المتحدة وجميع الجهات الفاعلة الإنسانية بالعمل بأمان وتحت ظروف الاحترام الكامل للمبادئ الإنسانية. وكان مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، قد أفاد الثلاثاء عن استشهاد أكثر من 60 شخصًا وإصابة أكثر من 280 آخرين، إصابات بعضهم خطيرة، أثناء انتظار المساعدات في خان يونس جنوب قطاع غزة، بينما استشهد يوم الاثنين 338 فلسطينيًا وأصيب أكثر من 2800 آخرين أثناء محاولتهم الوصول إلى الطعام بالقرب من مواقع التوزيع. من جهته قال جوناثان ويتال، رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في فلسطين، إن حادث الإصابات الجماعية اليوم كان جزءًا من نمط مروع حيث يروي الناجون مرارًا وتكرارًا تعرضهم للهجوم أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة.

مقالات مشابهة

  • العراق يعلن تضامنه مع إيران أمام مجلس الأمن الدولي
  • المجموعة الخليجية تدعو مجلس الأمن للتدخل لوقف حرب إسرائيل وإيران
  • جوتيريش لـ إسرائيل وإيران: اعطوا السلام فرصة
  • مندوب تركيا أمام مجلس الأمن: الاعتداءات الإسرائيلية على إيران يجب أن تتوقف فورًا
  • المندوبة الأمريكية: إيران تهدد الاستقرار .. وتدعم التصعيد ضد إسرائيل
  • جوتيريش أمام مجلس الأمن: المواجهة بين إسرائيل وإيران تشهد تصعيدا سريعا بتكلفة هائلة
  • إيران تهدد بإغلاق مضيق هرمز إذا شاركت واشنطن في هجمات إسرائيل
  • عمرو موسى يحذر: مصر ليست بعيدة عن شرارة الحرب
  • إستشهاد 140 فلسطينيا في قطاع غزة .. والأممُ المتحدة تدين إطلاق النار على الباحثين عن الطعام
  • إستشهاد 140 فلسطينيا في قطاع غزة .. والأممُ المتحدة تدين إطلاق النار على الباحثيت عن الطعام