طبيب فرنسي: قناصة إسرائيل يستهدفون رؤوس البالغين وأرجل الأطفال
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
عاد الطبيب الفرنسي باسكال أندريه، المختص في الأمراض المعدية، إلى وطنه مؤخرا بعد قضائه أقل من أسبوعين في المستشفى الأوروبي في خان يونس بقطاع غزة، ليروي الظروف المأساوية التي يعيشها الفلسطينيون، في ظل انهيار منظومة الرعاية الصحية وانتشار الأوبئة.
وقال أندريه -في حوار مع صحيفة لاكروا الفرنسية- إن الأوضاع في المستشفى الأوروبي في خان يونس متدهورة للغاية، حيث إن قسم الجراحة المصمم لـ40 مريضا يضم 110 أشخاص، علما أن النازحين الموجودين هناك منذ أسابيع يرفضون الخروج إلى الخيام كونهم يشعرون بالرعب من القصف الإسرائيلي.
وبحسب أندريه يعيش نحو 25 ألف نازح في محيط المستشفى الأوروبي وداخل المباني التابعة له.
وقال الطبيب الفرنسي إن العائلات تعيش في ممرات المستشفى، وداخل القاعات وحتى داخل غرف العلاج، وتضطر لتعليق ستائر لضمان مساحة من الخصوصية لها. وأشار إلى أن عائلة إحدى الممرضات تنام داخل المرحاض.
ظروف قاسية
وتابع بأن الناس يعيشون ظروفا صحية صعبة، حيث يرتدي معظمهم نفس الملابس منذ شهور. وبسبب افتقارهم إلى المال لشراء الخشب، فإنهم يستخدمون صناديق التوصيل ويحرقونها لطهي الطعام.
وبخصوص وضع النظام الصحي في القطاع، قال أندريه إن الأطباء لا يستطيعون العمل في ظروف جيدة نظرا لغياب الأمن واستمرار الرعب بسبب تحليق الطائرات المسيّرة على ارتفاع 300 متر فوق رؤوسهم، وهم يعلمون أنهم سيستقبلون قتلى وجرحى جدد مع عائلاتهم المصدومة بعيد سماع صوت الانفجارات.
ونقلت لاكروا عن أندريه قوله إن الناس يفتقرون إلى كل متطلبات الحياة حيث إن المساعدات المحدودة التي يسمح لها بالدخول عبر معبر رفح لا تكفي لسد متطلبات السكان.
وتضطر الشاحنات القليلة التي تعبر الحدود في الوقت الراهن إلى قضاء الليل محاطة بحراس لأن الجوع يدفع الناس إلى إلقاء أنفسهم على الشاحنات.
مجاعة وأمراض
ويصف أندريه الوضع الجاري في جنوب القطاع بأنه أفضل حالا مقارنة بالشمال الذي تغيب فيه أدنى مقومات الحياة، وتضرب فيه المجاعة بشكل قاس.
ولفت أندريه الانتباه إلى غياب الحمامات وتدمير الصرف الصحي، مبينا غياب المياه الصالحة وانتشار الأمراض وأبرزها التهاب الكبد الوبائي، محذرا من أنه بمجرد ارتفاع درجة حرارة الطقس قد تنتشر الكوليرا.
وأكدت لاكروا أن إسرائيل تبذل قصارى جهدها للتسبب في وفيات غير مباشرة، إذ إن انهيار المنظومة الصحية يعني أن المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة لا يستطيعون تلقي علاجهم على غرار مرضى غسيل الكلى ومرضى السكر والسرطان والقلب، وذلك يعني بكل وضوح وفاتهم.
ونقل أندريه عن طبيب تخدير في غرفة العمليات قوله: "هنا، أعالج هذا المريض ولكن في داخلي أتساءل أين سننام هذا المساء، أنا وبناتي الـ4. لقد فقدت زوجتي وابني. ولا أعرف أين سننام إذا تعرضت رفح للهجوم".
وفي المستشفى الأوروبي يقوم الأطباء بإجراء ما بين 40 و50 تدخلا طارئا يوميا دون تنظيف المرضى، مما يؤدي إلى ظهور مضاعفات ما بعد الجراحة مع التهابات.
إلى جانب ذلك، يتلقى الأطباء في المؤسسة الدعم من قبل المساعدين الذين تركوا مستشفيات أخرى في القطاع بعد أن تعرضت للقصف أو أُغلقت، بالإضافة إلى متطوعين لا ينتمون إلى القطاع الصحي ولكنهم تعلموا كل شيء في العمل في غضون بضعة أشهر منذ بداية الحرب.
وشدد أندريه على أنه طيلة فترة إقامته لم ير سلاحا واحدا، ولم يستقبلوا أي جريح من المسلحين، ومن ثم ينبغي التشكيك في السردية الإسرائيلية التي تدعي أن الأطباء يعالجون المقاتلين.
وأوضح الطبيب الفرنسي أن القناصة الإسرائيليين يطلقون النار على رؤوس البالغين ويستهدفون أرجل الأطفال حتى لا يتمكنوا من اللعب مرة أخرى.
ودعا لوقف المذابح في القطاع وإلى تثبيت وقف فوري لإطلاق النار، وعبر عن إعجابه بكلمة "الحمد لله"، التي تتفوه بها الشفاه المتألمة التي لا تزال على قيد الحياة رغم فظاعة الوضع والحداد المستمر على الضحايا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المستشفى الأوروبی
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية الأميركي: على إسرائيل الموافقة على الدول التي ستشارك بقوة الاستقرار الدولية
بعدما وصل وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى إسرائيل أمس الخميس والتقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تفقد اليوم الجمعة، مركز التنسيق العسكري المدني جنوباً.
القوة الدولية والرهائن
وتأكد روبيو من بدء تدفق المساعدات إلى قطاع غزة، موضحاً أن الهدف البعيد يكمن بإعادة الإعمار.
كما شدد على وجوب نشر قوات الاستقرار الدولية في غزة بأقرب وقت، لافتاً إن أن تلك القوة بحاجة إلى تفويض أممي.
أيضاً رأى روبيو إن على إسرائيل الموافقة على الدول التي ستشارك بقوة الاستقرار الدولية، موضحا أن القوة لم تشكل بعد وأن هناك دولا ترغب بالمشاركة.
وبينما أكد أن الأمور ستسير في الاتجاه الصحيح بشأن اتفاق غزة، أشار إلى ضرورة ضمان صمود وقف النار قبل إعادة الإعمار.
وأكد روبيو بخصوص الرهائن، على أنه لن ينسى الملف، موضحا أن بلاده تدفع باتجاه إعادة كل الجثامين.
سلاح حماس
كذلك توقع وزير الخارجية الأميركي من حركة حماس نزع سلاحها بالكامل، ورأى أن رفض حماس لخطوة نزع السلاح سيكون انتهاكا للاتفاق، مؤكداً على عودة الحرب إن قامت الحركة بتسليح نفسها.
وأضاف روبيو أنه لن يكون هناك سلام إذا حاولت أي منظمة مهاجمة إسرائيل من غزة، مشدداً على عدم وجود أي دور لحركة حماس بمستقبل القطاع.
إلى ذلك، أعلن روبيو أن أميركا تعمل على ضمان ألا تكون غزة مصدر تهديد لإسرائيل، مؤكداً على أن واشنطن ملتزمة بأمن إسرائيل وإنجاح خطة السلام.
الضفة الغربية
اعتبر روبيو أن تصويت الكنيست بشأن ضم الضفة كان لإحراج نتنياهو.
وأعرب عن عدم اعتقاده بأن إسرائيل ستفرض سيادتها على الضفة الغربية.
وأكد روبيو أن ضم الضفة لن يتحقق لأنه تهديد لاتفاق غزة.
غزة والمساعدات
وعن المساعدات، رأى وزي الخارجية الأميركي أن الأونروا أصبحت “فرعا لدى حماس”.
وأكد أن الأمم المتحدة موجودة في غزة لتنسيق المساعدات، لافتا إلى أن ما تم تحقيقه في غزة خلال الأيام الماضية تاريخي وليس له نظير، وفق تعبيره.
وأعلن روبيو التزام بلاده بتنفيذ كافة بنود اتفاق غزة، مشدداً على أن خطة ترامب بشأن غزة بعيدة المدى