جوع العامل الفلسطيني فرصة لثراء الهندي غير المسلم
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
حاليا، ملايين الهنود يحلمون بالظفر بتأشيرة عمل في إسرائيل بفضل التحالف الوثيق بين رئيس حكومتهم ناريندرا مودي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكن على حساب القوت اليومي لعشرات آلاف العمال الفلسطينيين الذين طردتهم إسرائيل من سوق العمل.
هذا الجانب تناولته صحيفة هآرتس العبرية في تحقيق مطول جديد.
وأمام جامعة ماهارشي داياناند في ولاية هارينا غربي نيودلهي ينتظر عامل البناء فينود دانجي (41 عاما) دوره للخضوع لاختبار مهارة.
ورغم البرد القارس يصطف مئات تتراوح أعمارهم بين 24 و46 عاما في طوابير طويلة يلوحون بسيرهم الذاتية، وكلهم يأملون في الفوز بتأشيرة عمل في إسرائيل.
وكانت إسرائيل حظرت دخول 100 ألف عامل فلسطيني إليها في أعقاب عملية طوفان الأقصى 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ولتعويض الفجوة بدأت تستجلب اليد العاملة من الهند أساسا ومن الصين وبضعة بلدان أخرى.
وبفضل التحالف الوثيق بين نتنياهو وحكومة مودي، كان هناك اتفاق لتسهيل توظيف الهنود.
وزيرة النقل الإسرائيلي ميري ريغيف قالت على منصة إكس من الهند الأسبوع الماضي إن إسرائيل تريد تخفيف اعتمادها على العمالة الفلسطينية.
وقبلها بشهر، حث نتنياهو نظيره الهندي على تطبيق اتفاق 2023 الذي يسهل توظيف 40 ألف هندي في قطاعي البناء والتمريض.
بعد مكالمة بين نتنياهو ومودي في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلنت ولايتان هنديتان هما هاريانا وأوتار براديش فتحَ 10 آلاف وظيفة أمام النجارين والبنائين وخريجي الجامعات ممن لهم خبرة في تخصصهم تتراوح بين 3 و5 سنوات.
ورُوّج لحملة التوظيف على نطاق واسع في قنوات موالية للحكومة، وتحدث كثير منها عن يد العون التي على الهند مَدُّها للحليف الإسرائيلي.
وشملت حملة التوظيف ولايات أخرى ورافقها أحيانا تصريح بأن الهنود المسلمين عليهم ألا يكلفوا أنفسهم عناء التقدم إلى المناصب المعلن عنها، ما يعني أنه سيجري استبعادهم.
القائم بأعمال السفارة الهندية في تل أبيب، أكد أن "كل المرشحين يستطيعون التقدم للوظيفة. وقال: "إسرائيليون يشرفون على الاختبارات في الهند ويختارون المرشحين بناء على اختبارات المهارة".
لكن دينجي من مكانه في الطابور أمام جامعة ماهارشي داياناند، قال لهآرتس "كل العاملين يعرفون أن المسلمين لن يحصلوا على تأشيرات عمل".
حروب وأسواق"لمَ نغادر إلى بلد في حالة حرب لو قُيض لنا عمل هنا؟ إننا نخاطر بأنفسنا أيما مخاطرة"، يقول نجار يقف في الطابور اسمه نارندرا كومار.
لكن المخاطرة تستحق العناء لأنها ستحول هؤلاء إلى أثرياء حقيقيين. بمقاييس الهند، طبعا، فدانجي -الذي يعيش على مرتب لا يتجاوز 360 دولارا بالكاد يكفيه وزوجته وأطفاله الثلاثة وأباه- يحلم منذ سنوات بوظيفة في إسرائيل.
وتقول زوجته مينا إنهما سيستطيعان إن ظفر بالوظيفة التخطيط لزواج ابنتهما، وربما لشراء بيت.
سنويا، يهاجر عشرات الآلاف من الهنود إلى أوروبا لتحسين وضعهم الاقتصادي. كثير منهم دون تعليم أو مهارات أو حتى تكوين.
وقد أتاحت الحروب في السنوات الأخيرة فرص عمل في الخارج للكثير من الهنود. وبينها الحرب على غزة وقبلها الحرب الأوكرانية، حيث أعلنت روسيا خطة لاستجلاب اليد العاملة الأجنبية لكن بمرتبات تقل عن إسرائيل.
ويتوقع أن تصل طلائع العمالة الهندية إلى إسرائيل قريبا في مجموعات يتراوح عددها بين 700 وألف فرد.
أصوات معارضةوليس في الهند إجماع على الموضوع، حيث يقول عضو الغرفة العليا في البرلمان جيرام رامش "ألا تسخّف المبادرة الادعاء القائل إن اقتصادنا مزدهر ويفتح باب التوظيف للناس"!
وقد رفضت نقابات هذه الخطة، حيث قالت الأمينة العامة للمؤتمر النقابي لعموم الهند أمارجيت كاور: "لن نسمح بإرسال عمالنا إلى مناطق الحروب".
وتخشى النقابات أيضا استغلال العمال المهاجرين في إسرائيل بسبب ما تصفه بعملية توظيف متسرعة تتجاهل إجراءات الحماية اللازمة، وهي اتهامات سخّفها وزير الخارجية راندير جايسوال الذي أكد "صرامة قوانين العمل" الإسرائيلية.
وهناك أيضا معايير السلامة المتدنية نسبيا في إسرائيل، خاصة في قطاع البناء حيث تقل مرتين إلى 2.5 مرة عنها في الاتحاد الأوروبي حسب منظمة إسرائيلية تعنى بالدفاع عن العمال المستضعفين، ناهيك عن أن مفتشي العمل لا يزورون مواقع الإنشاءات إلا مرة كل 3 سنوات للتحقق من هذه المقاييس.
أما حزب المؤتمر الوطني المعارض فاعتبر هذا الاتفاق استثمارا في مأساة الشعب الفلسطيني، وقال القيادي بالحزب والوزير السابق ماني شانكر آيار للجزيرة "إسرائيل ترتكب حرب إبادة في قطاع غزة، وهذه أسوأ طريقة لكسب المال".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی إسرائیل
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يستجدي ترامب بفيديو “ذل” ويتوسل واشنطن: أنقذوني.. يمزقون إسرائيل من الداخل
#سواليف
صعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو هجومه على الجهاز القضائي، عبر مقطع مصور باللغة الإنجليزية نشره مساء الخميس.
وقالت مصادر سياسية إن الفيديو موجه أساسا إلى الرأي العام الأمريكي بهدف الضغط على الرئيس الأمريكي دونالد #ترامب لتكثيف تدخّله في ملفه القضائي.
وفي الفيديو، هاجم نتنياهو مكتب المدعي العام بشدة، قائلا إن المدعين “يريدون الإطاحة بي”، ومعتبرا في الوقت نفسه أن رفضهم إسقاط تهمة #الرشوة عنه في الملف 4000 دليل على “الاضطهاد السياسي”. وأضاف ساخرا أن محاكمته ليست سوى “محاكمة باغز باني”، في إشارة إلى إحدى الهدايا المرتبطة بقضية الملف 1000، قائلا: “هذا عبثي… ست سنوات من تحقيقات سخيفة، وأربع سنوات من محاكمة لا تنتهي. كل ما في القضية هو باغز باني وسيجار”.
مقالات ذات صلةوأكد نتنياهو أنه قدم طلبا للعفو، مشددا على أن استمرار محاكمته “يمزق إسرائيل من الداخل”.
مصادر سياسية إسرائيلية اعتبرت أن نشر الفيديو باللغة الإنجليزية “ليس موجها للجمهور الإسرائيلي بقدر ما هو موجه للأمريكيين”، بهدف خلق انطباع بأن نتنياهو “يتعرض للاضطهاد”، ودفع ترامب إلى التدخل بشكل أقوى في القضية.
وقالت المصادر إن الرسالة الحقيقية من الفيديو هي: “اضغطوا على ترامب ليتحرك”، في وقت يواجه فيه نتنياهو تحديات قضائية وسياسية غير مسبوقة.
وأثار الفيديو ردود فعل غاضبة داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية، إذ اتهم رئيس حزب “أزرق أبيض” بيني #غانتس نتنياهو بأنه “يستخدم لغتين لخدمة مصلحته الشخصية: يطلب العفو بالعبرية، ويهاجم القضاء بالإنجليزية”.
بدوره وصف عضو الكنيست جلعاد كاريف الفيديو بأنه “محاولة مافياوية لترهيب المدعين والقضاة وتشويه صورة إسرائيل عالميا”، مؤكدا أن محتواه يعكس “حالة متهم يدرك أنه يقترب من الإدانة”.
يأتي الفيديو بعد أسبوعين فقط من رسالة وجهها الرئيس الأمريكي ترامب للرئيس الإسرائيلي إسحاق #هرتسوغ، في توقيت يتزامن مع تقديم نتنياهو طلب عفو رسمي من 14 صفحة.
وتستمر محاكمة نتنياهو منذ أكثر من أربع سنوات في ثلاثة #ملفات_فساد بارزة، وسط حالة من الاستقطاب الداخلي غير المسبوق، وتقديرات بأن أي قرار قضائي مقبل قد يؤثر بشكل مباشر على مستقبل حكومته وائتلافه السياسي.