ترجمة: منال المعمرية -
١- لن تعيش ما يكفي:
لن تعيش أبدًا ما يكفي لتتأمّل السماء
والبحر، والفجر الملّون
لن تعيش ما يكفي أبدا لتواجهَ النور
والظلّ
لن تعيش ما يكفي أبدا لتحكي عن الحزن
والرمال المجهولةِ وعن ألحيَةَ الزنجبيل
لن تعيش أبدًا ما يكفي، وأنت تركبُ أجنحة العواصف
وتقيم بين سحرة الثعابين
وبين الحيّات الميتة، والصخور المتآكلة
والظلال المُهترئة
لن تعيش أبدا ما يكفي لتحكي عن حبّات الألماسِ
وعن عصير الليمون
وأوراق الصندل
ورقص السمك الأحمر-
في حوض الماء الذي يغمر وجهك
وعن المياه التي تغني
والقمر المشع الذي يتلألأُ في
أحلامك.
٢- نسائمُ الكافور:
أعيشُ في لغةٍ أجنبية، أعزفُ كمانات الحرير،
وأحصدُ صومعاتِ الذهب
أعيشُ في أزهار المحيطِ. أختبئُ
في أيامه الأرجوانية
وكم أشتهي أن أذوب في السكّر، في اللبان العربي!
خشخاشٌ أحمر أبديّ يحترق في عينيك
ونسائمُ كافورٍ تدفعني إليك
في ظلالِ الفاونيا، ما بين المعابدِ والغرسْ،
أشجار الصنوبر ساحرةٌ وجزلى
كلماتُ الصنوبر خُرسْ
حلمي مسرح الليل، إذ ينهمرُ الضباب
وأنا أسكُنُ سيفًا محطّما،
من البعيد يهوي
٣- نخيل:
في المسافات المجهولة، تتوارى
نخيل الشوق
تسوقها العربات الأثيرة
وهناءات الوقت
صهيرُ الصخر يحيي ينابيع النار
وأنا أحدقُ فيك بين خبيئات الحجر
أنتَ أغنيةٌ، حلَمةُ مرجان
ظلٌ ملتهبٌ، وضمّاتُ سوسن
كثيفُ الشجر الذي أضيعُ فيه
بينَ الذهب، والعنبر
أرى العالمَ حين أتأملُ وجهك
وأكتبُ ليلًا ..
من عشبٍ بحريٍ ورغو
أنسى المحيط، وموجه العاصف
أسامح العالم حين أقبّلُ ثغرك
واترك ورائي دويّ النار،
لأروي سحر حكايةٍ عريقة.
٤- صدفة الصمت:
أنا صدفة فارغة، لؤلؤة تحيا
في محارٍ ميّت
أطفو فوق المحيط،
وأجيء إليك، حمامة في الظلام
قلبك مصنوعٌ من الريح والعنبر
أنامُ على آرائك البِلور
وأتذكرُ وجهك
أنا صدَفةُ الصمتِ التي تنتحبُ إليك
في الفجر، أنا الوقتُ الأمضى
الزهرة التي لا مفرّ-
من أن تلتصقَ بجسدك.
ماريا دوسميرو باروسو شاعرة برتغالية وهي كاتبة مقالات ودكتورة في الطب، حصلت على العديد من الجوائز الشعرية، منها جائزة الشعر الدولية «Ibirian Word» عام ٢٠٠٩.
نُشرت هذه القصائد ضمن مجموعة بعنوان «صدَفة الصمت» عام ٢٠١٣.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: ما یکفی
إقرأ أيضاً:
حملة إعلامية تهز جدار الصمت حول صحة نساء الريف
كسر قسم الإعلام جامعة سوهاج، حاجز الصمت المطبق على المعاناة الصحية للمرأة الريفية.
نفذت الطالبة نوران محمود السماسيري، الطالبة بالفرقة الثالثة حملة إعلامية رقمية كمقرر دراسي تحت إشراف الدكتور صابر حارص أستاذ الإعلام والرأي العام بكلية الآداب جامعة سوهاج، أنتجت خلالها العديد من أشكال المحتوى الرقمي، وخصصت حسابا رسميا لحملتها على الفيسبوك باسم الحملة "تُنتج وتُهمل".
أوضح الدكتور صابر حارص أن الحملة كشفت النقاب عن الإهمال الصحي المزمن والجسيم الذي يهدد حياة هؤلاء النسوة اللاتي يُعتبرن عماد الإنتاج في مجتمعاتهن، وألقت الضوء على التضحيات الجسام التي تقدمها المرأة الريفية في الزراعة وتربية الماشية والأعمال المنزلية، تلك التضحيات التي تقابل بإهمال صحي جسيم يرقى إلى وصفه "بالموت البطيء" في ظل غياب الرعاية الطبية والتثقيف الصحي للأسرة الريفية بصعيد مصر.
وأضاف أن الحملة لم تطلق حملتها من فراغ، بل استندت إلى حقائق مؤلمة كشفت عنها نتائج دراسات علمية وإحصاءات ميدانية، مؤكدة أن:
أكثر من 62% من النساء الريفيات محرومات من الرعاية الصحية المنتظمة، وأن مناطق الريف تشهد تفشيًا واسعًا لفقر الدم والأمراض المزمنة، وارتفاع نسب الوفيات بين الأمهات أثناء الحمل والولادة مقارنة بالمدن، وأن هناك فجوة هائلة في الوعي الصحي والخدمات الطبية التي تصل إلى القرى والمناطق النائية.
وأوضح أن الحملة استطاعت تحويل هذه الحقائق الصادمة إلى محتوى رقمي مؤثر، شمل: فيديوهات قصيرة تخترق القلوب، وتجسد معاناة النساء الريفيات
وبوسترات توعوية بصرية لافتة، تحمل رسائل قوية بلغة بسيطة تصل إلى الجميع، وإنفوجرافات تفاعلية وجذابة، تحول الأرقام والإحصائيات إلى قصص بصرية سهلة الفهم.
وأشار إلى أن الحملة تكشف عن إهمال ثلاثي الأبعاد صحي وبدني ونفسي، تتعرض له المرأة الريفية في صمت مطبق، وسط تجاهل مجتمعي يكاد يرقى إلى جريمة صامتة بحق فئة تقوم بخدمة الزوج والأبناء ورعاية المنزل والمساهمة في الإنتاج الزراعي والحيواني، ومع ذلك تحرمها التقاليد الضارة من أبسط حقوقها الإنسانية في الصحة والعافية، كما تكشف المسكوت عنه في صعيد مصر عندما تكون المرأة الأكثر إنتاجًا هي الأكثر إهمالًا، واصفا الإهمال بأنه إهمال ممنهج يهدد حياة آلاف النساء الريفيات في صعيد مصر، وأن مبادرة نوران السماسيري غير مسبوقة إعلاميا كحملة كشفت المستور في الريف المصري، وأثبتت بمفردها أن صوت الشباب الواعي قادر على إحداث تغيير حقيقي.