كشف إبراهيم ناجي، الباحث في الشأن الكاثوليكي، أن البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، أنهى لقاءه الروحي ثم توجه إلي المستشفى لإجراء بعض الفحوصات الطبية، لأنه منذ أيام قليلة تعرض لوعكة صحية، موضحًا أنه الآن في مقر اقامته بالفاتيكان.

كان البابا فرنسيس، قد استقبل صباح اليوم الأربعاء، في قاعة بولس السادس بالفاتيكان أعضاء سينودس الكنيسة البطريركية الأرمنية الكاثوليكية وللمناسبة، ووجّه كلمة رحّب بها بضيوفه وقال كأساقفة، خلفاء الرسل، تقع على عاتقنا مسؤولية أن نرافق شعب الله المقدس نحو يسوع، الرب وصديق البشر، راعينا الصالح.

ولهذا السبب، التزمنا، في يوم سيامتنا الأسقفية، بالحفاظ على الإيمان وتعزيز الرجاء ونشر محبة المسيح.

وأضاف البابا فرنسيس، حسب ما نشرته الصفحة الرسمية للفاتيكان، إن إحدى المسؤوليات الكبرى للسينودس هي تحديدًا أن تعطوا كنيستكم أساقفة المستقبل. أرجوكم أن تختاروهم بعناية، لكي يكونون متفانين مع القطيع، وأمناء للعناية الرعوية، لا وصوليين. ولا ينبغي اختيارهم على أساس استحسان أو أغراض، وعليكم أن تتنبّهوا جدًّا من الأشخاص الذين لديهم "ميول تجارية" أو الذين "يحملون حقيبتهم في أيديهم على الدوام"، ويتركون الشعب يتيمًا. إنَّ الأسقف الذي يرى في أبرشيته معبرًا نحو أبرشية أكثر "هيبة" ينسى أنه متزوج من الكنيسة ويخاطر - اسمحوا لي بهذا التعبير - بارتكاب "زنا رعوي". ويحدث الأمر نفسه عندما يضيع الوقت في التفاوض على وجهات أو ترقيات جديدة: لا يمكن شراء الأساقفة من السوق، بل المسيح هو الذي يختارهم خلفاء لرسله ورعاة لقطيعه.

وتابع “ البابا فرنسيس ” نحن في عالم مليء بالعزلة والمسافات، ينبغي على الذين أوكلوا إلينا أن يشعروا منا بدفء الراعي الصالح، واهتمامنا الأبوي، وجمال الأخوةَّ، ورحمة الله. إن أبناء شعبكم العزيز يحتاجون إلى قرب أساقفتهم. أعلم أنهم منتشرين في جميع أنحاء العالم بأعداد كبيرة جدًا، وأحيانًا في مناطق شاسعة جدًا، حيث يصعب عليكم زيارتهم. لكن الكنيسة هي أم محبة، ولا يمكنها إلا أن تبحث عن جميع الوسائل الممكنة للوصول إليهم، لكي ينالوا محبة الله في تقليدهم الكنسي. والأمر لا يتعلق بالهيكليات، التي هي مجرد وسائل تساعد على انتشار الإنجيل؛ وإنما هو أولاً مسألة محبة رعوية، والبحث عن الخير وتعزيزه بنظرة وانفتاح انجيليَّين: أفكر أيضًا في ضرورة التعاون الوثيق مع الكنيسة الرسولية الأرمنية.

واستطرد البابا ، نحن مدعوون لكي ننظر إلى الصليب ونبني على المسيح الذي يشفي الجراح بالمغفرة والمحبة. نحن مطالبون بالتشفع للجميع بعظمة نفس وروح. مثل القديس غريغوريوس ناريك الذي كان يصلّي قائلاً: يا رب، "أذكر الذين هم أعداءنا في الجنس البشري، ولكن لخيرهم: حقق فيهم المغفرة والرحمة". وكذلك كتب بآنيّة نبوية رائعة: "لا تبيد الذين يعضونني: حولهم! أقتلع السلوك الدنيوي الشرير وأصل السلوك الصالح فيّ وفيهم". وأنتم أيها الإخوة، مع الكهنة والشمامسة والمكرسين والمكرسات، وجميع المؤمنين في كنيستكم، تقع على عاتقكم مسؤولية كبيرة. لقد حمل القديس غريغوريوس المنور نور المسيح إلى الشعب الأرمني، فكان أول من قبله في التاريخ. أنتم إذًا شهود، إن جاز التعبير، "أبكار" لهذا النور، أنتم فجر مدعو لكي يشع النبوءة المسيحية في عالم غالبًا ما يفضل ظلمات الكراهية والانقسام والعنف والانتقام. بالطبع – قد تقولون لي – إن كنيستنا ليست كبيرة من حيث العدد. ولكن لنتذكر أن الله يحب أن يصنع العظائم مع الصغار. وبهذا المعنى، من فضلكم، لا تهملوا الاهتمام بالصغار والفقراء، وأظهروا لهم مثال حياة إنجيلية، بعيدة عن بهاء الغنى وغطرسة السلطة؛ استقبلوا اللاجئين واعضدوا الذين هم في الشتات كأخوة وأخوات وأبناء وبنات.

وأضاف بابا الفاتيكان،  أن أشارككم جانبًا آخر أعتبره أولوية: صلوا كثيرًا، كذلك من أجل الحفاظ على النظام الداخلي الذي يسمح لكم بأن تعملوا بانسجام، وميّزوا أولويات الإنجيل، تلك العزيزة على الرب. وكما يذكرنا مثل لاتيني قديم: "حافظ على النظام، والنظام سيحفظك". لذلك، لتكن سينودساتكم مُعَدَّة بشكل جيّد، ولتُدرس فيها المشاكل بعناية ويتمَّ تقييمها بحكمة؛ وليتمَّ تطبيق الحلول، دائمًا وفقط من أجل خير النفوس، ويتم التحقق منها بحكمة وتماسك وكفاءة، فتضمنوا الشفافية الكاملة، حتى في المجال الاقتصادي. كذلك يجب أن تكون القوانين معروفة ومطبقة ليس من أجل الشكلية، وإنما لأنها أدوات كنسيّة تسمح حتى للذين لا يملكون السلطة بأن يلجؤوا إلى الكنيسة بحقوق قانونيّة كاملة، وأن يتجنّبوا تعسُّف الأقوى.

وتابع البابا فرنسيس: أوكلكم فكرة أخرى تتعلق براعوية الدعوات. في عالم علماني، يحتاج الإكليريكيون والذين يتنشّؤون على الحياة الرهبانية، اليوم أكثر من أي وقت مضى، إلى أن يكونوا متجذرين في حياة مسيحية أصيلة، بعيدًا عن أي "علم نفس أميري". وكذلك، يحتاج الكهنة، ولاسيما الشباب، إلى قرب الرعاة، الذين يعززون الشركة الأخوية بينهم، لكي لا ييأسوا إزاء الصعوبات، ويكونون، يومًا بعد يوم، أكثر طاعة لإبداع الروح القدس، لكي يخدموا شعب الله بفرح المحبة، وليس بقساوة وتكرار البيروقراطيين العقيم. تحلّوا بالرجاء في كلِّ شيء: حتى وإن كان الحصاد كثيرًا والفعلة قليلون، لنتّكل على الرب الذي يصنع العجائب في الذين يثقون به.

وأضاف البابا فرنسيس: كيف لا يمكننا أخيرًا أن نذكر بالكلمات، ولا سيما بالصلاة، أرمينيا، وبشكل خاص جميع الذين يهربون من ناغورنو كاراباخ، والعديد من العائلات النازحة التي تبحث عن ملجأ، حروب كثيرة وآلام كثيرة. كان يجب على الحرب العالمية الأولى أن تكون الأخيرة وتشكّلت الدول في عصبة الأمم، "باكورة" الأمم المتحدة، معتقدة أن هذا الأمر سيكون كافيًا للحفاظ على عطيّة السلام. ولكن منذ ذلك الحين، كم من الصراعات والمذابح، المأساوية وغير المجدية. لقد توسلت مرات عديدة: "كفى!". لنردد جميعًا صدى صرخة السلام، لكي تلمس القلوب، حتى تلك التي لا تشعر بألم الفقراء والمتواضعين. ولنصلِّ بشكل خاص، أنا سأصلي من أجلكم ومن أجل أرمينيا. وأنتم، من فضلكم، أذكروني في صلواتكم!

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول أشكركم على حضوركم وعلى خدمتكم. وقبل أن أمنحكم البركة، أود أن أتلو صلاة، أدعوكم لكي تتحدوا بها معي، للقديس نرسيس الكبير، في انتظار أن نتمكن من أن نحتفل به، إن شاء الله، مع إخوة الكنيسة الأرمنية الرسولية: "أيها الرب الرحيم: ارحم جميع الذين يؤمنون بك، من الأقرباء والغرباء، من المعروفين والمجهولين، من الأحياء والأموات: امنح أيضًا أعدائي المغفرة على الشرور التي صنعوها لي، ردّهم من الظلم الذي يلحقونه بي، لكي يكونوا هم أيضًا مستحقين لرحمتك. وارحم خلائقك وارحمني أنا الخاطئ العظيم".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الارمن الأسقفية البابا فرنسيس البطريركية الأرمنية الكاثوليكية البابا فرنسیس من أجل جمیع ا

إقرأ أيضاً:

الأغلى في تاريخ النادي.. إبراهيم عبد الجواد يكشف مفاجأة للاعبي الأهلي

كشف الإعلامي إبراهيم عبد الجواد عن مفاجأة بشأن جوائز  لاعبي الاهلي لمواجهة  فريق بورتو بكأس العالم للأندية 2025 .

و كتب إبراهيم عبد الجواد عبر فيسبوك:مباراة بنصف مليار للأهلي، وهي الأغلى في تاريخ النادي.

وليد صلاح الدين: ضيق الوقت حرم الأهلي من الظهور الأفضل بمونديال الأنديةمحمد هاني خبط في أتوبيس| عمرو أديب يسخر من هزيمة الأهلي أمام بالميراس

مباراه الأهلي القادمة

و يواجه الأهلي العديد من التحديات قبل لقائه المرتقب مع بورتو البرتغالي في الجولة الثالثة من دور المجموعات بكأس العالم للأندية 2025 المقامة بالولايات المتحدة، حيث يدخل المباراة بصفوف منقوصة وأزمات تهدد طموحاته في التأهل.

رغم تعقيد موقف المجموعة، تبقى آمال الأهلي قائمة بشرط الفوز على بورتو بفارق هدفين مع خسارة إنتر ميامي أمام بالميراس بنفس النتيجة، وهو السيناريو الوحيد الذي يمنح الفريق بطاقة العبور استنادًا لفارق الأهداف، في حال تساوي النقاط مع إنتر ميامي.


ويحتل الأهلي المركز الأخير بنقطة واحدة، خلف بورتو بفارق الأهداف، فيما يتقاسم بالميراس وإنتر ميامي الصدارة بأربع نقاط لكل منهما قبل جولة الختام.

على صعيد الغيابات، يغيب مروان عطية عن مواجهة بورتو بعد حصوله على الإنذار الثاني، لينضم إلى قائمة المصابين التي تضم إمام عاشور، طاهر محمد طاهر، وأحمد نبيل كوكا، بينما يظل الثنائي حمدي فتحي والمغربي يحيى عطية الله مهددين بالإيقاف حال حصول أي منهما على بطاقة صفراء جديدة.

ماليًا، تلقى الأهلي ضربة أخرى بخسارته أمام بالميراس، إذ كانت آمال الإدارة معقودة على تحقيق انتصارين يرفعان العوائد المالية إلى 4 ملايين دولار، غير أن الفريق اكتفى بمليون دولار فقط من تعادله أمام إنتر ميامي، مع إمكانية فقدان مليون دولار إضافي حال تعثره في الجولة المقبلة.

طباعة شارك الاهلي مكافاه لاعبي الاهلي مباراه بورتو

مقالات مشابهة

  • «بعد تعرضه لحادث سير».. أحمد سعد يكشف تطورات حالته الصحية
  • تحقيق يكشف عدد الضحايا المدنيين اليمنيين الذين قتلوا خلال مراحل الإدارات الأمريكية
  • صبري عبد المنعم يكشف لـ صدى البلد تطورات حالته الصحية
  • الأغلى في تاريخ النادي.. إبراهيم عبد الجواد يكشف مفاجأة للاعبي الأهلي
  • سيد صادق يكشف لصدي البلد عن اللقب الذي يحبه
  • عاجل | مزارعون متضررون يشكون من انقطاع الطريق الزراعي الذي يربط مزارعهم في منطقة الكنيسة الفيحاء محافظة مادبا/صور
  • البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق يترأس قداس المناولة الاحتفالية بكنيسة العائلة المقدسة بالزيتون
  • بابا الفاتيكان يحث قادة العالم على السعي لتحقيق السلام بـأي ثمن
  • إبراهيم فايق يكشف سبب توقف مباراة الأهلي وبالميراس
  • من هوليود إلى الفاتيكان.. البابا لاوون الرابع عشر ينتمي لعائلة المشاهير