بوابة الوفد:
2025-05-16@20:55:39 GMT

ماذا بعد رأس الحكمة؟

تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT

قبل أيام أعلن الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء عن مشروع استثمارى كبير بمنطقة رأس الحكمة فى الساحل الشمالى بين مصر ودولة الإمارات، لإنشاء مدينة ذكية من مدن الجيل الخامس التى تتمتع بكل مقومات المدن الحديثة والجذب السياحى والديمومة على مدار العام من خلال إنشاء الخدمات الصحية والتعليمية والترفيهية والأنشطة التجارية وغيرها من الخدمات، على مساحة حوالى ٤٠ ألف فدان، فى صفقة وصفها رئيس الوزراء بأنها الأكبر فى جذب الاستثمار الخارجي، حيث تحصل مصر بموجبها على ٣٥ مليار دولار نظير الأرض، وبتكلفة تصل إلي١٥٠ مليار دولار، وتحتفظ مصر بنسبة ٣٥٪ من هذا المشروع الذى تقوم على إنشائه وإدارته شركة أبوظبى القابضة التى خططت لهذا المشروع العملاق لتخرج المدينة بمواصفات عالمية وتحقق عوائد اقتصادية كبيرة نظرا لضمها أكبر مارينا عالمية على شاطئ البحر المتوسط لاستقبال اليخوت والسفن السياحية، إضافة إلى إنشاء مجموعة من الفنادق السياحية ومطار دولى لخدمة المدينة، وحى لرجال المال والأعمال وغيرها من المشروعات الجاذبة للاستثمار.


الحقيقة أن الخطوة التى قامت بها الحكومة المصرية هى بداية لتصحيح المسار فى جذب الاستثمار، الذى شهد معوقات لا حصر لها على مدار عقود طويلة، وكان سببا فى تخلف مصر عن اللحاق بدول مجاورة استطاعت أن تحقق نهضة كبيرة بسبب تقديم حوافز استثمارية لم تقدمها مصر، وعلينا أن نتساءل بصراحة ووضوح، ماذا لو رفضت مصر هذا المشروع، واستمرت المنطقة صحراء على حالها، مثل ٨٠٪ من صحراء مصر الممتدة بطول البلاد وعرضها؟، وما الخطأ أو العيب فى إنشاء عشرات المدن على غرار مدينة شرم الشيخ والغردقة وغيرها من المدن الجاذبة للسياحة والاستثمار وتشغيل الأيدى العاملة، وأقول لكل المتربصين والمشككين فى هذه المشروعات، هل يمكن أن نفاجأ فى يوم ما بحمل هذه المدينة إلى دولة الإمارات!
ولماذا تقوم أوروبا وأمريكا بجذب الأموال الخليجية فى كل استثماراتهم، والكل يعلم أن الخليج له تريليونات الدولارات فى أمريكا وأوروبا فى مشروعات استثمارية وللأسف لا يستطيعون الحصول عليها، ومع هذا يستمرون فى الاستثمار بدول الغرب فى مجالات عدة بما فيها الرياضة وأندية عالمية كبرى ولم تعترض الشعوب الغربية، وكلنا يعلم أيضا أن مصر لديها كنوز تجعلها على رأس  الدول الجاذبة للسياحة ومع ذلك لا تستطيع استقبال أكثر من ١٥ مليون سائح فى العام بسبب عجز منشآتها السياحية!
يجب أن تكون رأس الحكمة بداية تغيير الفكر الاقتصادى المصري، والتوجه المصرى على شتى المستويات والمسارات، ولا تكون مجرد خطوة نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة وعجز العملات الأجنبية.. نحن فى حاجة إلى عشرات ومئات المشروعات الاقتصادية على أرض مصر فى مجالات مختلفة وعلى نفس المستوى فى مجالات الصناعة والتكنولوجيا والزراعة، وهناك على سبيل المثال ملايين الأفدنة فى سيوة والصحراء الغربية تنتج أجود أنواع التمور فى العالم وأيضاً الزيتون وبعض النباتات الطبية وتحتاج إلى رؤوس الأموال لزراعتها والاستثمار فيها والمؤكد أن لها عوائد اقتصادية هائلة، وعلينا أن نتحرر من الأفكار البالية والاعتقاد المستمر ببيع مصر، ويجب منح دول الخليج الفرصة للاستثمار فى مثل هذه المشروعات التى تشكل موارد طبيعية لم يتم استغلالها والاستفادة من الموارد المالية لدول الخليج، الأمر الذى يخدم الطرفين ويمكن أن يحول مصر فى سنوات معدودة إلى واحدة من النمور الاقتصادية ويحول ثروتها البشرية المعطلة إلى أداة انتاج، وفى اعتقادى أن كل دول الخليج لن تجد أفضل من مصر للاستثمار بها لأسباب كثيرة جدا لعل أهمها ضمانة أرباحها وأيضا رؤوس أموالها فى سوق يبلغ تعداده أكثر من مائة مليون نسمة.
حفظ الله مصر

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ماذا بعد رأس الحكمة صواريخ الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء رأس الحكمة الساحل الشمالى

إقرأ أيضاً:

الحكمة الإلهية من الإحرام في الحج.. رحلة للتخلي عن الدنيا والتسليم لله

أكد الشيخ السيد عرفة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الإحرام في الحج يمثل بداية رحلة روحية تبدأ بالتخلي عن كل مظاهر الدنيا والزينة، مشيرًا إلى أنه لحظة إعلان الحاج استسلامه الكامل لله بقول "لبيك اللهم لبيك"، والتي تعبّر عن خضوع وخشوع تامين.

ضيوف الرحمن .. تجهيزات خاصة في مطار القاهرة لسفر أفواج الحجاجقدم الآن.. وظائف بموسم الحج 2025

وأوضح في خلال حواره ببرنامج "صباح البلد" على قناة صدى البلد، أن الإحرام ليس مجرد لباس أو طقس شكلي، بل هو حالة روحية تسمح للحاج بالدخول في صفاء ونقاء، استعدادًا لخوض مناسك الحج بقلوب متجهة نحو الله، وبعزيمة على تحقيق التوبة والاقتراب منه.

وأشار الشيخ عرفة إلى أن الحج يمثل تجربة إيمانية خالصة، تستوجب خشوع الحاج وتجديد العهد مع الله، وتحرره من أغلال الدنيا، مما يجعلها رحلة ذات أبعاد روحية عميقة لا ينالها إلا من اصطفاه الله.

طباعة شارك الحج مناسك الحج مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية الأزهر

مقالات مشابهة

  • الحكمة الإلهية من الإحرام في الحج.. رحلة للتخلي عن الدنيا والتسليم لله
  • محافظ الإسكندرية يستقبل سفيرة الاتحاد الأوروبي لبحث سبل التعاون المشترك بين الجانبين
  • محافظ الإسكندرية يستقبل سفيرة الاتحاد الأوروبي لبحث التعاون المشترك
  • محافظ الإسكندرية يستقبل سفيرة الاتحاد الأوروبي لبحث سبل التعاون المشترك
  • بالطائرات والمليارات.. ترامب يفتح خزائن الخليج | تقرير خاص
  • من أرصفة الحكمة الى ظلال الحياة
  • ‏سفير اليمن بطوكيو يبحث مع وزير الاقتصاد واعضاء البرلمان الياباني تعزيز العلاقات الثنائية و توسعة مجالات الدعم
  • فورتريس تفتح مكتبا في أبوظبي للتوسع في أعمالها بمنطقة الخليج
  • غزل وانبهار.. ترامب يعترف: ماذا لو كانت أمريكا مثل الخليج!
  • القوات المسلحة تنظم زيارة للملحقين العسكريين إلى المشروعات القومية