الثورة نت:
2025-05-09@07:32:30 GMT

العرب وأنظمة (التفاهة)

تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT

 

 

ارتبطت بالذاكرة الجمعية مفردات مثل (التفاهة) وتعني السلوك المنحط وغير القويم، و(الإباحية) وتعني ماله علاقة بـ (الجنس) والسلوك الشاذ، غير أن لهذه المفردات علاقة وثيقة بالعمل والنشاط السلوكي، فهناك (تفاهة) سلوكية وإدارية وثقافية وتربوية، مثلما هناك (إباحية) سياسية وثقافية وسلوكية، والمصطلحان يكملان بعضهما وتعنيان الأعمال (الشاذة) التي تتجسد اليوم بسلوكيات النظام العربي الرسمي بكل ما يمارس من أنشطة هابطة لا ترتقي لمستوى التحديات التي تواجهها الأمة وتتصل بحقيقة وجودها ومستقبلها الحضاري، و بمستقبل أجيالها التي تعيش اليوم حالة اغتراب كلي عن تاريخ الأمة ودورها وهويتها ورسالتها الحضارية والدينية، جاهلة لكل الروابط والمقومات التي تشكل هوية الأمة وواحديتها ووحدة مصيرها، حيث تكرس بفضل أنظمة ( التفاهة والإباحية) ثقافة العنصرية القطرية بكل عواهنها ومثالبها حتى وجدنا من يستمد من الآخر الأجنبي والغريب عن كل قيم وأخلاقيات الأمة قوته وشرعيته ويرى فيه الأخ والصديق فيما يرى بأخوته وأصدقائه الفعليين مجرد أعداء يعمل مع الشريك الآخر الغريب على استهدافهم بكل الوسائل وكأن حراك (الأندلس) ونزاع أمراء الطوائف يجدد نفسه مع هذه الأنظمة التي تحكم الأمة وتتحكم بمصيرها الذين يسيرون في طريق تصفية الأمة ودورها ورسالتها ووجودها من خلال تكريس سياسة الارتهان والامتهان والتبعية، لدرجة لم يعد في أمتنا نظاما عربيا واحدا يمكن أن نشهد ما شهد تاريخنا من أمراء المماليك مثل الظاهر بيبرس، ونور الدين قطز، أولئك القادة الذين رغم جذورهم المملوكية الوافدة، إلا أن وجودهم في حياض العرب جعلهم يعشقون العروبة والإسلام وقيمهما ويتشربون ثقافة العروبة فكانوا أكثر غيرة على العروبة من بعض رموزها من العرب وكانوا أكثر التحاما والتزاما بقيم وأخلاقيات الإسلام ممن كلفهم الله ورسوله ليكونوا حاملين رايته ومدافعين عنه وذائدين عن حياضه، وفيما تمكن (هولاكو) في رحلته الإجرامية من شراء ذمم الأمراء العرب وإذلالهم وقف في (عكا) عاجزا عن منازلة بيبرس وقطز لتنتهي رحلته (الإباحية) على أيديهم وعلى أيدي هؤلاء الأبطال انتهت إمبراطورية المغول وأصبحت مجرد ذكرى في سجلات التاريخ.

.!
مثل هؤلاء الأبطال ينحصرون اليوم في المقاومين الذين يواجهون غطرسة الاحتلال والمتغطرسين الداعمين فيما أنظمة الأمة أوغلت في السلوكيات الإباحية وفي اجترار ثقافة التفاهة وتكريسها من خلال سلوكها ومواقفها لدرجة لم نعد نرى ثمة نظام عربي يتحلى بقدر من الكرامة والنخوة وتجري في عروق رموزه الدماء العربية الحرة التي تدفع حاملها لرفض الظلم والتصدي للباطل، أنظمة لم نجد فيها نخوة الجاهلية ولا أخلاقيات الإسلام، وليس لها صلة أو علاقة بالعروبة كهوية حضارية، ولا إثر فيها للقيم القبلية الأصيلة، أي أن هذه الأنظمة ليست أنظمة غارقة في (التفاهة والإباحية) بل مجردة من الصفات الإنسانية، ولم نعد بالتالي نرى فيها إلا كما نرى (أثوار اسبانيا داخل ملعب لمصارعة الثيران،) تقفز بكل حماس حيواني فطري نحو من يلوح لها بالراية الحمراء، الذي هو من يتحكم بحركتها لكن أن رأى في صراعها خطرا يهدد حياته سرعان ما يتخلص منها بخنجره أو من خلال طاقم المساعدين له الذين يعاجلون الثور الهائج برصاصة قاتلة أو رصاصة تخدير أن كان للثور فائدة ولا يزال قادرا على إخراج المال من جيوب المتفرجين ..؟!
هذا هو حال الحكام العرب للأسف الذين يفقدون أبجدية الوعي في التعاطي مع قضايا أوطانهم وأمتهم، إذ يتوهم كل حاكم إن مهمته تطوير نطاقه الجغرافي وبأي طريقة غير مكترث بمن حوله، متوهما أن هذا السلوك سيمنحه مقومات الاستقرار وممكنات التقدم والتطور التنموي، ويتجاهل إنه بهذا السلوك إنما يوجه نطاقه الاجتماعي والجغرافي نحو الهلاك الحتمي ونحو الارتهان والتبعية والانحلال ويكرس في الوعي المجتمعي ثقافة الاستهلاك العبثي وقيم التفاهة والانحطاط الإباحي وهذا ما نشاهده للأسف في أغلب الأقطار العربية المحكومة من قبل أنظمة التفاهة الإباحية .؟!
في هذا السياق دعونا نتساءل وبكل صراحة و شفافية ووضوح عن ثقل (مصر) أو ثقل (السعودية) أو (الإمارات) أو (الأردن) أو أي دويلة عربية قائمة ترتبط بعلاقة ( زواج كاثوليكي مقدس) مع أمريكا والمنظومة الاستعمارية الغربية؟!
لا أعتقد أن لأي دويلة عربية ثقل يذكر على المسرح الدولي، وليس لأي دويلة من هذه الدويلات تأثير على المسرح السياسي إقليميا ودوليا، بل لا تحظي هذه الدويلات وان بقدر من احترام وتقدير ليس من أعدائها بل من أصدقائها المفترضين الذين ينظرون لهذه الدويلات بكثير من الازدراء والسخرية ولكنهم يتظاهرون لها بالمودة من أجل مصالحهم وفي سبيل تحويل هذه الدويلات إلي أسواق تباع فيها منتجات الآخر الاستهلاكية والترفيه التي تغرق هذه الدويلات وتكبل شعوبها بأغلال العبودية الدائمة، وهي الأغلال التي تكبل حتى مجتمعات الثراء العربية كالمجتمعات الخليجية التي بدورها ورغم ثرواتها أصبحت أسيرة في إسطبلات المرابين ومصاصي دماء الشعوب وناهبي ثرواتها..؟!
إن أسطورة الشعب العربي في فلسطين وخلال الخمسة الأشهر من عمر العدوان فضحت أنظمة (التفاهة والإباحية) العربية وأظهرتم مجرد أقزام لا حول لهم ولا قوة إلا على شعوبهم المقهورة أو على بعضهم وحسب لكنهم يتحولون إلي (حملان ونعائم) أمام العدو الذين لا يتردد في إهانتهم والسخرية منهم علنا دون تحفظ أو حصافة أو حتى بعض من دبلوماسية..!

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

أشد الناس عذابًا يوم القيامة.. من هم «المصوِّرون» الذين حذّر منهم النبي؟

ومن بين الفئات التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم والتي سوف تنال أشد العذاب في يوم القيامة فئة "المصورون" وذلك في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن أشد الناس عذابًا يوم القيامة المصورون"، وهو حديث يُثير تساؤلات كثيرة فمن هم هؤلاء المصورون؟ وماذا كانوا يفعلون؟.

وفي هذا السياق، قال الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إن المصورين المقصود بهم من يصنعون التماثيل التى تعبد من دون الله.. هذا هو الذي قال عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- "إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون". 

الإفتاء توضح حكم قصر الصلاة للمسافر من العريش إلى القاهرة لمدة 5 أياملماذا فرض الله الحجاب على المرأة دون الرجل؟.. أمين الإفتاء يجيبأقصى مدة لـ قصر الصلاة أثناء السفر.. الإفتاء توضحأمين الإفتاء: المعيار الحقيقي للرجولة والإيمان هو أداء الأمانة

وأشار أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إلى أن البعض يظن خطأ من الحديث الشريف أن المصورين يقصد به من يصور باستخدام الكاميرا، منوها بأن التصوير فى اللغة العربية كان يطلق على صنع التمثال الذي يعبد من دون الله، لكن التصوير فى عصرنا الحالى هو حبس الظل وهو معنى مجازى ليس موجودًا فى معاجم اللغة.

لماذا سمي يوم القيامة بـ يوم التغابن؟

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن يوم القيامة يُطلق عليه "يوم التغابن"، وهو اليوم الذي يكتشف فيه الإنسان مدى خسارته الحقيقية عندما يدرك أنه باع آخرته بثمن بخس من أجل متاع الدنيا.

وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال تصريحات تلفزيونية، أن الغبن في الدنيا يحدث عندما يشعر البائع بأنه لم يحصل على الثمن العادل للسلعة، أما الغبن الحقيقي في الآخرة فهو أن يكتشف الإنسان أنه ضيّع فرصته في الجنة بسبب اللهث وراء الدنيا، سواءً كان ذلك سعياً وراء المال أو الجاه أو الشهوات.

وأضاف أن سورة الطلاق، والتي يُطلق عليها أحيانًا "سورة النساء الصغرى"، تؤكد على ضرورة التعامل مع الزوجة بما يتناسب مع مستوى المعيشة وقدرة الزوج المالية، مستشهداً بقوله تعالى: "أسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ"، مشدداً على أن التضييق على الزوجة والتعمد في الإضرار بها ليس من أخلاق الإسلام. 

وشدد على أهمية الرضا بقضاء الله في الرزق، مفسراً قوله تعالى: "وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ"، بأن الرزق يتفاوت بين الناس، فمن وُسّع عليه في رزقه فعليه أن يُنفق بسعة، ومن ضُيّق عليه فعليه أن يُنفق حسب طاقته، وهذا جزء من التوازن الذي يدعو إليه الإسلام في شتى مناحي الحياة.

طباعة شارك يوم القيامة أشد الناس عذابًا يوم القيامة القيامة أشد الناس عذابًا يوم القيامة المصورون المصورون دار الإفتاء الإفتاء

مقالات مشابهة

  • مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين يدين الهجمات التي استهدفت المنشآت الحيوية والاستراتجية بالسودان
  • «الداخلية العرب» تنظم ورشة عمل للكوادر الشرطية العربية حول التجارب المتميزة في مجال حقوق الإنسان
  • السيد القائد الأمة في حالة خطيرة جدا حينما تتجاهل العدو الإسرائيلي
  • أشد الناس عذابًا يوم القيامة.. من هم «المصوِّرون» الذين حذّر منهم النبي؟
  • هل يجب على المسلمين غير العرب تعلم اللغة العربية؟.. علي جمعة يُجيب
  • منتخب شباب اليد يهزم العراق في افتتاح مبارياته في البطولة العربية بالكويت
  • شباب اليد يهزم العراق في افتتاح مبارايته في البطولة العربية بالكويت
  • المؤتمر العام للأحزاب العربية يُدين العدوان الصهيوني على اليمن
  • شباب اليد يفتتح مشواره في البطولة العربية اليوم بمواجهة العراق
  • المكاسب التي سيحققها العراق من عقد القمة العربية في بغداد