فضيحة الـ"نيويروك تايمز" تتفاقم.. انقسامات بين صحفي الجريدة الأمريكية تضرب غرفة الأخبار بعد فبركة الـ"الاعتداءات الأخلاقية" بـ طوفان الأقصى
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
أحدث تقرير صحيفة نيويورك تايمز الصادر في 31 ديسمبر 2023 حول هجمات حماس القاتلة شرخًا في غرفة الأخبار، داخل صحيفة نيويروك تايمز الأمريكية، أحد أكبر الصحف في العالم، وحيث اندلعت التوترات في صحيفة نيويورك تايمز بسبب تقرير استقصائي حول استخدام حماس للعنف الجنسي في عمليات طوفات الأقصى يوم 7 أكتوبر، ووصل الأمر ليخرج هذا الخلاف الكبير إلى العلن خلال الأسبوع الماضي مع ظهور صراع جديد كل يوم تقريبًا، نتيجة الموقف المنحاز لتقارير الصحيفة واختلاق القصص لدعم إسرائيل.
ووفقا لما نشرته صحيفة NPR الأمريكية، فإن الأزمة الحالية تعكس سلسلة من الانقسامات الثقافية ــ بين غرفة الأخبار التقليدية وقسم الصوت الصاعد في الصحيفة؛ بين الإدارة والعديد من الموظفين العاديين؛ وبين الفصائل ذات ردود الفعل المتباينة تجاه الحرب في إسرائيل وغزة؛ وقد أصبح بين جانبي الصناعة هوة متزايدة الاتساع حول ما إذا كان يجب التعامل مع المعارضة داخليًا أو بثها علنًا.
فضيحة مهنية
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فقد قدمت نقابة التايمز، وهي نقابة غرف الأخبار التي تمثل ما يقرب من 1500 صحفي في الصحيفة، شكوى رسمية أمس إلى الصحيفة، قائلة إن التايمز انتهكت شروط عقدها، واتهمت النقابة كبار المسؤولين التنفيذيين في مجال الأخبار بـ "الاستجواب المستهدف" للصحفيين من أصل شرق أوسطي في التحقيق في كيفية تسرب أخبار هذه المعارضة إلى The Intercept ووسائل الإعلام الأخرى، وجاء في إعلان النقابة أن أعضائها "واجهوا أسئلة واسعة النطاق حول المشاركة في أحداث ومناقشات [مجموعة الموظفين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا] وحول آرائهم حول تغطية التايمز لمنطقة الشرق الأوسط".
من جانبها نفت صحيفة نيويورك تايمز مزاعم النقابة، وقد أصبح العديد من المراسلين أكثر صراحة منذ حركات الاحتجاج الاجتماعي لعام 2020 بطرق غيرت غرف الأخبار وأزعجت بعض أقرانهم، وزاد من الأمر في تلك الأزمة، هو البعد الأخلاقي والحقوقي في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية لأهل قطاع غزة، مع استمرار جرائم تل أبيب، ونشر الصحيفة تقرير مفبركة أو منحازة للجانب الإسرائيلي، وذلك على حساب المهنية والضمير والحقيقية.
القصة تثير الشكوك
وفي قلب التوترات في غرفة الأخبار يكون في خلفية المشهد قصة مؤثرة حول العنف الجنسي خلال الهجوم المميت الذي شنته حماس في 7 أكتوبر في إسرائيل، حيث قالت القصة، التي نشرت في أواخر ديسمبر تحت عنوان المراسل الدولي جيفري جيتلمان واثنين من الصحفيين المستقلين، إن التايمز وثقت نمطا من الاعتداء الجنسي من قبل حماس باعتباره استراتيجية وحشية، وتحدثت NPR إلى سبعة من موظفي التايمز حول هذه القصة، وقد جادل النقاد بأن الحكايات لم يتم تثبيتها بالكامل، فعلى سبيل المثال، في حالة غال عبدوش، التي ظهرت عائلتها في صورة مصاحبة لقصة التايمز، فقد قال صهرها للصحيفة إنه يخشى أن تكون قد تعرضت للاغتصاب، وبعد نشر القصة، أخبر الرجل الصحفيين الإسرائيليين أنه لم يعد يعتقد أن هناك اغتصاب، لكنه لم يزود التايمز بالمواد التي قال إنها غيرت رأيه.
وبينما كان منتجو الصوت في صحيفة التايمز يستعدون لإعداد حلقة من برنامج The Daily podcast بناءً على القصة، تساءلوا عن مدى قوة الأدلة الأساسية التي جمعها زملاؤهم، وحتى الآن، لم يتم بث أي حلقة من هذا القبيل، بعد مرور أكثر من شهرين، وذلك رغم الزخم الكبير المثار حول مصداقية تلك الادعاءات.
.
ظهرت شكوكهم في The Intercept.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أكد المحرر التنفيذي جو خان وكبار نوابه أنهم كلفوا بإجراء تحقيق في التسريب، وهو في حد ذاته عمل استثنائي لمنظمة إخبارية تعتمد غالبًا على تسريبات مواد حساسة لقصصها الخاصة، وقد أخبر العديد من الصحفيين السابقين في صحيفة التايمز NPR أنهم فوجئوا بتطور الأحداث)، وقال جو كان رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة نيويورك تايمز إن هناك حاجة لإجراء تحقيق في تسرب آراء معارضة بشأن تقرير حماس، وكتب خان في مذكرة إلى غرفة الأخبار يوم السبت، إن تسريب مواد العمل حول التقرير إلى وسائل الإعلام الخارجية "يقوض الثقة ويقوض ثقافة التعاون لدينا".
لكن خان كتب في مذكرة للموظفين أن ذلك كان ردًا على حدث غير مسبوق: تمكنت مجموعات إعلامية خارجية من الوصول إلى "وثائق التخطيط السرية ومسودات النصوص"، وكتب أن الصحيفة وسعت الطرق أمام الصحفيين في الصحيفة لمشاركة الهواجس والمخاوف، وكذلك كتب كان، إلى جانب مديري التحرير مارك لاسي وكارولين رايان: "إن الكشف عن مسودات التحرير أو ملاحظات المراسلين أو غيرها من المواد السرية لوسائل الإعلام الخارجية يؤدي إلى تآكل الثقة ويقوض ثقافة التعاون لدينا، فلم يتم أو سيتم تدقيق أي شخص في غرفة التحرير أو الشركة لدينا بسبب أصله العرقي أو القومي... أي شيء من هذا القبيل سيكون مهينًا للغاية لنا واتهام النقابة خاطئ."
هكذا ردت التايمز على جرائمها المهنية
وعندما سئلت عن الاتهامات الواردة في شكوى النقابة، أشارت متحدثة باسم التايمز إلى البيان السابق، وكذلك أشار بعض المسؤولين التنفيذيين الآخرين في مجال الأخبار، مثل محرر وول ستريت جورنال السابق ومحرر بلومبرج بيل جروسكين، إلى أنهم يريدون أيضًا وقف أي تسرب للمواد حول الأعمال غير المنشورة، لكن النقابة رفضت رسالة كان ووصفتها بأنها "غير صحيحة"، قائلة إن الشركة قامت بمضايقة وتمييز ضد صحفييها في سعيها للحصول على هوية التسريب لصحيفة "إنترسبت" وغيرها، وقالت النقابة إنه طُلب من المراسلين تسليم الاتصالات السرية وأن زملائهم أعربوا عن شكوكهم حول التقرير الأصلي، بينما قال ضباط النقابة إنه لم يتم تسريب أي مواد.
وقال مسؤولو النقابة إنهم لم يتخذوا أي موقف بشأن موضوع هذه المادة. وفي بعض غرف الأخبار، احتج الصحفيون علنًا على أن التغطية كانت معادية للغاية للفلسطينيين مع ارتفاع عدد الضحايا، وفي صحيفة لوس أنجلوس تايمز في أواخر الخريف الماضي، منع رئيس التحرير آنذاك المراسلين الذين وقعوا على رسائل الاحتجاج هذه من تغطية الصراع لمدة ثلاثة أشهر.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
كيف يرى المغردون طوفان الأقصى في ذكراه الثانية؟
في مشهد أعاد إلى الأذهان صباح السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ضجت منصات التواصل الاجتماعي اليوم الثلاثاء بوسوم وصور ومقاطع تحيي الذكرى الثانية لمعركة "طوفان الأقصى" التي شنتها فصائل المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل، واعتبرت نقطة تحول مفصلية في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والمنطقة بأسرها.
وتنوعت التفاعلات بين محتفين بما وصفوه بـ"اليوم المفصلي في التاريخ الفلسطيني" وآخرين استعادوا لحظات الانطلاق الأولى للعملية ومشاهدها التي اجتاحت العالم آنذاك، بينما رأى البعض أن المناسبة تمثل فرصة لاستحضار صمود غزة في مواجهة الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ عامين.
الذكرى السنوية الثانية لـ
وين رعيم بقلك لا أفرتك راسك!!! https://t.co/zUCfbpGAFY pic.twitter.com/EaP71Jwuoa
— Hanaa. M (@HanaaM24) October 7, 2025
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ثمن باهظ دفعه الاقتصاد الإسرائيلي خلال سنتين من حرب غزةlist 2 of 2بعد عامين من الإبادة: هنا غزة، هل تسمعوننا؟ أوقفوا الحربend of listوفي المقابل، حذّر آخرون من أن ذكرى العملية تأتي في ظل استمرار دوامة الدم والمعاناة الإنسانية التي ما تزال تلقي بظلالها الثقيلة على سكان القطاع والمنطقة بأكملها.
صيحة حق وملحمة كرامةورأى مغردون أن يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول لم يكن مجرد تاريخ في التقويم، بل "صيحة حق هزت أركان الظلم وأضاءت بطولة غزة" مشيرين إلى أن العملية جسدت مشهد مقاومة شعب رفض أن يموت فاختار أن يقاتل من أجل كرامته.
⭕️ في الذكرى الثانية لمعركة طوفان الأقصى
7 أكتوبر .. كابوس الصهاينه الذي اثبت ان اسرائيل اوهن من بيت العنكبوت ????
انشروا فديوهات الطوفان العظيم لتذكير بني صهيون بالكابوس المرعب لهم . والذي سيتجدد ويبقى يلاحقهم في كل وقت pic.twitter.com/HBUiMAhoDo
— مصطفى المومري (@MustafaalMomry) October 6, 2025
ووصف آخرون ذلك اليوم بأنه "يوم إحياء الضمير العربي والإسلامي بل والعالمي" معتبرين أن رسالة "طوفان الأقصى" أكدت أن أصحاب الحق والأرض لا يفرطون مهما طال الزمن، وأن طول عمر الاحتلال وجبروته لا يمنحانه الأمن ولا الاستقرار.
ما بعد الطوفانوأشار مدونون إلى أن العملية اجتازت الحدود وعبرت القارات، وحملت رسالة إنسانية أعلنت "نقطة نهاية الزمن الصهيوني" مؤكدين أن معاناة الفلسطينيين بعد السابع من أكتوبر تمثل دليلا إضافيا على "همجية الاحتلال" و"انهيار أساطير الحضارة الغربية وحقوق الإنسان".
رغم الجرح والألم، يوم 7 أكتوبر لم يكن مجرد تاريخ بالتقويم بل كان صيحة حقّ هزت أركان الظلم، وأضاءت بطولة غزة التي فضحت الخونة وأظهرت للعالم كيف يُقاتل الأحرار من أجل كرامتهم. لقد كتبت بأحرف من نور ملحمة شعب رفض أن يموت، فاختار أن يقاتل ليحيا بكرامة.#٧أكتوبر #اكتوبر7 pic.twitter.com/omLw920U6w
— ????️Ahmed Muhammad (@BthAhmd27742) October 6, 2025
إعلانواعتبر نشطاء أن 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 كان "يوم الحلم الذي تحقق" إذ رأوا فيه ثأر الأحفاد لآهات أجدادهم في نكبة عام 1948، مؤكدين أن صدى الوجع الفلسطيني دوى هذه المرة بالفعل لا بالكلمات.
منذ 1948 لم يعترف احد بدولة فلسطين إلا بعد طوفان الاقصى ، طوفان الاقصى أجبر الدول على الانتباه لقضية فلسطين المنسية ، حقيقة يجب إداركها #ذكرى_طوفان_الأقصى pic.twitter.com/WOKYwxilh9
— كويـتي حُـ ـر ???????? (@Kuwaity__7r) October 6, 2025
وكتب أحد المشاركين في التفاعل "منذ عام 1948 لم يعترف أحد بدولة فلسطين إلا بعد طوفان الأقصى الذي أجبر العالم على إعادة الانتباه إلى القضية المنسية".
في حين دون آخر "7 أكتوبر.. كابوس الصهاينة الذي أثبت أن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت، وسيبقى صباح عز وفخر ما دمنا أحياء".
فرقان بين الحق والباطلوختم مغردون بالقول إن السابع من أكتوبر مثّل "بداية العد التنازلي لنهاية الاحتلال وعودة الوعي الإسلامي والعالمي إلى جوهر القضية الفلسطينية" واعتبروا أن ذلك اليوم كان "فرقانا بين الحق والباطل" وأظهر الحقيقة للعالم وغيّر مجرى التاريخ والوعي الإنساني في كل شبر من الأرض.
السابع من أكتوبر
بهذه الوسائل الهجومية البدائية والبسيطة تمكن رجال غزة من تحرير بعض الأرض الفلسطينية ولعدة أيام!
بهذه الوسائل البدائية والبسيطة تمكن رجال القسام من السيطرة على الفرقة السابعة الإسرائيلية.
السابع من أكتوبر يوم الانتصار الذي أطل على الأمة من كتب التاريخ العربي… pic.twitter.com/QbrOsgBbhv
— د. فايز أبو شمالة (@FayezShamm18239) October 7, 2025
يُذكر أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة شنت السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 معركة "طوفان الأقصى" وشملت هجوما بريا وبحريا وجويا وتسللا للمقاومين إلى عدة مستوطنات في غلاف غزة، لتشن إسرائيل بعدها حرب إبادة على القطاع خلفت عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين وما تزال مستمرة منذ عامين.
7أكتوبر جأت كتعبيرة مقاومة للاحتلال، لكنها تطورت وفرخت أبعاد تجاوزت جغرافيا فلسطين المحتلة،لتصبح انبعاث عالمي للقضاء على الحركة الصهيونية العالمية الوحشية. وهذا ما يتطوق له العالم عبر طوفان_الأحرار و مبادرات الضمير الإنساني لكسر الحصار عن غزة وإيقاف الإبادة. #GlobalSumudFlotilla
— طارق المنضوج Mandhouj Tarek (@AlloLiberte) October 7, 2025