حظيت مصر بحزمة قروض ضخمة في المسافة الأخيرة من هوة التعثر الاقتصادي بعد عامين من المعاناة من أزمة نقد أجنبي خانقة وضعت البلاد على شفا الهاوية خاصة مع امتداد تأثيرات الحرب في قطاع غزة واضطرابات البحر الأحمر إلى قطاعات اقتصادية حيوية.

وصلت حزمة الدعم المالي إلى 20 مليار دولار من قبل مؤسسات دولية، بواقع 8 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي بدلا من 3 مليارات دولار ، و12 مليار دولار من البنك الدولي والاتحاد الأوروبي كانت خارج أي حسابات بسبب تعليق المباحثات بين الصندوق ومصر منذ نحو عام.



وطرحت هذه الحزمة التمويلية الضخمة والتي سبقها صفقة استثمارية أضخم مع الإمارات بقيمة 35 مليار دولار مقابل الاستحواذ على مدينة رأس الحكمة على الساحل الشمالي للبلاد تساؤلات حول دوافع هذه الهبة الإقليمية والدولية لمساندة الاقتصاد المصري بعد عامين من الأزمة.

وبعد نحو من تعثر المفاوضات مع صندوق النقد أعلن رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، توقيع اتفاق تمويلي بين مصر وصندوق النقد الدولي، في أعقاب الإعلان عن رفع سعر الفائدة 6% والسماح لسعر الجنيه بالتحرك تبعًا لآليات السوق.



تضامن دولي لإنقاذ مصر
وزاد حجم البرنامج مع الصندوق إلى 8 مليارات دولار، إضافة إلى إمكانية الحصول الحصول على نحو 1.2 مليار دولار إضافية من صندوق الاستدامة البيئية، وذلك ضمن حزمة تمويلية يتوقع أن تبلغ قيمتها 20 مليار دولار.

وتوقعت الحكومة المصرية أن يوفر باقي شركاء التنمية ــ وعلى رأسهم البنك الدولي والاتحاد الأوروبي ـــ وعدد آخر من الشركاء، قروض ميسرة بأرقام كبيرة تُمكن الدولة المصرية من الاستقرار النقدي والاستمرار في برنامج الإصلاحات الهيكلية.

وخلال الأسابيع والشهور التالية للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة دأب صندوق النقد على ربط برنامج القرض وزيادته بآثار الحرب على مصر، وتأكيده أن مصر بحاجة ماسة وقوية إلى حزمة دعم شاملة للتعامل مع الضغوط التي يشكلها نزوح اللاجئين بسبب الحرب في غزة، بحسب المتحدثة باسم صندوق جولي كوزاك.



الحيلولة دون انفجار مصر صمام أمان الإقليم
ويقول الباحث المتخصص في العلاقات المدنية العسكرية والدراسات الأمنية ومدير وحدة الرصد والتوثيق بالمعهد المصري للدراسات، محمود جمال، إن: "استقرار نظام السيسي وعدم تراكم أزمات داخلية كبيرة مهم للمنظومة الإقليمية والدولية بغض النظر عن الدور الوظيفي الذي يقوم به من أجل إسرائيل من أجل الحفاظ على بقائه في الحكم واستمرار الحكم العسكري".

وأضاف في حديث لـ"عربي21": "أن أي اضطراب في مصر سوف يمتد إلى باقي دول الإقليم المضطرب أصلا في الشرق والغرب والجنوب، من قطاع غزة إلى البحر الأحمر والسودان وليبيا فإن السيسي هو الضامن الوحيد لعدم انفجاره خاصة أن الوضع الداخلي في مصر أصبح على وشك الانفجار بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية، ووقف هذه الانفجار يعتمد على حفنة دعم مالي لا يشكل أي عبء على الدول والمؤسسات المانحة من أجل عدم الدخول في تداعيات لا تعالجها أي أموال".

واعتبر جمال، أن "الفائدة الحقيقية من حزم التمويل النقدية الكبيرة التي تتجاوز 55 مليار دولار بإضافة صفقة رأس الحكمة ليس من أجل المواطن المصري إنما من أجل حفظ استقرار النظام العسكري الحاكم، وسوف تستمر الأزمة الاقتصادية ولكن هذه الأموال سوف تحد من قوتها وتمنعها من الانفجار وستجعلها داخل دائرة الممكن والمحتمل".

وأعرب عن اعتقاده أن "هذا التمويل الضخم هو دعم سياسي بإمتياز وتغاضى الصندوق عن أهم شروطه وهو تخلي الجيش عن دوره في الاقتصاد، ولا يمكن استثناء الدور الذي لعبه النظام في الحرب على غزة وحصارها، وتحييد مصر كدولة إقليمية كبرى في وقف الإبادة الجماعية، وفتح معبر للمساعدات وعبور الجرحى وإقامة مناطق آمنة داخل القطاع، وكبح جماح الغضب الشعبي ضد الاحتلال وعدم تسيير أي قافلات إنسانية أو تضامنية أو صحفية للقطاع المحاصر".



مكافأة .. ما علاقتها بالعدوان على غزة
ووصف الخبير الاستراتيجي والعسكري، العميد عادل الشريف، "تضافر جهود المؤسسات الدولية التي تهيمن عليها واشنطن إضافة إلى الاتحاد الأوروبي لتقديم تمويل مالي إلى مصر بأنه مكافأة لنظام السيسي على الدور المنوط به خلال العدوان على قطاع غزة طوال أكثر من 5 أشهر والسماح بتجريف وإبادة الشعب الفلسطيني ومساعدة الاحتلال على تنفيذ مخطط التهجير والتمهيد إليه من خلال جعل الحياة في القطاع أشبه بالمستحيل".

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21": أن "تصريحات صندوق النقد الدولي بشأن ضرورة تقديم حزمة مالية لمساعدة مصر في إطار أي ضغوط يشكلها أي نزوح محتمل لسكان قطاع غزة يؤكد أن النظام المصري يعمل بقوة من أجل تمرير الخطط الصهيو أمريكية ضد الأراضي والقضية الفلسطينية، والأهم لدى الولايات المتحدة هو عدم سقوط النظام المصري تحت أي ضغوط اقتصادية".

ورأى أن "وجود النظام العسكري في مصر أصبح خط دفاع للاحتلال الذي كان من الممكن أن يتهاوى تحت ضربات المقاومة في حال لعب النظام دورا وطنيا مخلصا للدفاع عن القضية الفلسطينية وحماية الشعب الفلسطيني من الإبادة، وبالتالي لا يوجد أفضل من نظام السيسي للقيام بدور حماية الحدود الإسرائيلية ومن ثم حماية المصالح الأمريكية بالمنطقة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد عربي مصر قروض الاقتصادي السيسي مصر السيسي فقر قروض ديون المزيد في اقتصاد اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ملیار دولار صندوق النقد قطاع غزة من أجل

إقرأ أيضاً:

إنفانتينو: 2.1 مليار دولار إيرادات «مونديال 2025»

 
نيويورك (أ ف ب)

أخبار ذات صلة ألمانيا تعلّق على رسوم جمركية جديدة أعلنها ترامب الشرطة الفرنسية تمنع «احتفال الساحات» قبل نهائي «مونديال الأندية»


وصف رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، الإيطالي جاني إنفانتينو، كأس العالم للأندية بأنها «أنجح بطولة للأندية في العالم»، وذلك عشية النهائي المرتقب بين باريس سان جيرمان الفرنسي وتشيلسي الإنجليزي.
واجهت النسخة الأولى من البطولة، التي تضم 32 فريقاً، انتقادات خلال فترة الاستعداد بسبب ضغطها على لاعبي النخبة، كما أُقيمت في ظل درجات حرارة مرتفعة في الولايات المتحدة، مما أثار مخاوف بشأن صحة المشاركين.
وكانت هناك شكوك حول مستوى الاهتمام الذي ستحظى به البطولة بين الجماهير، لكن إنفانتينو أعرب عن رضاه عن الحضور الجماهيري للمباريات، على الرغم من أن العديد من المباريات لم تُبع تذاكرها بالكامل، مشيراً إلى أنها حققت نجاحاً مالياً كبيراً.
وقال إنفانتينو للصحفيين في برج ترامب في الجادة الخامسة في مدينة نيويورك، حيث افتتح الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» مكتباً له مؤخراً «بدأ العصر الذهبي لكرة القدم للأندية، يمكننا القول بالتأكيد إن كأس العالم للأندية هذه حققت نجاحاً باهراً».
وتابع «سمعنا أن الأمر لن ينجح مالياً، وأن لا أحد مهتم، لكن يمكنني القول إننا حققنا إيرادات بلغت حوالي 2.1 مليار دولار، من 63 مباراة».
وتابع «هذا يعني أن متوسط إيرادات المباراة الواحدة يبلغ 33 مليون دولار، وهو رقم لا تُضاهيه أي بطولة أخرى للأندية في العالم، إنها بالفعل أنجح بطولة للأندية في العالم».
ومع ذلك، أقرّ إنفانتينو بأن الحرارة تسببت بـ«مشكلة حقيقية»، لا سيما مع كأس العالم 2026، التي ستُقام في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
أُقيمت معظم مباريات كأس العالم للأندية في درجات حرارة شديدة الارتفاع، مما أجبر المنظمين على تخصيص استراحة للسماح للاعبين بتبريد أجسامهم.
وتفاقمت هذه الحرارة بسبب توقيت المباريات، التي غالباً ما كانت تُقام في فترة الظهيرة أو بعد الظهر لاستيعاب المشاهدين الأوروبيين.
وقال إنفانتينو «علينا التفكير فيما يمكننا تحسينه، لقد طبقنا فترات راحة للتبريد وقمنا بري الملاعب، لدينا ملاعب داخلية؛ لذا سنستخدمها أكثر خلال النهار»، علماً بأن خمسة فقط من أصل 16 ملعباً مخططاً لها العام المقبل مزودة بسقوف قابلة للإغلاق.
كما شكر رئيس (الفيفا) الرئيس الأميركي دونالد ترامب و«فريقه»، الذين «كانوا رائعين»، وختم «سيحضر (ترامب) المباراة النهائية».

مقالات مشابهة

  • صندوق النقد: دعم الطاقة يلتهم ثلث إيرادات ليبيا.. ويجب رفع الأسعار
  • إنفانتينو: 2.1 مليار دولار إيرادات «مونديال 2025»
  • حاجيات الأبناك من السيولة بلغت 114 مليار درهم خلال يونيو (بنك المغرب)
  • الحكومة تعلن عن طرح استثمارات غير مباشرة بـ 4.2 مليار دولار
  • برلماني: ثقة دولية في النهج المصري لإدارة ملف التمويل التنموي
  • السياسة تكلف ماسك 15 مليار دولار بعد إعلانه تأسيس حزب أمريكا
  • رجال الأعمال: حجم الاستثمارات المصرية في سلطنة عمان تتخطي 2.5 مليار دولار
  • وزيرة التخطيط: توقيع أول تمويل لمصر مرتبط بالاستدامة بـ 100مليون دولار
  • تحقيق لمنصة دولية يكشف تمويل الأمم المتحدة لناقلة النفط صافر لصالح الحوثيين والنفط الروسي
  • المغرب: مشاريع الربط الطاقي مع أفريقيا وأوروبا تتطلب 25 مليار دولار