لأجل عيون إسرائيل.. الولايات المتحدة تهدم النظام العالمي الذي بنته
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
أكد تقرير نشره موقع "كاونتر بانش" الأميركي أن حرب غزة تضع العالم أمام تحد غير مسبوق فيما يتعلق بعلاقة الحكومات بالقانون الدولي، والتزاماتها تجاه المؤسسات الدولية، مثل الأمم المتحدة، ومحكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية.
وأوضح الكاتب رمزي بارود أن الأمم المتحدة يفترض أنها تأسست عام 1945 من أجل الحفاظ على درجة من الإجماع الدولي، لكن كان واضحا منذ البداية أنها لا تعكس رغبات كل الناس.
بل على العكس نُظمت استنادا إلى نموذج السلطة الهرمي، حيث ظهر المنتصرون في الحرب العالمية الثانية باعتبارهم الأسياد، ومنحوا أنفسهم حق النقض (الفيتو) والعضوية الدائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. أما بالنسبة للأقنان، فقد تم تعيينهم بمقاعد أقل أهمية بكثير في الجمعية العامة، على حد تعبير رمزي بارود.
وأوضح الكاتب أنه من أجل "البقاء على قيد الحياة" في ظل انعدام المساواة في النظام الدولي الجديد، عملت الدول الصغرى معا لإنشاء هيئات سياسية بديلة، وإن كانت أصغر حجما، داخل المؤسسات الأكبر، وحاولوا استغلال كل هامش لتمثيل حقوق أفقر دول العالم وأكثرها اضطهادا.
وكانت حركة عدم الانحياز، التي تأسست عام 1961، واحدة من الأمثلة العديدة التي كانت بمثابة قصة نجاح، ولو بالمعنى النسبي.
شرعية خاصة
وعلى مر السنين -يتابع الكاتب- صاغت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون نسختهم الخاصة من "الشرعية" في الطريقة التي يفسرون بها القانون الدولي، والطريقة التي يستخدمون بها حق النقض ضد قرارات الأمم المتحدة كلما كان ذلك لا يخدم مصالحهم.
وأكد أنه خلال الحقبة السوفياتية بدت الأمم المتحدة ومؤسساتها ذات الصلة متوازنة ولو شكليا، حيث كان العالم منقسما بين الشرق والغرب، مما أعطى حركة عدم الانحياز وغيرها من المنظمات والتحالفات التي تتخذ من الجنوب العالمي في أغلبها مقرا لها قيمة سياسية معقولة.
وتابع الكاتب أن الأمور تغيرت لاحقا، حيث انهارت الجبهة السوفياتية في أوائل التسعينيات، مما أدى إلى انهيار نموذج القوة الذي سمح لموسكو بالحفاظ على التوازن. ومن ناحية أخرى، ظهرت الصين بقوة في الصورة، وبدأ نفوذها يتقوى مع مرور الوقت، وبالتالي اكتسبت شرعية من البلدان التي أصبحت تعتمد على المحرك الاقتصادي الصيني.
عواقب
لكن ما لم يتغير، هو استمرار الولايات المتحدة في الدفاع عن إسرائيل، وفقط قبل أيام، رفعت سفيرة الولايات المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، يدها للمرة الرابعة، في 20 فبراير/شباط الماضي، مستخدمة حق النقض مرة أخرى، رافضة بذلك الدعوة الجزائرية لوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في قطاع غزة.
وحتى في محكمة العدل الدولية، عندما دافع العالم أجمع عن الحرية الفلسطينية، عارضت الولايات المتحدة ذلك، ودافعت عن إسرائيل.
ومن عجيب المفارقات أن الولايات المتحدة لجأت إلى هذه المؤسسات المختلفة، بما في ذلك المحكمة الجنائية الدولية، التي ليست عضوا فيها، للتغطية على تصرفاتها.
وأكد الكاتب أنه سيكون لكل هذه الاختيارات عواقب، وسوف تثبت الأعوام المقبلة أن أزمة الشرعية الدولية، الناجمة عن إساءة استخدام السلطة، لن تصحح بتغييرات وإصلاحات سطحية، فقد أصبحت المشكلة حاليا أكثر عمقا وخطورة، وبات الثمن باهظا إلى الحد الذي لا يمكن تحمله.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
كندا: منع إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية لغزة انتهاك للقانون الدولي
أوتاوا-سانا
أكد رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أن منع سلطات الاحتلال الإسرائيلي وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي يموت فيه الأطفال جراء الجوع الناجم عن الحصار الإسرائيلي، انتهاك صارخ للقانون الدولي.
ونقل موقع “CBC News” الإخباري عن كارني قوله في بيان صحفي: “يجب استبدال سيطرة إسرائيل على توزيع المساعدات ببرنامج مساعدات إنسانية شاملة، تتولاه وتقوده المنظمات الدولية”.
وأضاف: “إن العديد من هذه المنظمات تمتلك مساعدات كبيرة ممولة من كندا، وقد مُنعت من الوصول إلى المدنيين الفلسطينيين الجائعين”.
وشدد كارني على أن منع وصول هذه المساعدات الإنسانية للقطاع يشكل انتهاكاً للقانون الدولي، وجدد التأكيد أن بلاده تعتبر أن حل الدولتين هو السبيل الذي يضمن السلام والأمن للجانبين.
ويأتي بيان كارني بعد ساعات من إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده تنوي الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الجمعية العمومية للأمم المتحدة في أيلول المقبل.
وكانت وزيرة خارجية كندا أنيتا آناند وقعت يوم الإثنين الماضي مع 24 من نظرائها الغربيين بياناً مشتركاً وصفوا فيه النظام الإسرائيلي لتوزيع المساعدات “بالخطِر”، وطالبوا “بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة فوراً “.
وقال الموقعون على البيان المشترك، ومن بينهم وزراء خارجية فرنسا واليابان والمملكة المتحدة، ومفوض الاتحاد الأوروبي للمساواة والجاهزية وإدارة الأزمات: :إنه أمر مروع أن يُقتل أكثر من 800 فلسطيني أثناء سعيهم للحصول على المساعدة”.
المساعدات الإنسانية رئيس الوزراء الكندي مارك كارني قطاع غزة 2025-07-25BOUTHINA BOUTHINAسابق الأمم المتحدة تطلق نداءً لجمع 3.19 مليارات دولار لمساعدة 10 ملايين سوري انظر ايضاً بريطانيا تجدد الدعوة لوقف إطلاق النار في غزةسيدني-سانا جدد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، اليوم، الدعوات لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، …
آخر الأخبار 2025-07-25كندا: منع إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية لغزة انتهاك للقانون الدولي 2025-07-25الأمم المتحدة تطلق نداءً لجمع 3.19 مليارات دولار لمساعدة 10 ملايين سوري 2025-07-25الأمم المتحدة تحذر من تزايد معدلات سوء التغذية في غزة 2025-07-25منظمة “قطر الخيرية” تبدأ تسليم منازل مرممة في سهل الغاب 2025-07-25وقفة تضامنية في نوى بريف درعا للمطالبة بالكشف عن مصير المتطوع المختطف حمزة العمارين 2025-07-25بريطانيا تجدد الدعوة لوقف إطلاق النار في غزة 2025-07-25الأمم المتحدة: نواصل الانخراط مع السلطات السورية لتيسير الوصول إلى السويداء وتقديم المساعدات 2025-07-25جائزة الخدمة المتميزة لطبيب منتخب سوريا أحمد كنجو 2025-07-25الرئيس الفرنسي يعلن عزم بلاده الاعتراف بدولة فلسطين 2025-07-24وزارة الداخلية: فتح تحقيق عاجل وشامل لمعرفة أسباب الانفجار في معرة مصرين بريف إدلب
صور من سورية منوعات دراسة جديدة: التعرض للمواد الكيميائية الدائمة قد يزيد خطر الإصابة بالسكري 2025-07-25 المربيات السورية.. نكهة أصيلة وجودة لا تُضاهى 2025-07-24
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |