من قيام دولة إلى مطاردة رعاة الغنم وجامعى الكمأة.. تشرذم عناصر داعش فى العراق وسوريا
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
تشير البيانات الأمنية الصادرة عن السلطات الأمنية العراقية إلى تراجع مستوى تهديد تنظيم داعش الإرهابي داخل المدن العراقية، وانحساره في المناطق الحدودية المتطرفة، وفي المناطق التي تقاطع مسئوليتها الأمنية بين عدة جهات، لذا تلجأ قيادة العمليات المشتركة إلى تنفيذ خطط محكمة تستهدف جيوب وفلول التنظيم الإرهابي في المناطق التي تشير إليها المعلومات الاستخبارية بأن ثمة نشاطا يتزايد للعناصر الإرهابية بداخلها.
في الشأن ذاته؛ قال قاسم الأعرجي مستشار الأمن القومي العراقي، في كلمة له في منتدى أنطاليا الدبلوماسي، السبت الماضي، إن العراق اكتسب تجربة كبيرة في مواجهة الإرهاب وكيفية التعامل معه، ونحتاج إلى تعاون الدول للاستفادة من التكنولوجيا والأمن السيبراني، لمواجهة الإرهابيين الذين يهددون مؤسسات الدولة؛ موضحا أن العراق يتجه لطمأنة دول الجوار بمنع أي جماعات مسلحة تهددها عن طريق إبعادها.
أما في الداخل السوري، فإن قوات الجيش السوري مدعومة من الطيران الحربي الروسي تنفذ عدة غارات جوية على بؤر إرهابية في منطقة البادية السورية، لضمان تراجع عمليات التنظيم الإرهابي ضد قوات النظام، وضد المدنيين في المناطق القريبة.
في هذا الإطار بات من الواضح حجم التراجع الذي يعانيه التنظيم الإرهابي فقد أصبح تهديده يتمثل في مطاردة رعاة الغنم في المناطق القريبة من الكهوف والمغارات التي يختبئ فيها، أو فرض إتاوات على جامعي الكمأة، حيث تتزايد مخاطر جمعها في الفترة المقبلة مع موسم حصادها.
وبالنسبة لشرق وشمال سوريا، وخاصة المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، فإن آخر عملية نفذتها "قسد" داخل مخيم الهول السوري أسفرت عن توقيف عناصر تنشط لصالح التنظيم الإرهابي بما يجعل المخيم أكثر أمنًا وفقا للمكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية.
إلا أن مستشار الأمن القومي العراقي أكد أن "قسد" تسيطر على مخيم الهول من المحيط الخارجي فقط ، لكن من الداخل يتحكم به الإرهابيون، والمخيم يتواجد فيه إرهابيون أجانب من ٦٠ دولة. ما يعزز المخاوف تجاه قاطني المخيم.
وبثت صفحة التحالف الدولي، الأربعاء الماضي، مقطعًا مرئيا يتحدث عن تفكك الروابط الداخلية بين خلايا التنظيم الإرهابي بعد نجاح التحالف الدولي بالتعاون مع شركائه المحليين في تعقب قياداته من الصف الأول والثاني وإزاحة هذه العناصر من ساحة المعركة ما أثر على بنية قياداته بشكل كبير.
ولفت التحالف الدولي إلى أنه في عام ٢٠١٩ اغتيل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، وفي عام ٢٠٢٢ أزيح كل من أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، وأبو الحسن الهاشمي القرشي، ثم بعد أشهر قليلة في عام ٢٠١٣ اغتيل أبو حسين الحسيني القرشي، أي أن في أوقات متقاربة تمكنت قوات التحالف الدولي من تصفية ثلاثة من خلفاء البغدادي في قيادة التنظيم الإرهابي.
ولم تتوقف عمليات التحالف الدولي عن تعقب زعامات الصف الأول، بل توسعت إلى تعقب قيادات الصف الثاني، حيث أسفرت عملية أمنية، في أبريل٢٠٢٣، عن إزالة منسق رئيسي للتنظيم الإرهابي يدعى عبد الهادي محمود الحاجي علي، واستهدفته غارة أمريكية شمال سوريا، بعد جمع معلومات حول تخطيط التنظيم لخطف مسئولين في الخارج. وقبلها بأسبوعين تم تصفية قيادي كبير هو خالد أحمد الجبوري الذي قالت القيادة المركزية الأمريكية إنه كان مسئولا عن التخطيط لشن هجمات في أوروبا.
وأكد تقرير التحالف الدولي ان تأثير قطف رؤوس التنظيم الإرهابي على بنيته أدى الى شرذمتها وإعاقة قدرتها على تنفيذ عملياته بسهولة سواء كان في داخل المناطق التي يختبأ فيها أو خارجها.
كانت قوات التحالف قد نفذت نحو ٧٣ عملية أمنية، خلال عام٢٠٢٣، أسفرت عن أن ٣٦٠ عنصرا إرهابيا إما قتلوا أو سجنوا، في إطار المواجهة التي يقوم بها التحالف الدولي ضد التنظيم الإرهابي بالمشاركة مع منطقة الإدارة الذاتية للأكراد وقوات سوريا الديمقراطية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: تنظيم داعش الإرهابي أنطاليا الدبلوماسي الأمن السيبرانى التنظیم الإرهابی التحالف الدولی فی المناطق
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تطرح حلًا فريداً لـ«برنامج الأسلحة الكيميائية» في سوريا
أكدت الأمم المتحدة التزام السلطات السورية بالتعاون الكامل في فرصة نادرة لمعالجة 19 مسألة عالقة تتعلق بمواد وذخائر كيميائية يحتمل أنها لم تُعلن أو لم يتم التحقق منها بعد.
وأوضحت الممثلة السامية للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح، إيزومي ناكاميتسو، أن الواقع السياسي الجديد في سوريا يتيح فرصة مهمة لحل القضايا العالقة منذ فترة طويلة المتعلقة ببرنامج الأسلحة الكيميائية السوري.
وخلال إحاطتها لمجلس الأمن الدولي الخميس الماضي، أشارت ناكاميتسو إلى استمرار التواصل المنتظم مع أمانة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، مؤكدة تزايد التزام السلطات السورية بالتعاون الكامل مع المنظمة.
وأضافت أن فريقاً من الخبراء الفنيين التابعين للإدارة التقنية للمنظمة زار دمشق في مارس الماضي، بهدف بدء العمل على إنشاء وجود دائم للمنظمة في سوريا، والتخطيط المشترك لإيفاد فرق تفتيش إلى مواقع الأسلحة الكيميائية، كما تم تنفيذ مهمة مماثلة في أبريل الماضي.
وأشادت ناكاميتسو بالتعاون الشفاف والكامل من قبل السلطات السورية، مشيرة إلى أن العمل المقبل لن يكون سهلاً، وسيحتاج إلى دعم المجتمع الدولي.
ودعت أعضاء مجلس الأمن إلى التوحد وتوفير الدعم اللازم لهذا الجهد غير المسبوق، مؤكدة التزام الأمم المتحدة بدعم التنفيذ الكامل للاتفاقية الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية في كل زمان ومكان.
وزير الدفاع العراقي: بقاء قوات التحالف الدولي في سوريا ضروري
أكد وزير الدفاع العراقي، ثابت العباسي، ضرورة استمرار وجود قوات التحالف الدولي في سوريا لمواجهة تنظيم “داعش” الإرهابي، محذراً من خطر عائلات عناصر التنظيم في سوريا على أمن العراق.
وأوضح العباسي في تصريحات صحفية الجمعة أن أمن العراق مرتبط بشكل وثيق بأمن سوريا، مشدداً على أهمية التعاون بين البلدين لمواجهة التهديدات المشتركة.
وفي سياق متصل، أشار الوزير إلى تعثر المحادثات بين الحكومة السورية الجديدة و”قوات سوريا الديمقراطية” حول انضمام الأخيرة إلى تشكيلات قوات الدفاع السورية، مؤكداً في الوقت ذاته أهمية استمرار عمليات “العزم الصلب” لمكافحة التنظيم الإرهابي.
كما لفت العباسي إلى طلب الحكومة العراقية من دمشق عبر تركيا إغلاق مخيم الهول، موضحاً أن المشكلة الرئيسية تكمن في وجود رعايا من الدول الأوروبية في المخيم، الذين لم تستجب دولهم حتى الآن لطلبات استعادتهم.
ونفى وزير الدفاع العراقي تلقي بغداد أي إشعارات رسمية بتعديل مواعيد انسحاب القوات الأجنبية من العراق، موضحاً أن عمليات الإخلاء لبعض المواقع من قبل التحالف الدولي ستبدأ نهاية سبتمبر المقبل، مع انتقال القوات إلى إقليم كردستان العراق.
وقال العباسي: “لم نتلق أي إشارة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تعديل القرارات السابقة، كما لم يُطلب منا الموافقة على زيادة عدد القوات الأمريكية في العراق”.
مجلس الإفتاء الأعلى يصدر فتوى تحذر من الثأر والانتقام خارج إطار القانون
أصدر مجلس الإفتاء الأعلى في سوريا فتوى تحذر من ممارسة الثأر والانتقام خارج نطاق القضاء والقانون، مؤكداً خطورة ظاهرة الثأر الفردي وأهمية التحاكم إلى القضاء الشرعي لضمان حفظ الحقوق ومنع الظلم.
وجاء في بيان المجلس: “انطلاقاً من مسؤوليتنا الشرعية في حفظ الدماء والأعراض والأموال، نؤكد حرمة الاعتداء على الأنفس”، مشدداً على أن استيفاء الحقوق يجب أن يتم عبر القضاء الشرعي وليس من خلال الثأر الفردي، الذي قد يؤدي إلى تفاقم النزاعات بناءً على شائعات غير مؤكدة.
وأشار البيان إلى مسؤوليات السلطات المختصة، التي تشمل سن تشريعات عادلة، وتسريع إجراءات التقاضي، وإقصاء القضاة الفاسدين، وضمان تحقيق العدالة وحماية حقوق الضحايا.
تأتي هذه الفتوى في ظل سعي السلطات والمجتمع إلى تعزيز سيادة القانون وتحقيق الاستقرار من خلال معالجة ظاهرة الثأر التي تؤثر على الأمن المجتمعي.
“هدية العيد” من السلطات السورية الجديدة.. إخلاء سبيل 96 من جنود وضباط النظام السابق من سجن حماة
تناقلت منصات التواصل الاجتماعي أنباء عن إخلاء سبيل عشرات الموقوفين من جنود وضباط النظام السوري السابق، حيث بلغ عددهم 96 سجينًا من سجن مدينة حماة المركزي، وذلك بمناسبة عيد الأضحى.
وأظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل استقبال أهالي المفرج عنهم، الذين ينتمون إلى محافظات مختلفة أبرزها اللاذقية (30)، طرطوس (17)، حماة وريفها (20)، وسط مشاهد احتفالات ودموع الفرح.
وبحسب المصادر، ينتمي عدد من الموقوفين الذين أُفرج عنهم إلى سلك الشرطة المدنية، وقد خرج جميعهم بكفالة.
وأشارت حسابات واسعة الانتشار إلى أن عدد المعتقلين في سجن حماة كان قد تجاوز 14 ألفًا في وقت سابق، فيما نُقل قبل أيام أغلب الضباط من رتبة نقيب فما فوق إلى سجن عفرين في محافظة حلب.
يُعد هذا الإجراء بمثابة “هدية العيد” من السلطات السورية الجديدة إلى عوائل الجنود والضباط الذين خدموا في عهد النظام السابق، في إطار جهود تهدئة الأوضاع وتخفيف التوترات في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة.