فاينانشال تايمز: المجاعة تطارد أطفال غزة
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
في تحول مؤلم للأحداث، تواجه المنطقة الشمالية من غزة أزمة إنسانية متصاعدة، حيث تلجأ الأسر إلى تدابير صارمة من أجل البقاء وسط نقص حاد في الغذاء. ويرسم الوضع، الذي وصفه مسؤولو الأمم المتحدة بأنه كارثي، صورة قاتمة للجوع واليأس.
وفقاً لتقرير صادر عن فاينانشال تايمز، تواجه العائلات في شمال غزة التي مزقتها الحرب ظروفاً صعبة، حيث أن ما يقدر بنحو 300,000 شخص على شفا المجاعة.
واضطرت العديد من الأسر إلى اللجوء إلى تناول الحشائش والصبار وعلف الماشية في محاولة يائسة لدرء الجوع. يروي إبراهيم الخرابيشي، أحد سكان جباليا، كيف كانت أسرته تخبز الخبز باستخدام علف الحمام، ولكنها الآن تكافح من أجل العثور حتى على المكونات الأساسية. ومع وصول ندرة الغذاء إلى مستويات مثيرة للقلق، يقوم الآباء مثل الخرابيشي بتدريب أطفالهم على تناول كميات أقل من الطعام، على أمل تخفيف معاناتهم.
ويتفاقم الوضع المزري في شمال غزة بسبب الدمار الذي سببته عمليات القصف العسكري الإسرائيلي، والتي خلفت أحياء بأكملها في حالة خراب. ويواجه القطاع المعزول عن بقية قطاع غزة تحديات إضافية في تلقي المساعدات بسبب نقاط التفتيش الإسرائيلية وعمليات النهب التي يقوم بها السكان اليائسون.
وقد تعرقلت الجهود التي تبذلها المنظمات الإنسانية لتوصيل المساعدات بسبب التحديات اللوجستية والمخاوف الأمنية. وعلى الرغم من النداءات للتدخل العاجل، لا يزال الوصول إلى المنطقة محدودًا، مما يترك الآلاف من الأفراد الضعفاء دون مساعدة حيوية.
ومع تفاقم الأزمة، تزايدت الأصوات المطالبة باتخاذ إجراءات فورية. ويحث مسؤولو الأمم المتحدة على إنشاء نقاط دخول آمنة لتسهيل إيصال المساعدات إلى شمال غزة. ومع ذلك، مع عدم ظهور أي علامات على تحسن الوضع، فإن احتمال حدوث مجاعة يلوح في الأفق في المنطقة المحاصرة.
إن المأساة التي تتكشف في شمال غزة هي بمثابة تذكير صارخ بالحاجة الملحة إلى استجابة إنسانية شاملة للتخفيف من معاناة سكان القطاع. وبينما يراقب العالم مصير الآلاف من الناس على المحك، مما يؤكد أهمية اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة لتجنب وقوع كارثة إنسانية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شمال غزة
إقرأ أيضاً:
“الاورومتوسطي” : آلية المساعدات المزعومة غطاء شكلي لإدامة سياسة التجويع في غزة
غزة – يمانيون
اتهم المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم الأحد، السلطات الصهيونية باستخدام ما وصفها بـ”آلية المساعدات المزعومة” كغطاء شكلي لإدامة سياسة التجويع في قطاع غزة، بدلًا من التخفيف من الكارثة الإنسانية المتفاقمة.
وقال “الأورومتوسطي” في بيانٍ ، إن “تقييد كل عائلة بطرد مساعدات واحد أسبوعيًا، وفق ما تنص عليه الآلية المقترحة، لا يلبّي الحد الأدنى من متطلبات مواجهة المجاعة أو استعادة الأمن الغذائي”، مشيرًا إلى أن الخطة المطروحة ليست إنسانية كما تدّعي “إسرائيل”، بل تسعى إلى “هندسة تجويع السكان” بشكل مُمأسس.
ووصف الأورومتوسطي الآلية بأنها “مناورة جديدة تهدف إلى إطالة أمد الحصار الشامل وغير القانوني المفروض على القطاع”، من خلال “إعادة تقديم جريمة التجويع في صيغةٍ مضللة تُضفي طابعًا إنسانيًا زائفًا عليها، وتُشرعن استخدامها المتواصل كسلاح ضد المدنيين”.
وأوضح أن الخطة تقوم على “ترسيخ هيمنة شاملة على الدورة الكاملة للمساعدات، بدءًا من تحديد طبيعتها وكمياتها وآلية إدخالها، وصولًا إلى مواقع تخزينها، وآليات توزيعها، والفئات التي يُسمح لها بالوصول إليها”، بما يُعزز السيطرة الإسرائيلية الكاملة على ملف الإغاثة في القطاع،.
وفي خضم الإغلاق المستمر لمعابر قطاع غزة للشهر الثاني على التوالي، يجتاح شبح المجاعة قطاع غزة بقسوة، حيث يواجه 91% من سكانه أزمة غذائية خانقة، وفق بيان رسمي صادر عن وزارة الصحة.
ويعاني أهالي قطاع غزة من أزمة خانقة ونفاداً للمواد الغذائية والمياه، حيث أعلنت مخابز قطاع غزة توقفها عن العمل، في حين المجاعة تهدد حياة أكثر من مليونين وربع المليون إنسان يعيشون تحت وطأة القصف والمجازر وحرب الإبادة”.