موقع النيلين:
2025-06-29@10:44:09 GMT

العد التنازلي لأعمارنا!

تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT


كـانـت الرسوم والأطلال غرة قصائد الشعراء في العصر الجاهلي، وكذلك في العصر الإسلامي الأول، والواقع أنها ديباجة رائعة واستهلال أروع يرفع من قيمة القصيدة ويجعلها ذات وقع جميل على من يتلقاها.

ولا شك أن الوقوف على الرسوم والأطـلال يثير الشجن، ويذكرك بأنـاس كانوا أعزة عليك، فارقوك ولم يبق إلا ذكراهم، تراودك بين الفينة والأخرى فربما بعثت في نفسك الأمل في غد أفضل، أما الرسوم فهي بقايا تكون على الأرض وتظهر لاصقة بها، مثل الرماد والدمن، والمتناثر من الفرش، والرسوم جمع ومفردها رسم، أما الـطلل وجمعها أطلال فتلك بقايا ما يظهر فوق الأرض من الأوتاد والأثافي وقطع الخيام، وغير ذلك من آثار الديار التي كانت مأهولة ثم خلت من أهلها، وصارت بلاقع، وفـي ذلك يقول الشاعر الجاهلي الحكيم ذو الاصبع العدواني حرثان بـن محرث، وهو من المعمرين:هل تعرف الرسم والأطلال والدمنا

زدن الفؤاد على ما عنده حزنا

دار لصفراء إذ كانت تحل به

وإذ ترى الوصل فيما بيننا حسنا

ونحن وإن تقدمت بنا السن، وبـــدأنا العد التنازلي لأعمارنا، فمازلنا نتذكر منازلنا القديمة «وسكيكنا وفرجاننا وبرايحنا وعوايرنا» التي لعبنا فيها وقضينا بها أجمل أيامنا، وشهدت مرتع صبانا بين مدارسنا وملاعبنا ودكاكيننا ومزارعنا، كل ذلك عالق في الذاكرة لا يزول ولا يتزحزح، مثل المداد الذي لا يمحى ولا يمسح، فنقف على تلك الآثار ونتنفس الصعداء ولسان حالنا يردد قول طرفة بن العبد:لخولة أطلال ببرقة ثمهد

تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد

وقوفاً بها صحبي عليّ مطيهم

يقولون لا تهلك أسًى وتجلّد

لقد كنا نشعر بالأمن والراحة والاطمئنان الذي افتقدناه في زماننا هذا، ذكريات جميلة تعاودنا كلما شغلتنا أمور الحياة عنها، ولقد دعاني إلى كتابة هذا العمود قصيدة حزينة لشمس الدين الكوفي محمد بن أحمد الهاشمي عاودت قراءتها عشرات المرات لأنها تثير في الشجن وتذكرني بأهل وأحبة لي رحلوا عن هذه الدنيا الفانية، تقول بعض أبياتها وهي كثيرة:عندي لأجل فراقكم آلام

فإلامَ أعذل فيكم وآلام

إن كنت مثلي للأحبة فاقدا

أو في فؤادك لوعة وغرام

قف في ديار الظاعنين ونادها

يا دار ما فعلت بك الأيام

طلال السعيد – الأنباء الكويتية

.

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

هل كانت روسيا حليفًا متخاذلًا لإيران في اللحظة المفصلية؟

رغم معاهدة الشراكة التي وقعها الطرفان مطلع العام، فإنها لا تتضمن التزامات عسكرية مباشرة. اعلان

بعد اندلاع المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران، والتي استمرت 12 يومًا، كانت الضربات متبادلة على نحو غير مسبوق. بدأت إسرائيل الحملة الجوية بادعاء تحييد البرنامج النووي الإيراني، لكن استهدافها لقيادات بارزة وعلماء نوويين أوحى بأهداف أعمق، ربما تصل إلى حد تغيير النظام، وهو ما أفصح عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضمنيا بدعوة الشعب الإيراني للثورة على النظام، وتلويحه بإمكانية اغتيال المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.

التصعيد بلغ ذروته مع دخول الولايات المتحدة على خط المواجهة، فشنت فجر 22 حزيران/ يونيو ضربات قوية استهدفت منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية. إيران ردّت بهجوم على قاعدة العديد الأميركية في قطر، ثم انتهى التصعيد بإعلان وقف إطلاق النار. رغم الخسائر، اعتبرت طهران أنها صمدت وأثبتت قدرتها على الرد، لكن اللافت أن هذه المواجهة كشفت طبيعة تحالفاتها، خصوصًا مع موسكو.

روسيا: شريك صامت في لحظة مفصلية؟

رغم الشراكة الإستراتيجية بين روسيا وإيران، اكتفت موسكو بإدانة شكلية للهجمات الإسرائيلية، من دون تقديم دعم فعلي. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعرب عن استعداده للوساطة، دون أن يلوّح بأي تدخل. الكرملين حذّر من محاولة اغتيال خامنئي واعتبرها "غير مقبولة"، لكنه لم يوضح كيف سيرد في حال حدوث ذلك.

حتى تهديد ديمتري ميدفيديف بأن دولاً ثالثة قد تزود طهران بأسلحة نووية بدا بلا تأثير أو تبنٍ رسمي. ووفق قناة "دويتش فيله"، فإن روسيا لم تكن تنوي أصلاً دعم إيران عسكريًا رغم تحالفهاما العميق.

مناورة بحرية مشتركة بين البحرية الروسية والبحرية الإيرانية وبحرية الحرس الثوري الإيراني في المحيط الهندي، الأربعاء 17 فبراير 2021. AP Photo

المواقف الروسية الباردة ليست جديدة. خلال الحرب السورية، سمحت موسكو لإسرائيل بضرب الميليشيات الإيرانية دون تفعيل دفاعاتها الجوية. كذلك، رغم إعلان صفقات لبيع طائرات "سوخوي 35" و"مي-28" لطهران، لم تحصل إيران فعليًا إلا على طائرات تدريب.

وعندما دُمرت أنظمة دفاع جوي إيرانية في تشرين الأول/ أكتوبر 2024، لم تبادر روسيا لتعويضها، ورفض بوتين لاحقًا الإقرار بطلبات دعم جديدة من طهران.

في هذا السياق، تشير صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن إيران طلبت رسميًا من روسيا تزويدها بأنظمة دفاع ومساعدة في ترميم شبكة الطاقة النووية، دون أي تجاوب يُذكر حتى الآن.

Relatedوزير الدفاع الأميركي: تسريب التقرير الاستخباراتي هدفه التشكيك في نجاح الضربة بإيران والنيل من ترامب مستذكرًا تجربة الاتحاد السوفيتي.. وزير بولندي: هكذا يمكن إسقاط حكم فلاديمير بوتينالموساد يشيد بـ"العملية التاريخية" ضد إيران ويشكر الاستخبارات الأميركية

منطق الحسابات الروسية: أين المصلحة؟

رغم معاهدة الشراكة التي وقعها الطرفان مطلع العام، فإنها لا تتضمن التزامات عسكرية مباشرة. ويبدو أن روسيا وجدت في الحرب فرصة لصرف أنظار الغرب عن أوكرانيا.

فقد استغلت انشغال واشنطن وأوروبا، وشنّت هجومًا واسعًا على كييف أسفر عن عشرات القتلى. بحسب "دويتش فيله"، فإن موسكو ترى في هذه الحرب خدمة مجانية لمصالحها في صراعها الأساسي شرق أوروبا.

علاوة على ذلك، فإن ارتفاع أسعار النفط بنسبة 15% نتيجة الأزمة شكّل مكسبًا قصير الأمد لروسيا، التي تسعى إلى التخفيف من الأعباء الاقتصادية الناجمة عن حربها الطويلة في أوكرانيا.

ووفق تحليل نشرته "ذي أتلانتيك"، فإن موسكو لا تتحمس لفكرة امتلاك إيران لسلاح نووي. إيران بالنسبة لها شريك طموح، وليس تابعًا، وهي تدرك أن تجاوز طهران للعتبة النووية سيجعلها منافسًا إقليميًا لا يمكن تطويعه. كما أن موسكو تحرص على موازنة علاقاتها مع إسرائيل والخليج، ما يجعلها حذرة من دعم عسكري مباشر لطهران قد يستفز هذه الأطراف.

في الوقت نفسه، تراجعت حاجة روسيا إلى طائرات إيران المسيّرة التي اعتمدت عليها في البداية بحربها ضد أوكرانيا، إذ باتت تصنع نماذجها المحلية وتستورد المكونات من مصادر أخرى.

التوازن الصعب

المفارقة أن روسيا تدخلت بقوة لإنقاذ الأسد في سوريا، لكنها لم تُبدِ الرغبة ذاتها تجاه إيران. بوتين عرض اللجوء للأسد بعد سقوطه ولم يتحرك عسكريًا. وسبق أن امتنعت موسكو عن دعم أرمينيا – رغم اتفاق دفاع مشترك – حين تعرضت لهجوم أذري عام 2023، ما دفع يريفان للانفتاح على الغرب.

موسكو ببساطة لا ترى في أي من هذه الساحات اليوم ما يستحق المغامرة. بالنسبة لبوتين، فإن خسارة حليف أقل كلفة من خوض حرب جديدة غير مضمونة، قد تُظهر روسيا بمظهر الضعف بدل أن تعزز نفوذها.

يتّضح أن السياسة الروسية إزاء إيران تقوم على مزيج من البراغماتية والحذر. موسكو لا ترغب بانهيار النظام الإيراني، لكنها لا ترى مصلحة في المغامرة لحمايته، خصوصًا أنه لا يتصرف على أنه تابع بل شريك ندي. في المقابل، فإن توازنات روسيا مع الخليج وإسرائيل وأولوية معركتها في أوكرانيا تجعل دعمها لطهران محدودًا، سياسيًا وعسكريًا.

في نهاية المطاف، لم تكن الحرب اختبارًا للقوة الإيرانية فحسب، بل كانت أيضًا لحظة كاشفة لحدود التضامن الروسي، وأسئلة جوهرية عن قيمة التحالفات.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • جوليانو عن تجربته مع النصر: كانت تجربة صعبة !
  • الصين تُزعزع عرش الدولار.. هل بدأ العد التنازلي لنهاية الهيمنة الأمريكية؟
  • لا قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها..خبير دولي يحذر:العد التنازلي للمؤامرة الكبرى على مصر بدأ
  • موعد عرض مسلسل لعبة الحبار الموسم الثالث 2025.. العد التنازلي بدأ
  • كندا تعلن تطبيق الرسوم الجمركية على واردات الصلب
  • هل تتجه الحكومة الى تخفيض الرسوم الضريبية والجمركية على السيارت بكافة أنواعها
  • ترامب يخطط لإرسال خطاب حول الرسوم الجمركية
  • إذا كانت الحروب تُقاس بخواتيمها
  • تصعيد إسرائيلي لافت ومتدرج وبدء العدّ العكسي لعودة الموفد الأميركي
  • هل كانت روسيا حليفًا متخاذلًا لإيران في اللحظة المفصلية؟