القدس المحتلة-سانا

جددت المقاومة الفلسطينية مطالبتها منظمة الصحة العالمية وباقي المؤسسات الأممية واللجنة الدولية للصليب الأحمر بضرورة الوقوف عند مسؤولياتها لحماية ما تبقى من منشآت طبية في قطاع غزة وتوثيق جرائم الصهاينة النازيين ضد القطاع الطبي المحمي بموجب اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني.

وقالت المقاومة في بيان اليوم: “جريمة جديدة يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني المجرم هذا الفجر في عدوانه على مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة والمنطقة المحيطة به، وذلك باستهداف مباني المستشفى بشكل مباشر دون اكتراث بمن فيه من مرضى وأطقم طبية ونازحين”.

وأضافت المقاومة: “إن فشل المجتمع الدولي والأمم المتحدة في اتخاذ إجراءات ضد جيش الاحتلال كان بمثابة الضوء الأخضر للاستمرار في حرب الإبادة والتطهير العرقي التي يقترفها ضد شعبنا والتي أحد أركانها تدمير المنشآت الطبية في القطاع”.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أفادت بأن الاحتلال استهدف فجر اليوم مجمع الشفاء الطبي ومحيطه بأكثر من 40 غارة، ما أدى إلى نشوب حريق على بوابة المجمع وفي مبنى الجراحات التخصصية وارتقاء عدد من الشهداء بين النازحين والمرضى وإصابة آخرين، مع عدم القدرة على إنقاذ أحد من المصابين بسبب كثافة القصف وقطع الاتصالات واستهداف قوات الاحتلال التي تحاصر المشفى كل من يقترب من النوافذ، في جريمة أخرى ضد المؤسسات الصحية.

وأوضحت الوزارة أن قوات الاحتلال اقتحمت المجمع للمرة الرابعة منذ بدء الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، محذرة من أن حياة أكثر من 30 ألفاً من الفرق الطبية والنازحين والجرحى والمرضى في خطر ومطالبة المؤسسات الأممية بإيقاف هذه المجزرة فوراً.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

كيف تطورت علاقة طهران بالمقاومة الفلسطينية؟

طهران- منذ أكثر من 4 عقود، يُعد دعم إيران للفلسطينيين، بما في ذلك حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ومعاداة إسرائيل، من الركائز الأساسية لسياسة طهران الخارجية.

بدأت هذه العلاقة في أعقاب الثورة الإيرانية عام 1979، حين زار الراحل ياسر عرفات، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك، طهران بعد أسبوع واحد من نجاحها، ليكون أول ضيف أجنبي يصل إلى العاصمة الإيرانية بعد قيام الجمهورية الإسلامية.

وخلال هذه الزيارة، تم تحويل سفارة إسرائيل إلى سفارة فلسطين، ورافقه محمد يزدي نائب رئيس الوزراء الإيراني حينها، وسط شعارات مؤيدة للقضية الفلسطينية.

تاريخ العلاقة

تجسدت صداقة عرفات مع مؤسسي الجمهورية الإسلامية وأقربائهم في الرموز العملية والسياسية. فقد انتشرت الكوفية الفلسطينية سريعا بين قوات التعبئة الإيرانية التابعة للحرس الثوري خلال الحرب ضد العراق، ثم بين المسؤولين الإيرانيين، وأصبحت جزءا من الرموز الوطنية الثورية.

ويواصل المرشد الأعلى علي خامنئي ارتداءها وإهداءها أحيانا لعدد ممن يلتقيهم من أبناء الشعب، مما يعكس استمرار الرمزية الفلسطينية في السياسة الإيرانية.

لم تتوقف إيران عن نصرة الفلسطينيين. وازداد هذا الدعم بعد تأسيس حركة حماس، ليصبح عنصرا أساسيا في إستراتيجية البلاد. ووفقا لوزارة الخارجية الأميركية، فقد "قدمت طهران نحو 100 مليون دولار سنويا للمقاومة الفلسطينية، بما في ذلك حماس، لتغطية جوانب مالية وتسليحية".

وكان رئيس الحركة في قطاع غزة الشهيد يحيى السنوار قد أكد أن "العلاقات مع إيران ممتازة، وأنها أكبر داعم لكتائب عز الدين القسام على الصعيد المالي والتسليحي". ورغم ذلك، فإن طهران غالبا ما تصف دعمها بأنه استشاري وليس ماليا مباشرا، وهو ما يعكس حذرها من الإفصاح عن الدعم العلني للمقاومة.

من الجانب الرسمي، يؤكد المرشد الأعلى علي خامنئي أن "إيران دعمت فلسطين وستواصل ذلك دون أي اعتبارات أو مجاملات". وتتنوع دوافع هذا الدعم بين الأيديولوجية والمصلحة الأمنية. فهناك من يعتقد أن طهران ترى في دعم الفصائل الفلسطينية أداة لتعزيز نفوذها الإقليمي، كما يحتاج الفلسطينيون إلى دعم دولة قادرة على توفير التمويل والتسليح.

من وجهة نظر #إيران.. ما مآلات الحرب على #غزة؟#الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/KuZMjoAWxa

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) May 8, 2024

دعم كبير

بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ربط مراقبون إيران بعملية "طوفان الأقصى"، رغم تأكيدها مرارا أنها لم تكن تعلم بما سيحدث فجر ذلك اليوم. ومع ذلك، "لم ينكر أحد أنها ساهمت بشكل غير مباشر في تعزيز القدرات العسكرية لحماس".

إعلان

الآن وبعد التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في غزة، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن طهران كانت على بعد شهرين فقط من امتلاك السلاح النووي، وإنه دمر منشآتها، معتبرا أن ذلك كان ضروريا لتمكين أي اتفاق بين إسرائيل وغزة. في حين وصف الحرس الثوري وقف إطلاق النار في القطاع بأنه "انتصار للمقاومة الفلسطينية".

ومع كل ذلك، فإن التعقيدات الإقليمية والدولية تجعل العلاقة بين الجمهورية الإسلامية والفلسطينيين -وخاصة حركة حماس- محكومة بالتوازنات الدقيقة بين الطموحات السياسية، والمخاطر الأمنية، والمصالح الإقليمية.

في هذا الشأن، قال أستاذ الدراسات الفلسطينية في جامعة طهران حسين رويوران، إن علاقة إيران بالمقاومة الفلسطينية تنطلق من خلفية أيديولوجية راسخة في بنية النظام السياسي الإيراني، وليست مجرد خيار سياسي قابل للتبدل.

وأوضح للجزيرة نت أن النظام في إيران، بخلاف الأنظمة المبنية على قاعدة "الدولة ـ الشعب"، يقوم على ركيزتين متلازمتين هما "الدولة ـ الشعب" و"الأمة ـ الشعب"، مما يجعل القضية الفلسطينية إحدى أولويات الجمهورية الإسلامية، باعتبارها قضية مركزية لها.

المرشد الإيراني: الكيان الصهيوني كيان غير شرعي وقد تأسس على أساس باطل

???? قضية #فلسطين ليست إسلامية فحسب بل قضية إنسانية

???? يجب أن تواصل القوى الفلسطينية نضالها السياسي والعسكري والثقافي إلى أن يذعن الغاصبون لإرادة الشعب الفلسطيني

???? أي مشروع بشأن فلسطين غير قابل للتنفيذ إذا… pic.twitter.com/lxw9rtyqSj

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) September 14, 2025

تنسيق وتكامل

وأضاف رويوران أن دعم طهران للمقاومة لم يكن يوما مرتبطا بهوية الفصيل المقاوم أو توجهه الفكري، سواء كان إسلاميا أو يساريا أو قوميا، بل هو قائم على مبدأ مقاومة الاحتلال وتحرير الأرض، مما جعل إيران تقف إلى جانب مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979 وحتى اليوم.

ووفقا له، لم يتأثر هذا الالتزام بتغير التيارات السياسية داخل إيران، سواء كان الحكم بيد التيار المحافظ أو الإصلاحي، إذ إن كليهما يعمل تحت سقف النظام الإسلامي الذي يضع فلسطين في صدارة أولوياته، حتى وإن اختلفت الأساليب أو اللهجة السياسية.

وفيما يتعلق بما بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أوضح الأكاديمي الإيراني أن عملية "طوفان الأقصى" شكلت نقطة تحول إستراتيجية في مسار المقاومة الفلسطينية، إذ انتقلت من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم. ورغم أن طهران، بحسب تصريح المرشد، لم تكن على علم مسبق بالعملية، فإنها استمرت في دعم خيار المقاومة، ووقفت إلى جانبها سياسيا وإعلاميا، إضافة إلى مكونات محور المقاومة في اليمن ولبنان والعراق.

وختم بالقول إن هذا التحول العسكري لم يبدل من طبيعة العلاقة بين إيران والمقاومة الفلسطينية، بل عززها، ودفع باتجاه مزيد من التنسيق والتكامل بين أطراف محور المقاومة رغم التحديات والضغوط التي تواجهها جميعا.

الراحل ياسر عرفات جالسا (يمين) إلى جانب آية الله الخميني بإيران بعد نجاح الثورة (معهد التاريخ المعاصر  الإيراني .iichs.ir)

من جانبه، قال أستاذ الدراسات الفلسطينية بجامعة طهران هادي برهاني إن إيران كانت في الأصل بعيدة جغرافيا وثقافيا عن صراع فلسطين بسبب اللغة الفارسية والمذهب الشيعي، إضافة إلى سياسات النظام الملكي الموالي للغرب قبل 1979.

إعلان

وأكد للجزيرة نت أن الثورة الإسلامية غيّرت ذلك، إذ اهتم القادة الدينيون الجدد بقضايا العالم الإسلامي وفلسطين، وقدموا دعما فكريا وعمليا للقضية عبر خطب ورسائل وكتب مثل تلك التي ترجمها هاشمي رفسنجاني وسيد علي خامنئي.

وأوضح أن فلسطين أصبحت شعارا محوريا في الخطاب السياسي الإيراني. ورأى أن زيارة عرفات لطهران أعطت الشعبين شعورا بالأمل والتقارب، وأن العديد من الفلسطينيين اعتبروا الثورة فرصة جديدة لتحرير فلسطين بما في ذلك مؤسس حركة الجهاد الإسلامي فتحي الشقاقي.

وحسب برهاني، أعيدت العلاقات مع التنظيمات الفلسطينية الإسلامية جزئيا بعد هدنة الأزمة السورية، وأكد أن عملية "طوفان الأقصى" جاءت في هذا الإطار، حيث دعمت إيران ومحور المقاومة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وساهم حزب الله وجماعة أنصار الله (الحوثيين) بدعم عسكري كبير "مع تكبد خسائر بشرية كبيرة، شملت عددا من قادة الحزب".

مقالات مشابهة

  • المقاومة الفلسطينية بين المناورة والندية والقدر
  • حركة الجهاد: المقاومة الفلسطينية لم توافق على أي بند لنزع السلاح
  • مركز دراسات: المقاومة الفلسطينية حررت 87% من أصحاب الأحكام المؤبدة ضمن صفقة “طوفان الأحرار”
  • الإغاثة الطبية بغزة تطالب بالإجلاء الطبي بشكل عاجل وفوري لآلاف المصابين
  • الإغاثة الطبية بغزة تطالب بضرورة الإجلاء الطبي بشكل عاجل وفوري لآلاف المصابين
  • الإغاثة الطبية الفلسطينية: 90% من البنية التحتية في غزة مدمرة.. و70 مليار دولار تقديرات الإعمار
  • وفد صيني: مجمع الأقصر الطبي مذهل.. والرعاية الصحية: إنجاز نوعي وشهادة دولية| صور
  • الإغاثة الطبية الفلسطينية: 90% من البنية التحتية في غزة مدمرة
  • كيف تطورت علاقة طهران بالمقاومة الفلسطينية؟
  • المقاومة الفلسطينية تنشر أسماء 20 أسيراًُ إسرائيلياً سيتم الإفراج عنهم