نشرت جامعة كامبريدج البريطانية، الثلاثاء، دراسة استعرضت ما تبقى من مستوطنة تعود إلى العصر البرونزي، تحتفظ بلمحة رائعة عن الحياة في عام 850 قبل الميلاد تقريبا.

وأوضحت الدراسة التي تطرقت إليها صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أنه قبل 3 آلاف عام عاش سكان مجتمع زراعي صغير في قرية بريطانية شرقي إنكلترا، في منازل مصنوعة من القش ومبنية على ركائز خشبية فوق قناة نهر "نين"، الذي يصب في بحر الشمال.

وجاء الكشف بعد أعمال تنقيب استمرت 10 أشهر للمستوطنة التي كانت مغمورة بالمياه، لكنها احتفظت بجودة تفاصيلها، رغم أنها تقع بالقرب من مصنع لرقائق البطاطس يبعد 75 ميلا شمالي لندن.

وارتدى سكان ذلك المجتمع، بحسب الدراسة، ملابس من الكتان الناعم، وشربوا في أكواب خشخاش طينية رقيقة.

وأشارت الدراسة إلى أن حريقا كارثيا اندلع في القرية أو المستوطنة، مما تسبب في انهيار المباني وفرار القرويين، تاركين ملابسهم وأسلحتهم وأدواتهم التي يستخدمونها في الحياة اليومية.

وغرقت تلك الأشياء في النهاية، وظلت مدفونة أسفل ما يزيد عن 6 أقدام من الطمي.

وبالرغم من ذلك، فإن حطام المكان بقي بحالة جيدة لقرابة 3 آلاف عام، مما يعتبر تسجيلا لحياة يومية في قرية تعود إلى نهاية العصر البرونزي في بريطانيا، الذي امتد بين عامي 2500 و800 قبل الميلاد.

وقال مدير المشروع وأحد مؤلفي الدراسة، مارك نايت: "لم يكن الأمر يشبه علم الآثار، بل في بعض الأحيان كان التنقيب يبدو تطفلا، كما لو أننا وصلنا بعد مأساة وبحثنا في ممتلكات شخص، ونظرنا إلى ما كان يفعله في أحد أيام عام 850 قبل الميلاد".

يمتد العصر البريطاني البرونزي ما بين عامي 2500 و800 قبل الميلاد

وعثر العلماء على أدوات مصنوعة من الفخار بجانب عظام أيضًا. وقال عالم الآثار بجامعة ليدن، هاري فوكينز: "توجب علينا التعامل مع قطع صغيرة وبقايا من منازل بالكاد تكون مرئية. إقناع أي شخص بأن مثل هذه الأماكن كانت ذات يوم مجتمع مزدهر يتطلب القليل من الخيال".

فيما أوضح عالم الآثار المتخصص في العصر الحجري القديم بجامعة دورهام، بول بيتيت، الذي لم يشارك في الدراسة، إن الكشف الأخير يقدم "تذكيرا بأن الحياة المنزلية خلال تلك الحقبة الزمنية كانت غنية ومتنوعة، ولا يتعلق الأمر فقط بالأسلحة المعدنية".

وكشف العلماء عن 180 قطعة من المنسوجات، ما بين خيوط وأقمشة وشباك معقودة، و160 قطعة أثرية خشبية من مقاعد وأدوات وعجلات وأعمدة، إلى جانب 120 وعاء فخاريا و90 قطعة من المصنوعات المعدنية المتمثلة في المناجل والفؤوس والخناجر وشفرات الحلاقة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: قبل المیلاد

إقرأ أيضاً:

آلاف الأرمينيين يطالبون بتنحية رئيس الوزراء بعد إعادة مناطق حدودية لأذربيجان

تظاهر آلاف الأرمينيين في شوارع العاصمة يريفان -أمس الأحد- في احتجاجات جديدة على تنازلات قدمها رئيس الوزراء نيكول باشينيان إلى أذربيجان المجاورة، وسط اتهامات بأنه "مذل لشعبه".

وطالب المتظاهرون بتنحية باشينيان على خلفية إعادة 4 مناطق حدودية لأذربيجان، في احتجاجات من المتوقع أن تستمر 3 أيام أخرى، وذلك بقيادة كبير أساقفة البلاد باغرات غالستانيان الذي يسعى لإقالة الحكومة.

وفي كلمة وجّهها للمتظاهرين، وصف غالستانيان رئيس الوزراء بأنه "متسول" يسعى لسلام "مذل لشعبه" وفق وصفه.

وطالب كبير الأساقفة بتشكيل حكومة جديدة "لإدارة العلاقات الخارجية والتحضير لانتخابات مبكرة" في وقت حضّ به البرلمان على عقد جلسة عامة طارئة غدا لعزل باشينيان.

وكانت الاحتجاجات قد بدأت منذ أسابيع عندما وافقت حكومة أرمينيا على إعادة مناطق إلى أذربيجان كانت تسيطر عليها يريفان منذ التسعينيات، غير أن باشينيان بقي على موقفه رغم المظاهرات التي كانت تفقد زخمها لولا دعوات غالستانيان للتظاهر، والتي وصفها مراقبون بأنها "لا تملك رؤية واضحة".

إعادة مناطق حدودية

ففي مايو/أيار الماضي، أعادت أرمينيا رسميا إلى أذربيجان 4 بلدات حدودية كانت تسيطر عليها منذ عقود في خطوة اعتبرها باشينيان ضرورية لتحقيق السلام مع باكو وتجنب حرب أخرى.

يشار إلى أن هاتين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين الواقعتين في القوقاز خاضتا حربين في التسعينيات وفي عام 2020 من أجل السيطرة على منطقة ناغورني قره باغ.

ثم شنت باكو هجوما خاطفا في سبتمبر/أيلول الماضي أتاح لها استعادة السيطرة على هذه المنطقة وطرد الانفصاليين الأرمن الذين كانوا يحكمونها منذ 3 عقود، ودفع ذلك أكثر من 100 ألف من سكان المنطقة إلى اللجوء إلى أرمينيا.

وانتقد باشينيان حينها روسيا لعدم تدخلها في قوة حفظ السلام التابعة لها بالمنطقة لمنع القوات الأذربيجانية من استعادة قره باغ.

كما شكك علنا في تحالف أرمينيا التقليدي مع موسكو، وبدأ في إقامة علاقات أوثق مع الغرب.

ومن المقرر أن يصل جيمس أوبراين مساعد وزير الخارجية الأميركي إلى يريفان -اليوم- لإجراء محادثات حول العلاقات الثنائية والتحرك نحو معاهدة سلام مع أذربيجان.

مقالات مشابهة

  • في الذكرى العاشرة لجريمة العصر سبايكر
  • بريطانية تكشف أطلال قلعة منسية وسط وادٍ بالسعودية..ما حكايتها؟
  • كردستان تعيد 9 آلاف متسرب إلى مقاعد الدراسة
  • سوسن بدر تكشف عن عمل جزء ثالث من "أم الدنيا"
  • سرطان المعدة: قاتل يُنهي حياة آلاف اليمنيين سنوياً.. تعرف على علامات التحذير المبكرة وطرق الوقاية!
  • البريج الفلسطينية.. من قرية زراعية إلى قاعدة عسكرية
  • قرية دير ياسين.. هجّرتها المنظمات الصهيونية بأشهر مجزرة عام 1948
  • "كان منفتحا".. زوجة البغدادي الأولى تكشف تفاصيل حياتهما
  • آلاف الأرمينيين يطالبون بتنحية رئيس الوزراء بعد إعادة مناطق حدودية لأذربيجان
  • التموين تكشف استعداداتها لعيد الأضحى المبارك (فيديو)