رحبت الولايات المتحدة، الخميس، باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار الذي قدمته للوصول إلى "توافق عالمي حول أنظمة الذكاء الاصطناعي الآمنة والموثوقة لتعزيز التنمية المستدامة". 

وأكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أنه "باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة للقرار الذي قادته الولايات المتحدة بشأن الذكاء الاصطناعي، تحدثت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بصوت واحد لتحديد توافق عالمي حول أنظمة الذكاء الاصطناعي الآمنة والموثوقة لتعزيز التنمية المستدامة".

وقال بلينكن في بيان إن "هذا القرار التوافقي الذي تم تطويره بمداخلات مباشرة من أكثر من 120 دولة والذي شاركت في رعايته أكثر من 120 دولة عضواً من كل منطقة يعد جهداً تاريخياً ونهجاً عالمياً هو الأول من نوعه لتطوير واستخدام هذه التكنولوجيا الناشئة القوية" .

وأوضح الوزير الأميركي أن "الذكاء الاصطناعي يتمتع بإمكانات هائلة لتعزيز التنمية المستدامة وأهدافها. ويساعد هذا القرار على ضمان وصول فوائد الذكاء الاصطناعي إلى البلدان من جميع المناطق وعلى جميع مستويات التنمية ويركز على بناء القدرات وسد الفجوات الرقمية، وخاصة بالنسبة للبلدان النامية. وهو يؤكد الإجماع على أن أنظمة الذكاء الاصطناعي يمكن أن تحترم حقوق الإنسان والحريات الأساسية مع تحقيق التطلعات إلى التنمية المستدامة".

ودعا بلينكن "الحكومات إلى العمل مع القطاع الخاص والمجتمع المدني والمنظمات الدولية والإقليمية والأوساط الأكاديمية ومؤسسات البحث والمجتمعات التقنية وجميع أصحاب المصلحة الآخرين لبناء هذا النهج". واعتبر أن هذا القرار "سيكون بمثابة الأساس لجهود الذكاء الاصطناعي المتعددة الأطراف ومبادرات الأمم المتحدة الحالية والمستقبلية".

وشدد على أن "الولايات المتحدة ستواصل العمل مع الحكومات والشركاء الآخرين لضمان أن يكون تصميم وتطوير ونشر واستخدام التقنيات الناشئة بما في ذلك الذكاء الاصطناعي آمناً وجديراً بالثقة وموجهاً نحو تحقيق أهدافنا المشتركة وحل تحدياتنا الأكثر إلحاحاً".

وأتت تصريحات بلينكن بعد بيان لكامالا هاريس، نائبة لرئيس الأميركي، جو بايدن، أكدت فيه ترحيب بلادها "باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يحدد مبادئ نشر واستخدام الذكاء الاصطناعي".

وأضافت "أنا والرئيس بايدن ملتزمان بإنشاء وتعزيز القواعد والمعايير الدولية بشأن التكنولوجيا الناشئة، لأن التكنولوجيا ذات التأثير العالمي، مثل الذكاء الاصطناعي، تتطلب عملاً عالمياً، وعندما يتعلق الأمر بتحديات القرن الحادي والعشرين، نعتقد أنه يجب على جميع الدول أن تسترشد بمجموعة مشتركة من التفاهمات. يعد هذا القرار الذي اقترحته الولايات المتحدة وشاركت في رعايته أكثر من 100 دولة، خطوة تاريخية نحو وضع معايير دولية واضحة للذكاء الاصطناعي وتعزيز أنظمة الذكاء الاصطناعي الآمنة والجديرة بالثقة".

وذكرت أنه "وكما قلتُ في لندن، العام الماضي، يجب أن يكون الذكاء الاصطناعي في المصلحة العامة، ويجب اعتماده وتطويره بطريقة تحمي الجميع من الضرر المحتمل وتضمن قدرة الجميع على الاستمتاع بفوائده. ويجب علينا أيضاً أن نتعامل مع مجموعة كاملة من المخاطر، بدءاً من العواقب الكارثية التي تهدد البشرية جمعاء إلى الأضرار التي يشعر بها الأفراد والمجتمعات، مثل التحيز".

ونوهت إلى أنه "في كثير من الأحيان، في الثورات التكنولوجية الماضية، لم يتم تقاسم الفوائد بشكل عادل، وشعرت بالأضرار قِلة غير متناسبة. يرسم هذا القرار طريقاً للمضي قدماً في مجال الذكاء الاصطناعي حيث يمكن لكل دولة أن تغتنم الوعد وتدير مخاطر الذكاء الاصطناعي".

وشددت على أنه بهذا القرار "تدرك جميع الدول الحاجة لحماية سلامة مواطنيها وخصوصيتهم وحقوقهم الإنسانية. ويوضح القرار أن حماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية يجب أن تكون محورية في تطوير واستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي". 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: أنظمة الذکاء الاصطناعی التنمیة المستدامة الولایات المتحدة هذا القرار

إقرأ أيضاً:

الغش الأكاديمي في عصر الذكاء الاصطناعي

عندما نتحدث عن الغش الأكاديمي يأتي في أذهاننا المشهد التقليدي للطالب الذي ينسخ من ورقة زميله أو يخبئ قصاصات صغيرة داخل جيبه، ولكن هذا الأمر بات جزءًا من الماضي. اليوم، دخل الذكاء الاصطناعي إلى قلب العملية التعليمية، محدثًا هزة عميقة في مفهوم النزاهة الأكاديمية، وطارحًا أسئلة جديدة حول حدود المساعدة المقبولة، وما إذا كان ما نعتبره "غشًا" في الأمس لا يزال يحمل المعنى ذاته في عصر التكنولوجيا الذكية.
ففي السنوات الأخيرة، أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي جزءًا من الحياة اليومية للطلاب، فأدوات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته باتت قادرة على تلخيص الدروس، وشرح المسائل، وتحليل النصوص، وحتى كتابة المقالات، بضغطة واحدة وعلى مدار الساعة. هذه الأدوات التي صُممت في الأصل لتطوير التعلم وتعزيز قدرات الطلاب، تحولت – من دون قصد– إلى وسيلة يسهل استغلالها للالتفاف على الجهد الشخصي، مما ولّد نقاشًا متصاعدًا بين المؤسسات الأكاديمية حول حدود الاستفادة المشروعة من قدرات الذكاء الاصطناعي داخل البيئة الأكاديمية، وفي إجراء التكليفات الخاصة بالطلاب.
ما يثير القلق اليوم ليس استخدام الطلاب للذكاء الاصطناعي بحد ذاته، بل كيفية استخدامه، فهناك فرق كبير بين طالب يعتمد على الأداة لفهم فكرة ما أو تبسيط معلومة، وبين آخر يطلب من الذكاء الاصطناعي إعداد بحث كامل ليسلمه كما هو بدون مراجعة أو تحقق، في غياب أي جهد معرفي حقيقي. والجدير بالذكر أنه مع تزايد قدرة هذه التقنيات على إنتاج نصوص منسقة ورصينة، أصبح اكتشاف الغش أكثر صعوبة، مما دفع الجامعات إلى تطوير أدوات لكي تتمكن من خلالها رصد النصوص المولدة عبر الذكاء الاصطناعي.
ورغم هذه التحديات، فإن المشهد ليس مظلمًا بالكامل. فقد دفعت الظاهرة كثيرًا من الجامعات إلى إعادة النظر في أساليب التقييم التقليدية. فبدلاً من الاعتماد على الواجبات المنزلية أو الامتحانات القابلة للغش، بدأت المؤسسات تتجه إلى التقييم القائم على المشروعات، والمناقشات الصفية، والامتحانات الشفهية، وتقييم التفكير النقدي.
ومن ثم يمكننا القول بأن الذكاء الاصطناعي أصبح واقعًا لا يمكن تجاهله، ولا يمكن منعه بالكامل داخل المؤسسات التعليمية. ولذلك فإن التحدي الحقيقي اليوم ليس في منع الطلاب من استخدامه، بل في تعليمهم كيفية استخدامه بشكل أخلاقي، وتوعيتهم بأن الاعتماد الكامل على الآلة لا يصنع مستقبلًا ولا يبني مهارة. فالمعرفة الحقيقية لا تأتي بضغطة زر، بل بالصبر والمثابرة والتفكير النقدي، وهي مهارات لن يستطيع أي برنامج – مهما بلغت دقته – أن يقدّمها جاهزة.

مقالات مشابهة

  • ترحيب إسلامي – عربي بتمديد عمل «أونروا» في غزة
  • الذكاء الاصطناعي يحوّل أوامر صوتية إلى أشياء واقعية
  • جامعة أسيوط تطلق برنامج «استخدام الذكاء الاصطناعي» لطلاب نظم معلومات السياسات العامة
  • ملخص صور جوجل يعرض ذكريات 2025 عبر الذكاء الاصطناعي
  • كيف تستخدم مصر الذكاء الاصطناعي في مكافحة الجرائم؟
  • بينها تجديد ولاية «أونروا».. 5 قرارات تتبناها الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح فلسطين
  • ترحيب فلسطيني بتجديد ولاية "الأونروا": حماية لحقوق 6.2 مليون لاجئ فلسطيني
  • تجديد ولاية "الأونروا" - الجمعية العامة تتبنى 5 قرارات لصالح فلسطين
  • الغش الأكاديمي في عصر الذكاء الاصطناعي
  • هل يدفع الذكاء الاصطناعي اقتصادات دول كاملة نحو الهامش؟