إستوديوهات هوليود تنقل حرب البشر والآليين إلى أرض الواقع
تاريخ النشر: 28th, July 2023 GMT
اتخذت الإستوديوهات الكبرى في هوليود خطوات تصعيدية ضد الكتاب والممثلين، في خطوة اعتبرت تحديا للإضراب احتجاجا على إحلال الذكاء الصناعي محل الكتاب والممثلين.
وبدأ الكتاب إضرابهم منتصف ليل الخميس 13 يوليو/تموز الجاري، ثم انضم إليهم الممثلون، وقدرت الخسارة التي أسفر عنها الإضراب بملياري دولار حتى الآن.
قامت الإستوديوهات والشركات الكبرى بالبدء في إجراءات توظيف مديرين وتنفيذيين للذكاء الصناعي، وكانت منصة نتفليكس قد أعلنت اختيار مدير لمنتجات الذكاء الصناعي براتب يصل إلى 900 ألف دولار سنويا، كما تبحث ديزني عن متخصصين في المجال نفسه، وأعلنت شركة سوني عن حاجتها إلى خبير في أخلاقيات الذكاء الصناعي.
وهوليود نفسها التي كانت الرائدة في تخويف البشر من الذكاء الصناعي والإنسان الآلي في أفلام عديدة، تسقط اليوم ضحية الاختراعات التي كانت أول المبشرين بها، وأول المبشرين بالجانب السلبي منها، حيث يواجه المبدعون -كتابا وممثلين- خطر الإبادة الإبداعية.
سرقة الصوت والصورةلخص الممثل براين كرانستون مخاوف الممثلين في خطاب حماسي في ميدان تايمز بنيويورك في 25 يوليو/تموز الجاري، متحدثا إلى حشد من مئات العاملين في الصناعة والمهتمين بها: "لدينا رسالة للسيد إيغر (الرئيس التنفيذي لشركة ديزني بوب إيغر)، أعرف أنك تنظر إلى الأشياء من خلال عدسة مختلفة، ونحن لا نتوقع منك أن تفهم مشكلاتنا، لكننا نطلب منك أن تستمع إلينا عندما نخبرك أننا لن نطرد من وظائفنا، لتقوموا بتوظيف روبوتات بدلا منا ".
ويخشى الممثلون أن تأخذ الإستوديوهات صورهم أو أصواتهم وتعيد استخدامها مقابل أجر ضئيل أو دون مقابل، كما يخشى الكتاب أن تستخدم الإستوديوهات نماذج لغوية كبيرة مثل "شات جي بي تي" ChatGPT لكتابة نصوص أو إعادة كتابتها، مما يضر بسبل عيشهم.
وكان توم إيغر الرئيس التنفيذي لشركة ديزني قد علق على الإضراب لقناة "سي إن بي سي" قائلا: "هذا هو أسوأ ما يمكن فعله خاصة أننا لم نتعاف بالكامل من آثار جائحة كورونا، وأنا أفهم رغبة أي منظمة عمالية في العمل نيابة عن أعضائها للحصول على أكبر قدر من المكتسبات والحصول على أجر عادل بناء على القيمة التي تقدمها. نتفاوض مع الكتاب والممثلين. هناك مستوى من التوقعات لديهم، وهذا غير واقعي. وهم يضيفون إلى مجموعة التحديات التي يواجهها هذا النشاط التجاري بالفعل".
ويرى "تحالف منتجي الصور المتحركة والتلفزيون" (AMPTP)، الذي يمثل الشركات والإستوديوهات الكبرى، أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون "مسموحا باستخدامه بشكل متوازن ودقيق، على ألا يتم حظره".
وتظهر قوائم الوظائف في شركات الإنتاج الهوليودي أن هناك موجة توظيف حقيقية للذكاء الاصطناعي، حيث تسعى الشركات إلى فهم كيف يمكن للتكنولوجيا أن تغير أعمالها، وهو ما يظهر في شركة ديزني التي تملك عددا من المناصب المفتوحة التي تركز على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، ويعمل هؤلاء في فريق " بحث وتطوير الأفكار" (Imagineering) التابع لشركة ديزني، وهي المجموعة المسؤولة عن تحويل (Disneyland) و(Walt Disney World) إلى مناطق جذب شهيرة عالميا.
موجة توظيفوتوجد وظيفة تم الإعلان عنها بالفعل، لمسؤول البحث والتطوير بالتركيز على الذكاء الاصطناعي، واشترط الإعلان على المتقدم لشغلها أن يكون لديه "الطموح لدفع حدود ما يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي أن تخلقه للأمام وأن يفهم الفرق بين صوت البيانات وصوت المصمم أو الكاتب أو الفنان".
ويصل الراتب السنوي للوظيفة الجديدة إلى 180 ألف دولار، وهي الوظيفة ذات الصلة المباشرة بالتأليف.
وأعلنت الشركة نفسها عن حاجتها لمهندس تعلم آلي في قسم أبحاث Disney Streaming المتقدم ليكون مسؤولا عن إنشاء حلول تدعم الذكاء الاصطناعي لـ Disney + و Star + و ESPN +"، وقد بلغ مجموع الوظائف التي أعلنت ديزني عن حاجتها إليها في الذكاء الصناعي 6 وظائف.
واشترطت المنصة العملاقة في الموظف الذي وعدته براتب سنوي يصل إلى 900 ألف دولار أن "يقود عمليات التعلم الآلي/الذكاء الاصطناعي، الذي يغذي الابتكار في إنشاء المحتوى واكتسابه".
وتملك كل من أمازون وآبل العشرات من وظائف الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، لكن بعض هذه الوظائف تبدو موجهة خصيصًا لشركاتها الإعلامية، ومنها وظيفة مدير مشروع أول في Prime Video في أمازون، براتب أساسي يصل إلى 300 ألف دولار سنويا.
وفي شركة سوني، التي تمتلك "سوني للأفلام والترفيه" "(Sony Pictures Entertainment)، يبحث قسم (Sony AI America) عن مهندس "أخلاقيات" الذكاء الاصطناعي، وقد أعلنت الشركة عن الوظيفة مؤكدة أن هدفها "هو النهوض بالذكاء الاصطناعي بحيث يقوي ويعمل في انسجام مع البشر لإفادة المجتمع". ويصل الراتب السنوي للوظيفة الجديدة إلى 160 ألف دولار.
أما شركة وارنر برازر، فتملك عددا قليلا من وظائف الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، في قسم ألعاب الفيديو.
وفي شركة "باراماونت" توجد فرصة لمهندس التعلم الآلي، وفي شركة NBCUniversal Comcast يوجد عدد من وظائف الذكاء الصناعي والتعلم الآلي تركز على البحث.
وكانت شركة ديزني قد انتهت من تسريح حوالي 7 آلاف موظف، وتعرضت باراماونت ووارنر براذرز وديسكفري وأمازون وشركات أخرى إلى تخفيضات مؤلمة في الأشهر الأخيرة، لكن يبدو أن الوظائف التي تركز على الذكاء الاصطناعي استثناء.
وكان كتاب وممثلو هوليود قد أعلنوا إضرابا مفتوحا منذ عام 1980، وقرر نجوم كبار في هوليود مثل جورج كولوني ومات دايمون دعمه والانضمام إليه، وهو ما أدى إلى شلل في مفاصل الصناعة، حيث توقف تصوير الأفلام وعرضها في حضور أبطالها الذي التزموا بقرار الاتحاد باستثناء أولئك الذين لا يحملون عضوية النقابتين المشاركتين.
وينطبق الأمر نفسه على الأفلام التي تعرض خارج الولايات المتحدة، وهو ما أدى إلى محاولات مكوكية من الممثل توم كروز للعب دور الوساطة بين الجانبين، لم يتوج بالنجاح حتى الآن.
وترفع النقابة والاتحاد مطالب بتغييرات على مستوى الصناعة، وضمانات بشأن حقوق المبدعين في ظل الانتشار المتزايد للذكاء الاصطناعي
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی الذکاء الصناعی ألف دولار من وظائف فی شرکة
إقرأ أيضاً:
ميتا تتعاون مع أوكلي لإطلاق نظارات الذكاء الاصطناعي
تتوسع "ميتا" في المنتجات التقنية القابلة للارتداء والمعززة بالذكاء الاصطناعي، وهذه المرة يأتي التوسع مع شركة "أوكلي" (Oakley) المختصة بصناعة المنتجات الرياضية، وذلك بحسب ما جاء في تقرير وكالة "رويترز".
ويتضمن التعاون طرح نظارة رياضية جديدة من الشركة معززة بتقنيات الذكاء الاصطناعي ومزودة بسماعات رأس ذات تصميم مفتوح فضلا عن عدسة أمامية صغيرة يسهل استخدامها لالتقاط الصور على غرار نظارة "راي بان" الذكية التي طرحتها الشركة سابقًا.
وأشار تقرير "رويترز" إلى أن "ميتا" باعت ملايين النسخ من نظارات "راي بان" وهذا دفعها لدراسة فرصة التعاون الإضافية بينها وبين شركة "إيسيلور لوكسوتيكا" (EssilorLuxottica) التي تعد الشركة الأم المالكة لكل من "راي بان" و"أوكلي" فضلا عن مجموعة من العلامات التجارية البارزة في قطاع الأزياء.
تطلق "ميتا" على النظارة الجديدة "أوكلي ميتا هتسن" (Oakley Meta HSTN) في إشارة لكلا الشركتين معا، ومن المتوقع أن تصدر النسخ المحدودة من النظارة في 11 يوليو/تموز المقبل بسعر 499 دولارا مع طرح نسخة اقتصادية من النظارة تصدر في صيف هذا العام بسعر 399 دولارا بحسب بيان الشركة إلى "رويتر".
كما أكدت "ميتا" أن النظارات الجديدة تصدر أولا في أميركا الشمالية وأستراليا ومجموعة من الدول الأوروبية مع خطط لتوسيع رقعة الإطلاق لتشمل المكسيك والهند والإمارات العربية المتحدة مع حلول نهاية هذا العام، ومن المتوقع أن تظهر النظارة في مجموعة من الأحداث الرياضية البارزة هذا العام كما أشار تقرير "رويترز".
وعلى صعيد آخر، تخطط "سناب" لطرح نظارتها الذكية في العام المقبل مع استعدادات "غوغل" أيضا لطرح نظارة ذكية منافسة لنظارات "ميتا" لتتسع بذلك رقعة الخيارات المتاحة من النظارات الذكية حول العالم.
إعلانوتعد النظارات الذكية من التقنيات القابلة للارتداء التي تعتمد عليها العديد من الشركات رغم كون التركيز أكثر على الساعات الذكية والخواتم الذكية وسماعات الرأس، وذلك بسبب محدودية استخدام النظارات الذكية المعتادة، ومن المتوقع أن يكون الذكاء الاصطناعي هو نقطة التحول في هذا القطاع بحسب تقارير "فوربس" ومعهد "إم آي تي" التقني الشهير.