فزغلياد: روسيا والصين انتقلتا إلى “الخطة البديلة” ضد أميركا
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
على خلفية مناقشة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الصيني وانغ يي في بكين قضايا مكافحة العقوبات الغربية المشتركة، وإنشاء مؤسسات دولية بديلة في مجالات الاقتصاد والأمن، بات جليا للعيان عمل الجانب الروسي والصيني على تعميق شراكتهما، بحسب ما نشرته صحيفة فزغلياد الروسية.
وأضافت الصحيفة أن لافروف ناقش مع نظيره الصيني وانغ يي خلال اللقاء مجموعة واسعة من المسائل المتعلقة بمستقبل شراكة روسيا والصين، وقد تحدث لافروف عن وصول العلاقات بين البلدين إلى مستوى غير مسبوق وقيام الحوار بين الدولتين على مبادئ الاحترام والثقة المتبادلة.
واتفق الجانبان على الاستعانة بآليات منظمة شنغهاي للتعاون ومنظمة البريكس لمكافحة العقوبات، كما قررا بدء حوار حول الأمن الأوراسي مع مشاركة دول أخرى لها نفس التوجه، وتأتي هذه المبادرة نتيجة لرغبة روسيا والصين في تعزيز الأمن في المنطقة، خاصة في ظل عدم قدرة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وحلف شمال الأطلسي (الناتو على لعب هذا الدور.
المقاومة المزدوجة
وتابعت فزغلياد أن وان يي طرح فكرة “المقاومة المزدوجة” للاستجابة لدول الغرب، وهي تعتبر إجراء ردعيا ضد مفهوم “المواجهة المزدوجة” الذي تعمل عليه واشنطن لإبطاء تشكيل عالم متعدد الأقطاب.
ونقلت عن الأستاذ في قسم الدراسات الأوروبية بكلية العلاقات الدولية في جامعة سانت بطرسبورغ الحكومية ستانيسلاف تكاتشينكو، قوله إن الصين وروسيا بحديثهما عن “المقاومة المزدوجة”، تبعثان بإشارة هامة إلى الولايات المتحدة وأوروبا مضمونها أن الوقت قد حان لتغيير أسلوب تعاملهم مع القوتين النوويتين في آسيا.
وأضاف تكاتشينكو أن كلتا الدولتين غير راضيتين بشكل قاطع عن سياسة العقوبات الغربية، فالولايات المتحدة لا تفرض قيودا على روسيا فحسب، بل تحاول أيضا إجبار الصين على الامتثال لرغباتها تحت تهديد إقرار عقوبات.
علما أن كلا من موسكو وبكين تسعيان لبناء عالم متعدد الأقطاب وهو ما يزعج الولايات المتحدة.
الخطة البديلة
وبحسب تكاتشينكو “لهذا السبب قررت روسيا والصين الانتقال إلى “الخطة البديلة” لبناء عالم متعدد الأقطاب ومواجهة الغرب، ويمكن أن يتم ذلك من خلال التعاون في إطار منظمة البريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون، حيث يمكن للدول حل القضايا المتعلقة بالاقتصاد والعقوبات والأمن الأوراسي دون النظر إلى آراء الدول الغربية.
وبالنسبة لكبير الباحثين في المدرسة العليا للاقتصاد فاسيلي كاشين، فقد أوضح لفزغلياد أن بإمكان موسكو وبكين مواجهة الغرب عبر إنشاء هياكل مالية موازية تعزز التجارة بالعملات الوطنية، وبالتالي تساعد في تفادي العقوبات بشكل أكثر فعالية.
من جانبه، يرى الخبير السياسي ألكسندر أسافوف أن مواجهة العقوبات في الظروف الحالية وبناء عالم متعدد الأقطاب يتطلّب استخدام آليات اقتصادية وسياسية خاصة ينبغي أن تظل في كنف السرية في الوقت الحالي بالنظر لإمكانية استخدام الولايات المتحدة هذه المعلومات وتطوير التدابير المضادة.
وتحدث أسافوف لفزغلياد عن احتمال إنشاء دوائر مالية جديدة خارجة عن سيطرة الولايات المتحدة، فضلا عن مساحة لوجستية وأدوات دفع جديدة على أساس منظمة شنغهاي للتعاون والبريكس، ونمو حجم التجارة الثنائية.
وقال أسافوف إن روسيا شريك إستراتيجي ليس فقط للصين، وإنما أيضا لمعظم آسيا، بما في ذلك الهند وباكستان.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
روسيا تبحث الخطة الأميركية وأوكرانيا ترفض التنازل عن أراضيها مقابل السلام
قال الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف إن الولايات المتحدة سلمت روسيا خطة السلام النهائية التي تم التوصل إليها خلال مفاوضات أجرتها مع أوكرانيا في جنيف، في حين قالت كييف إنها لن تتنازل عن أراضيها مقابل السلام.
وأوضح بيسكوف أن بلاده تسلمت المعايير الرئيسية للخطة، وستُعقد مفاوضات بشأنها في موسكو الأسبوع المقبل، مشيرا إلى أنه سيتم تحديد الفروقات المتعلقة بالاعتراف الدولي بقرارات عملية التسوية في أوكرانيا خلال المفاوضات.
وأشار إلى أن الجميع يفضل التوصل إلى تسوية للصراع الأوكراني بالطرق السلمية.
وأضاف أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "لديه مشكلة تتمثل في شرعيته وعدم رغبته في إجراء انتخابات بأوكرانيا والالتزام بالدستور".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال، أمس الخميس، خلال مؤتمر صحافي في بشكيك عاصمة قرغيزستان، إن "القتال سيتوقف بانسحاب أوكرانيا من الأراضي التي تحتلها في دونباس، وإن لم تنسحب فسنحقق أهدافنا بالقوة العسكرية".
وبشأن مقترح السلام الأميركي، قال بوتين إنه لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بعد بشأن التسوية في أوكرانيا، وقد يكون المقترح أساسا للتوصل إلى اتفاق مستقبلي، لكن لا صيغة نهائية بعد بشأن السلام، مؤكدا أن واشنطن "تأخذ مواقفنا في الاعتبار".
وأضاف بوتين أنه من المقرر أن يصل الوفد الأميركي إلى موسكو الأسبوع المقبل، مؤكدا توقعات بوصول المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى العاصمة الأيام المقبلة لمناقشة المقترح مع مسؤولين روس.
من جهة ثانية، قال أندريه يرماك مدير مكتب زيلينسكي إن الرئيس لن يوافق على التخلي عن أراضٍ لروسيا مقابل السلام، حسب ما أوردته مجلة "ذي أتلانتيك" الأميركية.
وأوضح يرماك، وهو أيضا كبير المفاوضين الأوكرانيين، أن أي شخص عاقل لن يوقع على وثيقة للتنازل عن الأراضي الأوكرانية ما دام فولوديمير زيلينسكي رئيسا للبلاد، مشيرا إلى أن ذلك معارض للدستور.
إعلانوأوضح يرماك أن كل ما يمكن التحدث عنه واقعيا الآن هو تحديد خط التماس، واصفا المقترح الذي تم التوصل إليه في مفاوضات أبو ظبي بأنه لا يتعارض مع مصالح بلاده، وبأنه يراعي خطوطها الحمراء.
وقد نصت النسخة الأولى من مقترح السلام -الذي قدمته الولايات المتحدة- على تنازل كييف عن منطقتي دونيتسك ولوغانسك لموسكو، وقد اعتبرها كثيرون في كييف بمثابة استسلام، وتم تعديل النص مذاك بعد مشاورات مع أوكرانيا التي سبق أن اعتبرت التخلي عن أراضٍ خطا أحمر.
التطورات العسكرية
ميدانيا، أفادت وزارة الدفاع الروسية، اليوم، بأن وسائط الدفاع الجوي التابعة لها، أسقطت 136 طائرة مسيرة أوكرانية فوق الأراضي الروسية خلال الليل.
وذكر البيان أن 46 طائرة مسيرة أُسقطت فوق مقاطعة روستوف، و30 فوق مقاطعة ساراتوف، و29 فوق جزيرة القرم، و6 فوق مقاطعة بريانسك، و5 فوق مقاطعة فولغوغراد، واثنتين فوق مقاطعة فورونيغ، واثنتين فوق منطقة موسكو، وواحدة فوق مقاطعة كورسك، وفقا لوكالة أنباء سبوتنيك الروسية.
وأضاف البيان أن طائرة مسيرة واحدة أُسقطت فوق مقاطعة كالوغا، و12 مسيرة فوق البحر الأسود، واثنتين فوق بحر آزوف.
من جهته، قال الجيش الأوكراني، اليوم الجمعة، إنه قصف الليلة الماضية مصفاة ساراتوف النفطية الروسية وقاعدة ساكي الجوية في شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها روسيا.
وذكر الجيش بشأن قصف المصفاة، في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي، "تم تسجيل سلسلة من الانفجارات أعقبها حريق في المنطقة المستهدفة".
وأضاف أنه قصف مستودعات للوقود وزيوت التشحيم في مناطق تحتلها روسيا بشرق البلاد.
في المقابل، أفاد مراسل الجزيرة بإعلان حالة الإنذار الجوي في العاصمة الأوكرانية كييف ومختلف مناطق البلاد.
ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.