الثورة نت:
2025-07-31@17:59:28 GMT

ثقافة السلام.. حاجة أم ضرورة؟

تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT

في كل الظروف يحتاج العالم – كل العالم – إلى السلام لأنه البيئة المناسبة لحياة طبيعية متعايشة مستقرة، أما في الظروف الاستثنائية فإن السلام يصبح ضرورة ملحة وليس حاجة ترفية لمجتمع عانى ويعاني من النزاعات والعدوان والحروب والتجويع والحصار والمكائد السياسية بشتى أنواعها ما يفوق أي تصور، دمرت خلالها وبسببها البدايات المتواضعة من البنية التحتية المادية والمعنوية كما هو حال اليمن.


وليس من قبيل التفاؤل أو التباهي القول : بأن الخلفية الحضارية للشعب اليمني تؤهله للدخول بجدارة بوابة العصر وتشييد دولته المدنية القابلة للتواصل والحوار الجاد مع العالم كخطوة للانضواء في نظام عالمي يقوم على احترام مبدأ التعددية في إطار الوحدة الحلم الجميل المشروع الذي سيقضي بالتأكيد على كل بؤر الأحلام المريضة وغير المشروعة التي ذاقت البشرية منها الويلات، أبرزها ما خلفته الحربان العالميتان منتصف القرن العشرين والحروب الداخلية والإقليمية التي ما تزال نار بعضها وتداعياتها مشتعلة في كثير من الدول لعوامل وأسباب داخلية وخارجية لا يجهلها أي مهتم بمعرفة حقيقة ما يجري في العالم الذي بات صغيراً بفعل التقدم التكنولوجي وثورة المعلومات والاتصال التي شملت مجالات الحياة وتجاوزت وصفه: بالقرية إلى : العالم في قبضة يد وجيب كل إنسان يمتلك هاتفاً ذكياً وعقلاً متقدا يمكنه التواصل في أي لحظة من وإلى أي مكان في العالم ، وفاق الذكاء الاصطناعي كل تصور.
ومن الغريب والمؤسف أن يبقى بلد كاليمن بموقعه الجيوسياسي وما يمثله كبؤرة من بؤر التأريخ الحضاري في ظل هذه الثورة العلمية والمعرفية غارقاً في بحر التخلف والتبعية للبدو الرحل الذين شدوا الرحال وسلموا لنا البداوة والعزلة المفروضة بالحصار المادي والمعنوي والنفسي، تأكلنا الحرب المنسية أو شبه المنسية والمعاناة مدى السنين الماضية، وهذا أحد أهم عوامل استمرار الصراع الدامي المستثمر محلياً أو بالوكالة عن مستثمري وموجهي حروب ومآسي الدول والشعوب المستضعفة.
هذا من قبيل الإشارة إلى حقائق موضوعية تعاني منها اليمن وشعوب أخرى كثيرة، وليس من باب نكء الجراح.
والفرق واضح بين ضرورة معرفة الحقائق للعمل على تجاوزها وبناء الثقة إن وجدت الإرادة للخروج منها وتجاوزها والتوجه الجاد لإنهاء هذه الصفحة السوداء ومغادرتها بثقة ومسؤولية وبين حالة خلق الحروب وذر الرماد في العيون أو دس الرؤوس في الرمال والتعامي عنها بحجة ما يسمى: طي صفحة الماضي !.
السلام الحقيقي: لا يبنى على الدبلوماسيات الخبيثة المنافقة أو المتهاونة بالحقوق وإنما على اعتماد السياسات القائمة على الصدق والموضوعية ، وتكريس الأسس السليمة لثقافة الحوار والتسامح والعدالة والإنصاف والقبول بمبدأ الحرص بالقدر الممكن على الإنصاف وبذل أقصى الجهود في سبيل ذلك لإقناع المتضررين من هذه الحروب بالتوجه نحو التصالح والتسامح والسلام وتناسي الماضي المظلم وبناء مستقبل مشرق يستحقه اليمن وأبناؤه الشرفاء الكرام ، وكخطوة جوهرية وأساسية لا بد من انسحاب القوات الأجنبية من الأراضي اليمنية التي أثبتت الأيام أن تواجدها ليس لدعم الشرعية كما قيل ويقال، وإنما لتحقيق أجندتها الخاصة، وإذا وجدت إرادة دولية أممية جادة وصادقة لتحقيق هذا الهدف يمكن تشكيل قوة سلام دولية محايدة من غير الدول التي دعمت أي طرف من أطراف النزاع للإشراف على حوار يمني يمني .
من هنا يمكن البدء بتحقيق عدالة انتقالية يتم من خلالها جعل السلام ثقافة غير قابلة لأي اختراق ظلامي متوحش من أي اتجاه وتحت أي راية أو آيديولوجية محلية أو إقليمية أو دولية.
ومن المؤسف حقاً أن تكون العوامل الدولية في البحث عن تحقيق السلام في اليمن أكثر رحمة وإنسانية من العامل الوطني!!
يكفي اليمنيين ما عانوه في ماضيهم القريب والبعيد، وحان الوقت لبناء دولة المواطنة المتساوية لجميع اليمنيين والاتفاق غير القابل لأي نقض يقوم على القبول التام باحترام التعددية الحزبية والسياسية والتداول السلمي للسلطة وترسيخ مبدأ سيادة القانون دون تسويف أو تلاعب، وهذا المضمون ما زال هو الشرعية الحقيقية التي قامت عليها الوحدة في مايو1990م، ومنها استمدت وجودها الوطني والدولي بتسجيلها في الأمم المتحدة .
السم في أرجائنا يسري
والجرح في أعماقنا يجري
شغل المغانم والمغارم قيدنا
فمتى تُرى نصحوا متى ندري ؟!.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الفلبين تطلب من "الدول الصديقة" المساعدة في تحرير 9 بحارة محتجزين لدى الحوثيين في اليمن (ترجمة خاصة)

أعلنت الفلبين، اليوم الثلاثاء أنها ستطلب من "الدول الصديقة" المساعدة في تأمين إطلاق سراح تسعة بحارة فلبينيين محتجزين لدى الحوثيين في اليمن.

 

وقال وكيل وزارة الخارجية الفلبينية، إدواردو دي فيغا، أن الحوثيين يحتجزون تسعة بحارة فلبينيين. وفقا للصحيفة الصينية "ساوث تشاينا مورنينج بوست".

 

وقال: "لا أريد استخدام مصطلح رهينة. على الأقل نعلم أنهم على قيد الحياة".

 

وأضاف: "لن نتحدث مباشرة مع الحوثيين. سنطلب المساعدة من الدول الصديقة".

 

وأمس الاثنين، نشر الحوثيون المدعومون من إيران لقطات فيديو لأفراد الطاقم المفقودين بعد الهجمات على سفينتي الشحن "إترنيتي سي" و"ماجيك سيز"، زاعمين في بيان مصاحب أنهم "أنقذوا" البحارة.

 

وفي الأسبوع الماضي، قالت هيومن رايتس ووتش إن المتمردين يحتجزون الطاقم بشكل غير قانوني، وإن هجماتهم على السفن ترقى إلى جرائم حرب. واتهمت الولايات المتحدة الحوثيين بالاختطاف.

 

وقالت فرقة العمل البحرية "عملية أسبيدس" التابعة للاتحاد الأوروبي إن 15 من أصل 25 شخصًا كانوا على متن السفينة "إترنيتي سي" ما زالوا في عداد المفقودين، ويُفترض أن أربعة منهم في عداد الموتى.

 

ولم تستجب وزارة العمال المهاجرين الفلبينية، التي أشرفت على جهود إعادة الناجين إلى ديارهم، فورًا لطلب التعليق.

 

وأغرق الحوثيون السفينتين "ماجيك سيز" و"إترنيتي سي" في هجومين منفصلين في البحر الأحمر هذا الشهر، بعد توقف مؤقت في حملتهم على حركة الملاحة البحرية.

 

وأعلن الحوثيون في بيانهم أنهم أنقذوا 11 من أفراد الطاقم، بينهم اثنان مصابان، كما انتشلوا جثة من على متن السفينة قبل غرقها.

 

يبدو أن الفيديو يُظهر لحظة انتشال الطاقم، الذي كان معظمهم من الفلبينيين، من البحر وهم يرتدون سترات النجاة.

 

يشكل البحارة الفلبينيون ما يصل إلى 30% من قوة الشحن التجاري في العالم. وتشكل الأموال التي أرسلوها إلى ديارهم في عام 2023، والتي بلغت نحو 7 مليارات دولار أميركي، حوالي خمس التحويلات المالية إلى الدولة الأرخبيلية.

 


مقالات مشابهة

  • صعدة تحيي ذكرى قدوم الإمام الهادي إلى اليمن
  • رئيس الكنيست : من يرغب بدولة فلسطينية فليقيمها في بلده
  • السودان يرد على الجامعة العربية
  • المارديني لـ سانا: هدفنا هو تقديم تجربة إعلانية تُبرز الوجه العصري لدمشق منذ لحظة الوصول إلى أرض المطار، إيماناً منا بأن المطار هو النافذة الأولى التي يطل منها الزائر على البلاد
  • دعوات دولية لتسليم حماس سلاحها وإنهاء سيطرتها على غزة
  • الجبهة الوطنية: الدول التي تسقط لا تنهض مجددا وتجربة مصر العمرانية هي الأنجح
  • الفلبين تطلب من "الدول الصديقة" المساعدة في تحرير 9 بحارة محتجزين لدى الحوثيين في اليمن (ترجمة خاصة)
  • رئيس الوزراء الفلسطيني: ضرورة اتخاذ قرارات وإجراءات دولية لوقف العدوان الإسرائيلي
  • فرنسا والسعودية تؤكدان ضرورة حل الدولتين وسط انتقادات إسرائيلية
  • لقاء للعلماء وتدشين فعاليات ذكرى قدوم الإمام الهادي إلى اليمن