سودانايل:
2025-06-03@21:41:15 GMT

في وداع المساح .. مبدع (لحظة يازمن)

تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT

محمد المكي أحمد

خبر صادم ..

رحل محمد المساح الكاتب والصحافي اليمني المبدع ..

قرأت خبر رحيله الموجع باختصار شديد في كلمة (وجعي) التي سطرها الكاتب والصحافي اليمني صديقي عبد الرحمن بجاش مساء (٢٩ أبريل ٢٠٢٤) على صفحته في (فيسبوك).

أعرف أن رحيل المساح موجع لزميلي الأستاذ بجاش.. وهو صديق تاريخي للراحل المساح .

.
الرحيل موجع لأحباب المساح الذين عايشوه وتفاعلوا معه.. كان انساناً متواضعا وبسيطا لكنه كان كبيرا بأدواره في عالم الكلمة والإبداع.. وكان ممتلئا بقيم شموخ يمنية وانسانية، ..

رحيله موجع للذين يحبون معانقة حروفه التي كان يكتبها بلغة جميلة تحت عنوان (لحظة يازمن).

عشت في أحضان صنعاء ، ووسط دفء الزملاء والأصدقاء .. اذ عملت صحافيا في صحيفة (الثورة) الحكومية اليومية.. وكانت آنذاك هي الصحيفة اليومية التي تتصدر الساحات ..

هناك عرفت المساح انساناً، وكاتبا ومبدعا كبيرا..

في سطور حيوية، و نابضة بالإبداع والمواقف الجميلة، كان المساح يحلق بالقاريء مع تباشير الصباح في أجواء الكلمة الجميلة الهادفة.

هناك في صحيفة (الثورة) ربطتني بصديق عمره وصديقي الاستاذ عبد الرحمن بجاش أجمل العلائق الإنسانية الدافئة.

في ذلك المناخ كان المساح محبا للإنسان ولا يعترف بحواجز الزمان والمكان..

مثلما كتب صديقي بجاش عمود وداع رائع عندما قررت مغادرة صنعاء والسفر إلى قطر للعمل هناك في العام ١٩٨٤ بعدما عملت في صنعاء ابتداء من العام ١٩٧٩ كتب المساح أيضا حروفا نضرة ودعني بها أجمل وداع في عموده اليومي (لحظة يازمن) ..

بجاش والمساح كتبا عن لحظة وداعي بنبض يماني مشحون بالحب والنقاء والدفء الإنساني وروح التفاعل التاريخية بين السودانيين واليمنيين.

المساح وبجاش طوفاني بنبض الأصالة والوفاء اليمني .. فشدّدا على معنى واحد .. أكدا أنني كنت واحداً منهم .

نعم كنت وما زلت واحداً منهم أتفاعل مع قضايا الإنسان اليمني المكافح والأصيل وتطلعاته المشروعة في سبيل العيش الكريم . .

في الدوحة العاصمة القطرية حملت اليمن في دواخلي ..وحملت نبض الوفاء لبجاش والمساح وزملاء وأصدقاء .. ولليمن التاريخ والأصالة والشموخ ..

أذكر أنني كتبت خبرا في أيام عملي الأولى في صحيفة (العرب) القطرية أشرت فيي نصه الى (جامعة صنعاء)وكان الخبر عن جامعة (قطر).

اللافت أن المصحح في صحيفة (العرب) لم يكتشف الخطأ.. ولم يكتشفه أحد غيره ..

اليمن سكن دواخلي وأنا مقيم في قطر ، هناك أعددت أول صفحة أسبوعية في تاريخ الصحافة القطرية بعنوان (اليمن السعيد) فاحتضنها أبناء اليمن في قطر بمحبة، وبعضهم قال ( كنا نقرأ مقالاتك في صحيفة الثورة وتحقيقاتك في صنعاء ومناطق يمنية وكنا نظن أنك يمني)..

قلت نعم أنا يمني الهوي..
أو كما أبدع ابن اليمن حبيبنا وصديقنا بروفيسور نزار غانم وصنع وصفا وتركيبة رائعة هي ( السوماني)

نزار هو الشيخ التاريخي ل(السومانية)
وهو يواصل تعزيز وتقوية بنيانها أينما كان داخل اليمن، و لدى انتقاله إلى السودان .. و منه إلى مصر التي تحتضن حاليا سودانيين ويمنيين وبشرا يعانون من أوضاع شتات فرضها اضطراب الاستقرار والأمن في بلادهم .

كانت الصفحة الأسبوعية التي أعددتها عن اليمن في الدوحةً تتناول اخبارا سياسية وثقافية واقتصادية ورياضية،وقد واكبت تطورات اليمن حتى تحققت وحدة الشطرين.

حبي لليمن ارضاً وشعبا نابع من أسباب عدة يطول شرحها، لكن القواسم الانسانية المشتركة بيني و المساح وبجاش ومحمد الزبيدي وأحمد الأكوع ورؤوفه حسن وناجي الحرازي وزملاء أعزاء آخرين كانت وما زالت تشكل زادا حيويا لا ينضب.. وشريان تواصل يضخ دماء المحبة المتبادلة..

رحيل المساح فقد لليمن ، وعشاق الكلمة الخضراء، النابعة من نبض الناس ، كان صاحب ( لحظة يا زمن) متميزا ومبدعا كبيرا ..

حمل هموم وطنه في قلبه وعقله وضميره ،وسجل من أجل عزة وكرامة انسان اليمن أنبل المواقف ، بأروع الحروف .

نسأل الله ان يتغمد فقيدنا المساح بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته .

التعازي لك اخي العزيز عبد الرحمن بجاش ولأسرة المساح وأهله، ولكل أحباب وأصدقاء وزملاء فقيدنا العزيز.
(انا لله وانا اليه راجعون)
modalmakki@hotmail.com
///////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی صحیفة

إقرأ أيضاً:

ثورة تكنولوجية تلوح في الأفق.. هل حان وقت وداع الهواتف الذكية؟

تتجه صناعة التكنولوجيا إلى تحولات جذرية قد تعيد تعريف مفهوم الهواتف الذكية، التي ظلت لعقود تمثل قلب الحياة الرقمية، بينما تتمسك “أبل” بهواتفها الذكية كجزء أساسي من منظومتها التقنية، يبدو أن كبار قادة التكنولوجيا الآخرين، مثل إيلون ماسك ومارك زوكربيرغ وسام ألتمان، يدعمون تقنيات ناشئة تهدف إلى تجاوز الحاجة للهواتف التقليدية.

وتعمل شركة “نيورالينك” التابعة لإيلون ماسك على تطوير واجهات بين الدماغ والآلة، مع أولى عمليات الزرع البشري الناجحة، مما يفتح آفاقاً جديدة للتحكم بالأجهزة الرقمية بمجرد التفكير.

وفي جانب آخر، يدعم بيل غيتس شركة ناشئة تطور وشوماً إلكترونية ذكية تتحول إلى واجهات مستخدم على الجلد، قادرة على قياس المؤشرات الحيوية وتسهيل التفاعل الرقمي.

مارك زوكربيرغ يراهن على نظارات الواقع المعزز عبر شركته “ميتا”، التي قد تصبح المنصة الرقمية الرئيسية بحلول نهاية العقد، مع تقديم تجارب دمج سلسة بين الواقعين المادي والافتراضي.

أما سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ”OpenAI”، فيركز على الذكاء الاصطناعي كمنصة متقدمة لإدارة التجارب الرقمية، من دون الاعتماد على جهاز مادي محدد.

في المقابل، تُصر “أبل” بقيادة تيم كوك على تطوير الهاتف الذكي لا استبداله، عبر دمج تقنيات الحوسبة المكانية مثل Vision Pro ضمن منظومتها الحالية، محافظين على الهاتف كأداة مركزية في الحياة اليومية.

هذه الاختلافات الفلسفية بين التوجهات المستقبلية تُعيد السؤال حول علاقة الإنسان بالتكنولوجيا: هل ستصبح التكنولوجيا جزءاً من أجسادنا وبيئاتنا، أم ستظل أدوات منفصلة؟ وهل يشير هذا إلى نهاية حقبة الهواتف الذكية كما نعرفها؟

مقالات مشابهة

  • دقائق فصلت حجاج اليمن عن ضربة إسرائيلية لطائرة كانت ستقلهم من مطار صنعاء إلى جدة!
  • كارنيغي: ما الأهداف التي تسعى روسيا إلى تحقيقها من الصراع في اليمن؟ (ترجمة خاصة)
  • الريال اليمني يترنح مجددًا.. قفزة جديدة في أسعار الدولار تُشعل الأسواق بمناطق الحكومة
  • انهيار للريال اليمني.. وهذه آخر أسعار العملات في السوق
  • ثورة تكنولوجية تلوح في الأفق.. هل حان وقت وداع الهواتف الذكية؟
  • أسعار العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني اليوم الإثنين 2 يونيو 2025
  • اغتيال عقيد في الجيش اليمني شمال شرق اليمن
  • حُلمُ الكفيف اليمني "الخُديري" يتحقَّقُ.. مشاعرُ إيمانية تُبصِرُ النور في مكة
  • تهديدات الرئيس المشاط تثير الذعر في كيان العدو.. اليمن يعيد صياغة معادلة الردع في الشرق الأوسط
  • اليمن يفرض شروط السيادة في البحر الأحمر: “ترومان” تغادر و”كوين إليزابيث” تعبر بإذن صنعاء