كاهنة عطية بمهرجان أسوان: السينما التونسية تخوض آفاق جديدة في المهرجانات الدولية
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
نظم مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة ندوة حول صناعة السينما التونسية، بعد اختيار تونس ضيف شرف المهرجان في دورته الثامنة، وقدم الكاتب الصحفي حسن أبو العلا مدير المهرجان المشاركين في الندوة مشيداً بالقفزات التي حققتها السينما التونسية على مسارات متعددة.
وقالت الناقدة التونسية هندة حوالة التي أدارت الندوة إن كل الأفلام التي تتحدث عن المرأة في تونس مرتبطة بالوضع السياسي بشكل مباشر أو غير مباشر، فالمجتمعات العربية بها عادات وتقاليد ليست في صالح المرأة، وتونس من الدول العربية التي قطعت شوطا كبيرا في وضع قوانين لصالح المرأة، وكانت معظم الأفلام في هذا الاطار.
وأشارت إلى أنه بعد ثورة 2011 وحرية التعبير، المخرجة التونسية أصبحت تنتقد الأوضاع الاجتماعية والاقتصادي والمرتبطة بالمرأة بشكل مباشر، ومنهن كوثر بن هنية التي قدمت أفلام كثيرة بعد الثورة وكذلك ليلى بوزيد، وهذه لمحة تقسم فترات سينما المرأة ومواقفها، وخاصة المواقف الواضحة التي تهم المجتمع التونسي.
وقالت المونتيرة كاهنة عطية : إن أسوان أرض طيبة، تعطي الإمكانية للنساء لتعمل في المجال الثقافي وفي السينما، وفي تونس قمنا بقفزة تاريخية منذ قوانين 1956 التي منحت الكثير من الحقوق للنساء، فهناك ثورة كبيرة في التعليم لجيلي للدفاع عن حقوق النساء، ومن المهم فهم ان السينما حين تكون لديها الامكانية تعطيك الفرصة للثورة وتحسين أوضاع المجتمع .
وأضافت: "وجد البعض من جيلنا أن لديهم طموحات لإنتاج أفلام مثل السينما المصرية والفرنسية والأمريكية، لطرح مشاكل تونس وفي هذا الوقت المدارس العليا في فرنسا وبلجيكا ساعدتنا في فهم الإخراج والصورة، لنقف في مجال السينما على خط متواز مع الرجال، وكانت المواضيع في الفترة الأولى مرتبطة بقضايا المجتمع بأكلمه.
وذكرت أن هناك نوعين من الإنتاج الأول في الجنوب مرتبط بأفريقيا وآخر في الشمال مرتبط بأوروبا، وأوضحت أنها عملت في الكثير من البلدان الافريقية والأوربية وفي مصر أيضا، وكانت المواضيع دائما مرتبطة بقضايا المرأة في المجتمع.
وتوجه نعمان الحباسي، مدير المركز الوطني للسينما والصورة التونسي، بالشكر لمهرجان أسوان وإدارته على اختيار السينما التونسية ضيف شرف هذه الدورة ، واعرب عن تمنيه مد جذور التواصل بين الدول العربية في الإنتاج السينمائي.
وحول الإنتاج والطفرة التي حدثت في تونس تحدث قائلا: فيلم مثل بنات ألفة ووصوله للترشيح في الأوسكار للمرة الثانية بعد فيلم الرجل الذي باع ظهره أمر مهم للسينما العربية وليس التونسية فقط وهناك عدة مدارس سينمائية في تونس منها سينما المؤلف وسينما المخرج وسينما الصورة، وقمنا بفتح المجال بعد الثورة للتعبير وسد فجوات أكثر ومعالجة القضايا الاجتماعية وهناك انفتاح في تقديم رؤى المخرجين والمخرجات، وقدمنا أفلام كثيرة قدمت تأريخا بسيطا عن الثورة ، وصنعت فكرة جديدة عن السينما من خلال الصورة والتقنية، وأشار إلى دعم وزارة الثقافة للتوجهات الجديدة، بالإضافة لشراكات مع دول أخري مثل السعودية والإمارات وليبيا ومصر.
وقال الحباسي: من المهم حضور تونس في المهرجانات المصرية وحضور مصر في السينما التونسية، فلابد أن نكتشف مسارات عديدة في الرؤية المتحررة للسينما التونسية من خلال العديد من الأفلام بشكل عام .
وقالت المخرجة التونسية هبة الذوادي إنها على عكس جيل كاهنة عطية الذي كان يضطر للسفر للخارج وخصوصا أوروبا لتعلم السينما فقد تعلمت السينما في مدارس وأكاديميات حكومية في تونس ، وأوضحت أن فيلم بنت القمرة شارك في العديد من المهرجانات في السويد وبلجيكا وغيرها، وكان فيلما شاعريا ، أما فيلمي الثاني فكان عن قضايا عامة.
وأشارت مقدمة الندوة إلى أن القوانين التي كانت تربحها النساء في المجتمع كان يتم توظيفها، كما أن العمل الفني كان نوعا من المقاومة، فالحريات والخطوات التي تخطوها المرأة للأمام يجب الاستفادة منها في الفن ويجب العمل على التأكيد عليها في الأعمال الفنية.
وأشارت الفنانة المصرية سلوى محمد علي إلى الدور المهم للسينما التونسية في السينما العربية والمصرية، واتفقت مع المونتيرة كاهنة عطية في أن الحرية المطلقة فخ، فبعض أفلام الستينيات كان سببها تشدد الرقابة، متساءلة: متى تستطيع الأفلام غير التجارية أن تحقق أرباحا؟ دون الاعتماد فقط على الدعم أو غيره، خاصة أن بعض الداعمين قد لا يتفقون مع توجه صناع السينما في وجهات نظرهم، وهو ما رد عليه سي نعمان قائلا إن هناك بالفعل أفلام تجارية تساهم في صناعة الأفلام بالإضافة إلى وزارة الشؤون الثقافية وغيرها من الجهات التي تدعم صناعة السينما.
وتساءلت المنتجة والكاتبة الفلسطينية ليال بدر عن مساحة الدعم وعلاقتها بالرقابة على الأفلام في تونس، ورد مدير المركز التونسي للصورة والسينما مؤكدا أن الرقابة تم إلغائها وأصبحت هناك فقط لجنة تصنيف وفرز، وهناك مساعدة على الكتابة والإنتاج بنسبة 35 % من قيمة المشروع ككل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السینما التونسیة فی تونس
إقرأ أيضاً:
حكم تيمم المرأة التي تضع مستحضرات التجميل .. دار الإفتاء تجيب
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم تيمّم المرأة التي تضع مستحضرات التجميل (المكياج)؟ فهناك امرأة متزوجة منذ خمس سنوات وتستخدم المكياج لتظهر بالمظهر اللائق أمام زوجها، فهل يجوز لها إذا أرادت الصلاة أن تتيمم بدلًا عن الوضوء؛ نظرًا لأنها إذا توضأت اضطرت إلى أن تزيل كل المكياج الذي تزيَّنت به، والذي أنفقت عليه مالًا كثيرًا، ويستغرق وقتًا طويلًا في وضعه؟ أرجو الإفادة، وجزاكم الله خيرًا.
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إنه لا يجوز شرعًا للمُكلَّفِ أن ينتقل من فرض الوضوء أو الغسل إلى رخصة التَّيَمُّمِ إلا عند فَقْدِ الماءِ حقيقةً أو حُكْمًا بعدم القدرة على استعمال الماء مع وجوده.
وأوضحت أنه لا يجوز للمرأة التَّيَمُّمُ إذا وضعت أي مسحوقٍ من مساحيق التجميل (المكياج)، إلا إذا كان استعمال الماء سيترتب عليه ضَرَرٌ بالغٌ كتأخُّرِ الشفاء حالة المرض، أو زيادة المرض بسبب استعمال الماء أو فَقْدِ الماء حقيقةً، فيباح لها التيمم حينئذٍ، وإذا تيممت لغير عذر يبيح لها التيمم فصلاتها غير صحيحة، ويلزمها قضاؤها.
تأثير مستحضرات التجميل على الطهارةوذكرت دار الإفتاء أن مساحيق التجميل (المكياج) من حيث نفوذ الماء وعدمه إمَّا أن تكونَ لها جِرْمٌ رقيق بحيث لا تخرج عن كَوْنِها ألوانًا طبيعيةً أو صناعيةً تَصْبغُ الجلدَ بلونها كالحناء والصبغات، ولا تمنع من نفوذ الماء إلى البشرة ويمتصها الجلد كالكريمات وما شابه.
وإمَّا أن تكونَ لها جِرْمٌ كثيف يُشكِّلُ طبقةً عازلةً على الجلد تمنع من وصول الماء إلى البشرة، وبالتالي تكون حاجزًا بين الماء والبشرة كالشمع وما يشبهه الذي لا يمكن للجلد امتصاصه بحال.
فأمَّا الأول: فلا مانع من الوضوء والغسل حال وجوده ما دام لا يحول بين الماء والجلد؛ إذ الحائل الذي يمنع مَسَّ الماء للعضو هو الجِرْمُ الكثيف الجامد الذي يُكوِّن طبقةً فوق الجلد تفصله عما حوله، أمَّا الألوان والصبغات التي لا تَسُدّ مسام الجلد فتُكوِّنُ طبقةً رقيقة على الجلد تكون كالجزء منه، وهذه لا تمنع من وصول الماء للعضو، كالحناء والكريمات الرقيقة... إلخ، وبالتالي الوضوء والغسل معها صحيحان.
وأمَّا الثاني: فلا يمكن معه الطهارة -الوضوء أو الغسل- بحال، خاصةً وأنَّه يُشَكِّلُ جِرْمًا كثيفًا على الجلد يمنع من وصول الماء إلى العضو، فيجب شرعًا على من شرعت في الطهارة إزالته عن الجلد قبل مباشرة الطهارة بنوعيها، حتى يصل الماء إلى البشرة؛ لا سيَّما وأنَّ من شروط صحة الوضوء التي لا خلاف عليها بين الفقهاء عَدَمَ وجود عازلٍ يمنعُ من وصول الماء إلى البشرة حال مباشرة الطهارة، سواءٌ كان هذا العضو مأمورًا بغسله أو مسحه، وقد نصَّت المذاهب الفقهية على ذلك.