موقع النيلين:
2025-08-03@02:59:58 GMT

منى أبوزيد: هناك فرق.. من يجرؤ على الكلام..!

تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT


.*”كل التعميمات خطيرة بما في ذلك هذا التعميم نفسه”.. ألكسندر دوماس..!*

ظواهر تاريخية كثيرة تؤكد أن المجتمعات تصاب أحياناً بحالات من الهوس أو الجنون شأنها شأن الأفراد. حتى المجتمع الأمريكي الذي كان ينعم بنظام مؤسسات ودولة قانون أيام الحرب الباردة أصيب بلوثة المكارثية التي حَوَّلت حياة مشاهير الكتاب والمبدعين إلى جحيم.

.!

المجتمع الأمريكي الذي أصيب بهوس الخوف من الخيانة كان يصدر أحكامه على كل من يتم الاشتباه به، وعليه فقد كان من الأسلم لكل من يتم استجوابه أن ينفي التهمة عن نفسه، وكفى الله المؤمنين شر القتال..!

لكن كاتب السيناريو الأمريكي “دالتون ترامبو” ومجموعة من رفاقه قرروا الوقوف في وجه الطوفان – والاحتجاج على المهانة التي تنطوي عليها تلك التحقيقات – بعدم نفي التهم الموجهة إليهم أو تأكيدها، فدفعوا الثمن باهظاً..!

العزلة الاجتماعية التي فرضت على “ترامبو” تسببت في عجزه عن استلام جائزتي أوسكار لفيلمين قام بكتابتهما تحت اسمين مستعارين لخوف المنتجين من عار الاشتباه الذي لاحقه لسنوات. ثم أفاق المجتمع الأمريكي من حالة الجنون المؤقت تلك، وتم رد اعتبارالرجل ورفاقه في مطلع التسعينيات..!

المجتمع السوداني يعيش اليوم ضرباً من ضروب المكارثية الجديدة التي يعود تاريخها إلى السنوات الماضية التي أعقبت ثورة ديسمبر “كل من ينتقد الأداء السياسي للحرية والتغيير أو الأداء التنفيذي لأحد أفرادها، وكل من ينتقد الخروقات القانونية للجنة إزالة التمكين هو عدو للثورة وينتمي إلى فئة الفلول”..!

ثم تطور الأمر بعد اندلاع هذه الحرب فصار كل من يدعم الجيش ويندد بجرائم وانتهاكات الدعم السريع من الفلول الذين يدعمون استمرار الحرب..!

الالتباس الذي أصاب بعض السودانيين – فصار بموجبه معظم الواقفين مع الجيش من الفلول حتى وإن كانوا من المنادين بوقف الحرب – مقصود ومصطنع للتغطية على التباس حقيقي آخر يقابله على النقيض..!

إذ في الوقت الذي ينادي فيه مواطنون سودانيون وطنيون بوقف هذه الحرب – دون أن تكون لهم أي أغراض سياسية أو مطامع عسكرية – يرفع آخرون شعار “لا للحرب” إما نكاية في الإسلاميين الذين يقاتلون مع الجيش وخوفاً من عودتهم إلى السلطة، وإما وقوفاً مع الدعم السريع في ورطته – على نحو مستتر – بالاندغام في جموع الوطنيين الشرفاء الرافضين لاستمرار الحرب..!

وللمفارقة الساخرة فإن الحقيقة العارية تقول بأن من ينتظرون انتصار المليشيا في هذه الحرب لا يجرؤون على الوقوف معها علناً لأن تأييد جرائمها عار يحيق بكل سوداني أصيل..!

سوف تنتهي هذه الحرب وتنجلي الحقائق على نحو يصعب معه التهرب من مواجهة جريمة وطنية مثل الخيانة، لذا ليس بيننا اليوم مكان لمكارثية وافدة تتلاعب بخوف الناس – من تهمة الانتماء إلى الفلول – لخدمة أجندات الخونة الحقيقيين..!

الذين شاركوا في محنة تشريدنا وتواطئوا على خيانتنا وباعونا – بحفنة وعود سياسية ستظل تراوح مكانها، وحزمة أموال ملطخة بدماء الشهداء ودموع المغتصبات – ستحيق بهم لعنة هذه الحرب، ولن يجدوا مواطئاً للراحة – غير القبور – في سوداننا الجديد!.

صحيفة الكرامة – منى أبوزيد

[email protected]

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: هذه الحرب

إقرأ أيضاً:

أردوغان: غزة تشهد أفظع إبادة في القرن.. وسنكون هناك يوم التحرير

في كلمة نارية ألقاها اليوم الجمعة خلال فعالية شبابية في إسطنبول، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأزمة في قطاع غزة بأنها "أفظع إبادة جماعية خلال القرن الأخير"، مؤكدًا أن الواقعة تجاوزت حدود التصعيد لتصل إلى مستوى تهديد وجودي للإنسانية. وشدد على أن مجموعة قليلة من الجناة تقودها السياسة الإسرائيلية تقضي على كل ما يمت للرحمة والإنسانية في غزة، وليس الأطفال والرضع فحسب.

وأضاف أردوغان أن الفلسطينيين في القطاع يعيشون مشاهد تفوق فظاعة معسكرات الاعتقال النازية، حيث تُستخدم المجاعة كوسيلة استراتيجية لاستهداف الفلسطينيين عبر حرمانهم من الغذاء والماء والدواء، ما أدى إلى حالات إغماء جماعي في مراكز توزيع المواد الغذائية وتحولها إلى مسارح للقتل العمد نتيجة إطلاق الرصاص على المحتشدين أثناء انتظارهم للحصول على القليل من الحياة. 

أسرى الجوع في غزة... القسام تنشر مشاهد صادمة لأسير إسرائيلي هزيل ينتظر صفقة مفقودة | فيديوفرنسا: نرفض آلية توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية في قطاع غزة

وبينما وصف المشهد الإنساني في غزة بأنه كارثي بكل المقاييس، شدّد أردوغان على أن مشهد الدمار الذي تراه عين الإنسان في غزة لا يقل فظاعة عما جرى في المعسكرات النازية: “تعيش غزة، أمام أعين ما يُسمى بالعالم المتحضر، مشاهد أسوأ بكثير من تلك التي يمكن أن نراها في معسكرات الاعتقال فقط”.

وعبّر الرئيس التركي عن تفاؤله بأنه «بمشيئة الله سنرى نهاية الظلم في غزة كما حدث في سوريا»، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين في القطاع سينعمون بالحرية الدائمة، كما وعد بأن "سنكون هناك أيضًا عندما يأتي ذلك اليوم المبارك" 

واعتبر أردوغان أن تركيا، مدعومة بالشباب وضمائر الشعوب الإسلامية والدول الحرة، لن تتخلى عن حقوق الفلسطينيين، مستعرضًا ما قدمته بلاده من دعم إنساني وسياسي عبر إرسال أكثر من ١٠١ ألف طن مساعدات وتفعيل الدبلوماسية التي أفضت إلى وقف التعامل التجاري تمامًا مع إسرائيل كإشارة رمزية وواقعية على دعم الشعب الفلسطيني 

وأكد الرئيس التركي أن ما يحدث في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى اليوم، ومنذ إغلاق المعابر في مارس 2025، يتجاوز الجرائم العسكرية ليدخل في إطار الإبادة الجماعية المدعومة من قوى دولية، مجددًا دعوته للمجتمع الدولي خاصة الدول الإسلامية التي "تلعب دورًا ضاغطًا" لوضع حد لهذا الظلم الغاشم وإنصاف الضحايا عبر مساءلة محاسبة على المستويين القانوني والتاريخي 

انتهت الكلمة بتأكيد أردوغان على استمرارية موقف تركيا الداعم لغزة: عبر القوة الدبلوماسية والتعبئة الشعبية، ومقاومة ما وصفها بالعدوان الذي يسعى إلى محو ذاكرة شعب بأكمله، مؤكدًا أن التحرر الكامل لغزة ليس حلمًا بعيدًا، بل وعدٌ سيُنفذ بإرادة الله وإرادة الشعوب الحرة.

طباعة شارك رجب طيب أردوغان إسطنبول الرئيس التركي قطاع غزة

مقالات مشابهة

  • هناك تحولات حقيقية حدثت في الحرب بعد تحرير ولاية الخرطوم وبداية التقدم غربا
  • المبعوث الأمريكي يزعم: لا توجد مجاعة في غزة
  • قبيسي: الكلام والتهويل بالحرب للأسف هو كلام داخلي
  • الحكومة: الحوثيون يجنون من قطع التبغ الذي سيطروا عليه نصف مليار دولار سنوياً
  • أردوغان: غزة تشهد أفظع إبادة في القرن.. وسنكون هناك يوم التحرير
  • المبعوث الأمريكي يوضح عدد الساعات التي قضاها في غزة والهدف من زيارته
  • تحول لافت في الرأي العام الأمريكي.. 60% ضد استمرار الحرب في غزة
  • مجدي أبوزيد يكتب: الجامعات الأهلية.. إحدى ركائز النهضة العلمية والاقتصادية في مصر
  • عندما يكون هناك «خداع بصري وتلوث صوتي»!
  • باسيل عن موضوع اعادة هيكلة المصارف: هناك كارثة