فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربية في ليبيا على اعتقال الشيخ علي أبوسبيحة
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
أعرب فريق المصالحة عن المترشح الرئاسي للانتخابات الليبية سيف الإسلام القذافي في بيان يوم الثلاثاء عن استغرابه من صمت السفارات الغربية في ليبيا على اعتقال الشيخ علي أبوسبيحة.
إقرأ المزيدوأفاد فريق المصالحة في بيان بأن أبوسبيحة شيخ مشائخ الجنوب بالإضافة إلى عضويته في اللجنة العليا للمصالحة الوطنية التي تعمل تحت إشراف المجلس الرئاسي برعاية الاتحاد الإفريقي.
وذكر في بيانه أن كل السفارات الغربية تتجاهل عملية الاعتقال التي استهدفت شيخا تجاوز عمره الـ 80 عاما يعمل على لم شمل الليبيين وتحقيق المصالحة.
وشدد على أن هذا التجاهل بسبب موقفه الداعم لسيف الإسلام القذافي وبيان الزنتان الذي طالب بإجراء انتخابات غير إقصائية.
وجدد فريق المصالحة على استنكار عملية اعتقال الشيخ علي أبوسبيحة وطالب بالإفراج عنه بشكل فوري ومحاسبة الفاعلين.
كما دعا كل الأطراف المعنية بمسار المصالحة في ليبيا للتدخل من أجل الإفراج عن الشيخ أبوسبيحة.
وكانت وسائل إعلام ليبية قد قالت إن رئيس فريق المصالحة التابع لسيف الإسلام القذافي اعتقل لتأييده بيان مكونات الزنتان الداعي لتشكيل حكومة واحدة وإجراء الانتخابات وعدم إقصاء سيف الإسلام القذافي.
وذكرت قناة "الجماهيرية" الليبية أنه تم أيضا اعتقال زكريا علي أبوسبيحة نجل الحاج علي أبوسبيحة، بعد ساعات من اعتقال والده.
جدير بالذكر أن القوى الاجتماعية والعسكرية والأمنية بمدينة الزنتان غربي ليبيا أعلنت خلال عرض عسكري مهيب دعمها لترشح سيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: السلطة القضائية انتخابات سيف الإسلام القذافي شرطة طرابلس لسیف الإسلام القذافی سیف الإسلام القذافی
إقرأ أيضاً:
دين الإسلام أو دين النفعية
النفعية هي العقيدة التي يؤمن صاحبها بأن المصالح والمال هي الأساس في كل علاقة أو كل عبادةٍ يؤديها، وليس في حساباته أي عملٍ لله ويرى في ذلك نوعاً من الضياع والضحك على الدقون، وأتباع هذا الدين كُثر، وقد تحدث عنهم القرآن الكريم باعتبارهم منافقين لا على دين الإسلام الصحيح، فالإسلام يعني التسليم المطلق بالله وبكل توجيهاته ولو على حساب المصالح الفردية، كما كان كل الأنبياء عليهم السلام، وأولهم سيدنا إبراهيم الذي استجاب هو وابنه للتوجيهات الإلهية بشأن الذبح دونما جدالٍ أو نقاش.
وبمقابل هذا الدين الصحيح ظهرت أديانٌ مختلفة جوهرها يقوم على المصالح الشخصية والمماطلة تجاه التوجيهات الإلهية، خاصةً فريضة الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولهذا مالت الكفة لصالح الطغاة منذ التحاق النبي صلى الله عليه وآله بالرفيق الأعلى، فقد مال الناس عن وصيه بدواعٍ نفعية كالحفاظ على مصالح الأمة وعدم الانجرار في الفتنة ولم يعلموا أنهم في الفتنة سقطوا، وجروا خلفهم الأمة بكل أجيالها اللاحقة.
إلى منتصف القرن التاسع عشر، ظهر اليهودي “كارل ماركس” ليجعل من النفعية ديناً رسمياً تحت عنوان “الاشتراكية” وقال مقولته الشهير بــ “أن الدين أفيون الشعوب” و”لا إله والحياة مادة” أن الصراع في الحياة ليس ديني بين معسكري الحق والباطل، وإنما صراع مصالح بين أطرف وجماعات تبحث عن السلطة والنفعية المطلقة، ومن هنا تحول الكثير إلى هذا الدين بعد أن ظنوه الأقرب إلى الواقع وإلى المصالح الخاصة بهم.
وحتى اليوم، لا يزال الكثير من أبناء الأمة على دين كارل ماركس حتى لو لم يسمعوا به من قبل، فمصالحهم الفردية هي الدافع لكل تحركاتهم في الحياة، وحتى لو كان ذلك التحرك النفعي على حساب الآلاف المؤلفة من الضحايا الأبرياء من أبناء أمتهم، ولنا في اليمن وفلسطين الشواهد الأبرز على ذلك، فليس لمرتزقة اليمن، وأمثالهم من خونة فلسطين، أي دافع قد يبرر خيانتهم لشعوبهم وأوطانهم سوى الانسياق خلف المصالح الفردية، فهي في الواقع دينهم الذي يدينون به، وهذا هو التفسير الأقرب لخيانتهم للدين الإسلامي وتجاهلهم للتوجيهات القرآنية الصريحة حول الاعتصام بالله والوحدة الإسلامية في مواجهة التآمر الجمعي لأهل الكتاب ضد أبناء الأمة الإسلامية.
أما حديثهم عن الدين، فهو مصداق لمقولة الإمام الحسين بن علي عليهم السلام: (الناس عبيد الدنيا، وما الدين إلا علقة يلوكونها بأفواههم)، وللأسف، فإن هذا الدين النفعي كان سبباً حتى في هلاك أتباعه من المنافقين والجهلة، وقد رأينا كيف أن الأمة عندما تخلت عن الإمام الحسين خوفاً على المصالح الفردية، دفعت بمصالح أفرادها وحياتهم ثمناً لذلك السكوت، فقد انتقم الطغيان الأموي من كل المسلمين واستباح كل المحرمات والأعراض، وبلغ بهم الأمر أن يهدموا حتى الكعبة، بيت الله الحرام، وذبح المصلين وهم يتعلقون بأستارها، وهذا النموذج لا يزال ماثلاً حتى أيامنا هذه.
ولو أن المرتزقة في اليمن، نجحوا في السيطرة على صنعاء، كما فعلوا في عدن لكانت النتيجة كارثية بكل المقاييس، فلدى العدو الخارجي ما يستبيح وينتهك في العاصمة بأضعاف ما كان منه في عدن وتعز والساحل الغربي، أما المرتزقة فهم مطيته إلى أوطانهم وأعراضهم، وستخلى عنهم عند انتهاء الحاجة إليهم، ورأينا في عدن كيف استأجرت الإمارات مرتزقة صهاينة لتصفية شيوخ ودعاة حزب الإصلاح، وهم الذين سلموا المدينة للاحتلال وأعلنوا حتى الجهاد إلى جانبه، فكان جزاؤهم جزاء سنمار ولا بواكي لهم في ذلك.
والأولى بنا أن نتجنب تلك العقائد النفعية لما لهم من ضررٍ بالغٍ على حياتنا ومصالحنا، ولا بديل لدفع شرها إلا باتباع الوعود القرآنية التي دعتنا للوحدة الإسلامية في مواجهة أهل الكتاب، ورفض كل مشاريع موالية لهم حتى لو كانت في ظاهرها تستعمل السردية الدينية، فالعدو الصهيوني ذاته لا يتورع في استخدام العناوين الإسلامية، وكذلك أذنابه من آل سعود وآل زايد، وهم في طريقهم لضرب الأمة وقتل أبنائها وهدم كل مقدسٍ في دين المسلمين.