قال الخبير العسكري العقيد ركن حاتم الفلاحي إن محور نتساريم الذي يربط شرق قطاع غزة بغربه له أهمية كبيرة لجيش الاحتلال الإسرائيلي لأسباب متعددة، أبرزها فصله شمال القطاع عن وسطه وجنوبه، وهو ما يأتي ضمن مخطط الاحتلال لتقسيم القطاع.

وأضاف الفلاحي، في تحليل للجزيرة، أن من أسباب أهمية هذا المحور كذلك منع عمليات التسلل التي يمكن أن تحدث باتجاه مناطق الشمال، ومن ثم التحكم بحركة المدنيين، كما أن هذا المحور عملياتي متقدم، ويسمح للقطاعات الآلية والمدرعة بالتقدم لعمق الموضع الدفاعي داخل قطاع غزة.

وأشار الخبير العسكري إلى أن هذا المحور فيه 3 ممرات، أحدها للعجلات المدولبة، والثاني للعجلات المدرعة، والأخير ممر للحركة السريعة، مما يعني إمكانية استخدامه باعتباره منطقة آمنة يمكن الانتقال خلاله بسرعة كبيرة تصل إلى 7 دقائق من الشرق، تجاه البحر في الغرب.

ويرى الفلاحي أن الاحتلال يحاول الاستفادة من هذا المحور عملياتيا، واستخدامه كورقة للضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في مفاوضات صفقات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، على اعتبار أنه سيكون موجودا بصورة دائمة في هذه المنطقة.

ولفت الخبير العسكري إلى أن الاحتلال أقام 3 قواعد في هذا المحور، الأولى ناحية البحر في الغرب، والثانية في تقاطع شارع صلاح الدين مع المحور، والثالثة تم إقامتها بداية المحور من ناحية الشرق.

سحب لواء ناحال

وبشأن دلالة سحب لواء ناحال الإسرائيلي من محور نتساريم واستبداله بلواءين من قوات الاحتياط، يرى الفلاحي أن ذلك يأتي في إطار التأهيل والاستعاضة وإعادة الاستعداد القتالي لعملية جديدة في المنطقة، لافتا إلى أن لواء ناحال خرج بخسائر كبيرة جدا.

وأشار في هذا السياق إلى تصريحات آمر كتيبة قبل أسبوع بأنه تم الانتهاء من عملية عسكرية في المغراقة والزهراء وسط القطاع، لكن جيش الاحتلال قرر العودة إليها مرة أخرى، مما يعكس شعورا بوجود خطر على قواته الموجودة في محور نتساريم، ومن ثم فهو يقوم بذلك في إطار مساعيه لحمايتها.

واستبدال لواء نحال بلواءين احتياط، يأتي لكونهما غير مدربين بنفس مستوى تدريب القوات النظامية، مما يعني -حسب الفلاحي- انخفاض القدرة القتالية لدى هذه القطاعات، مؤكدا أن المحور بات تحت مطرقة الهاونات والصواريخ، وأنه من الممكن أن ترتفع فاتورة خسائر الاحتلال خلال الأيام المقبلة.

وفي وقت سابق اليوم الخميس، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي مغادرة لواء ناحال قطاع غزة بعد 6 أشهر من القتال ليحل محله لواءان احتياطيان، في حين اعترف الاحتلال بإصابة 11 عسكريا خلال الساعات الماضية.

ويأتي قرار سحب "ناحال" بعد أسبوعين على إقالة رئيس الأركان في الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي قائد اللواء التابع للقيادة الجنوبية ضمن سلسلة إجراءات في أعقاب قتل قواته 7 من موظفي لجنة دولية إغاثية، مما أثار استنكارا دوليا واسعا.

ولواء ناحال فرقة عسكرية إسرائيلية أصبحت مشاهدة جنودها القتلى معتادة خلال الحرب على غزة، وتعد "رأس الحربة" في الاجتياحات البرية بالقطاع.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات محور نتساریم هذا المحور لواء ناحال

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: الاحتلال الإسرائيلي يخنق المدنيين في غزة.. 18% فقط من مساحة القطاع آمنة

أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، اليوم الاثنين الموافق 2 يونيو 2025، أن الوضع الإنساني في قطاع غزة وصل إلى مرحلة كارثية وغير مسبوقة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع، وتضييق الخناق على السكان المدنيين.

وأوضح المكتب أن العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة تسببت في تقليص المناطق الآمنة للسكان إلى أقل من 18% فقط من مساحة القطاع، حيث أصبحت بقية المناطق إما تحت سيطرة قوات الاحتلال بشكل مباشر أو مناطق إخلاء تتعرض لقصف مستمر، ما جعل الحياة شبه مستحيلة بالنسبة لمئات الآلاف من الفلسطينيين.

الأمم المتحدة: الكارثة الإنسانية في غزة بلغت أسوأ مراحلها منذ بداية الحرب الإسرائيلية الأمم المتحدة تعرب عن قلقها بعد قصف منشآت برنامج الأغذية العالمي في الفاشر بالسودان

وأشار تقرير "أوتشا" إلى استمرار موجات النزوح الجماعي في مختلف أنحاء قطاع غزة، حيث نزح نحو 200 ألف شخص خلال الأسبوعين الماضيين فقط، وسط أوضاع معيشية صعبة للغاية، ونقص حاد في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب.

وذكرت الأمم المتحدة أن الوضع الإنساني في غزة هو الأسوأ منذ بدء العدوان الإسرائيلي، حيث يتواصل القصف في جميع أنحاء القطاع، مع التركيز بشكل خاص على شمال غزة، الذي شهد إخلاء آخر مستشفى يعمل جزئيًا بسبب الهجمات المستمرة.

وأكدت "أوتشا" أن العملية الإنسانية في غزة تواجه واحدة من أصعب التحديات في التاريخ الحديث للاستجابة الإنسانية العالمية، مشيرة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يفرض قيودًا صارمة على دخول المساعدات الإنسانية والبضائع إلى القطاع، حيث سمح خلال الأسبوعين الماضيين بدخول كميات قليلة جدًا من الإمدادات، وصفتها الأمم المتحدة بأنها "نقطة في بحر الاحتياجات".

وأضاف التقرير أن هذه المساعدات الضئيلة، التي وصلت إلى القطاع، لم يتمكن الشركاء الإنسانيون من توزيعها على السكان بشكل كافٍ، بسبب القيود التي تفرضها قوات الاحتلال، وانعدام الأمن في المناطق المستهدفة، حيث جرى نهب العديد من الشحنات من قبل سكان يائسين يبحثون عن الغذاء والاحتياجات الأساسية لعائلاتهم.

وفي ظل هذا الوضع الإنساني المتفاقم، تتواصل النداءات الدولية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون قيود، مع دعوات لمحاسبة الاحتلال على انتهاكاته الجسيمة للقانون الدولي وحقوق الإنسان.

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يرصد إنطلاق صاروخ من اليمن
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء في خان يونس جنوبي قطاع غزة
  • اكاديميون يناقشون أزمة السياسة والسياسي في لقاء بالرباط
  • الأمم المتحدة: الاحتلال الإسرائيلي يخنق المدنيين في غزة.. 18% فقط من مساحة القطاع آمنة
  • استشهاد 3 فلسطينيين وإصابة 35 آخرين برصاص الاحتلال الإسرائيلي غرب رفح
  • قراءة تحليلية في لغة جسد رئيس الوزراء كامل إدريس وهذه دلالة الصمت المتكرر بين العبارات
  • استشهاد 3 فلسطينيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي غرب رفح جنوب قطاع غزة
  • المالكي: نحن جنود المحور الإيراني الروسي الصيني
  • سقوط 6 شهداء في قصف الاحتلال الإسرائيلي على غزة وخان يونس
  • ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 54.381 منذ بدء العدوان الإسرائيلي