عربي21:
2025-12-03@13:12:12 GMT

هل أدوات الضغط على حركة حماس فعالة؟

تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT

أفرط وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن كثيرا بحديثه المتكررعما أسماه "العرض السخي" المقدم لحركة المقاومة حماس، وكرر القول بضرورة أن تقبل الحركة بهذا العرض، محملا إياها المسؤولية عن التبعات حال رفضها العرض الأمريكي الإسرائيلي الذي أُلبس عباءة مصرية.

تصريحات بلينكن رافقته في كل محطة من محطات زيارته السابعة للمنطقة في الرياض وعمّان وفلسطين المحتلة، فالضغوط الأمريكية أراد لها بلينكن أن تكون ذات أثر مزدوج على اعتبار أن العرض السخي مقرون بوساطة مصرية ودعم عربي، وتهديد بارتكاب مزيد من المجازر باجتياح رفح.



أدوات الضغط الأمريكي على المقاومة الفلسطينية متعارضة الأثر، إذ تمثل تحديا للولايات المتحدة الأمريكية وللوسيط المصري، فالتهديد بالهجوم على رفح تهديد بإيذاء النفس كونه يمثل امتدادا للفشل العسكري الإسرائيلي شمال قطاع غزة ووسطها، مضافا إليه الأثر الإنساني ورود الفعل الدولية على الجرائم المرتكبة، فضلا عن الآثار الأمنية المباشرة على مصر وعلى سائر الجبهات المشتعلة في البحر الأحمر وشمال فلسطين بالقرب من الحدود اللبنانية، وأخيرا هناك أثر سياسي لغياب الرؤية السياسية التي تمكن من تحقيق الحوكمة المناسبة للمعابر بدون المقاومة ونفوذها.

أدوات الضغط الأمريكي على المقاومة الفلسطينية متعارضة الأثر، إذ تمثل تحديا للولايات المتحدة الأمريكية وللوسيط المصري، فالتهديد بالهجوم على رفح تهديد بإيذاء النفس كونه يمثل امتدادا للفشل العسكري الإسرائيلي شمال قطاع غزة ووسطها، مضافا إليه الأثر الإنساني ورود الفعل الدولية على الجرائم المرتكبة، فضلا عن الآثار الأمنية المباشرة على مصر وعلى سائر الجبهات المشتعلة في البحر الأحمر وشمال فلسطين بالقرب من الحدود اللبنانية
فاقم الأثر المتعارض لهذه الأدوات فشل الولايات المتحدة في رسم ملامح سردية متماسكة تسمح بتفعيل أدوات الضغط العسكري والسياسي، فشل امتد أثره نحو اشتباك دولي واسع، شاركت فيه جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية، وانضمت إليها تركيا مؤخرا، كما شاركت فيه نيكاراغو بتقديم شكوى ضد ألمانيا التي تعد أحد أكبر الداعمين للفاشية الإسرائيلية، إلى جانب كولومبيا التي قطعت علاقتها بالاحتلال، وعدد من الدول الأوروبية التي قيدت مبيعات الأسلحة للكيان الإسرائيلي، وأخيرا المخاوف والهواجس من إصدار أوامر اعتقال من محكمة الجنائية الدولية لنتنياهو وقادة الحرب في الكيان الإسرائيلي.

أدوات الضغط الأمريكية والإسرائيلية ومن خلفها الأوروبية بدت متخلفة وبدائية معكوسة الأثر، إذ ارتدت على شكل تظاهرات اجتاحت شوارع المدن الأوروبية وأمريكا، محولة ساحات أكثر من 200 جامعة أمريكية إلى ما يشبه ميادين للاحتجاج والتوعية بجرائم الاحتلال وداعميه، امتد أثرها إلى الجامعات الأوروبية وباتت محركا لحراك دولي وإنساني أوسع تبنى السردية الفلسطينية؛ فيما يعتبر هزيمة استراتيجية للماكينة الإعلامية الغربية الداعمة للاحتلال والمدججة بالتكنولوجيا والمال.

رغم ذلك كله فإن أمريكا وإسرائيل لم تستغنيا عن استهداف المدنيين شمال قطاع غزة وجنوبه، أملا في سلخ الحاضنة الاجتماعية عن المقاومة، وهو تكتيك لا تتوافر له بدائل بعد لأمريكا وإسرائيل، ما دفعهما لتجريم الاعتصامات في الجامعات الأمريكية ومحاولة قمعها وتحييدها من المشهد السياسي بالكامل.

وهذه أداة بأثر مزدوج قاتل للاحتلال والولايات المتحدة الأمريكية، إذ سرعان ما تغذي الحراك العالمي المعارض للاحتلال وللولايات المتحدة وللدول الأوروبية الداعمة للكيان المحتل في عدوانه على قطاع غزة، وتهشم صورة هذه الأطراف كقوى ديمقراطية داعمة لحرية التعبير وحقوق الإنسان.

أداة بأثر مزدوج قاتل للاحتلال والولايات المتحدة الأمريكية، إذ سرعان ما تغذي الحراك العالمي المعارض للاحتلال وللولايات المتحدة وللدول الأوروبية الداعمة للكيان المحتل في عدوانه على قطاع غزة، وتهشم صورة هذه الأطراف كقوى ديمقراطية داعمة لحرية التعبير وحقوق الإنسان
أدوات الضغط الأمريكية الإسرائيلية لم تقتصر على التهديد بالعمل العسكري ورفع وتيرة القتل والمجازر في قطاع غزة، بل وعبر أدوات إعلامية وشراكات مع عدد من الدول المتبنية للأجندة الأمريكية تحت غطاء التطبيع والسلام الأمريكي كرؤية بديلة للمقاومة الفلسطينية ومحاصرة سرديتها؛ وهي أداة معطوبة الأثر بسبب طبيعة الاحتلال الفاشية وأجندة اليمين الإسرائيلي التي تضعف هذه المخططات وتفقدها مصداقيتها.

أخيرا لجأت أمريكا لرصيدها الاستراتيجي، زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، فقام بزيارة الإمارات العربية المتحدة في محاولة للضغط على المقاومة بالقول: إن هناك بدائل يمكن التعامل معها داخل الكيان المحتل الفاشي لا تقتصر على نتنياهو وسموتريتش، ويمكن تسويقها عربيا ودوليا لمحاصرة المقاومة وتمرير الأجندة الأمريكية مجددا.

ختاما.. أدوات الضغط الأمريكي على حركة حماس متعارضة الأثر ومحدودة الفاعلية قياسا بتداعياتها على مكانة أمريكا وأوروبا والكيان الإسرائيلي، فهي وإن أطالت الحرب والعدوان فإنها لن توقف النزيف السياسي والاستراتيجي للولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين والإسرائيليين العاجزين عن حسم المعركة عسكريا فضلا عن حسم خياراتهم السياسية استراتيجيا.

twitter.com/hma36

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حماس الإسرائيلي غزة إسرائيل امريكا حماس غزة ضغوط مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة صحافة سياسة رياضة اقتصاد صحافة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المتحدة الأمریکیة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تتسلم من حركة حماس عينات لرفات أسرى

أعلنت إسرائيل، اليوم الثلاثاء، أنها تسلمت بقايا جثمان أحد الأسيرين المتبقيين في قطاع غزة قبل نقله إلى معهد الطب الشرعي قرب تل أبيب للتعرف عليه.

وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الاستعدادات جارية "لتسلّم عينات عبر الصليب الأحمر تم نقلها من قطاع غزة، وستُحال للفحص في المعهد الوطني للطب الشرعي".

وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في وقت سابق اليوم الثلاثاء أنها ستسلم رفات إحدى جثتي آخر أسيرين محتجزين في غزة، وقالت إسرائيل إنها تُجهز لتلقي "النتائج".

والأسيران المتوفيان هما ضابط الشرطة الإسرائيلي ران غفيلي والمواطن التايلندي سودثيساك رينثالاك، وكلاهما أسرتهما حماس خلال طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وترهن إسرائيل بدء التفاوض لتدشين المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بتسلمها كل جثث الأسرى.

ومقابل رفات كل أسير تفرج إسرائيل عن جثامين 15 فلسطينيا قتلتهم خلال حرب الإبادة على غزة وتحتجز جثامينهم. وأظهرت معظم جثامين الأسرى الفلسطينيين التي تم تسليمها تعرُّضهم لتعذيب شديد، فضلا عن تجويع وإهمال طبي، بل وقتل بعضهم خنقا.

كما يوجد 9500 مفقود فلسطيني قتلهم الجيش الإسرائيلي، ولا تزال جثامينهم تحت أنقاض حرب الإبادة، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

إلى جانب ذلك، يقبع في سجون إسرائيل أكثر من 10 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، ويعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، واستشهد عديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وفي وقت سابق، قتلت غارة جوية إسرائيلية رجلا فلسطينيا، حددته السلطات الصحية المحلية بأنه الصحفي المستقل محمود وادي في خان يونس جنوب قطاع غزة. وأفادت سلطات غزة بأن صحفيا فلسطينيا آخر أصيب في الغارة الإسرائيلية.

وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أعاد الجيش الإسرائيلي انتشاره إلى ما وراء "الخط الأصفر" الذي يمنحه السيطرة على أكثر من نصف مساحة القطاع.

إعلان

ومنذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ بعد أكثر من عامين على اندلاع حرب الإبادة الجماعية على أهالي قطاع غزة تقوم إسرائيل يوميا بخرق الاتفاق وشن هجمات على مناطق مختلفة من القطاع، في حين يعاني السكان من أزمة إنسانية خانقة جراء الدمار الواسع الذي خلّفته العمليات العسكرية الإسرائيلية.

وخلّفت حرب الإبادة الإسرائيلية بغزة أكثر من 70 ألف شهيد ونحو 171 ألف جريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا مع إعادة إعمار قدرت الأمم المتحدة تكلفتها بنحو 70 مليار دولار.

مقالات مشابهة

  • خبير استراتيجي: بريطانيا ستظل قلعة مُحصنة لجماعة الإخوان رغم الضغط الأمريكي (فيديو)
  • خبير استراتيجي يكشف: بريطانيا ستظل «قلعة مُحصنة» للإخوان رغم الضغط الأمريكي |فيديو
  • حركة المجاهدين: عمليات الضفة تؤكد أن المقاومة هي السبيل الوحيد لردع الاحتلال
  • الدنمارك: اعتقال شخصين بتهمة جمع 5.7 ملايين كرون لصالح حركة حماس
  • إسرائيل تتسلم من حركة حماس عينات لرفات أسرى
  • "حماس": عملية الطعن شمال رام الله رد طبيعي على جرائم الاحتلال
  • الأمم المتحدة: محادثات السلام حول أوكرانيا الآن في “مرحلة فعالة”
  • الأمم المتحدة: محادثات السلام حول أوكرانيا الآن في "مرحلة فعالة"
  • خطة إسرائيلية لعزل حركة حماس وتقسيم قطاع غزة.. نقاط فحص وتفتيش
  • الجيش الإسرائيلي يُخطط لتفكيك حركة حماس