الحرة:
2024-05-31@07:27:32 GMT

مسجد وسط حديقة يشعل خلافا في إيران

تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT

مسجد وسط حديقة يشعل خلافا في إيران

أضحت حديقة "القيتارية" في العاصمة الإيرانية طهران أحدث نقطة خلاف بين مواطنين إيرانيين عاديين والمتشددين على خلفية مشروع للسلطات لبناء مسجد فيها.

وقالت صحيفة "فايننشال تايمز" إن "الخلاف بشأن خطة بناء مسجد في مساحة خضراء نادرة، يسلط الضوء على الانقسامات بالمجتمع الذي يعاني من استقطاب متزايد".

وقال محمد درويش، وهو ناشط بيئي يقود حملة على مشروع المسجد، لصحيفة "فايننشال تايمز"، إن الحديقة التي تبلغ مساحتها 12 هكتارا ببركها ومسارات المشي ومئات الأشجار، وتقع في منطقة راقية شمال العاصمة، "بمثابة رئة لطهران وتوفر مساحة للتنفس في مدينة ملوثة".

ومع ذلك، لم يقتصر الجدل على الناشطين السياسيين والبيئيين اليائسين للحفاظ على المساحات الخضراء القليلة في العاصمة طهران، وإنما امتد لإيرانيين عاديين وقفوا بمواجهة المتشددين في النظام، مما يعزز الانقسامات وانعدام الثقة في المجتمع الإيراني، بحسب الصحيفة.

وأصبحت خطة مجلس مدينة طهران لإنشاء مجمع مساحته 800 متر مربع في حديقة "القيتارية" تحظى بمعارضة واسعة، إذ جمعت عريضة ضد المشروع حتى الآن على ما يقرب من 150 ألف توقيع.

ورغم رفض المشروع، أكد رئيس بلدية طهران، علي رضا زاكاني، موقفه، قائلا إنه سيمضي قدما.

ويقول زاكاني إنه تم إعادة تصميم الخطط لضمان عدم تدمير أي أشجار ناضجة ونقل عشرات الشتلات فقط. لكن درويش شكك في ذلك متسائلا: "كيف يمكن بناء هيكل بارتفاع 28 مترا وحفر بعمق 20 مترا دون قطع شجرة واحدة؟".

ويقول محللون إن الإيرانيين أصبحوا أكثر وعيا بالقضايا البيئية، إذ يحث معارضو المسجد الجديد سلطات المدينة على التركيز بدلا من ذلك على معالجة المشكلات الملحة مثل ازدحام الطرق والبناء غير القانوني.

وقال رئيس بلدية طهران السابق، بيروز حناشي، لوسائل الإعلام المحلية مؤخرا، إن "أولئك الذين يريدون بناء المسجد يتجاهلون هواء طهران الملوث وحركة المرور والمساحات الخضراء القليلة. وبدلا من ذلك يريدون التظاهر بأنهم متدينون".

وكانت "القيتارية" في الأصل حديقة خاصة مملوكة للعائلة المالكة في عهد أسرة قاجار، التي حكمت البلاد من 1789 إلى 1925، وخصصتها العائلة كحديقة عامة خلال السبعينيات. 

"لا يوجد مصلين"

وكان الغضب الشعبي متصاعدا بالفعل قبل الإعلان عن خطة بناء المسجد في مارس، وسط فضيحة تورط فيها إمام صلاة الجمعة في طهران كاظم صديقي. 

واتهم رجل الدين البارز بالحصول على حديقة مساحتها 4200 متر مربع على أرض تبلغ قيمتها ملايين الدولارات بجوار مدرسته الدينية في شمال طهران بشكل غير قانوني. 

ورفض صديقي اتهامات الفساد، زاعما أن توقيعه على الوثائق مزور، وقال إن الأرض ستعاد إلى الملكية العامة.

وقال أستاذ علم الاجتماع بجامعة طهران، تقي آزاد أرمكي، لصحيفة "فايننشال تايمز" إن قرار بناء المسجد في حديقة يفضلها الناس يمثل حالة من سوء الإدارة، وليس التوتر بين المجتمع الديني والعلماني.

وأضاف: "حتى الشريحة الأكثر علمانية في المجتمع الإيراني لم تعارض بناء المساجد. والاقتراح البديل أن تقوم البلدية ببناء المسجد في قطعة أرض فارغة بدلا من ذلك".

ويأتي ذلك الجدل في وقت تشدد فيه إيران من القيود الداخلية، بما في ذلك عمليات الإعدام وتوقيف معارضين وعودة دوريات شرطة الأخلاق لمراقبة التزام القواعد الصارمة للباس في البلاد.

وشهدت إيران اعتبارا من سبتمبر 2022 احتجاجات واسعة إثر وفاة الشابة، مهسا أميني (22 عاما)، بعد أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في العاصمة لعدم التزامها تلك القواعد.

واعتمدت السلطات القبضة الصارمة في التعامل مع هذه الاحتجاجات التي تراجعت بشكل ملحوظ في أواخر العام ذاته. إلا أن "القمع" الذي تمارسه السلطات، وفق توصيف المنظمات الحقوقية، "دخل مرحلة جديدة" خلال الفترة الأخيرة.

ويشعر بعض رجال الدين بالقلق من أن السلوكيات القاسية من قبل السلطات تدفع الناس بعيدا عن الدين. 

ووفقا لتقرير صادر عن مركز البيانات الثقافية الإيرانية، فإن العديد من المساجد الإيرانية البالغ عددها 85 ألف مسجد لا يرتادها إلا عدد قليل من الناس، ونحو 40 بالمئة منها ليس بها إمام. 

وذكر التقرير أن عدد الإيرانيين الذين يصلون يوميا انخفض أيضا في السنوات الأخيرة. وقال رجل الدين المحلي، ناصر نقويان، "حتى لو قمت ببناء مساجد في جميع المتنزهات، فسيكون ذلك عديم الفائدة طالما لا يوجد مصلون".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: بناء المسجد مسجد فی

إقرأ أيضاً:

50 صورة من افتتاح مسجد الطنبغا المارداني .. ماذا نعرف عنه؟


كتب- محمد شاكر:
تصوير - محمود بكار:

افتتحت وزارة السياحة والآثار، اليوم الثلاثاء، مسجد "الطنبغا المارداني" الأثري بحي الدرب الأحمر بالقاهرة بعد ترميمه.

ويتميز المسجد بطراز معماري مميز، وقد تم إنشاؤه عام 740 هـ/1339م، هو مسجد من عصر المماليك يقع جنوب باب زويلة، في حي الدرب الأحمر.

بنى المسجد الأمير الطنبغا المارداني على مشارف القاهرة في العصور الوسطى، بمساعدة كبيرة من السلطان الناصر محمد.

وللمسجد مخطط أعمدة يشبه مسجد الناصر، وجدرانه الخارجية مزينة بأسلوب معماري مملوكي نموذجي، وفي وقت بنائه، كان من أفخم المساجد المزخرفة في القاهرة.

ويتميز المسجد بأول مئذنة مثمنة بالكامل وقبة كبيرة، بالإضافة إلى أنماط معمارية أخرى يرتبط تاريخها وفخامتها ارتباطًا مباشرًا بحياة المارداني، حيث تم بناؤها برعاية والد زوجته، السلطان محمد، وتبرعات كبيرة من المارداني نفسه.

يعد هذا المشروع جزءا من مبادرة "الوصول إلى التراث الثقافي الإسلامي للقاهرة"، التي يمولها الاتحاد الأوروبي، وتهدف إلى الحفاظ على التراث الثقافي الإسلامي في القاهرة، وتعزيز السياحة الثقافية كعنصر رئيسي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية.

ويعد مشروع ترميم مسجد الطنبغا المارداني، أحد المكونات الثلاثة لمشروع شامل يتم تمويله بمنحة من الاتحاد الأوروبي بعنوان "الوصول إلى التراث الثقافي الإسلامي للقاهرة"، ويهدف المشروع إلى الحفاظ على التراث الثقافي الإسلامي الغني والمادي للقاهرة التاريخية، فضلاً عن الترويج للسياحة الثقافية كمحفز رئيسي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية المحلية.

بدأت أعمال ترميم المسجد في ديسمبر 2018، وتم الانتهاء من المرحلة الأولى في 2021، والتي شملت ترميم الجزء الشرقي منه، حيث أعمال الترميم الإنشائي، بالإضافة إلى أعمال الترميم الدقيق وتطوير نظم الإضاءة الداخلية والخارجية لكلا من المئذنة والقبة والواجهات الخارجية والصوتيات، والتي اشتملت على سماعات ولوحة توزيع الصوت والمشكلات الزجاجية.

مقالات مشابهة

  • الأوقاف تفتتح 10 مساجد اليوم الجمعة
  • الأوقاف تفتتح 10 مساجد غدا الجمعة
  • نووي إيران يشعل الخلاف بين واشنطن وحلفائها بأوروبا.. 6 جولات من المفاوضات
  • السويد تحقق فى واقعة إلقاء الخنزير أمام واجهة مسجد
  • إنجاز 95% من مسجد الرحمة في كلباء
  • السويد.. الشرطة تفتح تحقيقا عقب العثور على خنزير نافق أمام مسجد
  • إلقاء خنزير أمام مسجد في السويد
  • طهران تعلن ترحيل السعودية لصحفيين إيرانيين بعد واقعة المسجد النبوي
  • «الأعلى للآثار» يفتتح مسجد الطنبغا الماريداني بعد ترميمه.. صور
  • 50 صورة من افتتاح مسجد الطنبغا المارداني .. ماذا نعرف عنه؟