الرشاوى ارتفعت من 3 الاف إلى 50 الف دولار.. ما حال الكحول في العراق بعد قانون الحظر؟
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
السومرية نيوز-محليات
استعرض تقرير بريطاني، آثار فرض حظر الكحول ضمن قانون واردات البلديات الذي تم تشريعه في العراق في اذار من العام الماضي 2023، حيث يشير التقرير الى ازدهار الرشاوى، واصبح بعض الضباط يتنافسون ويدفعون أموال طائلة مقابل ان يتم تنصيبهم مسؤولين على السيطرات بين إقليم كردستان وبغداد ومحافظات الوسط والجنوب.
وقال توني والذي يعمل في تجارة الكحول منذ أكثر من 30 عاما: "ما زلنا نعمل، ولكن بطريقة غير قانونية، منذ صدور قانون حظر واردات ومبيعات الكحول في مارس 2023، أصبح كل شيء يتم الآن بالرشاوى".
وإلى جانب الضرائب المرتفعة، أصبح دفع رشاوى ضخمة عند كل نقطة تفتيش هو الآن النفقات الرئيسية التي تواجهها صناعة الكحول السرية، حيث تدخل جميع أنواع الكحول إلى البلاد عبر كردستان ومن هناك، يتم نقلها بالشاحنات إلى بغداد، مروراً بحوالي ست نقاط تفتيش، كل منها يتطلب الدفع.
وقال تاجر الكحول سمير: "كانت تكلفة نقل حمولة شاحنة من الكحول من كردستان إلى بغداد حوالي 3000 دولار، ولكن الآن يبلغ المتوسط 50 ألف دولار لأنه يتعين علينا أن ندفع الضرائب ثم علينا أن ندفع عند كل نقطة تفتيش نمر بها، أنت تتحدث عن ست أو سبع نقاط تفتيش في كل رحلة."
وأصبحت نقاط التفتيش هذه مربحة للغاية لدرجة أنه يقال إن القادة العسكريين يدفعون رشاوى داخلية خاصة بهم لتعيينهم بنقاط تفتيش محددة على طول الطرق التي تستخدمها الشاحنات التي تنقل إمدادات الكحول نحو العاصمة، بحسب موقع الميدل ايست أي.
وعلى الرغم من الحظر، يجب أيضًا الحصول على تراخيص تجارية، قال توني: "لا يزال يتعين علينا تقديم الطلب والدفع، لكننا لا نحصل على أي إيصالات أو أوراق رسمية الآن".
وأظهر توني وثائق قليلة صادرة بتواريخ حديثة والتي تسمح للشاحنات الصغيرة المحملة بالخمر بعبور بغداد، ووصف الأمر بأنه "رسمي ولكن غير رسمي".
وقال أحد مصنعي الجعة، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: "لا يزال المصنع يعمل لأنني أدفع. وفي هذا العام، دفعت الضرائب ودفعت ثمن الرخصة ولكن دون أي مستند ورقي".
ويشير التقرير الى انه بدأت الحكومة في جعل تجديد تراخيص المشروبات الكحولية أمرًا صعبًا للغاية منذ عام 2009، وكان الناس إما يتوقفون عن العمل أو يعملون بشكل غير قانوني، ثم في عام 2016 تقريبًا، بدأ الأمر يصبح أسهل مرة أخرى، بعد هزيمة تنظيم داعش وازدهر مشهد الكحول في بغداد لكن في عام 2023، أصدرت الحكومة العراقية قانونًا يحظر المشروبات الكحولية.
ويصف احد تجار الكحول، انه فقدنا نحو 50% من الأشخاص الذين كانوا يعملون في هذه التجارة من المسيحيين والأقليات العراقية،لأننا الوحيدون الذين يمكنهم الحصول على تراخيص العمل بهذا المجال، مبينا ان هذا القانون يسمح عملياً لرجال الشرطة باعتقال أي كاهن لأنه يشرب الخمر على المذبح أثناء الاحتفال بالقداس، ولا توجد حقوق للمسيحيين في هذا البلد".
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: الکحول فی
إقرأ أيضاً:
من الجفاف القاتل إلى السيول المدمرة: العراق يدفع ثمن عقود من إهمال البنى التحتية
10 دجنبر، 2025
بغداد/المسلة: في حوادث انهيار بنية تحتية جديدة، تتكشف مرة أخرى هشاشة مناطق العراق المنهكة بعقود من الفساد والإهمال، اذ تسببت موجة أمطار غزيرة مستمرة منذ الإثنين في سيول جارفة أودت بحياة خمسة أشخاص على الأقل وأصابت 12 آخرين، مع استمرار البحث عن مفقودين بينهم طفلان في محافظات السليمانية وكركوك وديالى وصلاح الدين.
وبينما أعادت السيول إلى الأذهان صور الدمار التي خلفتها عواصف سابقة، انهار الأربعاء جزء كبير من جسر طوزخورماتو الرئيسي الرابط بين كركوك وبغداد، كما غمر الماء طريق بغداد-كركوك عند جسر داقوق لساعات، ما أدى إلى شل حركة النقل بين العاصمة والشمال تماماً.
وفي الحلة والبصرة والنجف وكربلاء غرقت شوارع رئيسية ودخلت المياه مئات المنازل بسبب غياب شبكات صرف صحي حديثة قادرة على استيعاب كميات الأمطار.
غير أن الوجه الآخر للكارثة كان إيجابياً على صعيد الخزين المائي المنهار. فقد أكد مدير عام السدود والخزانات في وزارة الموارد المائية علي راضي ثامر أن السيول ستسهم في رفع الخزين الذي كان قد انخفض قبل أشهر إلى أقل من 7 في المئة من الطاقة الاستيعابية الكلية، مشيراً إلى أن الوزارة ستوجه الإيرادات الجديدة لإنعاشة الأهوار وتخفيف ملوحة شط العرب. وفي إقليم كردستان ارتفع منسوب سد دربنديخان متراً ونصف المتر وسد دوكان 70 سنتمتراً خلال يومين فقط.
لكن الفرحة بتحسن الخزين لم تخفِ مرارة الخسائر البشرية والمادية. ففي جمجمال قضى رجل مسن وامرأة، وفي ليلان جرفت السيول طفلة في التاسعة، بينما سجلت الشطرة في ذي قار وفاة شخصين تحت أنقاض سقف انهار بفعل الأمطار. وسجلت السليمانية 86 ملم من الهطار ودوكان 52 ملم في فترة قصيرة، وهي كميات فاقت قدرة قنوات التصريف القديمة.
وتصنف الأمم المتحدة العراق ضمن أكثر خمس دول تأثراً بالتغير المناخي، في وقت تواصل فيه تركيا وإيران بناء سدود عملاقة قلصت تدفق دجلة والفرات إلى أدنى مستوياته التاريخية، ما جعل البلاد عرضة للجفاف الشديد صيفاً والسيول المدمرة شتاءً عندما تهطل الأمطار بغزارة.
وتحذر هيئة الأنواء الجوية من موجة جديدة من العواصف الرعدية قد تؤدي إلى سيول إضافية في خمس محافظات خلال الأيام المقبلة، فيما تواصل فرق الدفاع المدني عمليات الإنقاذ وتركيب حواجز ترابية مؤقتة لاحتواء المياه.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts