مهندس شاب يصمم جهاز تنفس اصطناعي للأطفال حديثي الولادة
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
دمشق-سانا
الحاجة المتزايدة لأجهزة التنفس الاصطناعي وخاصة في فترة جائحة كورونا وتكلفة استيرادها المرتفعة دفعت مهندس الإلكترونيات الطبية عبد الغني طماع لتصميم وتنفيذ جهاز تنفس اصطناعي للأطفال حديثي الولادة.
وأوضح طماع وهو طالب ماجستير بجامعة حلب أن الجهاز يتميز ببساطة التصميم
وسهولة الصيانة وقلة استهلاكه للكهرباء ووجود نمط “التهوية التذبذبية عالية التردد” المهم لحديثي الولادة، إضافة لكونه محلي الصنع يمكن تطويره، مبينا أن الجهاز يتكون من صمامات للشهيق والزفير وحساسات للضغط والرطوبة والتدفق والحرارة والأكسجة وشاشة لإظهار القيم ولوحة مفاتيح ووشيعة تسخين ودارات متعددة الوظائف.
وحول آلية عمل الجهاز أوضح المهندس طماع أن الجهاز يعمل على تأمين وضخ هواء وفق مقاييس فائقة الدقة والتحكم بنسق الأنفاس، من خلال قراءة قيم الضغط داخل الرئتين، مبيناً أن مبدأ عمل الجهاز يتم بفتح صمام الشهيق بأمر من المعالج لإدخال الهواء وترطيبه داخل حجرة الترطيب، ويتم تسخينه للوصول لدرجة حرارة الجسم ليمر عبر حساس يقيس حجم الهواء داخل الرئتين وقيم الضغط فيها.
وأضاف: تبدأ مرحلة الزفير حيث يتم إغلاق صمام الشهيق ويفتح صمام الزفير، فيخرج الهواء من الرئتين وتستمر هذه العملية وصولاً لقيمة أدنى ضغط زفير إيجابي، وتتكرر هذه الدورة حتى يتجاوز المريض مرحلة الخطورة وعودة جهازه التنفسي إلى العمل بشكل طبيعي.
من جهته، أوضح الدكتور ياسر استانبولي المشرف على التصميم أنه تم تنفيذ جهاز تنفس اصطناعي عالي الجودة والدقة خال من أي تأخر زمني، إضافة إلى تصميم حساس يستخدم أدق طرق قياس التدفق منخفض التكلفة ومحلي الصنع.
ولفت الدكتور استانبولي إلى أن هناك آفاقا مستقبلية للتصميم تشمل إمكانية إضافة شاشة رسومية لإظهار الإشارات الحيوية من ضغط وتدفق وحجم والتي تعطي دلالة على استجابة المريض للنمط المطبق وتساعد على التشخيص، كما يمكن زيادة أنماط العمل مع الحفاظ على المكونات المادية نفسها لتوسيع نطاق التطبيق لتشمل البالغين.
ويستخدم الجهاز عند عدم قدرة الطفل على التنفس أو عدم تمكنه من إكمال الأنفاس أو عند عدم انتظامها أو حدوث خلل في النظام التنفسي أو عند انخفاض الأكسجة لمستويات خطيرة وأثناء العمليات الجراحية.
وكان هذا التصميم نال المركز الثاني عن جامعة حلب خلال مشاركته في المعرض السادس لمشاريع تخرج وأبحاث الطلاب المتميزة الذي أقامته كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بجامعة دمشق في الـ5 من تشرين الثاني الماضي، والذي شارك فيه 196 مشروعاً وبحثاً تطبيقياً.
أمجد الصباغ
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
تعيين رئيس جديد لجهاز الدعم والاستقرار في ليبيا.. صدام أم تفاهم؟
أثار قرار صادر عن المجلس الرئاسي الليبي بتعيين رئيس جديد لجهاز الدعم والاستقرار في العاصمة طرابلس الكثير من الردود والتساؤلات، حول تداعيات الخطوة وما إذا كانت ستسبب صداما بين الرئاسي وحكومة الدبيبة التي هاجمت الجهاز وقتلت رئيسه مؤخرا.
وقرر رئيس الرئاسي الليبي، محمد المنفي تكليف اللواء، حسن بوزريبة بمهام رئيس جهاز دعم الاستقرار، خلفًا لرئيسه السابق، عبدالغني الككلي الشهير بغنيوة والذي تم اغتياله في 12 مايو الماضي، على يد قوات تابعة لحكومة الدبيبة.
وفي أول بيان له، أوصى "أبوزريبة" منتسبي الجهاز من ضباط وضباط صف وأفراد وموظفين بالالتزام بأعلى درجات الضبط والربط والالتزام الأمني، والالتزام بالتعليمات والأوامر الصادرة عبر التسلسل الإداري وهيكلية الجهاز، والالتزام بضبط النفس وفقاً للقوانين والتشريعات والتعليمات النافذة.
وأكد أن "جهاز الدعم والاستقرار له كيان مستقل وهو يقع تحت رئاسة الدولة وفقط (المجلس الرئاسي)، ومهمته إرساء الأمن والاستقرار والبناء"، وفق قوله.
"من هو حسن بوزريبة؟"
ولم تتوفر معلومات كثيرة عن بوزريبة خليفة "غنيوة الككلي" إلا أنه كان نائبا لرئيس الجهاز، وينحدر من مدينة الزاوية غربا، ويحمل رتبة لواء وهو شقيق لوزير الداخلية بحكومة البرلمان، عصام بوزريبة وكذلك شقيق عضو مجلس النواب عن الزاوية، علي بوزريبة وهما مناوئان بشدة لحكومة الدبيبة ودعما سابقا مظاهرات ضدها ويرفضون عملياتها في طرابلس.
وتأسس جهاز الدعم والاستقرار في عهد حكومة الوفاق الوطني السابقة برئاسة، فائز السراج في 11 يناير 2021، وتم تعيين "غنيوة الككلي" كأول رئيس للجهاز والذي انفرد بالقرار والنفوذ في العاصمة طرابلس، حتى اصطدم مع حكومة الدبيبة وتم اغتياله على يد قوات لواء 444 قتال التابع لوزارة الدفاع التي يرأسها "الدبيبة".
والسؤال: هل يسبب تعيين رئيس جديد لجهاز حاربته قوات الدبيبة صداما بين الرئاسي والحكومة؟ وهل سيتحول إلى "غنيوة جديد"؟
"خطوة داعمة لميليشيا الردع"
من جهته، قال مصدر مقرب من حكومة الدبيبة، طلب عدم ذكر اسمه لـ"عربي21" إن "الخطوة يقف وراءها ميليشيات جهاز الردع كونهم المسيطرين على القرار في الرئاسي خاصة رئيسه المنفي، وهدفها ضرب العملية العسكرية التي تقوم بها الحكومة ضد هذه الميليشيات وكان منها جهاز الدعم والاستقرار الذي حلته الحكومة ضمنيا".
وأوضح أن "قرار تعيين رئيس جديد للجهاز الذي قتلت الحكومة رئيسه السابق "الككلي" يؤكد أن القرار ليس في يد الرئاسي وإنما تحول الأخير إلى أداة في يد قوات الردع تستغله ضد الحكومة وعمليتها العسكرية، لكن الحكومة ستكمل خطتها للتخلص من جميع الميليشيات في البلاد"، وفق معلوماته.
"إعادة توازن"
في حين، أكد أستاذ علم الاجتماع السياسي والأكاديمي الليبي، رمضان بن طاهر أن "تعيين آمر جديد لجهاز دعم الاستقرار يشير إلى أن الجهاز لم يلغ رسميا، بل ظل قائما في وضع مجمد حتى تقررت إعادة تفعيله، وأن اختيار حسن بوزريبة، وهو قيادي عسكري من الزاوية، قد يعكس محاولة لإعادة التوازن الجهوي في المشهد الأمني بطرابلس، خاصة بعد ارتباط الجهاز سابقا بشخصيات من العاصمة".
وأوضح في تصريحه لـ"عربي21" أن "صلة بوزريبة العائلية بوزير الداخلية في حكومة حماد، قد تثير تساؤلات وشكوك حول استقلالية القرار الأمني، إلا أن تأثيرها الفعلي لا يمكن الحكم عليه مبكرا، وبخصوص صمت حكومة الدبيبة، فقد يفهم إما كجزء من تفاهم غير معلن، أو كنوع من التحفظ لتجنب صدام سياسي في توقيت حساس"، حسب تقديره.
وختم حديثه بالقول: "في المحصلة، يعكس القرار استمرار توظيف الترتيبات الأمنية لضبط توازنات القوى، في ظل غياب رؤية واضحة لإصلاح أمني مؤسسي شامل"، كما قال.
"ترتيبات مؤقتة لمنع الصدام"
المتحدث السابق باسم المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، السنوسي إسماعيل الشريف قال من جانبه إنه "رسميا لم يصدر أي قرار بحل جهاز دعم الاستقرار بعد مقتل رئيسه السابق عبدالغني الككلي، وأما عن تعيين رئيس جديد للجهاز من قبل الرئاسي فهذا كما يبدو لعديد الاعتبارات حيث أن الرئيس الجديد حسن بوزريبة هو ذاته نائب الرئيس السابق للجهاز، وكذلك هناك توجه لدى الرئاسي لضم عناصر الجهاز وعدم تفتتهم حتى لا يصعب تنفيذ أي ترتيبات أمنية لاحقة".
وأشار إلى أنه "برغم أن الاتجاه العام هو حل كل المجموعات المسلحة إلا أن قرار التعيين الصادر عن المجلس الرئاسي يأتي في سياق منع انزلاق العاصمة نحو مزيد من الفوضى والمواجهات المسلحة، وصولا إلى المحافظة على التوازنات وترسيخ حالة أمنية مستقرة ولو بشكل مؤقت، إلى حين توفر الظروف الملائمة لتنفيذ الترتيبات الأمنية الشاملة وإخلاء طرابلس وكافة المدن في غرب البلاد من المجموعات المسلحة كافة"، بحسب رأيه لـ"عربي21".