شبكة انباء العراق:
2025-10-21@02:29:20 GMT

انشطار الأدمغة العربية

تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

تعددت أعراض الشيزوفرينيا عند العرب الذين انشطروا منذ زمن بعيد إلى سنة وشيعة. . مسميات موروثة أفرزتها معارك الحكام والسلاطين. . معارك الحق ضد الباطل، لكن ذلك لا يعني خلو الأرض من عباد الله الصالحين. فكل التحايا إلى الشرفاء والمجاهدين من الفرقتين في كل زمان ومكان. .
أما الآن فسوف يشهد التاريخ أننا نعيش في أحلك مرحلة زمنية مظلمة مرت عبر العصور.

فقد انساقت الجموع الغفيرة وراء الروايات المفبركة التي تنتجها وتوزعها المضخات الإعلامية الصهيوينة. فالقليل القليل من الفتنة، التي تبثها وحدة الاتصالات الاسرائيلية، التي تحمل الرقم 822 عبر حساباتها الوهمية، صارت كافية لإثارة البلبلة على السوشل ميديا لينطلق بعدها العرب في جولة جديدة ساخنة من جولات داحس والغبراء. ومن دون ان ينتبهوا إلى الانحراف الذي طرأ على بوصلتهم الدماغية. وهذا ما نقرأه بين السطور في تعليقات الأكثرية. .
لو بحثتم في القرآن الكريم عن كلمة (أكثرهم) لوجدتم بعدها: (معرضون، فاسقون، يجهلون، لا يعقلون، لا يسمعون). إما الأقلية فقال عنهم رب العزة: (وقليل من عبادي الشكور – وما آمن معه إلا قليل – ثلة من الاولين وقليل من الآخرين). فالكثرة ليست دائما مرآة الحق. .
ما ان سمع العرب بسقوط طائرة الرئيس رئيسي حتى عمت الأفراح والليالي الملاح في شرق الأرض وغربها للتعبير عن سرورهم بموت الرجل ورفاقه. حتى الأبواق الصهيونية وقفت مستغربة مندهشة من مواقف العرب المؤيدة لها. وكل القصة وما فيها ان الزعيم (إبراهيم رئيسي) هو الذي كان يمد يد العون والدعم المطلق للمقاومة الفلسطينية في كل الجبهات، ثم تزايد بغض الحاقدين عليه بعدما سدد ضربات صاروخية مباشرة إلى القواعد الصهيونبة داخل الأرض المحتلة. بينما كانت الدفاعات الجوية العربية في دول الطوق تتصدى لتلك الصورايخ وتسقطها، الأمر الذي جعل بن غفير يخرج ضاحكاً بتصريح قال فيه: (لقد تكفلت بعض البلدان العربية بالتصدي لهجمات إيران. وذلك بفضل علاقاتنا الوطيدة مع قادتها). . لم يخطر بباله ان معظم الشعوب العربية والإسلامية كانت هي الأخرى مشتتة بين التعاطف مع اسرائيل، وبين الوقوف موقف المتفرج. وليس الزعماء وحدهم. .
وهكذا انتشرت دعوات الموت على صفحات المواقع في أولى ساعات الإنقاذ في جبال أذربيجان الشرقية. كان نتنياهو يشعر من بعيد بالزهو والانتصار وهو يرى تجاهل العرب لمجازره في غزة، وتغاضيهم عن حملات الإبادة. وكان من الطبيعي ان يوجّه خطابه إلى اليهود الرافضين لسياساته. قال لهم: اخجلوا من انفسكم وادعموني مثلما يدعمني اصدقاءنا العرب. .
وأخيراً وليس آخراً ظهر الطرطور (محمود عباس) في تصريح وقح. قال فيه: (ان اعتراف البلدان الأوروبية بالدولة الفلسطينية كان نتيجة لتحركات السلطة في الضفة). فصفق له المشفرون عقليا. وقالوا له، (وثلث تنعام منك يا ابو مازن. الفضل لسلطتك وليس لتضحيات أهل غزة). .
أقصر قصة مخيفة ذكرها القرآن. قوله تعالى: (نسوا الله فانساهم أنفسهم). .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

مبعوث وليس سفيرا: واشنطن تصر على علاقات دبلوماسية منخفضة في بلد يضم أكبر سفارتها

20 أكتوبر، 2025

بغداد/المسلة:  في خطوة تُثير التساؤل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تعيين رجل أعمال من ديترويت يدعى مارك سافايا كمبعوث خاص له إلى العراق.

هذا الإعلان، الذي جاء عبر منصة “تروث سوشيال” الخاصة بترمب، لم يكن مجرد تعيين دبلوماسي روتيني؛ بل هو إشارة صارخة إلى أن واشنطن تُعيد رسم خطوط علاقاتها مع بغداد خارج الإطارات التقليدية، في وقت يتسارع فيه التوترات الإقليمية وتلوح بظلالها الانتخابات العراقية المقبلة.

ووسط صمت رسمي عراقي مذهل، يبدو أن هذا التعيين ليس سوى قمة جبل جليدي يخفي دوامات من الاستراتيجيات السياسية والاقتصادية، حيث يُرمى الضوء على نفط العراق كـ”كنز هائل” لا يُدار بحكمة، وفق تصريحات ترمب الأخيرة.

صمت بغداد: إشارة إلى توتر دفين أم تجاهل مدروس؟

لم يصدر عن وزارة الخارجية العراقية أي بيان رسمي يعلق على هذا التعيين، وهو أمر نادر في سياق علاقات بغداد-واشنطن التي شهدت في السنوات الماضية تبادلًا دبلوماسيًا مكثفًا. هذا الصمت ليس مجرد إغفال إداري؛ إنه يعكس ربما شعورًا بالإحباط أو الرفض الخفي لخطوة تُخفض درجة التمثيل الأمريكي في العراق إلى “مبعوث خاص” بدلاً من سفير كامل الصلاحيات.

فالعراق، الذي يُضم أكبر سفارة أمريكية في الشرق الأوسط – بميزانية سنوية تفوق المليار دولار وآلاف الموظفين – يبدو اليوم كأرض مهجورة دبلوماسيًا، حيث لم ترسل واشنطن سفيرًا إلى بغداد منذ سنوات، مما يُقلل التمثيل إلى مستوى غير رسمي يُشبه الاستشارة أكثر من الشراكة المتكافئة.

وفي عالم الدبلوماسية، حيث تُقاس القوة بعدد النجوم على الأعلام، يُمثل هذا الغياب تراجعًا دراماتيكيًا يُثير تساؤلات حول ما إذا كانت أمريكا تُعيد تقييم استثماراتها في دولة غارقة في فوضى سياسية واقتصادية.

مارك سافايا، الرجل الذي اختاره ترمب، ليس دبلوماسيًا محترفًا بتاريخ طويل في الخارجية الأمريكية؛ بل هو رجل أعمال ناجح من ديترويت، صاحب سلسلة متاجر للماريجوانا تحت اسم “ليف آند بود”، والتي اشتهرت بحملات إعلانية جريئة أثارت جدلًا في المدينة.

أصوله العراقية، كمسيحي كلداني، تُضفي على تعيينه طابعًا شخصيًا يتجاوز الحدود الرسمية؛ فهو ابن مهاجرين من العراق، ينتمي إلى أقلية كلدانية مسيحية تعرضت للاضطهاد الشديد في العقود الماضية، مما يجعله رمزًا للجالية العراقية في أمريكا.

تاريخه السياسي متواضع: دعم حملة ترمب في 2020 بتبرعات، وكان لاعبًا رئيسيًا في تعبئة الناخبين المسلمين الأمريكيين في ميشيغان خلال الانتخابات الأخيرة، مساهمًا في تحقيق إقبال قياسي أدى إلى فوز ترمب في الولاية الحاسمة.

على إنستغرام، حيث يتابعه عشرات الآلاف كمؤثر “ماغا”، يظهر سافايا إلى جانب ترمب في مناسبات متعددة، من الملاعب الجولف إلى التجمعات الانتخابية، مما يجعل تعيينه يبدو كمكافأة سياسية أكثر من ضرورة استراتيجية.

ومع ذلك، فإن هذا الخلفية غير التقليدية تُشير إلى أن ترمب يفضل “الولاءات الشخصية” على الخبرة الرسمية، في خطوة تُذكر بتعييناته السابقة لأصدقاء وداعمين في مناصب إقليمية حساسة.

يُفسر الوزير العراقي السابق للخارجية، هوشيار زيباري، هذا التعيين كإقرار صريح بأن الوضع في العراق “غير طبيعي”، ويحتاج إلى تدخلات خارج الإجراءات الدبلوماسية المعتادة.

زيباري، يرى في سافايا – الأمريكي المسيحي الكلداني ذي الأصول العراقية – محاولة لاستعادة الثقة مع أقليات محلية مهمشة .

هذا الرأي يتردد صداه في أوساط الدبلوماسيين العراقيين، الذين يخشون أن يكون التعيين إشارة إلى أن واشنطن تُفضل التعامل غير الرسمي لتجنب الالتزامات الدولية .

وفي الواقع، يُعد هذا التعيين جزءًا من نمط ترمبي يعتمد على مبعوثين خاصين لإدارة الصراعات الإقليمية، كما حدث مع سوريا والأكراد، حيث أثبتت هذه الآلية فعاليتها في تجاوز البيروقراطية – لكنها أيضًا أثارت انتقادات بأنها تُضعف المصداقية الدبلوماسية الأمريكية طويلة الأمد.

و لا يمكن فصل تعيين سافايا عن التصريحات الاستفزازية التي أدلى بها ترمب خلال قمة شرم الشيخ الأخيرة، حيث وصف العراق بأنه “بلد يمتلك كميات هائلة من النفط لدرجة أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون بها”.

هذه الكلمات، التي أثارت غضبًا في بغداد، تُوحي بأن واشنطن ترى في العراق مصدرًا اقتصاديًا يحتاج إلى “إدارة” أمريكية، بسبب التوترات الإقليمية والفساد الداخلي.

آراء متداولة تربط هذا التعيين بمحاولة ترمب لفرض نفوذ أمريكي مباشر على موارد الطاقة، مستفيدًا من علاقاته الشخصية مع شركات النفط الكبرى، في وقت يُفرض فيه تعرفة جمركية بنسبة 35% على واردات العراق.

في سياق آخر، يُرتبط تعيين سافايا ارتباطًا وثيقًا بالانتخابات العراقية المرتقبة في نوفمبر 2025، حيث تسعى واشنطن إلى ضمان مستقبل يُدار بأيدٍ بعيدة عن النفوذ الإيراني الذي يُسيطر على الكتل الشيعية الرئيسية.

ومن خلال مبعوث ينتمي إلى الجالية العراقية الأمريكية، تُحاول إدارة ترمب دعم فصائل معتدلة وأقليات – مثل الكلدان والمسيحيين – لتشكيل ائتلاف برلماني يُقلل من هيمنة طهران.

هذا الرهان ليس جديدًا؛ فقد نجحت واشنطن في الانتخابات السابقة في دعم قوى سنية وكردية، لكن اليوم، يبدو التعيين خطوة يائسة لاستعادة التوازن. إذا نجح سافايا في بناء جسور مع هذه الجهات، فقد يُعيد رسم خريطة السلطة في بغداد؛ أما إذا فشل، فسيكون شاهداً على تراجع النفوذ الأمريكي في وادي الرافدين، حيث تُقاتل الولايات المتحدة للحفاظ على وجودها العسكري والاقتصادي.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال: حماس عززت سيطرتها في غزة وليس هناك أي تحرك ضد الحركة
  • مبعوث وليس سفيرا: واشنطن تصر على علاقات دبلوماسية منخفضة في بلد يضم أكبر سفارتها
  • لاعب المنتخب الأردني يزن النعيمات يشيد بدور كأس العرب FIFA قطر 2025 في الاحتفاء بالمواهب العربية
  • ترامب:متمردون داخل غزة شاركوا فى خرق هدنة غزة وليس حركة حماس
  • فلكية جدة:“3I أطلس”جرم بين نجمي وطبيعي وليس النجم الطارق كما يُشاع
  • السيسي: أنا جزء من الشعب المصري وليس بعيدًا عن واقع المواطنين
  • الأردن يتصدر العرب بـ24 كأسًا في البطولة العربية الخامسة لرواد التنس
  • مشروع لإنشاء إدارة للآثار العربية بجامعة الدول.. أحمد أبو الغيط يبحث المقترح مع الكحلاوي
  • طالباني:الاعتزاز بالعراق شرف وليس تهمة
  • صعب وليس مستحيلا.. طريق العراق والإمارات إلى كأس العالم 2026