تنفيسة | قرارات محدودي الوعي لنسف حياة محدودي الدخل
تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT
«الأكل غالي صحيح بس احنا بنبي دولة»، كانت هذه الكلمات هي أحد العبارات التي صرح بها سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسيعن ارتفاع الأسعار، خلال افتتاحه فعاليات المؤتمر الوطني للشباب في منتصف السنة الماضية. والسؤال الآن، ماذا يفعل المواطن الكادح، الساهر، العامل ليل نهار، لكي ينعم بعيشة هنيئة؟.
إلا أن العجيب في الأمر ومُنذُ ذاك الوقت، أصبحت الأسعار في قفزة سريعة غير مسبوقة لم تمر بها مصر في أي عقد مضى.
نعاود هنا لنُجيب عن تساؤلنا الذي أثرناه في السابق، ماذا يفعل المواطن الكادح الساهر العامل ليل نهار لكي ينعُم بعيشة هنيئة؟ لم أقول هنا لكي ينعُم بـ «حياة كريمة»، لأن المعيشة أصبحت في مصر للكثير من المواطنين متوسطي الدخل لا تمت بصلة للحياة الكريمة من الأساس، حيث أصبح المواطن يُعاني من ارتفاع أسعار جميع مرافق الحياة. والسؤال الآن، أين الحكومة بقيادة رئيس الجمهورية المنتخب ذات البرنامج الإصلاحي، والرؤية المستقبلية الثاقبة من كل هذه الأزمات والتحديات؟
«الحوار الوطني» هذه العبارة المكونة من كلمتين هي أول ما تُصرح به الحكومة حال انعقاد جلستها لبحث الأزمات والتحديات التي تمر بها مصر، وكأن هذه العبارة هي العصا السحرية التي تضرب بها الحكومة على المشكلات الموجودة، فتنقلب الأزمة أو المشكلة وتُحل رغم أنف الجميع. ولكن الواقع على العكس من ذلك، فكانت هذه الاجتماعات والندوات والمؤتمرات بعيدة كل البعد عن رؤية ومعاناة الشارع، وتكون حُجة الحكومة في ذلك هو بناء الدولة.
وأُكرر جملة سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي التي أثرناها في بداية المقال «الأكل غالي صحيح بس احنا بنبي دولة»، هل هذا بمثابة تصريح أطلقه الرئيس في هذه التوقيت تحديدًا، لكي يُبرر به حدوث أي أزمات أو ارتفاع أسعار تحدث في القريب العاجل أو المستقبل؟ هل المعنى المفهوم من هذه العبارة، هو أن يضعها المواطن على حائط بيته، حتى إذا سأله أولاده عن متطلبات الحياة المشروعة من مأكل، وملبس، ومشرب، وتعليم، وصحة، وغيرها من مسؤوليات الحياة الأساسية، يجيبهم أن الدولة لازالت تُبنى كما قال سيادة الرئيس، وليس لنا الحق في المطالبة بأي حقوق إلا بعد ما يأذن السادة المسؤولون حكام البلد؟
ويبقى التساؤل الأوحد والمُلِح على ذهن الكثير منا، هل السبب في موجة الغلاء والعذاب التي يعيشها المواطنين اليوم، هو الحكومة بشخصياتها وإدارتها ورئيسها، أم نحن أمام قرارات من محدودي الوعي لنسف حياة محدودي الدخل؟
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: السيسي استراتيجية أسعار السلع رئيس الجمهورية ارتفاع الأسعار الرئيس عبدالفتاح السيسي ارتفاع أسعار السلع أسعار السلع الاستراتيجية
إقرأ أيضاً:
مستشار الرئيس الفلسطيني: نأمل أن تكون قمة شرم الشيخ انطلاقة سياسية تنهي الصراع وتمنع الحروب
أكد الدكتور محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني وقاضي قضاة فلسطين، أن الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة، ينظر بعين الأمل إلى قمة شرم الشيخ للسلام التي ترعاها وتستضيفها مصر.
وأضاف في مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد أبو زيد، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ قمة شرم الشيخ للسلام فرصة حقيقية لإطلاق مسار سياسي يجنّب قطاع غزة والأرض الفلسطينية والمنطقة بأسرها ويلات الحروب والصراعات.
وتابع، أن غزة دفعت ثمناً باهظاً خلال السنوات الماضية، حيث تعرضت لستة حروب مدمرة خلال أقل من عشرين عاماً، كان آخرها الحرب الأخيرة التي مؤكدًا أنها نكبة دمرت كل مقومات الحياة في القطاع عدا الإنسان الذي بقي صامدًا.
وأردف، أن هناك إمكانية لإعادة الإعمار وإنهاء الكارثة الإنسانية في غزة، ولكن ذلك يتطلب دعماً من الأشقاء والأصدقاء ومن المجتمع الدولي.
وأوضح أن المطلوب اليوم ليس فقط الدعم الإنساني، بل إطلاق أفق سياسي يمنع تكرار المآسي، ويزيل بذور الصراع القائمة، والمتمثلة بالاحتلال الإسرائيلي الذي هو السبب الأساسي لكل الأزمات والمآسي في المنطقة.
وذكر، أن الحديث عن الأفق السياسي لا يعني العودة إلى مفاوضات عبثية لتحديد ما هو الأفق، بل المقصود هو تنفيذ قرارات الشرعية الدولية.
وشدد على أن أي عملية سياسية ذات جدوى يجب أن تكون مرجعيتها واضحة وثابتة، وهي قرارات الشرعية الدولية التي تُعد الحد الأدنى المقبول عربياً وفلسطينياً، مؤكدًا، أن التفاوض يجب أن يكون على آليات تنفيذ هذه القرارات ضمن جداول زمنية واضحة.