اختلف المرشحان الرئاسيان جو بايدن ودونالد ترمب فى كل شيء أثناء المناظرة بينهما، ولكنهما اتفقا على مواصلة دعم إسرائيل!.. وعندما أتكلم عن مواصلة دعم إسرائيل، فالمعنى أن الرغبة الواضحة التى أبدياها فى مواصلة الدعم، قد جاءت وكأنها «أوراق اعتماد» يقدمها كل مرشح منهما فى السباق إلى البيت الأبيض.
وهذا ليس جديدًا علينا لا من بايدن ولا من ترمب.
وإذا كنا قد نسينا فعلينا أن نذكر أنه هو الذى قاد فى تلك السنة، ما يسمى باتفاقيات السلام الإبراهيمى بين أربع دول عربية وبين الدولة العبرية، ولم يكن يفعل ذلك من أجل سواد عيون إسرائيل، ولكنه كان يفعله وأمامه البيت الأبيض يريد أن يدخله من جديد.
وإذا كنا قد نسينا فعلينا أن نذكر أيضًا، أنه هو الذى قرر نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، وأن هذا ما لم يجرؤ عليه أى رئيس أمريكى سابق عليه، وأنه قد راح فى ولايته الأولى التى امتدت من 2016 إلى 2020 يغرى دولًا أخرى بأن تتخذ الخطوة نفسها، لولا أن دولًا معدودة على أصابع اليد الواحدة هى فقط التى خضعت لضغوطه، بينما رفضت بقية الدول وقاومت الضغوط على امتداد العالم.. ورغم ذلك كله، فإنه قد خسر السباق أمام بايدن، وتبين فيما بعد أن 77٪ من اليهود فى الولايات المتحدة قد أعطوا أصواتهم للمرشح الديمقراطى جو بايدن!
وكان هذا هو العقاب العادل الذى كان على رجل مثله أن يتلقاه، ولكنه رغم ذلك قد عاد يمارس اللعبة نفسها فى أثناء المناظرة الأولى التى جرت بينه وبين المرشح الديمقراطى مساء الخميس 27 يونيو.
لقد وقف يقول إن على العالم أن يدعم إسرائيل فى مواصلة الحرب، ولم يكن هذا غريبًا على واحد مثله فعل ما فعل من قبل فى قضية نقل السفارة، أو فى دفع عدد من الدول العربية إلى عقد اتفاقات سلام ابراهيمى مع الدولة العبرية.
لا غرابة فى أن يقول ما قاله فى أثناء المناظرة، ولا غرابة فى أن يقول بايدن أنه سيواصل الضغط على حماس، فكلاهما يخطبان ود إسرائيل، ومن ورائها يخطبان ود اليهود فى الولايات المتحدة.. ولكن الغرابة كلها هى فى أن يظل العرب يراهنون على أن تقدم واشنطن أى شيء فى قضية فلسطين.. إننا نحن الذين يمكن أن نجعلها تقدم إذا شئنا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سليمان جودة خط أحمر أوراق اعتماد مواصلة دعم إسرائيل سباق 2020 البيت الأبيض
إقرأ أيضاً:
بايدن: أتحمل مسؤولية فوز ترامب برئاسة أمريكا
أقرّ الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، بأنه يتحمّل قسطًا من المسؤولية عن فوز الرئيس الحالي دونالد ترامب في انتخابات العام الماضي، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن انسحابه من السباق لم يكن العامل الوحيد الذي أدى إلى تلك النتيجة.
وفي مقابلة بثتها شبكة "ذا فيو"، قال بايدن بوضوح: "نعم، أتحمّل المسؤولية؛ انظر، كنتُ المسؤول، وقد فاز، لذا فأنا أتحمّل المسؤولية"، في إشارة مباشرة إلى مسؤوليته كرئيس ديمقراطي انتهت ولايته بخسارة الحزب في الانتخابات الرئاسية.
رغم اعترافه، حرص بايدن على الدفاع عن أدائه خلال رئاسته، موجهًا اللوم إلى ترامب في تعطيل تشريعات حيوية، أبرزها قانون أمن الحدود الذي قال إنه حظي بدعم الحزبين، لكن لم يُمرر بسبب ما وصفه بمناورات سياسية من جانب خصومه الجمهوريين.
كما أقرّ الرئيس السابق بأنه لم يبذل الجهد الكافي لتسويق إنجازاته السياسية خلال فترته الرئاسية، مشيرًا إلى أن "بعضها كان سيؤتي ثماره لاحقًا"، وهو ما لم يستطع الناخبون تلمسه قبل موعد الانتخابات.
وعن خسارة كامالا هاريس، نائبة الرئيس السابقة والمرشحة الديمقراطية التي هزمتها حملة ترامب، اعتبر بايدن أن الهزيمة لم تكن مفاجئة له، لكنه شدد على أنها "كانت مؤهلة جدًا"، غير أن الحملة ضدها شابها "تمييز ضد المرأة"، على حد تعبيره.
كما لفت إلى "الأثر السلبي الهائل" لجائحة كوفيد-19، الذي قال إنه أضعف أداء الحكومة وزاد من الضغوط على حملة الحزب الديمقراطي.
وفي خضم الحديث عن قراره بالانسحاب من سباق 2024، أوضح بايدن أن قراره لم يكن نابعًا من ضغط صحي أو إدراكي، بل من حرص على عدم تقسيم الحزب الديمقراطي، قائلاً: "السبب الوحيد لانسحابي هو أنني لا أريد أن ينقسم الحزب الديمقراطي". كما نفى الشكوك التي أثيرت حول تراجع قدراته الذهنية خلال ولايته، مؤكدًا: "لا يوجد ما يدعم ذلك"، مشيرًا إلى ما وصفه بـ"الإنجازات الكبيرة" التي حققها في الشهور الأخيرة من رئاسته.