تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لو كنتَ من مستعملي الماركات العالمية في الحقائب والإكسسوارات وغيرها من المنتجات الفاخرة لأشهر بيوت الموضة فقد لا تحبذ استكمال قراءة هذا المقال، خوفًا مما قد يصيبك جراء الحسرة على أموالك التي تذهب هدرًا في مقابل تلك المنتجات. 

يكفي أن تعرفَ أن الحقيبة من إحدى تلك الماركات، التي يتراوح ثمنها بين ثلاثة وخمسة آلاف دولار أو يورو، لا تتكلف أكثر من ستين دولارًا! أما لو كنت من المستثمرين الجادين الباحثين عن الفرص، فهذه واحدة من الفرص التجارية الواعدة ويمكن أن تحقق من ورائها الشهد، كما يقال، خاصةً إذا كانت لديك خبرة في صناعة الجلود.

الفرصة تتلخص في أن شركات عالمية في منتجات الموضة تبحث عن مصانع لإنتاج ماركاتها الفاخرة خارج إيطاليا وبعيدًا عن احتكار الصينيين؛ والسبب مخالفات الموردين في إيطاليا لهذه المنتجات والتي تهدد بالإطاحة بسمعة وعرش تلك الماركات. القصة كشفت عنها تحقيقات الشرطة الإيطالية بالنسبة لعدة علامات تجارية، ولم تذكر وسائل الإعلام بشكل واسع ومحدد إلا علامتين بالاسم، هما "ديور" و"أرماني"، إضافة الى علامة ثالثة في إشارات قليلة هي "الفييرو مارتيني"، حيث داهمت قوات الشرطة مصانع لموردي الحقائب الفاخرة لتلك الشركات فوجدت استخدامًا للأطفال في العمل غير القانوني وكذلك للمهاجرين بدون تصريح، بالإضافة لموظفين إيطاليين دون تصاريح عمل. كما لاحظت الشرطة الظروف الصعبة التي يعملون بها في مقابل أجور زهيدة، رغم كونهم يصنعون منتجات فاخرة تباع بالآلاف.

وذكرت التحقيقات أيضًا أن عمليات التفتيش التي أجرتها الشرطة الإيطالية، في مارس وأبريل الماضيين، كشفت أن العمال كانوا يعملون في "ظروف صحية ونظافة أقل من الحد الأدنى المطلوب وفقًا لقانون العمل والنهج الأخلاقي". وأشارت كذلك إلى أن آلات ومعدات العمل تم إزالة أجهزة الأمان منها لزيادة الإنتاجية، كما يعيش العمال ويأكلون وينامون في نفس الورشة التي يعملون فيها. وقد اطلع المحققون على بيانات استهلاك الكهرباء التي أظهرت أن ساعات العمل في الورشة تمتد من السادسة صباحًا إلى بعد التاسعة مساءً، بما في ذلك عطلات نهاية الأسبوع والأعياد. وذكر العمال الذين تم استجوابهم أنهم يتقاضون ما بين (2-3) يورو في الساعة. 

ونتيجة لذلك، وضع القضاة إحدى الشركات التابعة لديور تحت ما يسمى بالإدارة القضائية، في يونيو الماضي، من أجل المراقبة وتقديم التحديثات للمحكمة، وذكروا في أمر قضائي، مكون من 34 صفحة، كافة المخالفات المرتكبة من شركات تابعة مباشرة للشركات العالمية أو موردين لها. وقد اتضح أن سلسلة التوريد تشمل شركات مملوكة لصينيين في إيطاليا تسيء معاملة العمال المهاجرين. وأظهرت الوثائق القضائية أن العلامة التجارية "ديور" قدمت مؤخرًا مذكرة توضح الإجراءات التي اتخذتها لحل المشكلات في سلسلة التوريد الخاصة بها. كما وضعت العلامة "أرماني" بدورها إجراءات لمراقبة ومنع الانتهاكات في سلسلة التوريد. 

وكان الأمر القضائي المتعلق بشركة ديور قد شمل أربع شركات في منطقة ميلانو ضمن سلسلة توريد منتجات هذه الشركة الفرنسية الأصل، اثنتان منها تزودان العلامة التجارية مباشرة. كما تم اتخاذ الإجراء نفسه ضد العلامة أرماني، الإيطالية الأصل، وذلك في إبريل الماضي، والذي يوضح كيف قامت إحدى الشركات التابعة لها بتوظيف موردين فرعيين، والذين وظفوا بدورهم عددًا من المقاولين الفرعيين المملوكين لصينيين في إيطاليا. كما صدر حكم في يناير الماضي ضد علامة ألفييرو مارتيني، المعروفة بحقائبها المطبوعة بالخرائط وغيرها من المنتجات، والتي ذكرت أن اثنين فقط من بين أكثر من 40 موردًا قد أسندا أجزاء من الإنتاج بشكل غير مشروع إلى أطراف ثالثة دون علم الشركة. 

هذه التحقيقات نشرتها بشكل واسع العديد من وسائل الإعلام الأمريكية، منها وول ستريت جورنال وبزنيس انسايدر. ولا تخفى الدوافع التي تجعل الأمريكيين يهتمون بهذه القضايا؛ وهنا ابحث عن المنافسة التجارية "وصاحب كارك عدوك" كما يقول المثل؛ والمستفيدون من فضح هذه الممارسات غير القانونية هم بالتأكيد المستهلكون لهذه المنتجات الفاخرة الذين من حقهم التعرف على رحلة المنتج في عملية التصنيع وحتى الوصول إلى الأسواق، خاصة في ضوء هذه المعلومات التي تثير تساؤلات حول تكلفة الإنتاج القليلة في مقابل ارتفاع أسعار تلك المنتجات بشكل جنوني حيث يدفع فيها المستهلكون آلاف الدولارات. وتنتج إيطاليا حوالي نصف السلع الفاخرة التي تباع حول العالم (50٪؜)، حسب أرقام شركة استشارات تدعى "بان". 

وقد دارت نقاشات مطولة واجتماعات كثيرة داخل شركات الموضة العالمية منذ بداية الألفية الثانية حول جدوى استمرار تصنيع منتجاتها في إيطاليا أو الاتجاه نحو الصين أو دول أخرى ذات أجور منخفضة، مثلما فعلت بعض العلامات التجارية. وكان قرار العديد من العلامات التجارية الفاخرة بالاحتفاظ بخطوط الإنتاج في إيطاليا نظرًا لاعتقادهم أن شارة "صنع في إيطاليا" ستكون عاملًا حاسمًا في استمرار إقبال المستهلكين على تلك المنتجات مقارنة بتلك المصنَّعة في الصين أو دول أخرى مثل ألبانيا وماليزيا وبنغلاديش وغيرها. لكن الحل الذي اهتدى إليه الموردون الإيطاليون لهذه المنتجات بعلامة "صنع في إيطاليا"، هو جذب الصينيين للقيام بالمهمة بدلًا من الذهاب إليهم. وعمد الصينيون إلى تصنيع تلك السلع الفاخرة بواسطة عمال، كثير منهم من الصينيين والمهاجرين، يؤدون عملهم في ظروف سيئة وبعيدة عن المعايير القانونية. وأغمضت الشركات -على ما يبدو لفترات طويلة-أعينها عن هذه المخالفات من أجل تحقيق أرباح فلكية. 

ولم يعد هذا "التطنيش" ممكنًا الآن بعد الأمر القضائي الصادر بحقها والذي يهدد بالإطاحة بعرشها. ولا مفر أمامها سوى الانتقال إلى التصنيع داخل دول يتوفر بها أجود الخامات وأرخصها مع انخفاض تكلفة الإنتاج؛ ومن بين المرشحين بقوة لذلك مصر والمغرب، وربما يفوزان معًا بذلك؛ وستبذل الصين كل ما تستطيع من سبل حتى تفوز بتلك الصفقات؛ غير أن ما تم ارتكابه من المقاولين الصينيين داخل إيطاليا قد يعيق إتمام الصفقة مجددًا وإسنادها إلى الصين. والجهد مطلوب من القطاع الخاص والحكومي في مصر الآن وبإخلاص ومثابرة من أجل الفوز بالصفقة، ولعلنا قد نحتاج للدعاء أيضًا!

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: فی إیطالیا

إقرأ أيضاً:

قتل زوج ابنته بعد فضيحة مدوية داخل المنزل

المتهم انتقم لشرفه بعد أن وجد الضحية فى أحضان زوجته

فى جريمة مأساوية هزت محافظة بنى سويف، أقدم شخص على إنهاء حياة زوج ابنته بعدما شاهده فى وضع مخل مع زوجته «حماته».

تحولت الحياة الهادئة لأسرة بسيطة تقطن بقرية الطواب بمركز الواسطى، إلى جريمة هزت أركان القرية بأكملها، وسُجلت كواحدة من أبشع الجرائم التى شهدتها محافظة بنى سويف، حيث قام رجل بقتل زوج ابنته، فى واقعة اختلط فيها الشرف بالخيانة والانتقام بالدم، وذلك بعدما شاهد زوجته فى أحضان عشيقها « زوج ابنتهما».

لم تفكر الزوجة فى زوجها وابنتها وما سيحدث لهما وما سيفعلاه إذا انكشفت علاقتها المحرمة بزوج ابنتها، وظلت تلهث وراء شهواتها وملذاتها، ضاربة بكل معانى القيم والإنسانية عرض الحائط.

فى ليلة هادئة بينما كان الليل يسدل ستائره بهدوء، وبعد يوم طويل وشاق فى العمل، عاد الزوج إلى منزله قبل موعده المعتاد، ليأخذ قسطًا من الراحة ويتناول وجبة العشاء قبل أن يخلد للنوم ويعود بعدها ببضعة ساعات لمواصلة عمله حتى يتمكن من تلبية احتياجات زوجته وتوفير حياة كريمة لها.

دخل الزوج منزله، وجد الهدوء يعم المكان، وكسر هذا الهدوء صوت خافض يصدر من غرفة النوم، فمشى على أطراف أصابعه وفتح باب الغرفة فجأة ليرى مشهدًا أشبه بمشاهد الأفلام السينمائية، حيث وجد زوجته فى أحضان عشيقها، لم يصدق نفسه من هول الصدمة، ولكن الصدمة الأكبر كانت فى الشخص الذى وجده فى أحضان زوجته، حيث اكتشف أن زوجته تخونه مع زوج ابنتهما.

لم يتمالك الزوج نفسه، فتجمد الدم فى عروقه، واشتعلت نار الانتقام بداخله، وملأ الغضب صدره، وقام بالتعدى عليهما بالضرب، وفى ثوان معدودة قرر قتل المجنى عليه إلا أنه تمكن من الهرب.

جلس الزوج المكلوم، فى مواجهة قدرٍ لم تتخيله يومًا، ينظر لجدران منزله، وشريط ذكرياته مع زوجته يمر أمام عينيه، ظل يفكر لماذا تحولت الحياة الزوجية الهادئة إلى غضبٍ أعمى، وكيف استطاعت زوجته خيانته، وكيف سيواجه أهل قريته بالواقعة، وماذا ستفعل ابنته بعد أن تكتشف العلاقة المحرمة التى جمعت بين والدتها وزوجها، ليتخذ الزوج قرارًا لا عودة فيه، وهو قتل زوج ابنته.

ظل الزوج يفكر فى طريقة للانتقام لشرفه، وكيف يغسل عاره، فانتظر حتى صباح اليوم التالى، وذهب للمزرعة التى يعمل بها المجنى عليه، وظل متخفيًا بين الأشجار، ينتظر لحظة المواجهة الأخيرة. 

وفى اللحظة الحاسمة بينما كان المجنى عليه مستلقيًا ليستريح، باغته الأب بحجر ضخم، وسدد له ضربة قاتلة على الرأس، ولم يتركه إلا جثة هامدة، ليبقى بذلك الصمت شاهدًا وحيدًا على تلك الجريمة البشعة.

بدأت تفاصيل الواقعة بإخطارًا تلقاه اللواء أحمد شوقى، مدير أمن بنى سويف، من مركز شرطة الواسطى، يفيد بالعثور على جثة شاب يبلغ من العمر 28 عامًا، مصابًا بجروح غائرة فى الرأس داخل مزرعة بدائرة المركز.

على الفور انتقل المقدم عماد عثمان، رئيس مباحث المركز، لموقع الحادث، وبالفحص وإجراء التحريات، تبين أن وراء ارتكاب الواقعة والد زوجة المجنى عليه، وذلك بعدما شاهده فى وضع مخل مع زوجته «حماته».

وعقب تقنين الإجراءات، وإعداد الأكمنة اللازمة تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، مؤكدًا أنه شاهد المجنى عليه فى أحضان زوجته داخل منزل الزوجية.

وتابع الزوج المتهم فى أقواله، أنه حاول اللحاق بالمجنى عليه دون جدوى، ليعود فى اليوم التالى وينتظره داخل المزرعة حتى وجده نائمًا، فانهال عليه بحجر حتى فارق الحياة.

وبمواجهة العشيقة زوجة المتهم، أيدت ما جاء فى أقوال زوجها، تحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التى تولت التحقيقات.

مقالات مشابهة

  • فرص عمل للمصريين بلبنان براتب 500 دولار شهريا.. الشروط والمميزات وطريقة التقديم
  • شركات التجزئة الأمريكية تحذف ملايين المنتجات الإلكترونية الصينية من مواقعها
  • كرمانشاه تفتح أبوابها للشركات العراقية والكوردية وتحتفي بحلبجة
  • الحرب التجارية العالمية عادت بقوة.. ترامب يعلن فرض رسوم جمركية بنسبة 130% على الصين
  • 2513 وحدة سكنية للمصريين بالخارج..احجز في المرحلة الثانية من بيتك في مصر
  • طريقة حجز شقق ديارنا للمصريين بالخارج
  • بدء التسجيل في “جوي فوروم 2025”.. المنصة العالمية التي تجمع قادة الترفيه وأبرز المبدعين من حول العالم
  • 4 مصممين عرب يبهرون العالم في أسبوع باريس للموضة ربيع وصيف 2026
  • شركات الطيران تثمن جهود نيجيرفان بارزاني لرفع الحظر عن مطار السليمانية: ستسهم بتنشيط الحركة التجارية
  • قتل زوج ابنته بعد فضيحة مدوية داخل المنزل