جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-21@02:24:51 GMT

حَمَى الله الوطن

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

حَمَى الله الوطن

 

 

سعيد بن حميد الهطالي

saidalhatali75@gmail.com

تُعتبر سلطنة عُمان -بحمد الله- من البلدان التي أنعم الله عليها بالعديد من النعم؛ من أبرزها: نعمة الأمن والأمان؛ فهي تُعدُّ من أكثر الدول الداعمة لقضايا العدل والأمن والسلام، ومن أكثر الدول مناصرة لقيم الحق والمحبة والتسامح، ومن أكثر الدول مساهمة بشكل فعَّال في حل النزاعات الإقليمية والدولية عبر الدبلوماسية الهادئة والبناءة، ومن أكثر الدول تعزيزاً لمبادئ التعايش السلمي بين الدول، ونبذ أسباب التطرف والتعصب والعنف والكراهية والعداء، ومن الدول التي لعبت دوراً بارزاً في تعزيز الأمن العالمي من خلال  التعاون مع الدول الأخرى في مجالات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، والتزامها بتعزيز السلام والاستقرار العالمي، وقد عُرِف عن مجتمعها أنه من أكثر المجتمعات تماسكاً من الناحية الاجتماعية بفضل تمسك غالبية شعبه بدينه، وقيمه، وعاداته، وتقاليده، وروابطه الاجتماعية، وما يتمتع به العمانيون -بفضل الله- من سمعة أخلاقية حسنة وطيبة على مستوى العالم.

فمنذ بزُوغ فجر النهضة النهضة العمانية الحديثة بقيادة السلطان الراحل -طيّب الله ثراه- إلى عهد السلطان هيثم -حفظه الله ورعاه- وتلعب الأجهزة الأمنية المختصة، وقوات السلطان المسلحة دوراً محورياً في أداء واجبها الوطني المقدس، وذلك من خلال كفاءة استعداد رجالها المخلصين الذين يهدفون إلى حماية الوطن والمقيمين فيه على حد سواء، والعمل بجد وإخلاص في سبيل حماية مكتسباته، وصون إنجازاته المباركة، حيث تمتلك الدولة قوات أمنية مدربة ومجهزة بأحدث التقنيات للحفاظ على النظام وحماية الأفراد والممتلكات، بجانب تشجيع المجتمع على المشاركة في الحفاظ على الأمن من خلال مبادرات التوعية والتثقيف حول أهمية التعاون مع الجهات الأمنية في ظل تزايد التحديات الأمنية والتهديدات المحتملة التي تواجه المجتمعات المعاصرة.. وسلطنة عُمان ليست استثناء عن الذي يحدث في الدول الناجحة الآمنة المسالمة، فالتربص بالوطن ومحاولات تشويه صورته وزعزعة أمنه واستقراره ليس أمراً جديداً، لكنه بات يأخذ أشكالاً أكثر خطورة في عصر التقنية الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقاتها؛ حيث أصبح من السهل ترويج الشائعات، ونشر الأخبار الزائفة، والمعلومات المضللة بسرعة كبيرة مما يهدد استقرار المجتمع وأمنه؛ فهناك فئات ضالة معينة يطلق عليها "الذباب الإلكتروني" تسعى إلى زرع الفتن والخلافات بين أبناء الوطن، وتشويه الصورة الحقيقية للبلد لتحقيق مكاسب ضيِّقة على حساب المصلحة العامة؛ لذا فإن دور المواطن في مواجهة هذه التحديات أمر حيوي؛ بحيث يكون واعياً ومتيقظاً عند التعامل مع الأخبار المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من خلال اتباع بعض مما يلي:

1- التأكد من مصادر الأخبار التي يتلقاها، وعدم الانسياق وراء العناوين المثيرة دون التحقق من مصداقيتها.

2- إعمال الفكر والعقل وتحليل المعلومة بشكل نقدي؛ فالخبر المبالغ فيه وغير المعقول غالباً ما يكون غير صحيح.

3- الامتناع عن تداول أو إعادة نشر الخبر أو المعلومة بشكل عشوائي دون التحقق من صحة المصادر الموثوقة؛ تجنباً لنشر الشائعات والمعلومات المضللة.

4- إن حفظ الأمن واستدامته مسؤولية الجميع الذين يجب عليهم أن يقوموا بدورهم على أكمل وجه في جانب التوعية والتثقيف، فكل مؤسسة دينية أو تعليمية، أو إعلامية، أو اجتماعية، أو ثقافية، وكل رب أسرة، وكل مثقف، وكل مواطن مخلص غيور على وطنه ينبغي عليه تنوير المحيطين به حول مخاطر الأخبار الكاذبة، وكيفية التصدي لها، والتعامل معها.

5- التبليغ عن الأخبار المزيفة عبر الحسابات والصفحات التي تنشر الأخبار الكاذبة للمساعدة في الحد من انتشارها.

تلك الإجراءات إذا اتَّبعها الجميع يُمكن أن تشكل جداراً حصيناً ضد محاولات التشويه والتربص بالوطن، لأن الوعي الجمعي والتحلي بالمسؤولية يمكنان من حماية الصورة الحقيقية للوطن، وتعزيز وحدته واستقراره. وتبقى سلطنة عمان -بفضل قيادتها الرشيدة وتعاون شعبها- تواصل مسيرتها نحو تحقيق المزيد من الأمن والاستقرار والازدهار، وإن الجهود المبذولة لصون الأمن وحماية المنجزات الوطنية والحفاظ على حياة وسلامة المواطن والمقيم تُظهر مدى التزام الدولة باستتباب الأمن وتعزيز الاستقرار. لذا، علينا أن نجدد الدعاء دائما: "اللهم اجعل بلادنا آمنة مطمئنة رخاءً سخاءً واحفظها وسائر بلاد المسلمين من تربص المتربصين، وإيذاء المؤذين، وكيد الكائدين، وشر الحاقدين، وغدر الغادرين، ومكر الماكرين، وحسد الحاسدين، وافتراء المفترين، ولؤم المتآمرين، وظلم الظالمين"... اللهم آمين.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تقرير أممي :أكثر من 295 مليون شخص عانوا من الجوع الحاد العام الماضي

الثورة نت/..

كشف تقرير صادر عن الأمم المتحدة أن انعدام الأمن الغذائي الحاد وسوء تغذية الأطفال فاقم معاناة ملايين الأشخاص في بعض أشد مناطق العالم ضعفا للعام السادس على التوالي في عام 2024.

ووفقا للتقرير العالمي حول أزمات الغذاء استمرت الصراعات والصدمات الاقتصادية والظواهر المناخية المتطرفة والنزوح القسري في دفع عجلة انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في جميع أنحاء العالم، مخلفة آثارا كارثية على العديد من المناطق الهشة بالفعل.

وبحسب التقرير، فإنه في عام 2024، عانى أكثر من 295 مليون شخص في 53 دولة وإقليما من مستويات حادة من الجوع – بزيادة قدرها 13.7 مليون شخص عن عام 2023. ومما يثير قلقا بالغا تفاقم انتشار انعدام الأمن الغذائي الحاد، الذي بلغ الآن 22.6 بالمئة من السكان الذين تم تقييمهم. ويمثل هذا العام الخامس على التوالي الذي يظل فيه هذا الرقم أعلى من 20 بالمائة.

وتضاعف عدد الأشخاص الذين يواجهون جوعا كارثيا (المجاعة) – وهي المرحلة الخامسة من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي – بأكثر من الضعف خلال الفترة نفسها ليصل إلى 1.9 مليون شخص – وهو أعلى مستوى مسجل منذ أن بدأ التقرير العالمي حول أزمات الغذاء، عملية الرصد في عام 2016.

بلغ سوء التغذية، وخاصة بين الأطفال، مستويات عالية للغاية، بما في ذلك في قطاع غزة ومالي والسودان واليمن. وعانى ما يقرب من 38 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد في 26 أزمة غذائية.

ويسلط التقرير الضوء أيضا على زيادة حادة في الجوع الناجم عن النزوح القسري، حيث يعيش ما يقرب من 95 مليون نازح قسري – بمن فيهم النازحون داخليا وطالبو اللجوء واللاجئون – في دول تواجه أزمات غذائية مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية وكولومبيا والسودان وسوريا، من إجمالي عالمي قدره 128 مليون نازح قسري.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن هذا التقرير العالمي حول أزمات الغذاء يعد بمثابة “إدانة أخرى لعالم يسير بشكل خطير خارج المسار الصحيح. تتفاقم الأزمات طويلة الأمد الآن بسبب أزمة أخرى أحدث: الانخفاض الكبير في التمويل الإنساني المنقذ للحياة للاستجابة لهذه الاحتياجات. هذا أكثر من مجرد فشل في الأنظمة – إنه فشل في الإنسانية. الجوع في القرن الحادي والعشرين لا يمكن الدفاع عنه. لا يمكننا الاستجابة للبطون الخاوية بأيدٍ فارغة وعدم مبالاة”.

ووفقا للتقرير، ظل الصراع هو المحرك الرئيسي لانعدام الأمن الغذائي الحاد، حيث أثر على حوالي 140 مليون شخص في 20 دولة وإقليما. وقد تأكد حدوث مجاعة في السودان، بينما تشمل النقاط الساخنة الأخرى التي يعاني فيها الأشخاص من مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد قطاع غزة وجنوب السودان وهايتي ومالي.

مقالات مشابهة

  • البحوث الإسلامية يشارك بمؤتمر: «الإرهاب في غرب أفريقيا»
  • تقرير: الجزائر ضمن الدول المهددة في الأمن الغذائي والمغرب خارج القائمة
  • جولة ترامب في الخليج.. شراكات أكثر قوة تعزز الأمن الإقليمي
  • وزير الصحة يؤكد مشاركة دول إقليم شرق المتوسط نحو عالم أكثر أمانا صحيا
  • دعامي يحكي أنّ ظلمَ المليشيا بات أكثرُ فداحةً مِنْ ظلم الدولة التي قاتلها
  • أمير منطقة القصيم يكرم أكثر من 100 طالب متفوق بجائزة العبودي للمتفوقين بمحافظة المذنب
  • ماذا لو أحببنا الوطن.. .؟
  • الكائنات الغريبة التي لم نعهدها
  • تقرير أممي :أكثر من 295 مليون شخص عانوا من الجوع الحاد العام الماضي
  • عبد الله بوصوف يزور جماعة تمصلوحت ويقف على أهمية المقبرة اليهودية بأقريش