راشد بن حميد الراشدي
ما الذي يحدث في غزة؟ وما الجناية التي ارتكبها أهل غزة ليُحكم عليهم بالإعدام الفوري وبدون مُحاكمات لجرمهم إن كانت هناك جريمة أصلًا؟
ما الذي يحدث في غزة من إبادة وحشية تمارس عليهم صغارا وكبارا أمام مسمع ومرأى العالم وجريمتهم وجريرتهم أنهم أحرار! ما الذي يحدث في غزة والشهداء بعشرات الآلاف والدماء تسيل في الشوارع والأشلاء متناثرة بين الركام، ولا ضمير إنسانيًا يستصرخ هول ما يجري، والصمت مطبق على الجميع دون حراك أو لسان ينطق بالحق؟
ما الذي يحدث في غزة من جرائم مروعة ولا تحرك عربيًا ولا إسلاميًا ولا عالميًا يُنقذ المستضعفين من قصف بربري مجنون بلا رادع يؤدبه.
إنه عصر الفتن التي تموج بها الأرض ويتعالى فيها الظالم والطاغي على بني جنسه من البشر. ألم تصلكم الصور والمقاطع التي تمزق القلوب؟ ألم تصل لمسامعكم صراخات الأطفال والموجعين والضعفاء؟ ألم تروا ركام المباني وقد أصبح قاعًا صفصفًا؟ ألم تروا أهوال يوم القيامة تُصب كالحميم على رؤس الأبرياء من أهالي غزة الشرفاء فقط لأنهم طالبوا بالوطن وعزتهم؟
ما يحدث جريمةٌ كبرى يجب أن يُحاكم عليها العدو الغاشم وداعميه؛ بل يحاكم فيها العالم بأكمله على صمته ورضاه عما يحدث.
مجرمو الحرب والإبادة سيتجرعون الهزيمة والخزي لا ريب؛ فالأيام دول وقد قرُبت نهايتهم، هُم اليوم كالأفعى التي قُطعت رأسها، فتتلوى يمنة ويسرى.
ما يفعله المجرم نتنياهو اليوم من قتل وتهجير للأبرياء سيرتد وتده عليه بإذن الله، وستسطع شمس النصر غدًا كفلق الصبح، فاستيقظي يا أيتها الأمة النائمة فلقد بلغ السيل الزبى واقتحم النهر سدود الضلالة والظلام ولم يبق سوى دحره وانفجاره.
فاجعة مدرسة التابعين في غزة، عبرة لمن لم يعتبر بأن الصهيوني لا أمان له، وأنه إذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر، وهذه صفاتهم منذ عرفتهم الأرض وعاشرهم البشر؛ فهُم لا فضيلة لهم وهم خبثاء الأرض وأنجاسها، عاثوا في الأرض فسادًا ودمارًا حتى أصبح هذا ديدنهم وهذه عقيدتهم.
اليوم ندعو الله أن تستيقظ كل الأمم وتمسح غبار الذل عن نفسها وتتصدى لهذا العدو الجبان وأن يخرج الله من أصلابها من ينصره وينصر المستضعفين في غزة وفلسطين وبلاد العالمين من كيدهم، وأن يرتد كل ما فعلوه في نحورهم. لعنهم الله وأذلهم.
اللهم انصر إخواننا في فلسطين وغزة المحاصرين، واخزِ اليهود وشتت بهم، كما شتت بأشياعهم من قبل يا رب العالمين.. فما يحدث في غزة هو إبادة مع سبق الإصرار والترصد.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
دار الإفتاء: السيد البدوي من الأولياء وكتب الله له القبول في الأرض
أكدت دار الإفتاء المصرية، أن السيد البدوي من أولياء الله الصالحين، مشيرة إلى أن السيد أحمد البدوي رضي الله عنه عارفٌ إمامٌ مقرئٌ فقيهٌ من كبار علماء الأمة؛ فقد كان فقيهًا على مذهب الإمام الشافعي، وكان معتنيًا بكتاب "التنبيه" للشيخ أبي إسحاق الشيرازي.
جاء ذلك في إجابتها عن سؤال: «هناك مَن يدَّعي أن السيد البدوي ليس من الأولياء، وإنما كان مجذوبًا وليس وليًّا، فهل هذا صحيح؟ وكيف نرد على مَن يدَّعي ذلك؟».
من هو السيد البدويوذكرت دار الإفتاء، الاسم والنشأة لسيدي أحمد البدوي: هو السيد الشريف الحسيبُ النسيب، فرع الشجرة النبوية، وسليلُ البَضعة المصطفوية، أبو العباس شهاب الدين أحمد البدوي الحُسيني رضي الله عنه وأرضاه، المولود في فاس بالمغرب عام [596هـ]، والمتوفى في طنطا بمصر عام [675هـ]، المتصف بالصفات القويمة، والملقب بالألقاب الكريمة؛ كشيخ العرب، وأبي الفتيان، والمُلثَّم، والسطوحي، والسيد، وهو اللقب الملازم لاسمه الشريف، والذي صار في عرف أهل مصر عَلمًا عليه؛ بحيث ينصرف عند الإطلاق إليه، وهو ممَّن تربَّع على عرش الولاية الربانية، والوراثة المحمدية، وشهرته تغني عن تعريفه، وبركة سيرته تكفي في توصيفه، فهو قطب أقطاب الأولياء، وسلطان العارفين الأصفياء، وركن أقطاب الولاية لدى السادة الصوفية، وإليه تنسب الطريقة الأحمدية البدوية.
آلاف المريدين .. شوبير يعلق على احتفالات مولد السيد البدوي
ليس مصريا.. تعليق عمرو أديب على حضور 3 ملايين مواطن مواد السيد البدوي
زوار السيد البدوي يتمايلون فرحا بمديح ياسين التهامي بساحة المسجد الأحمدي بطنطا
مديح ياسين التهامي بساحة الأحمدي يشعل الأجواء في الليلة الختامية لمولد السيد البدوي
18 ماكينة طوارئ و75فنيا.. جنوب الدلتا تنجح في تأمين التغذية الكهربائية لمولد السيد البدوي
محافظ الغربية: العمل مستمر لتوفير الراحة والأمان لرواد مولد السيد البدوي
محمود التهامي يحيي الليلة الختامية لمولد السيد البدوي بطنطا
محافظ الغربية يتابع ميدانيًا انتظام الخدمات بمحيط مسجد السيد البدوي
محافظ الغربية يتابع ميدانيًا انتظام الخدمات بمحيط مسجد السيد البدوي..و يلتقي الزوار أثناء الاحتفالات
طنطا تتلألأ بنور مولد السيد البدوي.. عروس الدلتا تحتفي بروح الإيمان والمحبة
وأوضحت دار الإفتاء: أن السيد البدوي رضي الله عنه هو من الأولياء الذين كتب الله لهم القبول في الأرض عند العامة والخاصة، واتفق على إمامتِه الأكابرُ والأصاغر، وترجمه بذلك المؤرخون، والعلماء والحفاظ والفقهاء في كل القرون، ولم يختلف أحدٌ في فضله، ولا نازع عالمٌ في شرفه ونُبْلِه؛ بحيث إنَّ الناظر في سيرته عند أهل العلم لا يجد عالمًا ولا مؤرخًا إلّا ذكرَه بالسيادة، وكريم الإشادة، ولا يطالع إلّا مدْحَ شجاعتِه، ووصْفَ نجدته وفتوَّتِه، والثناءَ على كرمه وسماحتِه، والدعاءَ بنيل بركتِه والانتفاع بزيارته ومحبتِه.
والسيد البدوي رضي الله عنه من الأولياء الذين عمّر الله بهم البلاد، وزكّى بهم العباد، فمنذ حلَّ في طنطا -عام 634 من الهجرة النبوية الشريفة- بدأت تعمر محلتها، وتزداد شهرتها، وتكثر أبنيتها، وتتسع عمارتها، وأصبح يقصدها القُصَّاد، ويرتادها الرواد، ويأتيها الزوار والعُبّاد؛ فازدهت عمرانًا بشريًّا، ومركزًا تجاريًّا، ومزارًا إسلاميًّا يُقصَدُ للاحتفال بالمولد النبوي فيه من جميع الأنحاء، وتُشَدُّ له الرحال من سائر الأرجاء؛ وصار ذلك -كما يقول الحافظ ابن حجر العسقلاني فيما نقله عنه الإمام الشعراني في "الطبقات الوسطى" بخطه-: [يومًا مشهودًا؛ يقصده الناس من النواحي البعيدة، وشهرة هذا المولد في عصرنا تغني عن وصفه].
بركات السيد البدوي على طنطاوأكملت: ومن بركات السيد البدوي على طنطا: أنها صارت بقدومه إليها بلدًا علميًّا سامقًا ومعهدًا قرآنيًّا باسقًا، وصار تدريس القرآن والعلم فيها عريقًا، وازدانت بالعلماء والقُرّاء بريقًا؛ فنشأت فيها حركة علمية، ومنظومة تعليمية، ومدرسة قرآنية، صار فيها الجامعُ الأحمديُّ شقيقَ الجامع الأزهر، وانتسب إليه فطاحل العلماء والأولياء، وتخرّج منه كبارُ الفقهاء وأعاظم القُرّاء الذين تربعوا على عرش القراءة القرآنية؛ بحيث اشتهر بين علماءِ مصرَ قولُهم: "العلم أزهريٌّ، والقرآنُ أحمديٌّ"، وهي مقولة يأثرها القراء وعلماء القراءات عن شيخ المقارئ المصرية وإمام أهل القراءة في عصره ومصره العلامة شمس الدين محمد المتولي الكبير [ت: 1313هـ].
التبرك باسم السيد البدويوواصلت: وبلغ ممَّا وضعه الله لوليه السيد أحمد البدوي رضي الله عنه من القبول عند الخاصة والعامة: أن سمَّى العلماءُ أولادَهم العلماءَ باسمه ولقبه معًا "السيد البدوي" تيمنًا وتبركًا؛ حتى كثر ذلك في الناس: كالشيخ العلامة محمدَا بن أبي أحمد الأموي المجلسي الشنقيطي، وولده هو العلامة النسابة أحمد البدوي الشنقيطي المجلسي [ت: 1208هـ] صاحب نظم "عمود النسب"؛ حيث سمّاه ولقبه "بأحمد البدوي" تيمنًا باسم السيد البدوي ولقبه رضي الله عنه، كما ذكره صاحب "رياض السيرة والأدب، في إكمال شرح عمود النسب" (1/ 3، ط. دار الفتح).
واستطردت: وكإمام الجامع الأحمدي الشيخ إبراهيم بن إبراهيم الظواهريّ الشافعي [ت: 1325هـ]؛ فإنه سمى ولدَه "بمحمد الأحمدي" تيمنًا باسم السيد أحمد البدوي رضي الله عنه، وولدُه هو شيخ الإسلام الإمام الأكبر محمد الأحمدي الظواهري إمام الجامع الأزهر [ت: 1363هـ].
وختمت: وهذا كله من علامات القبول التي وعد الله تعالى بها أولياءَه وأهلَ رضاه؛ كما قال الله جل في علاه: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا» [مريم: 96].