الاعتماد على الذات الاقتصادية
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
عديدة هي الأسباب التي تجعل من بعض الحكومات الارتكان إلى العوامل الخارجيَّة لتبرير تعرُّضها للأزمات الاقتصاديَّة والفشل في إيجاد حلول ناجزة لأزماتها، ولتبرير ذلك كانت الأسباب موزَّعة بَيْنَ الأوبئة العالميَّة تارةً أو الحروب تارةً أخرى. المُهمُّ أن يكُونَ هناك سبب خارجي لا يُمكِن محاسبته أو الإشارة إليه.
ومع تعذُّر النظرة المستقبليَّة للتحسُّن الاقتصادي لتلك الدوَل، تلجأ عادةً إلى أسهل الحلول وهو إمَّا الاستدانة الخارجيَّة بالاقتراض عن طريق المؤسَّسات الدوليَّة، أو الجباية الضريبيَّة من أجْل سدِّ العجز المالي، ويطول الأمد مع هذه المُسكِّنات الوقتيَّة التي لا تصلح للأمد البعيد، خصوصًا أنَّها تؤثِّر في سوق العمل وموارد الدولة، وتثقل كاهل الميزانيَّة بالديون وفوائدها وموعد سدادها، وينتج عن ذلك بعض الاضطرابات المُجتمعيَّة التي يضطر معها النقد الأجنبي وأصحابه من رجال الأعمال إلى فرض الهروب أو اتِّباع التقشف الوظيفي فيكُونُ العجز في العملات الصعبة، وتآكل فرص وظيفيَّة جديدة كان من الممكن أن تجدَ لَها مكانًا في سوق العمل، إلى جانب لجوء بعض أصحاب الأعمال الصغيرة والتي لا تساعدهم الموارد في التعاطي والتماهي مع الجباية الضريبيَّة الجديَّة فيضطرون إلى الاستغناء عن بعض العمالة أو تقليل نشاط المؤسَّسة، أو غلقها نهائيًّا، وهذه التبعات هي الأكثر ضررًا للاقتصاد. كُلُّ هذه النتائج السلبيَّة للاقتصادات تكُونُ نتيجة طبيعيَّة لسوء القرار في اتِّخاذ المواقف الإيجابيَّة للتعامل مع الأزمات العالميَّة، سواء البيئيَّة أو التي تكُونُ نتيجة لتأثُّر التجارة العالميَّة بنشوب الحروب في أماكن مختلفة من المعمورة، لذلك ولتجنُّب هذه النتائج السلبيَّة يتعاظم أمْرُ البحث عن الحلول التي قامت بها بعض البلدان في الوقوف بجديَّة على مُقوِّماتها الحقيقيَّة فاعتمدت عليها بعيدًا عن الاستدانة بالقروض ورهن قرارات الدولة بعوامل خارجيَّة لا يهمُّها إلَّا حماية أموالها، فكانت الحلول ذاتيَّة أكثر مِنها تعاونيَّة، حتى أنَّ حلول الرؤية العلميَّة الصحيَّة لبرامج التعليم التي تتناسب مع سُوق العمل أصبحت غير نافعة؛ بسبب محاولات تخفيف التكدُّس إعمالًا لنصيحة البُعد الاجتماعي وتفضيل الدراسة عن بُعد، فخرج هذا الاقتراح من دائرة الاهتمام مؤقتًا عِند البعض.
إلَّا أنَّ الباحثين والخبراء يرون أنَّ هذا الطريق هو الأفضل اعتمادًا على الخبرات الدوليَّة والتجارب التي جسَّدت نجاحات مباشرة وتصدَّرتها بعض النماذج التي طبَّقتها في السابق، وأدَّى تطبيق خطط الإصلاح الاقتصادي الناجح بتحويل الطبقات المهمَّشة في هذه الدوَل إلى فئات عاملة تنتج وتسوِّق وتربح وتكسب قوتها، وتضيف لاقتصاد بلدانها الكثير من النجاحات، فتغلَّبت بلدان على أزمات الأوبئة بفضل اختصار مرحلة تحويل الأحلام الاقتصاديَّة إلى حقيقة، فإنَّ تلك الصعوبات سرعان ما ذلِّلت أمام برامج تعليميَّة ناجحة مع تطبيق محترف استطاع توظيف الطاقات العاملة. ساعدها في ذلك الاستعانة بالبرامج العلميَّة لدوَل متقدِّمة في الجانب الغربي من الكرة الأرضيَّة، استطاعت وضع برامجها التعليميَّة الصحيحة مع منظومة استثماريَّة تستفيد من كُلِّ موارد الدولة، ووضعها في إطار الصرف الصحيح من أجْل توفير المال اللازم لإقامة مناطق إنتاجيَّة تستطيع توفير متطلَّبات الأسواق المحليَّة لتحقيق الاكتفاء الذَّاتي أوَّلًا من السلع والخدمات، ثم الاتِّجاه بالخطَّة ثانيًا بتصدير الفائض إلى الخارج من أجْل زيادة الدخل القومي للبلاد. كُلُّ هذه التجارب تثبت أنَّ الارتكان إلى الاقتراض، سواء من الدوَل أو من المؤسَّسات الدوليَّة بشروطها ما هو إلاَّ هدم لمُقوِّمات أيِّ دولة تحلم بالنَّجاح عن طريق ذاتها.
جودة مرسي
godamorsi4@yahoo.com
من أسرة تحرير «الوطن »
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
44 مليون جنيه خدمات العلاج على نفقة الدولة بالمنوفية خلال شهر
شهدت مديرية الشئون الصحية بالمنوفية نشاطًا مكثفًا في خدمات العلاج على نفقة الدولة، تنفيذًا لتوجيهات الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، واللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية، لتقديم الرعاية الصحية المجانية للمواطنين غير القادرين.
وأوضح تقرير إدارة العلاج على نفقة الدولة، برئاسة الدكتورة فاطمة خلف، أن إجمالي قيمة المطالبات المالية خلال الشهر بلغت نحو 44، 601، 382 جنيهًا شملت المستشفيات الحكومية المركزية والجامعية والوحدات الصحية ومراكز الكُلى الخاصة.
كما بلغ عدد الفواتير الإلكترونية الواردة 11، 887 فاتورة من المستشفيات المركزية، و4، 697 فاتورة من الجامعية، و175 فاتورة من الوحدات الصحية، و24 فاتورة من مراكز الكُلى الخاصة.
وأشار التقرير إلى إصدار 5، 656 قرار علاج بالمستشفيات المركزية، و7، 366 قرارًا بالجامعية، و94 قرارًا بالوحدات الصحية خلال الشهر، بما يعكس حجم العمل المتزايد لخدمة المرضى، فضلًا عن عقد 22 مناظرة طبية والتعامل مع 4 شكاوى تم بحثها واتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها.
وأكد الدكتور عمرو مصطفى محمود، وكيل وزارة الصحة بالمنوفية، أن ما تحقق من إنجازات يعكس حرص المديرية على تنفيذ توجيهات القيادة السياسية ووزارة الصحة في دعم غير القادرين وتقديم الرعاية الصحية المجانية بجودة عالية، موجهًا الشكر لفريق إدارة العلاج على نفقة الدولة وجميع العاملين بالمنشآت الصحية، ومشددًا على مواصلة العمل بروح الفريق الواحد لتذليل أي عقبات وتسريع الإجراءات بما يضمن وصول الخدمة في أقصر وقت ممكن وبأعلى معايير الجودة والشفافية.