عربي21:
2025-08-03@02:56:32 GMT

هل يمكن تحقيق الأمن والسلام مع استمرار الاحتلال؟

تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT

يروج رئيس الوزراء الإسرائيلي وشركاؤه في الائتلاف الحكومي، الذين قتلوا حتى الآن أكثر من 41 ألف فلسطيني، ما يعادل أكثر من 120 ضحية يوميا منذ بدأت حرب غزة، معظمهم من الأطفال والنساء، أن إسرائيل تدافع عن نفسها.

وهو يقول: «نحن محاطون بأيديولوجية دموية يقودها محور الشر الإيراني». مضيفا «أن القتلة لا يفرقون بيننا.

إنهم يريدون قتلنا جميعا، يمينا ويسارا، علمانيين ومتدينين، يهودا وغير يهود، حتى النهاية».

وقد أكد في تصريحاته بعد عملية «جسر اللنبي» أن قوة الجيش الإسرائيلي هي التي تضمن بقاء إسرائيل. هذه التصريحات تحمل ثلاث رسائل لا لبس فيها. الأولى إنها تؤكد غرور القوة، وإنها الأساس في استمرار دولة العصابات الصهيونية. الثانية تسعى إلى بناء وحدة مجتمعية في مواجهة الانقسامات الداخلية، خصوصا بين العلمانيين والمتدينين. أما الرسالة الثالثة فإنها تمثل محاولة متكررة لخلط الأوراق، وتقديم مبررات لتوسيع نطاق الحرب في غزة والضفة الغربية، بإقحام إيران في حرب التحرير الفلسطينية.

ما يريده نتنياهو وحلفاؤه من ذلك هو تذويب القضية الفلسطينية في حرب دائمة، ينتهي فيها التركيز على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وفتح الباب لإقامة نظام إقليمي جديد تقوده إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة.

نتنياهو ليس وحده، بل هناك كثيرون معه في تغليب الحرب على السلام.

ويقدم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير مثالا من داخل الائتلاف الحاكم بقوله منذ أيام: «الحرب التي نخوضها ليست فقط ضد غزة وحزب الله، لكن أيضا هي حرب في يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية)».

كما قال إنه طلب من نتنياهو إدراج «النصر» «في يهودا والسامرة» كجزء من أهداف الحرب في غزة.

هذه التصريحات تقدم دليلا قاطعا على أن حكام إسرائيل هم الذين يتبنون أيديولوجية دموية قاتلة ضد الشعب الفلسطيني والشعوب المجاورة وليس العكس.

كما تقدم دليلا قاطعا على أن إسرائيل ترفض التعايش على أساس المساواة والاحترام المتبادل والتعاون مع الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة. وربما لا نبالغ إذا قلنا، إنه مع عودة العقيدة السياسية الإسرائيلية إلى جذورها الأولى، استخدام القوة في ارتكاب المجازر ضد الفلسطينيين واغتصاب أرضهم، التي قامت عليها الدولة بواسطة العصابات الصهيونية، فإنه ليس من الغريب أن تكون «القوة» هي محور وأساس استمرار سياسة القهر والاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة.

الأيديولوجية الدموية القاتلة في حقيقة الأمر هي أيديولوجية حكومة إسرائيل الصهيونية الدينية المتطرفة.

الأكثر من ذلك والأخطر، هو أن عودة العقيدة السياسية للدولة إلى جذور نشأتها بواسطة العصابات الصهيونية، خصوصا العقيدة الدموية للإرهابي الصهيوني الأول زئيف جابوتنسكي، قد أشعلت سباقا داخل النخبة السياسية الإسرائيلية ناحية الميل للتطرف الدموي واستمرار الحرب لكسب أصوات الناخبين.

وقد وصل هذا السباق إلى أن يتبنى سياسيون يتم تصنيفهم في «تيار الوسط» مثل بيني غانتس أحد منافسي نتنياهو، رؤية قريبة جدا من نتنياهو وبن غفير وسموتريتش. بيني غانتس قال في تصريحات أخيرة في مؤتمر الحوار الأمريكي – الإسرائيلي في واشنطن (MEAD) إن: «النصر الحقيقي (يقصد في حرب غزة) هو إعادة الرهائن إلى عائلاتهم والسكان إلى ديارهم. هذا هو أساس النصر».

أما بشأن الحرب نفسها التي يزعم الجيش الإسرائيلي أنها قضت على المقاومة عسكريا؛ فقال غانتس «سيستغرق الأمر عقدا آخر من العمليات (العسكرية) في غزة، لضمان عدم قدرة حماس على إعادة بناء قوتها». ومع أن الحرب في غزة لم تنته بعد فإن غانتس يطالب بتطوير العمليات العسكرية على جبهة الشمال قائلا: «يجب أن نتحرك الآن نحو قرار نضرب فيه بشكل استباقي (في لبنان) ردا على أي انتهاك أو تهديد لحدودنا، خاصة التهديد بالتسلل إلى مدننا». وأوضح: «يجب أن نضمن أن يتمكن السكان (النازحون من شمال إسرائيل) من العودة إلى ديارهم. يمكننا تحقيق هذا الهدف، حتى لو كان ذلك يعني الإضرار بلبنان نفسه.

لسوء الحظ، لا أرى طريقة أخرى». وقال إن قرار الأمم المتحدة رقم 1701، الذي كان من المفترض أن ينهي حرب لبنان الثانية، قد عفا عليه الزمن الآن». هذه الإشارة من جانب غانتس تعني دعوة صريحة إلى انتهاك قرار مجلس الأمن المذكور، وفتح الباب لحرب عدوانية شاملة ضد لبنان.

ومن الواضح تماما في الوقت الراهن أن فرص التوصل إلى اتفاق لإنهاء حرب غزة أصبحت منعدمة تقريبا، وأن إسرائيل تواصل ارتكاب مذابح قتل الفلسطينيين الأبرياء كل يوم.
شركاء الائتلاف الحاكم حريصون أشد الحرص على استفزاز الدول والشعوب المجاورة
وفي الوقت نفسه فإن شركاء الائتلاف الحاكم حريصون أشد الحرص على استفزاز الدول والشعوب المجاورة، بما فيها تلك التي ترتبط معها باتفاقيات للسلام. العلاقات مع الأردن تزداد سوءا، خصوصا مع انتهاك حرمة المسجد الأقصى يوما بعد يوم، واستخدام إجراءات قمعية على خط الحدود الذي تسيطر عليه القوات الإسرائيلية بدعوى مكافحة تهريب الأسلحة والمخدرات. كما أن العلاقات مع مصر تزداد احتقانا بسبب احتلال محور فيلادلفيا بواسطة القوات الإسرائيلية بأسلحتها الثقيلة من المدفعية والمدرعات، وغارات الطيران الإسرائيلي التي لا تتوقف بالليل أو النهار.

كما أن الاستفزازات ضد مصر لا تتوقف عند حدود اتهامها بالمسؤولية عن تهريب الأسلحة إلى غزة، وإنما تتضمن أيضا تغيير الحقائق على الأرض بتدمير منشآت معبر رفح على الجانب الفلسطيني، وإقامة تحصينات عسكرية دائمة على محور فيلادلفيا، وهو المفترض ان يكون منطقة عازلة منزوعة السلاح.

ويرى كثيرون في مصر أن الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الأركان المصري إلى القوات الموجودة على الجانب المصري قبالة المحور، كان الغرض منها هو امتصاص غضب الجنود، وتأكيد تصميم مصر على إلزام إسرائيل باحترام بنود معاهدة السلام، بما فيها حظر وجود قوات إسرائيلية ثقيلة التسليح على طول المحور.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد عقد اجتماعا للحكومة الأمنية الإسرائيلية على أرض محور فيلادلفيا تم فيه التصويت لصالح خطة البقاء عسكريا في المحور ونقل معبر رفح إلى داخل إسرائيل.

وأعلن فيه أن القوات الإسرائيلية لن تنسحب من هناك لا بعد 42 يوما ولا 42 عاما. وأعاد التأكيد على ذلك في المؤتمر الصحافي العبري الذي عقده يوم 2 من الشهر الحالي، وفي كل تصريحاته اللاحقة. وقد أضاف وزير المالية سموتريتش خطا أحمر آخر يعارض الانسحاب من «محور نتساريم» الممتد في وسط غزة، من الحدود إلى البحر.

إن البيانات السياسة الصاخية لن تنهي الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية، كما لن تنفع صيحات الاحتجاج الدبلوماسية، ولا المؤتمرات والقرارات الدولية.

هذا لا يعني التقليل من شأن هذه الأدوات في الدبلوماسية الرسمية والشعبية، لكنه يعني أنها مجرد عوامل مساعدة. أما العوامل الرئيسية الفاعلة فإنها تلك التي تستهدف إجبار إسرائيل على الانسحاب من الأرض المحتلة. هذا يستلزم ألا يكون الفلسطينيون وحدهم، وأن يواجهوا القوة الإسرائيلية بما استطاعوا من القوة، وأن يواجهوا الوحشية الإسرائيلية بالصمود، وأن يواجهوا دبلوماسية الكذب ومحاولات تغيير الحقائق بإعادة التأكيد على التمسك بحقوقهم الشرعية، وعلى رأسها الحق في الدولة.

إسرائيل لن تنجح أبدا في خلق وضع آمن مع استمرار الاحتلال

إن ما يحدث الآن في الضفة الغربية، وفي قطاع غزة وفي شمال إسرائيل، يؤكد أن إسرائيل لن تنجح أبدا في خلق وضع آمن مع استمرار الاحتلال، وأن الخيار اليوم أو غدا هو بين تحقيق الأمن أو استمرار الاحتلال، وأن حصول إسرائيل على كل منهما في وقت واحد مستحيل.

فلتجعل مقاومة الاحتلال من إسرائيل دولة فاشلة، عاجزة عن حماية ما تقول عنه إنها حدودها مع العالم الخارجي. ولتجعل منها دولة فاشلة في توفير «الأمان» لمواطنيها، خصوصا على خطوط المواجهة وخطوط التماس مع الاحتلال. ولتجعل منها دولة فاشلة في تحييد أثر الإسراف في الإنفاق العسكري على مستوى الرفاهية المتاح لمواطنيها. ولتجعل منها دولة تكون شرعيتها محل تساؤل في نظر مواطنيها وفي نظر العالم كله.

ولتجعل المقاومة الفلسطينية من أيديولوجية إسرائيل العدوانية العنصرية موضوعا لسخرية شعوب العالم، خصوصا «الجيل زد» صانع المستقبل، الذي يقود موجات الاحتجاج ضد الوحشية الإسرائيلية وضد حرب الإبادة ضد الفلسطينيين.

«الجيل زد» الذي يرفع علم فلسطين، ويفخر بارتداء الكوفية الفلسطينية، ويفرح بالغناء والرقص والموسيقى بصحبة التراث الفلسطيني في احتفالات التخرج ومهرجانات الجامعات في كل أنحاء العالم، يزعزع شرعية سياسة إسرائيل، وينسف كل الأكاذيب التي ترددها الحكومة الإسرائيلية ومعها اليمين المتطرف في الولايات المتحدة والعالم، ويرفض زعم أنها تدافع عن نفسها في غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان.

إسرائيل دولة محتلة، ولن تستطيع أن تحصل على الأمن مع الاحتلال. ولن يزول الاحتلال بالتواطؤ مع المحتل أو إثابته، وإنما يزول الاحتلال بالمقاومة.

القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة نتنياهو الاحتلال المقاومة العدوانية غزة نتنياهو الاحتلال المقاومة العدوان مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة استمرار الاحتلال أن إسرائیل فی غزة حرب فی

إقرأ أيضاً:

تحول لافت في الرأي العام الأمريكي.. 60% ضد استمرار الحرب في غزة

كشف استطلاع رأي أمريكي جديد انخفاض نسبة تأييد الأمريكيين لحرب الاحتلال الإسرائيلي في غزة بنسبة 10 بالمئة لأدني مستويات منذ تشرين الثاني / نوفمبر 2023.

وبحسب مؤسسة غالوب التحليلية الأمريكية جاء نسبة مؤيدي الحرب على غزة إلى 32 بالمئة وهي أدنى نسبة منذ أن طرح المؤسسة ذاتها هذا السؤال لأول مرة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، فيما وصلت نسبة رفض العمل العسكري الآن إلى 60 بالمئة.

وأجرت المؤسسة هذا الاستطلاع في الفترة من 7 إلى 21 يوليو الجاري، مع دخول الحرب على غزة شهرها الحادي والعشرين، حيث أيد الأمريكيون عمليات الاحتلال في غزة في قراءتها الأولية عام 2023، ومنذ ذلك الحين، تجاوزت نسبة رفض العمل العسكري نسبة الموافقة في كل استطلاع، حيث بلغت ذروتها عند ٥٥ بالمئة في أذار/ مارس 2024 قبل أن تنخفض إلى ٤٨ بالمئة في قراءتين لاحقتين من العام.

انقسام حاد بين الأمريكيين حول تصرفات الاحتلال

ويعود انخفاض نسبة التأييد إلى انخفاض بنسبة 16 بالمئة بين كل من الديمقراطيين والمستقلين، كما هو الحال منذ بداية الحرب، حيث يبدي المستقلون (25بالمئة) تأييدا أعلى من الديمقراطيين (8 بالمئة)، لكن كلا المجموعتين تسجل حاليا أدنى مستوياتها حتى الآن. في المقابل، يعرب 71 بالمئة من الجمهوريين عن تأييدهم للتدخل الإسرائيلي في غزة، بزيادة عن 66 بالمئة في إيلول/ سبتمبر.


وسأل استطلاع تموز / يوليو أيضا عن تأييد الحرب الإسرائيلي التي استهدفت مواقع التخصيب النووي والمواقع العسكرية المشتبه بها في إيران. حيث أعرب 38 بالمئة من الأمريكيين عن تأييدهم لهذا التدخل العسكري؛ بينما يعارضه 54 بالمئة، ويُؤيده 78 بالمئة من الجمهوريين، و31 بالمئة من المستقلين، و12بالمئة من الديمقراطيين.

ومن ناحية أخرى تتباين التقديرات حول مدى تأثير الهجوم على قدرة إيران على تطوير سلاح نووي، إلا أن المخاوف من أن هذا العمل، الذي تضمن مساعدة عسكرية من الولايات المتحدة، قد يشعل حربا أوسع نطاقا لم تتحقق.


تقييم نتنياهو سلبي من غالبية الأمريكيين لأول مرة

وينظر 52 بالمئة من الأمريكيين إلى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نظرة سلبية، وهو أعلى تصنيف سلبي له منذ عام 1997. وتبلغ نسبة تأييده 29 بالمئة، بينما لا يملك 19 بالمئة من البالغين الأمريكيين أي رأي فيه.


حتى كانون الأول/ ديسمبر 2023، كانت نظرة الأمريكيين إلى نتنياهو أكثر إيجابية من نظرتهم السلبية، باستثناء عام 1997، عندما كان أقل شهرة، في استطلاع كانون الأول / ديسمبر 2023، تجاوزت نسبة التأييد السلبي لنتنياهو بكثير نسبة التأييد التي بلغت 33بالمئة، مع إظهار الاستطلاع الحالي استمرار تدهور صورته.

وتضاعفت نسبة التأييد السلبي لنتنياهو تقريبًا منذ عام 2019، وهي آخر قراءة قبل بدء الحرب، وقد رافق ارتفاع معدلات عدم التأييد انخفاضات مماثلة تقريبا في نسبة شعبيته (انخفاض 11 نقطة) ونسبة الذين ليس لديهم رأي في الزعيم الإسرائيلي (انخفاض 14 نقطة).

وخلال الفترة الميدانية للاستطلاع، زار نتنياهو الولايات المتحدة للقاء الرئيس دونالد ترامب وقادة سياسيين آخرين، ورغم أن إدارة ترامب واصلت جهودها للتوصل إلى وقف إطلاق نار إلا أن نتنياهو غادر واشنطن دون التوصل إلى اتفاق.

مقالات مشابهة

  • صحف عالمية: إسرائيل أصبحت علامة سامة ولا يمكن الدفاع عما تقوم به
  • أزمة حادة بين زامير ونتنياهو بشأن استمرار الحرب على غزة
  • من التهديدات إلى الادعاءات الجنسية.. هكذا أحبِط تحقيق كريم خان بجرائم حرب الاحتلال
  • عاجل | القناة 12 الإسرائيلية: إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي في أعقاب إطلاق الصاروخ من اليمن
  • المستشار الإعلامي السابق لوزير جيش الاحتلال: الحرب حوّلت “إسرائيل” إلى شرير العالم وعزلتها 
  • مستشار الأمن القومي الأميركي السابق يدعو إسرائيل لإنهاء الحرب على غزة
  • تحول لافت في الرأي العام الأمريكي.. 60% ضد استمرار الحرب في غزة
  • صفقة بـ25 مليار دولار.. بالو ألتو الأمريكية تستحوذ على سايبر آرك الإسرائيلية
  • أهداف الحرب الإسرائيلية في غزة تتلاشى وسط وعود فارغة
  • اقتسام السلطة واحتساب الشعب