الوطن:
2025-08-16@04:31:53 GMT

محمد مغربي يكتب: مصر الأفضل عالمياً في الأمن السيبراني

تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT

محمد مغربي يكتب: مصر الأفضل عالمياً في الأمن السيبراني

لا يعترف التاريخ بالماضى، فالحاضر هو الأقوى والأكثر مصداقية، والحاضر يقول إن مصر فى مجال الأمن السيبرانى قد تفوّقت على دول مثل الصين والهند وفرنسا وألمانيا، بكل ما تملكه هذه الدول من إمكانات ضخمة وتمويلات فلكية لا تحصل «القاهرة» على ربعها، كما يوضح الحاضر أيضاً أن مصر لا يساويها فى هذا المجال الآن سوى أمريكا وكوريا الجنوبية وإنجلترا وسنغافورة والإمارات، وهى ما بات يُطلق عليها «الفئة العليا».

ما سبق ليس مجرد كلام أو حتى تصريحات من مؤسسة مصرية أو عربية، بل هذا ما أثبته المؤشر العالمى للأمن السيبرانى (GCI) الصادر عن الاتحاد الدولى للاتصالات 2023 - 2024، وفيه احتلت مصر صدارة القائمة مع دول قليلة جداً بعد أن تمكنت القاهرة من تحقيق 100 نقطة وفق معايير الاتحاد، مما يعنى إنجازاً مصرياً وعربياً كبيراً.

ويتم تصنيف الدول بالمؤشر الذى يصدر كل عامين، بناءً على قدرتها على حماية أنظمتها المعلوماتية من التهديدات السيبرانية، ومدى الاستعداد لأى طارئ، ويُعتمد فى ذلك على خمسة معايير، منها السياسات التنظيمية والتشريعات والإطار المؤسسى وبناء القدرات البشرية وتوافر القدرات التقنية والفنية اللازمة والتعاون مع الدول والمنظمات الدولية.

وتشمل هذه المعايير إقرار الدولة لاستراتيجيات وطنية للأمن السيبرانى، ومدى قدرة الدولة على إدارة الحوادث السيبرانية وسرعة التصدى لأى حوادث أمنية، إضافة إلى تعاون الدولة مع غيرها من خلال مشاركة المعلومات مع الهيئات العالمية، وكذلك مدى توفّر البرامج التدريبية وورش العمل للأفراد والمؤسسات. كما تشمل معايير المؤشر العالمى للأمن السيبرانى أيضاً مدى الوعى العام بالأمن السيبرانى داخل كل دولة، ومدى دعم الأبحاث، بجانب التشريعات والسياسات الخاصة بهذا القطاع، وكذلك البنية التحتية التقنية التى تساعد فى حماية البيانات والشبكات. وإذا كانت هذه هى المعايير، فإن مصر التى حصدت 100 نقطة تمكّنت من تحقيقها جميعاً، ما يعنى شهادة عالمية بقوة المؤسسات المصرية وخطواتها التى بدأت فى 2023 بوضع استراتيجية وطنية للأمن السيبرانى، استهدفت سياسات الأمان وتحسين حماية البيانات الشخصية وأمن الذكاء الاصطناعى وأمن الإنترنت للأشياء «IOT» وتوسيع نطاق الحماية.

كما أصبحت مصر من الدول التى تملك فرقاً قوية للاستجابة لأى طارئ، بما فى ذلك الأنظمة المتطورة لرصد التهديدات وإدارة الأزمات، إذ تم تجهيز 5 فرق استجابة متخصّصة للطوارئ، إضافة إلى تدريب أكثر من 100 متخصّص فى هذا المجال، وكذلك تحسين وإنشاء مركز استجابة للطوارئ، يشمل نظام إنذار مبكر متقدماً، مما أدى إلى التعامل مع 1500 حادثة سنوياً، مقارنة بألف حالة خلال السنوات السابقة. أما فى ما يخص محور التعاون الدولى، فخلال العام الماضى شاركت مصر فى الكثير من النشاطات الدولية الخاصة بمنظمات الأمن السيبرانى العالمى وتطبيق الاتفاقيات الدولية الخاصة بهذا الشأن، وقد وقّعت مصر 8 اتفاقيات تعاون جديدة بين عامى 2022 - 2023، كما شاركت فى 10 مبادرات عالمية، مقارنة بـ5 فقط فى السنوات الماضية. ولم يكن ذلك ليؤتى ثماره إلا بوجود كوادر بشرية مؤهلة، لذلك تم تنظيم برامج تدريبية وورش عمل متكرّرة لرفع مستوى الوعى والقدرات بمجال الأمن السيبرانى، وقد وصل عدد الورش إلى 60 ورشة فى 2023، مقارنة بـ40 دورة فى 2020 مع تدريب أكثر من 2000 موظف ومختص، وإدخال 3 برامج شهادات احترافية جديدة، مما ساعد فى رفع المهارات.

وكذلك أيضاً طوّرت مصر قوانينها لدعم الأمن السيبرانى وإدارة التكنولوجيا بشكل آمن، فتم تعديل وتحديث 5 قوانين لتتماشى مع المعايير الدولية، بجانب إدخال 4 تنظيمات جديدة لحماية البيانات وإدارة المخاطر، بجانب استثمار نحو 50 مليون دولار فى البنية التحتية لدعم الحماية الفعّالة للبيانات والشبكات، وتحديث 200 نظام أمنى، بجانب إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعى وتحليل البيانات الكبيرة فى 30% من الأنظمة السيبرانية، مما ساعد فى تحسين الكشف عن التهديدات.

على الناحية الأخرى، نظّمت مصر 20 حملة توعية على مستوى البلاد فى 2023، مقارنة بـ10 حملات فى 2020، مما ساعد فى رفع مستوى الوعى العام، كما خصّصت 10 ملايين دولار لتمويل الأبحاث فى مجال الأمن السيبرانى، بزيادة قدرها 50% عن التمويل السابق.

بالإضافة إلى ذلك، كان دور «EG-CERT» لافتاً لتحقيق هذا الإنجاز، فمن خلاله تمكّنت مصر من تطوير الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبرانى، وتنفيذ الكثير من المبادرات والبرامج التى تدعم معايير الأجندة العالمية، بما فى ذلك تحسين قدرات الاستجابة للطوارئ وتنظيم ورش العمل والتدريب وتطوير سياسات وإجراءات الأمن السيبرانى. وكذلك أيضاً ساهمت «EG-CERT» فى العمل على تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية والهيئات المتخصّصة، مما ساعد فى تبادل المعرفة والخبرات، وتقديم تقارير وتحليلات دقيقة حول التهديدات السيبرانية، مما أسهم فى تحسين الاستجابة الوطنية، إضافة إلى تحسين وتطوير البنية التحتية، مما أسهم فى رفع تصنيف مصر على المؤشر العالمى وتحقيق نتيجة متميزة.

وهكذا خاضت مصر ملحمتها الخاصة حتى أصبحت ضمن أوائل الدول فى مجال الأمن السيبرانى، وهى مرحلة لا يصل إليها الكثيرون، وهو ما يعنى إنجازاً يجب الاحتفاء به وتسليط الضوء عليه، بل والعمل على تطويره أكثر فى عالم يُشكل الأمن السيبرانى مستقبله خلال العقود المقبلة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأمن السيبراني الأمن السیبرانى

إقرأ أيضاً:

محمد مندور يكتب: الفتاوى في عصر الذكاء الاصطناعي

منذ تأسيسها، أخذت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم على عاتقها مهمة توحيد الرؤية الإفتائية عالميا، وتطوير أدوات الفتوى بما يتناسب مع التغيرات الاجتماعية التكنولوجية. لكن الذكاء الاصطناعي يشكل تحديا كبيرا امام الفتاوى والمفتين في مختلف أنحاء العالم.

لذا كان من الذكاء ومواكبة أحداث العصر اختيار موضوع المؤتمر الدولي العاشر للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تحت عنوان " صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي" ، والذي أقيم بالقاهرة برعاية من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة أكثر من 80 دولة، ضمت كبار المفتين وعلماء وخبراء متخصصين في الشريعة والتكنولوجيا.

 جاء هذا المؤتمر بموضوعه الاستشرافي ليؤكد على أهمية إعداد مفتي قادر على الجمع بين التعمق في العلوم الشرعية والإلمام بالتقنيات الحديثة، بما يضمن إصدار فتاوى رصينة تراعي الواقع وتستشرف المستقبل.

في نفس الوقت يناقش تحدي الذكاء الاصطناعي في التعامل مع الفتاوى التي يطلبها مستخدموه.

الحقيقة ان الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، بقيادة فضيلة الدكتور نظير محمد عياد مفتي الديار المصرية، استطاعت أن تجعل من المؤتمر منصة حوارية كبرى تربط بين عراقة العلوم الشرعية وحداثة التقنيات الرقمية، وتفتح الباب أمام أجيال جديدة من المفتين للتعامل الواعي مع أدوات الذكاء الاصطناعي، مع الحفاظ على الضوابط الشرعية والمنهجية العلمية الأصيلة.

اللافت أيضا ذلك الدور الذي يقوم به الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية والأمين العام للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم. حيث قدم عرضا حظي بإشادة واسعة تناول فيه رؤية متكاملة لصناعة المفتي الرشيد في زمن التحولات الرقمية، وضرورة تسليح المفتين بالمهارات التقنية والمعرفة العميقة بمستجدات وتطورت العصر، مع الالتزام بالمنهج الوسطي الذي يحقق مقاصد الشريعة ويحمي المجتمعات من الفتاوى المتشددة أو المنفلتة أو الخاطئة.

الحقيقة ان الإشادة بالجهد الكبير الذي تبذله الأمانة العامة تحت قيادته في تطوير برامج التدريب، وإطلاق مشروعات رقمية إفتائية، وبناء قواعد بيانات متطورة للفتاوى، بما يواكب سرعة التغير في عالم المعلومات، أمر ليس بغريب، فنحن أمام منظومة تسعى لبناء متخصصين في الفتوى يتفاعلون مع المستقبل.

بشكل عام، المؤتمر خرج بعدد من التوصيات الهامة، أبرزها ادماج التقنيات الذكية في منظومة الإفتاء، وانشاء برامج تدريبية متخصصة تجمع بين العلوم الشرعية والتقنية، وتعزيز التعاون الدولي بين دور الإفتاء لتبادل الخبرات ومواجهة التحديات المشتركة.

فالحقيقة التي لا يمكن أن نغفلها هي أن صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي لم تعد خيارا بل ضرورة حتمية.. فالجمع بين الأصالة والمعاصرة هو السبيل لضمان استمرار رسالة الإفتاء في خدمة الناس.

طباعة شارك الإفتاء مؤتمر الفتوى الذكاء الاصطناعي

مقالات مشابهة

  • نحو مجلس نواب جديد
  • مختص: إدراج منهج الأمن السيبراني خطوة مهمة لتوعية الأجيال وتأهيلهم
  • «الأمن السيبراني» تعزز ثقافة السلامة الرقمية
  • د. محمد بشاري يكتب: الإفتاء في زمن الذكاء الاصطناعي
  • محمد مندور يكتب: الفتاوى في عصر الذكاء الاصطناعي
  • الزراعة والري تبحث مع وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر عمليات الأمن الاقتصادي
  • أكاديمي: إدراج منهج الأمن السيبراني يسهم في التطوير ويعزز تأهيل الكوادر لسوق العمل
  • برعاية SEASHORE.. صيفي الخور ينظم ورشتين حول الأمن السيبراني
  • شركة SonicWall توسع نطاق حلول الأمن السيبراني مع الجيل التالي من جدران الحماية الجديدة وخدمات الإدارة الموحدة والتكنولوجيا المتكاملة
  • «الأمن السيبراني»: تحذير أمني «عال الخطورة» بشأن ثغرات أمنية في منتجات «Foxit»