موقع 24:
2025-06-21@06:43:12 GMT

مشهد انتخابي استثنائي

تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT

مشهد انتخابي استثنائي

للوهلة الأولى، تبدو جوانب التناظر بين مرشحي الانتخابات الرئاسية الأمريكية الجارية، الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس، وكأنها تدور تماماً في فلك الشؤون الداخلية.

على أن التحرر من هذا الانطباع، الناشئ عن التصور المستقر لتقاليد الاجتماع السياسي الأمريكي، التي عادة ما تمنح الأولوية المطلقة لاجتذاب أصوات الناخبين، عبر مغازلة الاهتمامات اللصيقة بحياتهم اليومية، يوحي بأن خطابات المرشحين في حملة 2024 تحوي هوامش واسعة لقضايا هي من صميم السياسة الخارجية.

وتقديرنا أن الشق الأكبر من هذه الظاهرة، يتعلق بتداعيات وأصداء حربي أوكرانيا وغزة.
لا يملك المتنافسون على تسيّد البيت الأبيض ترف التغاضي عن تفاعلات حربين داميتين، تدور رحاهما في ميدانين موصولين وثيقين بمصالح أمريكية حيوية.. أولهما، الميدان الأوروبي، بكل ما يعنيه التكاسر فيه مع القطب الروسي، ومحازبيه، بالنسبة لمستقبل الصراع على قمة النظام الدولي برمته.
وفي القلب من حسابات هذا التكاسر وحساسياته، حدود الدور الذي تضطلع به واشنطن، لدعم شركائها في دائرة الغرب بعامة وفي حلف «الناتو» الذي تقوده خصوصاً.. وذلك دون الوصول إلى نقطة الصدام الصريح مع موسكو.
وثانيهما، ميدان الشرق الأوسط، الذي تمارس فيه واشنطن سياسة شبه أكروباتية على حبل مشدود، تحاول من خلالها التوفيق شبه المستحيل بين الإسناد اللا مقطوع واللا ممنوع للطرف الإسرائيلي، رغم اقترافه كل المحرمات القانونية والأخلاقية، وبين مقتضيات «الوساطة النزيهة»! بهذا الخصوص يمكن المجادلة بأنه من السهل سبر أغوار سياسة ترامب ونياته ومواقفه المحتملة تجاه هذين الميدانين، بالنظر إلى تجربته الرئاسية السابقة، وطبيعة شخصيته الصدامية التي دأبت على البوح بالمكنونات بشكل صريح.
الانطلاق من هذه القناعة، التي تأكدت في مناظرته مع هاريس، يقود إلى الاعتقاد أن الرجل، إذا ما عاد إلى البيت الأبيض، لا يضمر التخلي عن منظوره السلبي تجاه العلاقة مع الشركاء الأوروبيين، داخل «الناتو» وخارجه.. لقد سبق له الاستخفاف بالأعباء الأمنية والاقتصادية المالية التي يتحملها الأوروبيون، مقابل النفقات والأدوار متعددة الأنماط التي بذلتها واشنطن مطولاً لأجل حمايتهم.
وفي حملته الانتخابية الراهنة، ما زال يردد هذه المعاني، وزاد عليها أنه لو كان رئيساً في العام 2022، ما كان لحرب أوكرانيا أن تندلع، وإذا ما ظفر بكرسي الرئاسة مجدداً، فإن لديه القدرة على وقفها في 24 ساعة! وعندما سئل عن كيفية تحقيق هذا الهدف السحري أجاب، على طريقة الحواة، بأنها ورقة سيخرجها في حينها.
وبالنسبة لحرب غزة، لا تختلف مواقفه كثيراً عما عهدناه منه كرئيس سابق.. فهو وإن كان يدعو بنعومة إلى وقف الحرب، إلا أنه مع دعم إسرائيل بلا حدود، بل ويراها دولة صغيرة الحجم، بما يدعو للتأمل في المغزى الخطير لهذه العبارة.
بخطابه شبه الشعبوي، يستميل ترامب عواطف الناخبين من معتنقي الأفكار الانعزالية واللوبيات الصهيونية اليهودية والمتصهينة غير اليهودية، ويرضي على نحو ما نوازع الروس وقوى التطرف اليميني والقومي الأوروبي الصاعدة..
لكنه يعمق مخاوف الأوكران، ويستفز دوائر الناتو، ويؤجج غضب الفلسطينيين وكل المتحرقين لوقف مقتلة غزة. وفي حين تتخذ هاريس موقفاً أقرب إلى معاكسته في الشأن الأوروبي، فإنها تكاد تتوافق معه، إلا قليلاً، فيما يخص غزة والقضية الفلسطينية. فهي تدافع عن شراكة متينة مع الأوروبيين عبر الأطلسي، وتمقت معايرتهم بالمدد الأمريكي.
في كل حال، يظل من الخطأ بمكان تشوّف سياسات ترامب ومواقفه الخارجية المحتملة، بحسب الخطوات التي اشتقها أثناء ولايته الأولى.. هناك معطيات استجدت لا يمكن له، ولا للمؤسسات الأمريكية تخطيها، منها مثلاً الاعتقاد المبرر بأن الخطر الروسي بات حاضراً بقوة في الرحاب الأوروبية وغيرها، ولم يعد مجرد توقع يتداوله المنظرون الاستراتيجيون. ومنها الاحتجاجات الطلابية، وبالتداعي الشبابية، ضد التنكيل الإسرائيلي بغزة وفلسطين.. الأمر الذي غاب عن الساحة الأمريكية منذ حرب فيتنام.
ولا يصح في الوقت ذاته، قياس توجهات هاريس في البيت الأبيض، طبقاً لما كان عليه الحال، يوم كانت وفريقها ظلاً للرئيس بايدن.. ذلك لأن تصرفات القادة والزعماء تظل محفوفة بالبصمات الشخصية، مهما كان تأثير المؤسسات والثوابت المؤسساتية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية

إقرأ أيضاً:

إسبانيا ترفض خطة الناتو لإنفاق دول الأعضاء 5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع

يونيو 19, 2025آخر تحديث: يونيو 19, 2025

المستقلة/- رفض رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، اقتراح حلف شمال الأطلسي (الناتو) بزيادة إنفاق الدول الأعضاء على الدفاع إلى 5% من ناتجها المحلي الإجمالي، قائلاً إن الفكرة “ليست غير معقولة فحسب، بل ستؤدي إلى نتائج عكسية أيضاً”.

وأكد سانشيز أنه لا يسعى إلى تعقيد قمة الناتو المقررة الأسبوع المقبل في لاهاي، لكنه يرغب في وجود “صيغة أكثر مرونة” تجعل الهدف اختيارياً أو تسمح لإسبانيا بالانسحاب.

ويشير الاقتراح – الذي قدمه الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، رداً على مطالب دونالد ترامب بتحديد هدف بنسبة 5% – إلى موافقة الدول الأعضاء على زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 3.5% من ناتجها المحلي الإجمالي، والالتزام بنسبة 1.5% إضافية للإنفاق الأمني ​​الأوسع.

وفي رسالة إلى روته صدرت يوم الخميس، شكك سانشيز في العواقب المحتملة لمثل هذه الزيادة، قائلاً إنها ستتعارض مع سياسة الدولة الإسبانية ورؤيتها للعالم.

وقال: “إن الالتزام بهدف 5% لن يكون غير معقول فحسب، بل سيُؤدي إلى نتائج عكسية أيضًا، لأنه سيُبعد إسبانيا أكثر عن الإنفاق الأمثل، وسيُعيق جهود الاتحاد الأوروبي المستمرة لتعزيز منظومته الأمنية والدفاعية”.

وأضاف: “من حق كل حكومة أن تُقرر ما إذا كانت مستعدة لتقديم هذه التضحيات أم لا. وبصفتنا حليفًا ذا سيادة، فإننا نختار عدم القيام بذلك”.

تتخلف إسبانيا حاليًا بشكل كبير عن الدول الغربية الأخرى، إذ تُخصص حوالي 1.3% فقط من ناتجها المحلي الإجمالي للإنفاق الدفاعي، وهو أقل بكثير من هدف الناتو الحالي البالغ 2%. وقد اقترحت هدفًا قدره 2.1%.

قبل شهرين، أعلن سانشيز عن “خطة صناعية وتكنولوجية للأمن والدفاع” بقيمة 10.5 مليار يورو لمساعدة إسبانيا على تحقيق هدف 2% بحلول نهاية العام، قائلاً إنه أصبح من الواضح أن “أوروبا وحدها ستعرف كيف تحمي أوروبا” من الآن فصاعدًا.

ردًا على طلب إسبانيا، قال مسؤول في الناتو لرويترز: “لا تزال المناقشات جارية بين الحلفاء حول خطة استثمار دفاعي جديدة”.

زاد ترامب الضغط على الحلف في يناير، قائلاً إن الولايات المتحدة تحملت عبء الدفاع العالمي لفترة طويلة جدًا، وأنه سيطلب من جميع الأعضاء زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي.

حثّ روته الدول الأعضاء على استخدام تهديدات واشنطن كحافز لاتخاذ إجراءات أحادية بشأن زيادة مساهماتها الدفاعية. وقال الشهر الماضي إن الضغط بدأ يؤتي ثماره بالفعل في دول مثل إسبانيا والبرتغال وبلجيكا وإيطاليا.

وقال في مارس: “أقول لهم، حسنًا، أنا أتصل بكم الآن لأطلب منكم تحقيق نسبة 2% بحلول الصيف، حتى نتمكن جماعيًا من تجاوز نسبة 2% بكثير، لأننا مضطرون لإنفاق المزيد، أكثر بكثير”.

مقالات مشابهة

  • من المسؤولة الأميركية التي كذبها ترامب وماذا قالت عن إيران؟
  • «ترامب»: سنتحدث مع إيران وسنرى ما الذي يمكن أن يحدث بعد ذلك
  • من هو “الغوريلا” الذي يؤثر على استراتيجية ترامب تجاه إيران ويدفع باتجاه رد عسكري قوي ضدها؟
  • مشهد طريف لسائق رافعة يغفو أثناء زيارة ترامب لموقع العمل.. فيديو
  • كتائب حزب الله العراقية تتوعد ترامب إذا ضرب إيران: ستخسر كل التريليونات التي تحلم بها
  • إسبانيا ترفض خطة الناتو لإنفاق دول الأعضاء 5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع
  • سفير إسرائيل لدى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو: إيران تشكل تهديدًا لأوروبا أيضًا
  • بوتين: خطط الناتو لزيادة الميزانية العسكرية غير عقلانية ولا معنى لها
  • الناتو و الحرب بين إسرائيل وإيران
  • شريف عامر: إسرائيل تورط ترامب و الإدارة الأمريكية في حرب جديدة بالشرق الأوسط