التربية الجنسية.. كيف تتغلب على الخجل خلال توعية الأبناء؟
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
في الوقت الذي تمثل فيه التربية الجنسية أهمية كبيرة للأطفال؛ إذ تساعدهم في فهم أجسادهم وبناء علاقات صحية مع أنفسهم والآخرين، يعاني كثيرون من أولياء الأمور من أزمة عدم القدرة على تخطي عقبة الخجل عند الحديث مع أبنائهم عن هذا الأمر، وبالتالي يمتنعون تمامًا، بل وينقلون لهم سواء بشكل مباشر أو غير مباشر أنه من الخطأ جدًا التحدث في مثل هذه الأمور ولو على سبيل التوعية، ما يجعل هؤلاء الأطفال أكثر عُرضة للأفكار الجنسية المغلوطة والمتطرفة التي تأتيهم من الخارج، سواء عن طريق منصات التواصل الاجتماعي أو التحدث مع الزملاء في المدرسة والنادي وغيرها من أماكن التجمع.
ومع الأضرار النفسية والجسدية والاجتماعية الخطيرة والكثيرة التي تلحق بالأبناء مع تقدمهم في السن نتيجة تبنيهم أفكار مغلوطة؛ تبرز أهمية توعيتهم منذ الصغر بهذه الثقافة، وأنها لا عيب فيها لطالما يتم استغلالها وفقًا للغرض الذي أوجدها الله من أجله، وهو استمرار الجنس البشري، كما تبرز أيضًا أهمية الحديث مع الأبناء وتوعيتهم بما يتناسب مع مستوى تفكيرهم والأخلاق العامة ومجتمعنا الشرقي.
وحرصًا منها على القيام بواجبها الوطني ومسئوليتها الاجتماعية، أطلقت «الوطن» عدة حملات توعوية تهدف لمواجهة الانحراف والتطرف الاجتماعي والفكرى والديني، تحت شعار «مجتمع صحي آمن.. أوله وعي وأوسطه بناء وآخره تنمية»، من بينها واحدة بعنوان «تعزيز قيم الهوية الاجتماعية»، والتي جاءت تحت شعار «أسرة قوية.. مجتمع متسامح»، وتهدف إلى تصحيح الأفكار المغلوطة التي تتعلق بالتربية والتنشأة الاجتماعية، وفي سياق هذه الحملة يمكن توضيح كيفية التغلب على الخجل عند الحديث مع الأبناء عن الثقافة الجنسية.
التربية الجنسية أكثر من مجرد معلومات عن الجهاز التناسلي أو العلاقة الجنسية، فهي تشمل مجموعة واسعة من القيم والمفاهيم التي تساعد الأطفال في فهم أجسادهم من خلال معرفة أسماء الأعضاء التناسلية، والتغيرات الجسدية التي تحدث في فترة المراهقة، وكيفية العناية بأنفسهم، كما تساعدهم في حماية أنفسهم من الاستغلال والتحرش من خلال تعليمهم كيفية تمييز السلوكيات غير اللائقة وكيفية طلب المساعدة.
ومن الأسباب التي تزيد من أهمية التربية الجنسية للأطفال هي مساعدتهم في تكوين علاقات صحية من خلال فهم أهمية الاحترام والموافقة المتبادلة في العلاقات، وكيفية التواصل بفعالية والتعبير عن المشاعر والاحتياجات، كما تساعدهم في تعلُّم كيفية اتخاذ قرارات صحيحة بشأن صحتهم وسلوكهم، حسب توضيح الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية خلال حديثه لـ«الوطن».
ويمكن لأولياء الأمور التغلب على مشاعر الخجل التي تنتابهم عند حديثهم مع أطفالهم عن الثقافة الجنسية من خلال اتباع بعض النصائح والإرشادات، أهمها الاستعداد والتحضير الجيد قبل البدء في الحديث مع الطفل، وتحديد النقاط الرئيسية التي يجب مناقشتها، واستخدم لغة بسيطة ومناسبة لعمر الطفل، وأيضًا خلق جو من الثقة والأمان والتأكد من أن الطفل يشعر بالراحة والأمان في أثناء المحادثة، ويكون ذلك من خلال اختيار وقت هادئ ومكان مريح، وتجنب مقاطعة الطفل خلال التحدث أو انتقاده.
من الأمور المهمة أيضًا والتي يجب الانتباه لها عند الحديث مع الطفل عن الثقافة الجنسية هي الاستماع الجيد وتشجيع الطفل على طرح الأسئلة والاستماع إليه باهتمام، وتجنب إصدار الأحكام أو التقليل من أهمية أسئلته، وأيضًا التمتع بالصدق والوضوح في الإجابة على أسئلة الطفل، وتجنب استخدام المصطلحات المعقدة أو الغامضة.
كما أكد «هندي» أهمية بدء الحديث عن التربية الجنسية مع الطفل في سن مبكرة وعدم الانتظار حتى يدخل مرحلة المراهقة، وأن يكون ذلك من خلال استخدام لغة بسيطة ومناسبة، والاستعانة بالمصادر الموثوقة مثل الكتب والنشرات والمصادر التعليمية الأخرى التي تساعد في تقديم المعلومات بطريقة صحيحة ومناسبة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: توعية الأبناء التربية الجنسية الثقافة الجنسية الأفكار المغلوطة التحدث مع الأطفال التربیة الجنسیة الثقافة الجنسیة الحدیث مع من خلال
إقرأ أيضاً:
وزيرة البيئة: قضايا التصحر تحتل أهمية كبرى خلال 2025 نظرًا لارتباطها الوثيق بالأمن الغذائي
أكدت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد أن قضايا التصحر باتت تحتل أهمية كبرى في عام 2025، نظرًا لارتباطها الوثيق بالأمن الغذائي لجميع شعوب العالم، دون تمييز بين الدول النامية والمتقدمة.
جاء ذلك خلال حوار مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء مع الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، الذي يوافق السابع عشر من يوليو من كل عام.
وأكدت وزيرة البيئة أن الحفاظ على الأراضي يُعدّ أمرًا محوريًا لضمان الاستقرار والأمن والأمان للشعوب، ولمنع تهجير المجتمعات من مواطنها الأصلية أو حرمانها من سبل العيش المستدامة.
ولفتت إلى الارتفاع الكبير في أسعار الغذاء عالميًا، ما يدعو إلى إعادة النظر في أساليب الحفاظ على الأراضي وإعادة تأهيلها لتكون صالحة للزراعة والإنتاج.
وأشارت وزيرة البيئة إلى أن آثار تغيّر المناخ القاسية، من فيضانات وسيول ودرجات حرارة مرتفعة، تؤثر بشكل كبير على الأراضي وقدرتها على تقديم خدماتها البيئية، مما يهدد قدرتها على دعم النظم البيئية السليمة.
وقالت: "في اليوم العالمي للتصحر، نتّحد جميعًا من أجل الأرض؛ فهي أساس الغذاء والملبس والمأكل، وأساس وفرة الموارد المائية واستقرار الإنسان. فبكل تنوّعنا واختلاف جنسياتنا، لا يمكننا الاستمرار في هذه الحياة دون أرض سليمة، صحية، وآمنة. فبدونها، لن تكون هناك حياة نستحق أن ننعم بها".