نواقص الأدوية تهدد حياة أصحاب الأمراض المزمنة من الأطفال والكبار
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
«اختفاء ونقص حاد فى معظم أدوية الثلاجة» مثل أدوية علاج أمراض السكر والهرمونات والأعصاب والمخ والنمو والتبويض، هكذا قال عدد من الصيادلة، وهى الأدوية التى تتطلب الحفظ بالثلاجة بدرجات حرارة منخفضة، كما يعانى مرضى السكر والقلب من الأطفال والكبار من شح أو نقص حاد فى عدد من أنواع الأنسولين، وأدوية الضغط وشرائط تحليل السكر، وبعض المضادات الحيوية والفيتامينات، وكذلك اختفاء أدوية هرمون النمو، ووصل الأمر إلى الأدوية البسيطة لعلاج الأملاح مثل فوار يوروسلفين وجميع بدائله، وأدوية المعدة والقولون، أصبحت ضمن نواقص الأدوية، ومنذ أسبوعين توافرت أغلب الأدوية، ثم عادت للاختفاء حالياً، وكل يوم تظهر نواقص جديدة.
وهناك نقص واضح فى عدد من الأدوية البسيطة مثل أنواع فوار علاج الأملاح والنقرس والكلى، وأشهرها فوار «يوروسلفين، يوريكول، يوريفين»، ودهان علاج الألم والكدمات مثل ريباريل، هيموكلار، وأقراص «دافلون» لعلاج الأوعية الدموية، «رواكول» لعلاج حصوات المرارة، وأقراص «كونترلوك»، و«مارسالاز» لعلاج القولون والمعدة، أصبحت ضمن النواقص.
ويقول عدد من الصيادلة: نعمل يوماً بيوم لتحديد النواقص والمتوافر، وتتفاقم أزمة نقص بعض الأدوية المهمة لمرضى السكر ومنها «خراطيش» وأقلام الأنسولين لأنواع «هيمالوج، نوفو رابيد، ميكس تارد، تريسيبا، توجويو، وشرائط أنواع أكوا تشك، كيرسينس لقياس نسبة السكر بالدم، وكذلك هرمون النمو، من صيدليات هيئة التأمين الصحى والصيدليات خارج التأمين، وبعض الأدوية «النواقص» تختفى ثم تعود للصيدلية لمدة 3 أيام ثم تختفى مرة أخرى، بل بعض أنواع الأنسولين تعود مدة ساعة أو اثنتين فقط بصيدلية التأمين الصحى بعيادة الهرم الشاملة، ثم تختفى أسبوعين أو شهراً وأكثر مثل أنسولين نوفو رابيد، وهى أصناف وأدوية حيوية ونقصها يهدد حياة المرضى، ويقول الصيادلة إن الكميات الموردة لهم قليلة جداً ولا تكفى إلا عدداً ضئيلاً من المرضى، كما أن بدائل نواقص الأدوية غير متوافرة.
د. خالد عبدالغفاروفى معاناة تتجدد كل يوم، لكثير من الحالات المرضية، وخاصة مرضى السكر «الأطفال والكبار» على حد سواء، نتيجة ارتفاعات متتالية فى أسعار الدواء، ووصلت لضعف الثمن، والمستلزمات الطبية، ووصلت الزيادة والغلاء فى بعض الأصناف إلى ثلاثة أضعاف الثمن والتلاعب بالأسعار واستغلال حاجة المريض، وأكدت والدة أحد الأطفال «أنها لا تجد الأنسولين نوفو رابيد بالتأمين الصحى لأكثر من شهرين، أو يتوافر مدة يوم ثم تنتهى الكمية البسيطة، ولا أستطيع الشراء من خارج التأمين الصحى، لأن ثمن عبوة الأقلام «نوفو» ألف ومائتى جنيه وأكثر.
ونفس المأساة مع الأطفال مرضى السكر وهرمون النمو، تكررت شكاوى الأمهات والآباء من نقص الأنواع لأكثر من شهر، والبدائل مرتفعة الثمن لا يقدر أحد على شرائها خارج منظومة التأمين الصحى.
وكلها احتياجات يومية مستمرة للمريض مدى الحياة مثل حاجته للطعام والشراب، وتمثل عبئاً غير طبيعى على الأهالى، بجانب أسعار الدواء، وهى تفوق فى تكلفتها الأسرة الميسورة وليس الأسر محدودة الدخل.
وطالب المرضى بسرعة تدخل الجهات المعنية بالدولة والرقابية على وجه الخصوص، لبحث وعلاج هذه المشكلة الضخمة التى تهدد حياة ملايين الحالات المعتمدة يومياً على علاج ارتفاع السكر بالدم.
الدولة مشكورة تقدم كل الأصناف وكانت قبل عدة أشهر متوافرة بشكل طبيعى للمرضى المنتفعين بنظام التأمين الصحى، وبدأت الأزمة النقص ثم الشح ثم الاختفاء من صيدليات التأمين الصحى، وهناك أعداد ضخمة من الحالات المرضية خارج منظومة التأمين الصحى، وليس لديهم بديل لتوافر أدوية علاج السكر.
«الوفد» تضع هذه المأساة والمناشدة العاجلة إلى رئيس مجلس الوزراء، والدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، لسرعة التدخل وضبط التجاوزات التى تحدث فى سوق الدواء وتهدد صحة ملايين المرضى.
وأصبحت صحتهم فى تدهور مستمر، نتيجة التوقف عن تعاطى الدواء غير المتوافر، والعجز عن سداد ثمن جزء آخر بعد مضاعفة الأسعار عدة مرات، ووصلت لارتفاعات جنونية لا يقدر عليها أغلب المواطنين، وصارت مهددة للحياة بعد توقف البعض عن تعاطى الدواء الضرورى.
وجدير بالذكر أن نسبة كبيرة من الحالات المرضية بالسكر يوجد طفل أو اثنان داخل الأسرة الواحدة، ما يزيد من الألم والحزن والمعاناة لتوفير الثمن والتخلى عن أولويات الطعام والغذاء لتوفير ثمن الأدوية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأنسولين تحليل السكر الدموية التأمين الصحي التأمین الصحى عدد من
إقرأ أيضاً:
استخراج بطارية ودبوس.. إنقاذ حياة ثلاثة أطفال بمستشفى أبو كبير
شهدت محافظة الشرقية خلال اليومين الماضيين نجاحًا طبيًا جديدًا يضاف إلى سجل مستشفياتها الحكومية، بعدما تمكن الفريق الطبي بوحدة مناظير الأطفال بمستشفى أبو كبير المركزي من إنقاذ ثلاثة أطفال ابتلعوا أجسامًا خطرة كان من شأنها التسبب في مضاعفات صحية شديدة تهدد حياتهم.
وجاء هذا الإنجاز تحت إشراف الدكتور أحمد البيلي وكيل وزارة الصحة بالشرقية، وبجهود متكاملة من فريق متخصص يتمتع بالمهارة والخبرة والدقة في التعامل مع الحالات الحرجة.
وأوضح البيلي أن الحالات الثلاث وصلت إلى المستشفى في أوقات متقاربة خلال فترات مسائية وعلى مدار يومين فقط، حيث استقبلتهم وحدة مناظير الأطفال بالتنسيق مع مركز الخدمات الطارئة بالمديرية، لافتًا إلى أن الأطفال كانوا يعانون من ابتلاع أجسام معدنية حادة وشديدة الخطورة، وهو ما ينذر بحدوث مضاعفات قد تمتد إلى النزيف أو حدوث ثقوب في الجهاز الهضمي أو تلف الأنسجة.
وأشار وكيل الوزارة إلى أن الفريق الطبي نجح أولًا في استخراج دبوس معدني مدبب من طفلة كانت معرضة لخطر ثقب المريء أو المعدة، ثم تمكن من إخراج قطعة مغناطيسية خطرة من طفل آخر قبل أن تتسبب في التصاق أجزاء من الأمعاء أو حدوث انسداد، كما قام الفريق الطبي باستخراج بطارية معدنية من طفل ثالث قبل أن تؤدي إلى تآكل شديد بجدار المريء، مؤكدًا أن التدخل السريع والمهارة الدقيقة للفريق الطبي كانا عاملين حاسمين في إنقاذ حياة الأطفال الثلاثة.
ولفت الدكتور البيلي إلى أن جميع العمليات أُجريت باستخدام المنظار ودون أي تدخل جراحي، ما سمح بخروج الأطفال بحالة صحية مستقرة تمامًا بعد الاطمئنان على سلامة أجهزتهم الداخلية، مشيدًا بكفاءة الفريق الطبي وقدرته على التعامل مع مثل هذه الحالات المعقدة في وقت قياسي، وباستخدام تقنيات متقدمة تتيح أعلى معدلات الأمان والدقة.
ويأتي هذا النجاح في إطار توجيهات الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، والمهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، بضرورة رفع مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، وتطوير وحدات المناظير بالمستشفيات العامة والمركزية والنوعية، لضمان التدخل الفوري والفعال عند استقبال أي حالة طارئة قد تتطلب إجراءات دقيقة وعاجلة.
ومن جانبه، أكد محمود عبدالفتاح مدير الإعلام والعلاقات العامة بمديرية الصحة أن وحدة مناظير الأطفال بمستشفى أبو كبير المركزي تُعد واحدة من الوحدات المتميزة على مستوى المحافظة، نظرًا لما توفره من خدمات تشخيصية وعلاجية متقدمة، إلى جانب امتلاكها لأجهزة حديثة وأطقم طبية مدربة بشكل احترافي على أحدث وسائل التعامل مع الحالات الخطرة.
ووجّه الدكتور أحمد البيلي الشكر إلى الدكتور بهاء أبو شعيشع وكيل المديرية، والدكتور شريف شاهين مدير عام الطب العلاجي، والدكتور محمد نور الدين مدير إدارة الخدمات الطبية والمشرف العام على المناظير، والدكتور إياد درويش مدير إدارة المستشفيات، والدكتور نصر شعبان مدير إدارة الرعاية الحرجة والعاجلة، بالإضافة إلى الدكتورة أميرة خلف مديرة المستشفى، وفريق مناظير الأطفال من الأطباء والتمريض والفنيين وخدمات المعاونة، تقديرًا لجهودهم المتواصلة وتفانيهم في العمل، وسرعة استجابتهم للحالات الحرجة، وهو ما أسهم في إنقاذ أرواح ثلاثة أطفال في وقت وجيز، وترسيخ دور المستشفى كأحد الصروح الطبية الحيوية بمحافظة الشرقية.