” الإعلام العربي بين التجاهل والتحديات “
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
بقلم : سمير السعد ..
على مدى العقود الماضية، شكّل الإعلام العربي حجر زاوية في دعم قضايا الأمة، وعلى رأسها قضية فلسطين والصراع المستمر مع الاحتلال الإسرائيلي. إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تراجعًا ملحوظًا في هذا الدور الذي كان محوريًا في تعزيز وعي الشارع العربي والتأكيد على الهوية المشتركة. فلماذا أصبح الإعلام العربي أقل فعالية في هذا السياق، وما هي التحديات التي تواجهه؟
شهد الإعلام العربي في العقدين الأخيرين تحولات جذرية؛ من حيث المنصات المستخدمة أو من حيث الرسائل التي يتم تبنيها.
يُتهم بعض الإعلام العربي بالتجاهل المتعمد أو التقليل من حجم الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، سواء في فلسطين أو في لبنان. هذا الإهمال يتضح في غياب التغطية المستمرة والانحياز لمواضيع بعيدة عن تلك التي تتعلق بحقوق الشعوب المضطهدة تحت الاحتلال. بعض القنوات الإعلامية، التي كانت في وقت من الأوقات منبرًا للحديث عن معاناة الشعب الفلسطيني واللبناني، أصبحت الآن مشغولة بالمواضيع الترفيهية أو السياسية المحلية.
من جهة أخرى، يواجه الإعلاميون أنفسهم ضغوطًا من الجهات الممولة أو الداعمة، التي قد تتبنى سياسات تقربها من القوى العالمية المؤثرة التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي بشكل أو بآخر. هذا الضغط أدى إلى تقليص مساحة التعبير عن معاناة الفلسطينيين واللبنانيين، مما انعكس سلبًا على الرأي العام العربي.
على الرغم من التراجع الذي شهدته وسائل الإعلام التقليدية، برز دور الإعلام البديل، بما في ذلك المنصات الرقمية والشبكات الاجتماعية. كثير من الناشطين والصحفيين المستقلين يعتمدون على هذه المنصات لإيصال صوت المظلومين وتوثيق الجرائم المرتكبة. لكن هذا الإعلام البديل لا يزال يواجه تحديات كبيرة تتعلق بالتمويل والمصداقية، إذ غالبًا ما يُنظر إلى تلك المنصات بأنها أقل تأثيرًا مقارنة بالقنوات الفضائية الكبرى.
في ظل هذا الوضع، تظل قضية فلسطين ولبنان بحاجة ماسة إلى دعم إعلامي أكبر وأكثر تأثيرًا. إذ يجب على الإعلام العربي أن يتخطى الحواجز السياسية والاقتصادية التي تقيده ويعيد تموضعه كمنبر للعدالة والحرية، مُدركًا أن دوره لا يقتصر على نقل الأخبار، بل على تشكيل وعي الشعوب وحشد التضامن العربي والدولي ضد جرائم الاحتلال.
مع كل هذه التحديات، يحتاج الإعلام العربي إلى تطوير استراتيجيات جديدة لضمان استمرار دعم القضية الفلسطينية والقضايا اللبنانية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. يمكن تلخيص بعض هذه الاستراتيجيات في
أن يتم دعم الإعلام المستقل، سواء كان ذلك من خلال توفير تمويل مستدام أو تدريب الصحفيين على التحقيق الصحفي والتغطية الميدانية المستقلة. الإعلام الذي لا يعتمد على التمويل الموجه سيكون أكثر قدرة على تغطية القضايا بحرية ونزاهة.
استخدام المنصات الرقمية وشبكات التواصل الاجتماعي تمثل أداة قوية لنشر الوعي حول قضايا فلسطين ولبنان. يمكن استغلال هذه المنصات لتوثيق الجرائم ونشر القصص الإنسانية التي تكشف عن معاناة الشعوب تحت الاحتلال، خصوصًا في ظل القيود المفروضة على الإعلام التقليدي.
التعاون مع المؤسسات الإعلامية العالمية التي تدعم حقوق الإنسان قد يسهم في نشر الحقيقة وتوضيح واقع الاحتلال الإسرائيلي على نطاق أوسع. هذا التعاون قد يساهم في الوصول إلى الجماهير الدولية ويعزز من الضغط العالمي على إسرائيل.
من المهم أن يلعب الإعلام دورًا في تعزيز وعي الجمهور العربي حول أهمية استمرار دعم القضية الفلسطينية. يمكن تحقيق ذلك من خلال تقديم برامج وثائقية وتحليلية تعيد التركيز على التاريخ والواقع الحالي للصراع، وتعزز الشعور بالمسؤولية الجماعية تجاه القضية.
وفي الختام إن الإعلام العربي، رغم التحديات التي يواجهها، يبقى قادرًا على لعب دور فعّال في دعم قضايا الأمة إذا ما توافرت له الحرية والاستقلالية. القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية سياسية، بل هي قضية إنسانية وأخلاقية تتطلب من الإعلام العربي أن يعيد ترتيب أولوياته والالتزام بمبادئه الأخلاقية في مواجهة الظلم والاحتلال. سمير السعد
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الاحتلال الإسرائیلی الإعلام العربی
إقرأ أيضاً:
مقاتل يهتف بعبارة “الحرية لفلسطين” وهو يسدد لكمات قوية لمنافسه الإسرائيلي (فيديو)
#سواليف
انتشر مقطع فيديو على نطاق واسع يظهر المقاتل الإيرلندي #بادي_مكوري وهو يصرخ ” #الحرية_لفلسطين ” في وجه خصمه الإسرائيلي #شوكي_فاراج خلال نزال جمعهما يوم السبت في #روما.
The best quote of 2025:
“Fuck you child killer, you're a child killer, fuck you, Free Palestine”~ Paddy McCorry
He was beating it “literally” into this baby killer’s head. pic.twitter.com/Yeo5XUjNNV
وانتهى النزال الذي أقيم ضمن فعاليات “Cage Warriors 189” للفنون القتالية المختلطة بفوز مكوري بالإجماع، لكن ما جعل الحدث محط اهتمام واسع لم يكن فقط الأداء القوي داخل الحلبة، بل أيضا الموقف السياسي الصريح الذي عبر عنه المقاتل الإيرلندي أثناء وبعد حسمه الفوز بالنزال.
مقالات ذات صلة احتفالات تتويج سان جيرمان بدوري الأبطال تتحول لمأساة في فرنسا (فيديو) 2025/06/02???? ???? A huge win for Paddy McCorry, a big player in the Middleweight division. Giving the fans what they want????????#CW189 pic.twitter.com/ArV14M8fHR
— Cage Warriors (@CageWarriors) May 31, 2025وبينما كان يسدد ضرباته على المقاتل الإسرائيلي، سمع مكوري وهو يصرخ في وجه فاراج “الحرية لفلسطين”، في مشهد أثار تفاعلا كبيرا على منصات التواصل الاجتماعي.
وعقب إعلان فوزه بالنزال بالإجماع، علق ماكوري (27 عاما) علم فلسطين على كتفيه وأطلق هتاف “الحرية لفلسطين”، ليعيد لاحقا نشر العديد من اللقطات من النزال عبر حسابه الرسمي على “إنستغرام”، مرفقة بتعليق: “عدالة الشارع”.
ولم يكن المقاتل الإيرلندي وحده من هتف لفلسطين، إذ شاركت الجماهير في الصالة بإطلاق هتافات متزامنة: “الحرية لفلسطين”، قبيل انتهاء النزال.
ورفع مكوري رصيده إلى ستة انتصارات مقابل خسارة واحدة في سبعة نزالات خاضها حتى الآن في مسيرته الاحترافية في رياضة الفنون القتالية المختلطة “MMA”