كشف التقرير السنوي لشركة IBM بعنوان التكاليف الناتجة عن اختراق البيانات عن بلوغ متوسط التكلفة العالمية لاختراق البيانات 4.88 مليون دولار هذا العام، بزيادة 10 في المائة عن 4.45 مليون دولار في العام الماضي، وهي أكبر قفزة سنوية منذ جائحة كوفيد-19، حيث أفادت 70% من المؤسسات حول العالم بأن الاختراقات التي واجهتها تسبّبت في تعطيلات كبيرة أو كبيرة جداً لعملياتهم التجارية.

ووفقاً للتقرير، تسببت الهجمات الإلكترونية في ارتفاع التكلفة الكلية نظراً للتوقف التشغيلي وخسارة العملاء وفقدان الثقة، وكذلك التكاليف المرتبطة بالاستجابات بعد الاختراق مثل توظيف موظفي مكاتب خدمة العملاء والغرامات التنظيمية. وينعكس أثر اختراقات البيانات ليس فقط على زيادة التكاليف، بل يمتد لوقت طويل، حيث تستغرق أغلب المؤسسات، عالمياً، ذات العدد المحدود (12%) أكثر من 100 يوم للتعافي الكامل.

ومن حيث تأثر القطاعات عالمياً، أظهر التقرير ان  قطاع الصحة شهد أعلى تكلفة للاختراقات بلغت  9.77مليون دولار، واحتلت الصناعة المالية المرتبة الثانية، بمتوسط تكلفة 6.08 مليون دولار، بينما جاء القطاع الصناعي في المرتبة الثالثة بمتوسط 5.56 مليون دولار.

وفي الشرق الأوسط، تستمر تكاليف اختراق البيانات للشركات في مسارها التصاعدي لتصل إلى متوسط 8.75 مليون دولار. وأدت تكاليف العمليات المتعلقة بفقدان الأعمال والكشف والتصعيد والاستجابة من جانب العملاء بعد الاختراق والإخطار أيضاً إلى ارتفاع التكاليف على أساس سنوي في المنطقة.

وقالت مروة عباس، مدير عام IBM مصر: "إن التصعيد المستمر لتكاليف خرق البيانات يسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى تدابير متقدمة للأمن السيبراني. ومع تطور التكنولوجيا وزيادة تعقيدها، أصبحت التهديدات السيبرانية واختراقات البيانات أكثر تعقيداً. لذلك فإنه من الضروري الآن أكثر من أي وقت مضى تبني التقنيات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، ومعالجة مخاوف نقص موظفي فرق تأمين الأخطار الإلكترونية، وتعزيز الامتثال التنظيمي. هذه الإجراءات باتت ضرورية لكافة المؤسسات للتخفيف من المخاطر والتكاليف المتزايدة لاختراق البيانات، وبالتالي حماية الأعمال والعملاء على حد سواء."

أبرز النتائج العالمية في التقرير:

• نقص موظفي فرق تأمين الأخطار الإلكترونية - عانت أكثر من نصف الشركات التي تم استعراضها في التقرير، من نقص حاد في الكفاءات العليا لموظفي تأمين الإلكترونية خلال العام الماضي. ونتيجة لذلك، شهدت المؤسسات تكاليف اختراق أعلى بكثير (5.74 مليون دولار للمستويات العالية مقابل 3.98 مليون دولار للمستويات المنخفضة أو عدم وجودها). ولكن قد تشهد تحديات التوظيف المتزايدة تطورات ايجابية، حيث ذكرت عدة شركات أنها تخطط لزيادة ميزانيات التأمين الإلكتروني مقارنة بالعام الماضي (63٪ مقابل 51٪)، وبرز تدريب الموظفين كمجال استثماري مخطط له. كما تخطط المنظمات أيضاً للاستثمار في تخطيط الاستجابة للحوادث واختبارها، وتقنيات الكشف عن التهديدات والاستجابة لها (على سبيل المثال، SIEMوSOAR وEDR)، وإدارة الهوية والوصول وأدوات حماية أمان البيانات.

• فجوات في تقدير البيانات - شملت أربعون بالمائة من الاختراقات بيانات مخزنة عبر نظم متعددة بما في ذلك السحابة العامة والسحابة الخاصة والمملوكة لجهة العمل (on prem). كلفت هذه الاختراقات أكثر من 5 ملايين دولار في المتوسط واستغرقت أطول وقت لتحديدها واحتواء مشاكل الاختراق (283 يوم).


• انعدام تأمين البيانات يزيد من سرقة حقوق الملكية الفكرية - وفقاً لتقرير عام 2024، فإن أكثر من ثلث الاختراقات شملت بيانات مخزنة في مصادر غير مدارة، مما يسلط الضوء على التحدي المتزايد المتمثل في تتبع البيانات وحمايتها. ساهمت هذه الفجوات في رؤية البيانات في الارتفاع الحاد (27%) في سرقة الملكية الفكرية .كما ارتفعت التكاليف المرتبطة بهذه السجلات المسروقة بنسبة تقارب 11% عن العام السابق لتصل إلى 173 دولارًا لكل سجل. قد تصبح الملكية الفكرية أكثر عُرضة  للاختراق نتيجةً للذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يزيد من احتمالية الوصول لهذه البيانات وغيرها من البيانات الحساسة. ومع انتشار البيانات الحيوية عبر البيئات المختلفة، تحتاج الشركات إلى إعادة تقييم الضوابط الأمنية وآليات التحكم المحيطة بها.

• الذكاء الاصطناعي يحد من عمليات الاختراق - أظهر التقرير أن 67% من الشركات اعتمدت نظم الميكنة والذكاء الاصطناعي لأغراض التأمين- بزيادة تقترب من 10% عن العام السابق - وذكرت 20% من الشركات أنهم استخدموا نماذج من الذكاء الاصطناعي التوليدي للتأمين الإلكتروني. وتمكنت المؤسسات التي استخدمت نظم الميكنة والذكاء الاصطناعي للتأمين الرقمي على نطاق واسع من اكتشاف واحتواء عمليات الاختراق، بمعدل أسرع 98 يوماً في المتوسط، كما ساهمت في خفض تكاليف الاختراق بمقدار 1.88 مليون دولار.


• دورة حياة خرق البيانات - بلغ متوسط دورة اختراق البيانات عالمياً أدنى مستوى له في 7 سنوات عند 258 يوماً، مقارنةً بـ 277 يوماً العام الماضي. وكشف التقرير أن هذه التقنيات قد تعزز من سبل التعافي من الاختراق الإلكتروني من خلال تحسين آليات التخفيف من التهديدات الإلكترونية ومعالجتها.

• زيادة فترة اكتشاف الاختراقات داخلياً - تم اكتشاف 42٪ من الاختراقات بواسطة فرق أو أدوات التأمين الخاصة بالمؤسسة مقارنة بـ 33٪ في العام السابق، وهو ما يساهم في تقليص دورة حياة اختراق البيانات بمقدار 61 يوماً وأدى الى توفير ما يقرب من مليون دولار في تكاليف الاختراق مقارنةً بتلك التي تم الكشف عنها بواسطة المهاجم.


يعتمد تقرير تكلفة اختراق البيانات لعام 2024 على تحليل متعمق لحوادث اختراقات البيانات لـ 604 مؤسسة على مستوى العالم في الفترة من مارس 2023 حتى فبراير 2024. ولقد تم نشر البحث، الذي أجراه معهد Ponemon برعاية ودعم تقني من IBM، على مدار 19 عاما ًمتتالية لدراسة أثر الهجمات الإلكترونية على أكثر من 6000 مؤسسة، ليصبح من المؤشرات السنوية الهامة للصناعة.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يحوّل أوامر صوتية إلى أشياء واقعية

طوّر باحثون نظامًا يعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي والروبوتات، لتحويل الكلام إلى أشياء واقعية مثل الأثاث.

باستخدام نظام تحويل الكلام إلى واقع، يُمكن لذراع روبوتية مُثبتة على طاولة استقبال طلبات صوتية من شخص، مثل "أريد كرسيًا بسيطًا"، ثم بناء هذه الأشياء من مكونات معيارية.
حتى الآن، استخدم الباحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا هذا النظام لإنشاء كراسي، ورفوف، وطاولة صغيرة، وحتى قطع ديكورية مثل تمثال كلب.

يقول ألكسندر هتيت كياو، طالب دراسات عليا في المعهد وزميل أكاديمية مورنينغسايد للتصميم "نربط معالجة اللغة الطبيعية، والذكاء الاصطناعي التوليدي ثلاثي الأبعاد، والتجميع الروبوتي". ويضيف "هذه مجالات بحثية تتطور بسرعة لم يسبق أن جُمعت بطريقة تتيح صنع أشياء مادية بمجرد توجيه صوتي بسيط".

بدأت الفكرة عندما التحق كياو، طالب دراسات عليا في أقسام الهندسة المعمارية والهندسة الكهربائية وعلوم الحاسوب، بدورة بعنوان "كيفية صنع أي شيء تقريبًا".
في تلك الدورة، بنى كياو نظام تحويل الكلام إلى واقع. واصل العمل على المشروع في مركز تابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالتعاون مع طالبي دراسات عليا.

يبدأ نظام تحويل الكلام إلى واقع بميزة التعرف على الكلام التي تُعالج طلب المستخدم باستخدام نموذج لغوي كبير، يليه الذكاء الاصطناعي التوليدي ثلاثي الأبعاد الذي يُنشئ تمثيلًا شبكيًا رقميًا للجسم، وخوارزمية تُحلل هذه الشبكة ثلاثية الأبعاد إلى مكونات تجميع.

بعد ذلك، تُعدّل المعالجة الهندسية التجميع المُولّد بواسطة الذكاء الاصطناعي، ويتبع ذلك إنشاء تسلسل تجميع مُجدٍ وتخطيط مسار آلي للذراع الروبوتية لتجميع الأجسام المادية بناءً على توجيهات المستخدم.

من خلال الاستفادة من اللغة الطبيعية، يُسهّل النظام عملية التصميم والتصنيع للأشخاص الذين لا يمتلكون خبرة في النمذجة ثلاثية الأبعاد أو برمجة الروبوتات. وعلى عكس الطباعة ثلاثية الأبعاد، التي قد تستغرق ساعات أو أيامًا، يُبنى هذا النظام في دقائق.

أخبار ذات صلة "أمازون" تطرح خصائص جديدة لتسهيل إنشاء نماذج اللغة الكبيرة للذكاء الاصطناعي ملخص صور جوجل يعرض ذكريات 2025 عبر الذكاء الاصطناعي

يقول كياو "يُمثّل هذا المشروع واجهة بين البشر والذكاء الاصطناعي والروبوتات للتعاون في إنتاج أشياء من حولنا. تخيل أنك تقول: أريد كرسيًا. وفي غضون خمس دقائق، يظهر أمامك كرسي حقيقي".

يخطط الفريق فورًا لتحسين قدرة الأثاث على تحمل الوزن من خلال تغيير طريقة ربط المكعبات من المغناطيس إلى وصلات أكثر متانة.

تقول ميانا سميث، التي شاركت في المشروع "طورنا أيضًا خطوط أنابيب لتحويل هياكل فوكسل إلى تسلسلات تجميع عملية للروبوتات المتنقلة الصغيرة الموزعة، مما قد يساعد في تطبيق هذا العمل على هياكل بأي حجم".

الغرض من استخدام المكونات المعيارية هو تقليل الهدر الناتج عن صنع الأشياء المادية عن طريق تفكيكها ثم إعادة تجميعها إلى شيء مختلف، على سبيل المثال تحويل أريكة إلى سرير عندما لا تعود بحاجة إليها.

بما أن كياو يتمتع أيضًا بخبرة في استخدام تقنية التعرف على الإيماءات والواقع المعزز للتفاعل مع الروبوتات في عملية التصنيع، فإنه يعمل حاليًا على دمج كل من التحكم الصوتي والإيمائي في نظام تحويل الكلام إلى واقع.

يقول كياو "أريد أن أزيد من فرص الناس في صنع الأشياء المادية بطريقة سريعة وميسرة ومستدامة. أعمل نحو مستقبل يكون فيه جوهر المادة تحت سيطرتك تمامًا، حيث يمكن توليد الواقع عند الطلب".

قدّم الفريق بحثه بعنوان "تحويل الكلام إلى واقع: إنتاج عند الطلب باستخدام اللغة الطبيعية، والذكاء الاصطناعي التوليدي ثلاثي الأبعاد، والتجميع الروبوتي المنفصل" في ندوة جمعية آلات الحوسبة حول التصنيع الحاسوبي  التي عُقدت في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في نوفمبر الماضي.
مصطفى أوفى (أبوظبي)

مقالات مشابهة

  • آي بي إم تشتري كونفلونت بصفقة بقيمة 11 مليار دولار لتعزيز عروض الذكاء الاصطناعي
  • العراق يعلن استرداد أكثر من 17 مليون دولار من عائدات الفساد
  • المدير العام لمنظمة الفاو: نسعى لتوسيع استخدام الذكاء الاصطناعي
  • معلومات الوزراء: تضاعف استهلاك الكهرباء بمراكز البيانات بحلول 2030 بسبب الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يحوّل أوامر صوتية إلى أشياء واقعية
  • الأمن العام يواصل تطوير الخدمات باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • ملخص صور جوجل يعرض ذكريات 2025 عبر الذكاء الاصطناعي
  • صفقة يوم واحد .. Best Buy تخفّض Surface Pro 12 بمقدار 250 دولار
  • وزير الاتصالات: صادراتنا الرقمية بلغت 7.4 مليار دولار ولن نتعجل في تشريعات الذكاء الاصطناعي
  • وزير الخارجية يستعرض جهود مصر في مجال الذكاء الاصطناعي وحوكمة البيانات